تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يا أهلنا في لبنان .. للشيخ ناصر العمر حفظه الله



صلاح الدين يوسف
07-26-2006, 04:02 PM
يا أهلنا في لبنان .. للشيخ ناصر العمر حفظه الله


يا أهلنا في لبنان

الحمد لله الذي أكمل دينه وأظهره على الدين كله ولوكره الكافرون ..
الذي نصر عبده و أعز جنده وهزم الأحزاب وحده وقدر أحوال العباد كيف شاء إلى يوم الدين.

و الصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، الذي جعل الله صدق محبته واتباع سنته أصدق دليل و أنصع بينة على التمييز بين أهل صراطه المستقيم وبين الضالين عنه ، والصلاة والسلام على آل بيته و أزواجه وأصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :

فيا أهلنا ويا أحبتنا .. يا أهل لبنان وفلسطين .. يا سندنا بعد الله تعالى .. ويا حماة ثغورنا منذ قرون العز والكرامة .. يا من تقفون على الأرض التي باركها الله وبارك ما حولها :

ثقوا و تيقنوا أنه ما كان لأهلكم وخاصتكم ممن هم حول المسجد الحرام و المسجد النبوي وغيرهم من بقية مناطق العالم الإسلامي أن ينسوا أفضالكم وسابقتكم في الجهاد والنصرة ومقاومة الأعداء على مر التاريخ .وما كان لهم أن ينعموا ويقر لهم قرار وهم يرونكم تتألمون وتكابدون النوازل والفتن الواحدة تلو الأخرى.

لقد اشتدت الأزمات وتتابعت الخطوب وعظم البلاء علينا جميعاً، فلا تكاد تمر محنة وتنقضي إلا وتصاب الأمة بمحنة جديدة وكارثة عظيمة ولا حول ولا قوة إلا بالله. محن وفتن ، تزهق فيها الأرواح وتنتهك المحارم وتسحق معاني الطفولة ، وتستباح البلاد وتهدم المساجد على رؤوس المصلين، وتهدر معالم البناء والنماء في لحظات ، دون أدنى اكتراث من الأعداء الهمجيين.

واليوم تنكأ الجراح ويتجدد الألم مما يحصل الآن في فلسطين و لبنان ، من اعتداءات حاقدة ومجازر بشعة واستباحة للكرامة و للحقوق الإنسانية في همجية صارخة ، من القوات الصهيونية المجرمة التي تحتل الأرض المقدسة وتدنسها ، وبدعم ومساندة مباشرة من قوة الشر الحقيقية الولايات المتحدة الأمريكية.
يتجدد كل ذلك في ظل تخاذل وانهزامية من الدول العربية والإسلامية وسكوت وتواطؤ مخز ومريب من الدول الغربية والشرقية.

لكن ما يزيد الألم والجرح في النفوس والقلوب أكثر وأكثر، هذا الاضطراب والجدل والافتراق الذي نلحظه ونعايشه بين المسلمين اليوم فيما يتعلق بمواقفهم من أطراف النزاع الذين أشعلوا هذه الكارثة في لبنان ، وفاجأوا الأمة بها.

في خضم هذه الأحداث المثيرة تحتقن النفوس ، وتشرئب الأعناق وتتطلع الجماهير فترى أبناءها يقتلون ومصالحها تستلب و أرضها تستباح فتتعلق بكل من يرفع راية المقاومة ضد الكيان الصهيوني وتسير خلفه وتردد شعاراته ، دون أن تعي حقيقة الأمر أو تعرف طبيعة الصراع ، و أن وراء الأكمة ما وراءها .

ومن المفارقات المرة أن تذكرنا هذه النازلة في لبنان بما حصل بين المسلمين في الماضي القريب إبان غزو حزب البعث العراقي للكويت، أو ما قبلها وأشد منها وأعني ثورة الخميني التي رفعت الراية الإسلامية و اغتر بها الكثيرون ثم تبينت حقيقتها ، و التي هي أبعد ما تكون عن الإسلام . فكأن بعض المسلمين لم يعتبروا بعد ولم يستفيدوا من الأحداث المؤلمة والجراح التي لا تزال نازفة .

