تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لواء أمير المؤمنين علي بن ابي طالب / الى أبناء الشيعـة في العـراق …



صلاح الدين يوسف
07-27-2006, 03:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(( و لا تـَلْبـِسوا الحـقّ بالباطل و تكتموا الحق و أنتم تعلمون l )) سورة البقرة 42


من جهاد الانصاري
الى أبناء الشيعـة في العـراق …

أما و قد وصل الموقف الى ما وصل اليه .. و أنتم ترون سرعة الزخم الذي تندفع به الاحداث نحو
الاشتعال ، رأينا أن نكتب خطاباً موجهاً اليـكم ، كنوع من المكاشفة الصريحة ، نكون بها معكم على
موقف ثابت و فهم دقيق لحقائق الامور ..
و تجنباً للبس و سوء الفهم ، فكلامنا ليس موجهاً لحكومتكم أو قيادات أحزابكم أو الرؤوس السوداء
في حوزتـكم .. هؤلاء قد حسمنـا أمرهم منذ دهر بعيد ، و ان مصيرهم الى الخسران في الدنيا و
الآخرة .. أينما فرّوا ، و حيثما التفوا و اختبؤوا فانـّا لهم بالمرصاد ، و انـّا لقاصموا راياتهم بعون
الله العزيز القدير ..
إن حديثنا هذا معكم كأبناء البلد .. هذا ان كنتم ما تزالون تذكرون انتماءكم لبلدكم .. و هي دعوة قد
تكـون الأخيـرة لكم ، لتعـودوا الى رشدكم و تحكـّموا عقولكم .. و تحكـّموا عقولكم ، و لتحملوا
مصائركم الى النجاة بدلاًَ من تسليمها الى أنذال يقودونكم غير عابئين بكم نحو الهلاك المبين ..

و لن نبـدأ بالحديث عن موقـفنا تجاهكم او رأينا فيكم ، و لندع مواقف التاريخ تشهد عليكم و على
افعالكم ..
ادعيتم الاسلام من قبل ..!
و ادعيتم العروبة ..!
و ادعيتم الوطنية و الانتماء لهذا البلد ..!
ثم .. ما كان لأفعالكم إلا أن تخالف اقوالكم .. تجردتم ببساطة من كل مفردات الايمان و الشرف و
الغيرة ..!
بالامس البعيد ، هلهل يهود العراق مرحبـين بمجيء الاحتلال البريطاني ، فكان أن شابهتـم اليهود
و تكفلـتم بالترحيب بالغزاة الجدد . و بينما بقيت روح المقاومة و القتال فينا و سلكنا درب الجهاد في
سبيل الله ، اتخذتم خيار الذل و الخيانة و ايـّدتم المحتل قولاً و فعلاً ..

أقدمت حوزتكم وفق استعداد مسبق باصدار أوامر صريحة اليكم بجرائم السلب و النهب ، و اغتيال
الضعفاء من المسلمين ، أو حيثما كانوا قلة و خاصة في محافظات الجنوب ، و الاستيلاء على مساجد
المسلمين .. و ما زالت تعليمات الحوزة تصدر بشكل مستمر على هذا المسار ، و لدينا وثائـق و أدلة
تثبت ذلك ..
ادعيتم مـراراً وقوع الاضطهاد عليكم من نظـام الحكم السابق .. ثم مارستم كل بشع و شنيع من
الاعمال الغـادرة ضد المسلمين ، بالتجسس لصالح المحتل ، و تدبير المكائد و الاغتيالات و الطعن و
الاعتداء .. فهل كانت ممارساتكم تمت بصلة الى الاسلام و القيم و العروبة التي تدّعونها ..؟!

