تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صدقوا الهدنة فدفعوا الثمن باهضاً



من لبنان
08-02-2006, 07:01 PM
بيروت (رويترز) - انطلق على باجوق لتسليم امدادات الى الاقارب المسنين في عيتا الشعب معتقدا أن إسرائيل علقت قصفها الجوي لجنوب لبنان.
غير ان باجوق كان مخطئا ويرقد الان على سرير بالمستشفى في بيروت وقد غطت الضمادات جسده ورأسه ووجهه بسبب الحروق التي نجمت عن ضربة جوية.
وقال باجوق (39 عاما) الذي لايبدو منه سوى عينيه وفمه خلف طبقات سميكة من الضمادات "صعدنا الى عيتا على أساس أن هناك هدنة لوقف اطلاق النار .لكنهم كاذبون لا يوجد هدنة ولا شيء."
وقالت اسرائيل يوم الاحد انها ستعلق الضربات الجوية على جنوب لبنان لمدة 48 ساعة للتحقيق في ضربة جوية على قرية قانا قتل فيها 54 مدنيا غالبيتهم من الاطفال.
وكانت هناك ضربات جوية اقل من المعتاد يومي الاثنين والثلاثاء ولكن الطائرات كانت لا تزال تضرب.
وقال الجيش الاسرائيلي انه يحتفظ بحقه في ضرب مقاتلي حزب الله الذين يطلقون الصواريخ على اسرائيل من معاقلهم في جنوب لبنان. كذلك حذرت اسرائيل المدنيين بضرورة مغادرة المنطقة ولكن السكان قالوا ان القصف الذي خرب الطرق يعوق تحركاتهم.
وكان باجوق الذي قام بالرحلة من قرية رميش القريبة مع اصدقائه خارج متجر عندما انفجر الصاروخ.
وقال "كانت هناك طائرة استطلاع فوقنا. رأتنا. وضربت صاروخا حارقا على المحل. قفزنا بعيدا لكن النار طاولتنا واصابتنا بحروق.
"لم نفقد وعينا. قمنا وادرنا محرك سيارتنا ونزلنا الى رميش."
والى جانب فراشه تمدد صبي كان معه وقد غطته الضمادات بالكامل.
ونقل الصليب الاحمر اللبناني باجوق واصدقائه الى المستشفى في بيروت وهي رحلة تستغرق ساعتين بالسيارة ولكنها طالت الى ثماني ساعات بسبب الدمار الذي الحقته الضربات الجوية بالطرق.
وقالت اسرائيل ايضا انها ستسمح باربعة وعشرين ساعة لعمال الاغاثة للوصول الى المناطق الاكثر تضررا في الجنوب ولكي يغادرها سكانها. ولكن الامم المتحدة قالت ان وصول المعونات لم يتحسن.
وقال خالد منصور المتحدث باسم الامم المتحدة "لم يعطونا اي توضيح متى كانت ستبدأ او متى تنتهي."
واضاف "من وجهة نظرنا لم يكن هناك وقف لاطلاق النار لثماني واربعين ساعة كان هناك قصف جوي وتبادل لاطلاق النار."
واوضح ان القصف خف ولكن ذلك لم يؤد الى زيادة الامدادات الانسانية.
وقال ان الجيش الاسرائيلي اشار بعدم ارسال قافلة معونة الى قرية رميش يوم الثلاثاء.
غير ان الحكومة تمكنت من استخدام الهدوء الجزئي للعنف لاجلاء بعض سكان رميش ومن بينهم وزوجة باجوق واطفاله.
وقال باجوق انه كان يحاول نقل الدقيق (الطحين) الى اقاربه المسنين عندما ضرب الصاروخ عيتا الشعب وهي واحدة من الخطوط الامامية للقتال بين حزب الله واسرائيل المستمر منذ اكثر من ثلاثة اسابيع.
وقال باجوق "لدينا عم عاجز لا يستطيع الوقوف او المشي وزوجته امرأة مسنة .كنا نذهب لنتفقدهم في عيتا كنا نأخذ له الطعام ونصنع لهم الخبر .ولكن الان لا نعرف ماذا حل بهما."
وظل البعض في قراهم على الرغم من الحرب خشية ان تضربهم الطائرات الحربية الاسرائلية على الطرق المدمرة في الجنوب.
وقال باجوق "المشكلة في رميش ان الناس التي تريد المغادرة لا تستطيع ..لا يوجد بنزين. الفانات اصبحت تصعد الى المنطقة لاخذ الركاب ويتقاضون على الشخص الواحد مئة دولار. هناك اناس لا يمتلكون هذه المبالغ."
من توم بيري