وليكن في معلومنا جميعا أن المصاب في اضطراب المنهج والتنازع والاختلاف والحيرة وضبابية الرؤية لدى المسلم المعاصر، أشد ألماً وفتكاً من مصاب الدماء والأموال، ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) ، فنسأل الله الحفظ والسلامة والثبات على الملة لنا ولكافة إخواننا المسلمين.

ومن هنا فإنني أدعو نفسي وإخواني من أهلنا في لبنان وفلسطين وفي كل مكان ، أن نتجرد من العواطف والانفعالات السلبية ، وأن نقف لحظة صدق مع الله وتضرع إليه بطلب التسديد والهداية والتوفيق لمعرفة الخطأ من الصواب والحق من الباطل، حتى نخرج من هذه المحنة وكل محنة بإذن الله ثابتين ومتكاتفين وغير مبدلين ولا مفرطين.
و للوصول لهذه النتيجة فلا بد من أن نتبين الحقائق و أن لا ننخدع بأساليب التمويه والتضليل .

ومن هذا المنطلق فإن استقراء أوضاع المنطقة في مراحلها الأخيرة ، السابقة لهذه الكارثة ، سيقودنا إلى تلمس بعض المتغيرات المختلفة ومن أهمها:

• تحول في طبيعة العلاقة بين الإدارة الأمريكية والنظام الإيراني الشيعي، أدى إلى الكشف عن مستويات متعددة من التنسيق والتعاون الأمني والعسكري في إدارة الحرب القائمة في أفغانستان والعراق. ووجود هذا التحول لا يتعارض ولا ينفي وجود خلاف حقيقي حول المشروع النووي الإيراني الذي لا يحظى بموافقة أمريكية رغم التطلع الإيراني ، مهما كان حجم التنسيق المرحلي.

• تفاقم فشل الحرب الأمريكية المعلنة على ما تسميه بالإرهاب، دفع لتوسيع وتعميق دوائر الدراسة والرصد للظاهرة الإسلامية في العالم ، ووصل المهتمون بذلك إلى التفريق بين الفرق اٌلإسلامية في موقفها من الحضارة الغربية و قيادتها الأمريكية . وأدركوا أن أهل السنة هم العدو الأبدي الذي لا يمكن إخضاعه وتدجينه ، بخلاف غيره من المذاهب والفرق الأخرى وبخاصة الشيعة .

• تزايد مستوى التنسيق والتعاون بين مختلف الإدارات الأمريكية والأحزاب والشخصيات الشيعية داخل الدول العربية والإسلامية، ويتضح هذا جليا بطبيعة الحال في تفاصيل المشهد العراقي الدامي، لكنه يتكرر بصور أقل وضوحا ودموية في مناطق أخرى.

• تتابعت المعلومات قبل عملية "الوعد الصادق" التي نفذها حزب الله داخل الخط الأزرق - وليس داخل مزارع شبعا كما جرت العادة في تصفية الحسابات بينه وبين العدو الصهيوني- مشيرة إلى قرب حدوث أزمة ضخمة تفتح الباب واسعا أمام تغييرات محتملة لواقع ومستقبل المنطقة، كما أن التحركات السياسية العالمية وبعض التصريحات تلمح وتصرح بقرب الوصول لما يسمونه بـ (الشرق الأوسط الجديد ).
وبعد استعراض هذه المتغيرات فإن الأمر وإن كان يبدو للوهلة الأولى وكأنه صراع مباشر بين المقاومة اللبنانية وبين الكيان الصهيوني، وكأن حزب الله يقوم بالمقاومة والمواجهة نيابة عن الأمة في وجه الصلف اليهودي، إلا أنه في حقيقته هو أخطر وأعقد من ذلك.
إذ لا يخفى أن ما يحدث الآن تدخل فيه أطراف عديدة ، و يسعى كل طرف منها إلى تحقيق أهداف استراتيجية ومكاسب سياسية وعسكرية ، فتلتقي المصالح حينا وتتناقض حينا آخر، ولا يلزم من ذلك أن كل من شارك في هذه الأحداث أو كان طرفا فيها هو مدرك لابعادها وملم بحقيقتها وكافة تفاصيلها، بل قد يكون بعض من يقوم بذلك يتم توظيفهم دون وعي منهم لتحقيق أهداف الأطراف الكبرى .