سلمتم أراضـي الجنوب ببساطة الى المخابـرات الايرانية ، و سارعتـم لاعلان الولاء و الطاعة
للايرانيين ،و انتم تعلمون مقدار كرههم لكم ، و مدى امعانهم في اذلالهم واحتقارهم لشيعة العراق ، و
الذين يرحلون الى مدينة ( مشهد ) يشهدون هذا يقيناً ..
يجيء الحديث بعد ذلك عن كل ما بذلتموه من جهود لدعم أفراد حزبي ( الدعوة ) و (غدر) القادمين
مع المحتل .. و انتم تذكرون جيداً ما مارسه هؤلاء العملاء ضدكم ، و أن أنذال ( غدر ) تحديداً هم
من أوكلت اليهم مهمات تعذيب الاسرى ـ الشيعة بالذات ـ ابان الحرب العراقية ـ الايرانية ..
لقد شهرتم منذ البداية كل اثباتات الخيانة و الغدر .. و كانت مؤامراتكم من أشد الامور وضوحاً ، ثم
تستنكرون متباكين ، تنصبون مأتمـاً كلما بادرنا بمجابهة مؤامراتكم و رد اعتدائكم و ظلمكم . و لكن
تلك دائماً هي شيمة الجبناء ..

دائماً ما كانت الحجج تساق للدفاع عنكم ، كلما قامت أحدى فرقنا باعدام أحد مواطنيكم ممن نمتلك
ضده أدلة تثبت خيانته . فيقال لنا..اننا يجب ألا ّ نأخذ عوام الشيعة بما تقترفه حكومتهم من جرائم ضد
ابناءنا من المسلمين ..
و يقال أيضاً .. ان علينا ان نلتزم بالسكوت و الصبر ..!
فاذا ما أنصتـّم لصوت العقل و المنطق ،ستجدوا أنكم بالفعل لم تكونوا بعيدين عما ارتكبته حكومتكم
ضدنا .. و لم تكن مؤامراتكـم علينا بالنسبة لنا محل شك أو من قبيـل التصرفات المريبة ، بل كانت
أفعالكم طوال عامين و أكثر اثباتات دامغة كشفت حقيقة نواياكم الخبيثة تجاهنا ..

بداية … تنافستـم في دفع ابناءكم للتطوع في تشكيلات الشرطة و الحرس ، و انتم تعلمون الغرض
المبيـّت ضد المجاهدين من وراء انشاء تلك التشكيلات ..
و جاءت المرحلة الثانية من المؤامرة ، فسارعتم متزاحمين لاعطاء أصواتكم و انتخاب أفراد حكومة
تعلمون مسبقاً مدى دناءتهم و عمالتهم و تبعيتهم لايران . و لعل البشرية لم يسبق لها أن انجبت أناساً
بمستوى خسّـتهم و شرهم ..
و الواقع أنكم بعدها سجلتم براعة متناهية في تجنيد أنفسكم كجواسيس و مخبرين للتبليغ عن كل مسلم
من ابناءنا .. كل مصل ٍ في جامع ، و كل انسان ملتزم ، و كل موظف مخلص.. ليجري اعتقاله فوراً
و تعذيبه شر تعذيب حتى يفارق الحياة ..

و لاننا أبناء هـذا البلد ، و لكوننـا ـ شئتم أم أبيتم ـ معكم و بينكم ، نسمع و نرى كل تعليقاتكم و
تفاعلاتكم مع كل عملية تشنها حكومتكم المجرمة ضد قرانا و مدننا .. فكان أن اظهرتم الفرح الغامر
تجاه ما حدث و يحدث ضدنا .. و صرّحتم بالفخر و الشماتة فيما حل بالفلوجة و القائم و المدائن .. و
أخيراً تلعفـر !
و زاد على ذلك تأييدكم اللامحدود للاعتقالات الموجهة ضد اهـالينا ، و تصديقكم لمشاهد تروّج لها
حكومتكم ، يعترف فيها بعض الشباب بكل ما هو بذيء و مريع على شاشات الاعلام .. و انتم تعلمون
مسبقاً أنهم سيقوا ظلماً الى هذا بعدما تعرضوا لافظع أنواع التنكيل ، و ذاقوا من التعذيب أحلك الالوان
و أدماها ..
و تلك كلمات السب و الشتم كانت على الدوام تنهال منكم لتطعن في شرف نسائنا ممن اعتدى عليهن
أوغاد حرسكم و شرطتكم في مداهماتهم التي تباركون استمرارها ضد بيوتنا الآمنة ..
لسنا على استعداد للوقوف مكتوفي الايدي ، نسمع بذيء الكلام من قبلكم بحقنا ، و قد تنصلتم من كل
مبدأ و دين و غيـرة على العرض .. و الله الذي لا اله إلا هـو جبار السماوات و الارض لنكونـّن
السيوف القاطعة التي تبتر كل من يجسر بعد الآن على قذف المسلمين و الشماتة بهم ..

