تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : 400 عائلة لبنانية تعيش في موقف للسيارات تحت الأرض



من لبنان
07-31-2006, 08:23 AM
بيروت: مايا مشلب "الشرق الأوسط"
تعيد زيارة مجمع «بيروت مول» الذي يحتضن نحو 400 عائلة لبنانية مهجّرة، ترتيب مفاهيم «الذل» في ذهن قاصده، الى درجة يكتسب فيها الموت مكانة مرموقة، لا بل قد يُحسد من وقعت عليه القرعة ونال هذا النصيب من الحرب. قد يرى البعض في هذا الامر كفرا، لكن من اختبر المكوث لنحو اسبوعين في موقف للسيارات تحت الارض لا يدخله خيط من الضوء او يتسلل اليه الهواء الطبيعي، ولو كان ملوّثا بمركبات الاسلحة الاسرائيلية، قد يعيد النظر في مسلماته.
بضع فتحات، يفترض انها للتهوئة، تنبعث منها سخونة تزيد فلك الموقف حماوة... لتلطيف الصورة وتخفيف وطأتها، يمكن الاكتفاء بالقول انه مكان لا تتوافر فيه الشروط الصحية، كما وصفه لـ«الشرق الاوسط» الطبيب الموجود هناك لمعاينة نحو 200 فرد يوميا، الدكتور عبد الاله كنج. ويضيف :«نفتقد كل الادوية ولا تصل إلينا المساعدات من الهيئة العليا للاغاثة او وزارة الصحة. هناك الكثير من حالات الاسهال والتقيؤ في صفوف الاطفال، وعدم توافر المياه ومواد التنظيف يسبب الجرب. لا نملك سوى بعض المسكنات والاسعافات الاولية. ونوزع علبة الدواء الواحدة على عدد من المرضى. باختصار ان الظروف المعيشية والصحية اقل بكثير من الحد الادنى».
حديقة اسمنتية استحدثت في زاوية ليلعب فيها الاطفال، فنجحت في جذب بعضهم وأخفقت في إلهاء الكثيرين ذلك انهم كبروا قبل اوانهم وباتوا يحملون هواجس الكبار ويحلمون بهدية «سلام» بدلا من لعبة، أو على الاقل بوقف لإطلاق النار يقي آذانهم دويّ القذائف وهدير الطائرات الحربية الاسرائيلية، فوائل، 9 سنوات، يحلم بـ«ان يتوقف كل هذا وأعتقد انه سيتحقق لأن غدا عيد ميلادي وسأطلب ذلك. لن أقيم حفلة سأكتفي بالصلاة». أما فضول الاطفال في سن الرابعة والخامسة، أي سن طرح الاسئلة، فبات مركّزا على مواضيع من نوع «متى نعود الى المنزل؟» و«متى ينتهي كل هذا؟».
وفي زاوية اخرى وضعت شاشة عملاقة لمتابعة الاخبار دائما عبر محطة «المنار» التابعة لحزب الله، وأحيانا توضع بعض افلام الصور المتحركة للاطفال. نظرة سريعة في المكان كافية لتلمّس البؤس ورؤية القهر والاسى اللذين تركا آثارهما على الوجوه الحزينة والمتجهمة... عبارات جاهزة وكأنها من توليفة واحدة وان اختلفت كلماتها فمضامينها واحدة، تصب جميعها في التمسك بالصمود والمقاومة والايمان بغد أفضل.
ربما عمل شباب حزب الله على توفير المعلبات الغذائية للجميع لكن الاطفال الرضع هم الفئة الاقل حظا في الحصول على الحليب والمستلزمات الحياتية التي تفتقدها غالبية المناطق اللبنانية ليصيروا بالتالي عرضة للامراض والأوبئة. ستة منهم ولدوا في المستوصف الصغير في ذلك الموقف واحدى الامهات نُقلت الى مستشفى لإصابتها بنزف حاد لعدم توافر الادوية اللازمة، كما قال كنج.

من هناك
07-31-2006, 02:14 PM
لا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم فرج عنهم