و من هنا فأرى أنه من المهم التأكيد على المسائل التالية:

أولا : أن مصير الأمة لا يجوز أن يكون رهنا لعواطف جياشة أو تبعا لحماس جماهير غاضبة لا تدرك العواقب أو تحركات عجلى لا تبنى على حقائق . بل إن المواقف الصحيحة والتحركات الفاعلة لابد أن ترتكز وتبنى على بصيرة بالأحداث وما وراءها ، ومعرفة بطبيعة الأطراف اللاعبة وتاريخها ، وباستظهار للخطط التي يسعى كل طرف إلى السير وفقها وتحقيق أغراضه من ورائها . يسند ذلك علم شرعي وحكمة سياسية وتطلع إلى المستقبل يتعدى الاستغراق في اللحظة الراهنة ويتعظ بالماضي القريب والبعيد . و هذا وإن لم يكن في وسع عامة المسلمين وجماهيرهم ، فلا يعذر فيه أولو البصيرة منهم وقادة الرأي والفكر والعلماء الربانيون والناشطون السياسيون الذين يقودون الجماهير و يوجهونها إلى المقاومة الفاعلة ، بعيدة المدى قوية التأثير محكمة التصرف .

ثانيا : أن من دين المؤمن وأخلاق المسلم نصرة المظلومين والسعي في فكاك المأسورين و عون المحتاجين في كل مكان وزمان ، فإن الله تعالى قد حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما ،
و كان النبي صلى الله عليه وسلم يسعى في رفع الظلم و الوقوف مع المظلومين ، وما ثناءه على حلف الفضول إلا مثال لذلك .
وهذا الأمر يقوم به المسلم دون غفلة منه عن طبيعة الأحداث ومؤدياتها و معرفة بحقيقة المشاركين فيها وطبيعة أدوارهم .
وعليه ، فلا شك في وجوب الوقوف مع المنكوبين و المستضعفين في فلسطين ولبنان والعمل على دعمهم ومساندتهم و إغاثتهم بما يمكن ، والتخفيف من محنتهم بكل أنواع الدعم المعنوي والمادي كما قال صلى الله عليه وسلم ( المسلم اخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله ..الحديث ( .

ثالثا: أن دور الكيان الصهيوني ، ومن ورائه الولايات المتحدة و حلفاؤها في جلب المصائب والأزمات للأمة في الماضي والحاضر ، هو أمر لا يقبل التشكيك . فهم من اغتصب الأرض في فلسطين أولا و أفغانستان ثانيا و العراق ثالثا ، فانتهك الأعراض وهدم البيوت وهجر المسلمين من أراضيهم واستولى على ثرواتهم ومقدراتهم ، ولا زالوا الى اليوم يعملون في المسلمين قتلا و أسرا و تعذيبا وتشريدا.

رابعا: أن مقاومة العدوان الصهيوني والاحتلال اليهودي لفلسطين أو لأي أرض عربية ، هو حق لا مرية فيه بل هو واجب شرعي على الجميع ، كل حسب طاقته واستطاعته. وإن جهاد المحتل ومقأومته هو الطريق الوحيد لكف شره و لجم عدوانه و رفع بلاءه عن أمة الإسلام . ولقد زادت القناعة بهذا
يوما بعد يوم مع ما نرى من فشل لخطط السلام المزعوم و للتحركات السياسية الهزيلة ، المنطلقة من أنفس مهزومة ، التي لم تزد الأمة إلا وهنا على وهن ولم تزد العدو إلا تمكينا في الأرض ، وبطشا وغطرسة .

خامسا: أن المقاومة التي يشرف المسلم بالانتساب إليها ويسعى إلى دعمها والوقوف خلفها وتأييدها ، هي المقاومة التي تنطلق من أسس واضحة و منطلقات شرعية صحيحة تسعى لطرد المحتل وعودة الأرض لأصحابها ولإعلاء كلمة الله، وتسعى لتطبيق شريعته دون أن يكون لها تعلقات مشبوهة وارتباطات مريبة بوعي منها أو بلا وعي .