إن كل من يفكر و يحلل الامور يستطيع أن يفيق و يرى دون عناء الحقائق تضيء ساطعة بوجهه، و
يدرك ما انتهـيتم اليه من موقف مهين .. و يعرف أن الحق معنا و ان الله تعالى ناصر لنا بمشيئته و
قوته ، و لن ينصر الله من ظلم و تآمر و كذب و غدر ..

تلك فرصتكم الاخيرة لتتخذوا مواقف اكثر صواباً ، ضماناً لأمنكم ، و لتنقـذوا أرواحكم ، و تتوبوا
الى الله سبحانه و تتطهروا من دنس الخيانة، و إلا ّ فلن يهمنا أمركم إن واصلتم نهج الخيانة و الغدر ،
و لن يكون حصادكم و دفع افسادكم عبأ ً علينا .. و انما نخاطبكم الآن لانذاركم مرة أخيرة ، و عندما
قـلنا أن الاحداث ستـبلغ حد الاشتعال ، فانما كنـا نعني بهذا انها ستشتعل بكم انتم ، و لعلكم تعقلون
و تتعظون ..

اعلموا اننا لا نقدم حلولاً وسط لاقـتسام البلد ، أو التعايش معكـم بقبول مساوئكم و مفاسدكم على
علاتها .. إن دولة الاسلام التي نجاهد لاقامتها قادمة بمشيئة الله و وعـده سبحانه لنـا .. و مشروعنا
لاقامتها ماض في التحقق خطوة بعد أخرى ، فلا تتعلقوا بوهم أن ينبري أفراد حكومتكم للذود عنكم ..

قبل سنوات كان هؤلاء الاقزام مطاردين منبوذين في الخارج ، يرفعون لافتة " معارضة " . و اليوم
هم لا يأمنـون على حياتهم حتى داخل سفارة الاحتلال .. انهم كما في الامس فـارّون مرعوبون في
الخارج ، حاملين ما سرقوه من أموال ، تاركين اياكم لمصيركم أي كان ..!

اننا نمد يدنا لمن يتوب توبة صادقة و يتخذ الموقف الصحيح ، و يقرن قوله بالفعل ، لا أن ينافقـنا
بما اعتدتم تسميته بالتقية ..
اثبتوا لنا صلاح نيـّاتكم و أحوالكم ، و اوقفوا كل تعاملاتكم و اتصالاتكم مع أجهزة الأمن العميلة ..
امتنعوا عن التبليغ و كتابة التقارير المسمومة ..
غادروا مواقعكم و وظائفكم في الشرطة و الحرس .. و حرّضوا من تعرفون على تركها نهائياً ..
اعلنوا مواقفكم صراحة بعدم المساس بأي من المسلمين في الدوائر و الجامعات و المستشفيات ..
قاطعوا الدستور .. و قاطعوا الانتخابات .
فإن أبيـتم .. فانتظروا منـّا حرباً لا هوادة فيها .

و الله أكبـر .. الله أكبر
و العزة للاسـلام و المسلميـن .
لواء علي بن ابي طالب رضي الله عنه

جهاد الانصاري
14 شعبان 1426 هـ
18 أيلـول 2005 م

صلاح الدين يوسف
07-27-2006, 10:08 PM
و الواقع أنكم بعدها سجلتم براعة متناهية في تجنيد أنفسكم كجواسيس و مخبرين للتبليغ عن كل مسلم
من ابناءنا .. كل مصل ٍ في جامع ، و كل انسان ملتزم ، و كل موظف مخلص.. ليجري اعتقاله فوراً
و تعذيبه شر تعذيب حتى يفارق الحياة