سادسا: أنه عند النظر إلى ما يحدث الآن من صراع ، فليس من العدل ولا من الحكمة أن يحشر الناس في زاوية ضيقة و أن يخيروا بين خيارين لا ثالث لهما، فإما أن تكون مع هذا الطرف أو مع ذاك، فتستبدل عدوا بعدو ، وخصما بآخر.
إن المسلم ، وإن كان يفرح بكل ما يقع في العدو الصهيوني من خسائر و جراحات ونكايات ، فلا يلزم من هذا أنه يؤيد كل الأطراف المقاومة في لبنان ، أو يقف معها في خندق واحد ويشاركها مشروعها وأهدافها .
كما أن انتقاده المقاومة و بيانه لحقيقتها و حديثه عن أخطائها ومثالبها لا يعني أبدا أنه يقف مع العدو الصهيوني أو يسكت على جرائمه ويغض الطرف عنها ، أو يسوغ له عدوانه الذي يقع في حقيقة الأمر على الشعب اللبناني الأعزل كله ، و على كافة مناطقه وفئاته .

سابعا : ندعو إخوتنا من العلماء وطلبة العلم في لبنان إلى الاجتماع والائتلاف والبعد عن مواطن الخلاف ، والعمل على أن يكون لهم دور فاعل في نشر العلم الشرعي وتوعية الناس وخاصة في مثل هذه الأيام العصيبة ، وأخذ زمام المبادرة والتأثير الايجابي في مجريات الأحداث .

ثامنا : أننا مع إدانتنا لما يحدث من العدو الصهيوني من ظلم وبغي و غطرسة ، ندعو كل من أدان هذا الظلم الواقع على لبنان وفلسطين ورأى أن مقاومة هذا الظلم حقا مشروعا في وجه الصلف الصهيوني الأمريكي – وهو كذلك - أن يقف موقفا عادلا منصفا من المقاومة في العراق . فما الفرق بين الاحتلالين مع أن كليهما يتم بغطاء أمريكي صارخ ؟
ولم يتم تشويه المقاومة الحقيقية في العراق و تصويرها بأبشع صورة ؟
ولم السكوت عن أعوان المحتل من الحكومة الموالية والميلشيات الطائفية في غدرهم بالمقاومة والوقوف في وجهها ؟
إن المقاومة في العراق تقف في وجه الاحتلال الأمريكي وأعوانه وتدافع عن أرواح المسلمين وأعراضهم وممتلكاتهم ، وتسعى الى أن يحكم العراق أهله و أن يخرج المحتل الذي أهلك الحرث والنسل وأفسد في الأرض كل إفساد .

وأخيراً يا أهلنا في لبنان وفلسطين ، ويا أحبتنا في مشارق الأرض ومغاربها :

إننا لا نشك في أن اشتداد البلاء , و تعاظم المحنة إنما هو بسبب ذنوبنا ومعاصينا . لذا فإن على الأمة ، أفرادا وجماعات ودولا ، أن تعود إلى ربها , وتتوب إليه ، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة ، قال تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) . وقد قيل لخير الأجيال والقرون ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا ، قل هو من عند انفسكم )

و هنا نقول للأمة أبشري فإن الفرج قريب والآلام محاضن الآمال, فإن مع العسر يسرا, إن مع العسر يسرا, متى ما أدركت الأمة واقعها وعادت إلى ربها, (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)

وعلى الباغي تدور الدوائر ، ( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) .

نسأل الله عز وجل أن يعجل بنصره لعباده المؤمنين وان يخذل الكافرين وأعوانهم في كل مكان .

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .


أ.د. ناصر العمر 29/6/1427
http://www.almoslim.net/print.cfm?artid=1628 (http://www.almoslim.net/print.cfm?artid=1628)

صلاح الدين يوسف
07-26-2006, 06:33 PM
أنه عند النظر إلى ما يحدث الآن من صراع ، فليس من العدل ولا من الحكمة أن يحشر الناس في زاوية ضيقة و أن يخيروا بين خيارين لا ثالث لهما، فإما أن تكون مع هذا الطرف أو مع ذاك، فتستبدل عدوا بعدو ، وخصما بآخر.
إن المسلم ، وإن كان يفرح بكل ما يقع في العدو الصهيوني من خسائر و جراحات ونكايات ، فلا يلزم من هذا أنه يؤيد كل الأطراف المقاومة في لبنان ، أو يقف معها في خندق واحد ويشاركها مشروعها وأهدافها .
كما أن انتقاده المقاومة و بيانه لحقيقتها و حديثه عن أخطائها ومثالبها لا يعني أبدا أنه يقف مع العدو الصهيوني أو يسكت على جرائمه ويغض الطرف عنها ، أو يسوغ له عدوانه الذي يقع في حقيقة الأمر على الشعب اللبناني الأعزل كله ، و على كافة مناطقه وفئاته .

صلاح الدين يوسف
07-27-2006, 03:06 AM
للرفع لاغاظة الرافضة

صلاح الدين يوسف
07-27-2006, 10:12 PM
رسالة إلى المرابطين على أراضي لبنان (هام وعاجل جدا)

يا إخواننا في لبنان


فرُّوا إلى الله ... وأعدَّوا أنفسكم



بقلم : خباب بن مروان الحمد




يا أهل لبنان جل المجد عن ثمن *** وجل أن ترخي من دونه الهمم




أنتم ونحن ندى من غيث أمتنا *** وعن قريب يوافي سيلها العرم





لا يأس من أمَّة نالت أوائلها *** رسالة قبست من نورها الأمم





ووقفة العز عز في عواقبها *** لكنَّ عاقبة المستسلم الندم





لبنان ... تلكم البلاد الخضراء ، والأرض الطيِّبة ، التي خرج من أراضيها علماء أفذاذ، ومفكرين نجباء من القدماء والمعاصرين ... كالأوزاعي ...و البقاعي صاحب الدرر ... ومحمد رشيد رضا.... ونديم الجسر...وصبحي الصالح....والشيخ حسن خالد .... إلى غير ذلك من قائمة الشرفاء العلماء .





هذه البلاد الطاهرة الزكيَّة ... أريد لها في هذا الزمن ـ وللأسف ـ أن تكون محوراً من محاور الفساد ، ومصدرة لثقافة العري ، ومرتعاً للعهر والخنا ـ نسأل الله السلامة ـ .


ففتح صانعو القرار في لبنان ومن يعاونهم ذراعهم لكل الوافدات الغربيَّة بخيرها وشرِّها ، وحققوا لأهل الهوى والرذيلة والشهوات أمانيهم ، ببث ما يثير الغرائز و الشهوات ، ويزيد من عذابات النفس المريضة والأمَّارة بالسوء. وأظهروا لبنان بهذا المظهر ، حتى صارت لا تذكر إلا ويذكر الإنسانُ الفسادَ الجاري فيها، والمغنين والمغنيات والفنانين والفنانات ....


وهكذا صارت لبنان في عيون الكثير من الناس... وأضحت ـ وللأسف ـ تعجُّ بما يستجلب غضب الله ، ولا أزعم أنَّ ذلك كلَّه من أهل السنَّة وإن كان يبدر منهم شيء ليس بالقليل ، وللنصارى قصب السبق في ذلك، ولغيرهم من الدروز والطوائف الباطنيَّة الشيء الكثير .


ألا يجدر بنا كمسلمين أن تكون لنا وقفة مراجعة مع النفس لمحاسبتها :



لماذا سلَّط الله علينا الأعداء ، فأذاقونا وإخواننا في لبنان مرَّ البلاء ؟



لماذا قدَّر الله أن يكون ذلك في وقت السياحة وزمن منتجعات الاستجمام والراحة؟



لماذا عمَّ البلاء والقتل لجميع أهل لبنان صالحهم وطالحهم ؟



إنها أسئلة لا بد أن يكون لنا وخصوصاً إخواننا المسلمين في لبنان وقفة مراجعة للنفس من خلالها !


إنَّه لا بد أن نعلم أنَّه ما نزل بلاء إلا بذنب ، وما رفع إلاَّ بتوبة ؛ كما قال العبَّاس بن عبد المطَّلب ـ رضي الله عنه ـ والله تعالى يقول في كتابه الحكيم وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) ويقول أولمَّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنَّى هذا قل هو من عند أنفسكم ) .


إنَّ هذه الآيات وغيرها من الأحاديث والآثار تبيِّن أنَّ البلاء لا ينزل بأمَّة الإسلام إلاَّ لعدَّة أسباب ، ومن أهمِّها الذنوب التي اقترفها الخلق في حقِّ ربِّهم وخالقهم ـ جلَّ وعلا ـ


نعم ... إنَّه تعالى رحيم ، يمهل ولا يهمل ، ويعفو عن كثير ، وقد قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : (إنَّ الله يملي للظالم حتَّى إذا أخذه لم يفلته) وتلا قوله تعالى وكذلك أخذ ربِّك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنَّ أخذه أليم شديد)) أخرجه مسلم في صحيحه.



إنّني ـ والله ـ لا أشمت بإخواني المسلمين في لبنان أو غيرها ..كلاَّ وربِّ العزَّة ...ومعاذ الله ... فهم إخواننا المسلمون لهم ما لنا وعليهم ما علينا ... بل نخشى على أنفسنا في كثير من بلاد المسلمين أن نصاب بما أصيب به إخواننا لكثرة ذنوبنا ومعاصينا ، ولعدم نصرتنا لإخواننا في العديد من بلاد المسلمين المنكوبة والمحتلة.



ولكنَّني أنذر نفسي وأنذرهم أنَّ عذاب الله ـ تعالى ـ لا ينزل إلا لسبب وجيه علمناه أو لم نعلمه، فلنحاسب أنفسنا ، ونستشعر الحكمة من سبب هذا البلاء الواقع بنا ....


بيد أني مع كل حرقة وألم يخالج قلبي أعترف وكلُّ مسلم بأنَّه آلمنا ما اقترفته الأيادي الصهيونيَّة الآثمة ، من القتل و الدمار والخراب على أرض لبنان الحبيبة ، والتي بلغت خسائرها مليارات الدولارات في تحطيم البنى التحتيَّة والفوقيَّة ، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله!



ومع هذا فإنَّا نقول : ليسوا سواء فقتلانا من المسلمين في الجنَّة ـ بإذن الله ـ وقتلى الصهاينة في النار... وأنَّ هذه الكوارث والملمَّات هي بإذن الله تكفير للسيئات .... وأنَّ الحروب صعقات إحياء لا إماتة ... وأنَّها سبب من أسباب الرجوع إلى الله و الانطراح بين يديه ... وأنَّ هذه الحروب من بلاءات الشر التي يبتلي الله بها عباده لعلَّهم يتوبون إلى الله ويفيئون إلى ظلال الإسلام .



ولي مع هذه الحرب الدائرة في لبنان عدَّة وقفات ، أسأل الله ـ تعالى ـ أن ينفع بها ويجعلها خالصة لوجهه الكريم ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر :


1ـ لابد من أن نتقرب إلى الله ليكشف هذه المحنة ، ونستغفر ممَّا بدر من الذنوب والمعاصي التي اقترفناها ، بل من قلَّة المحذرين من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر حتَّى من الصالحين! إلاَّ أنَّنا قد نبَّأنا الله بأنَّ البلاء قد يصيب الصالح والطالح كما قال واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصَّة) أي : احذروا يا مسلمون أن تصابوا وتُنالوا من البلاء صالحكم وطالحكم ، وألاَّ يستثنى أحداً منكم ، بسبب ما اقترفتم في حق الله من الكبائر والموبقات .


ومن المعلوم بأنَّ سنن الله تجري على البرِّ والفاجر ، وأنَّ الأمم قد تهلك ولو كان فيها الصالحون ـ غير المصلحين بالطبع ـ وذلك لأنَّهم لم يكن لهم دور إيجابي في نصرة دين الله ، والدعوة إليه ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى فيه ، ولهذا قالت زينب بنت جحش لرسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ : يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : (نعم ، إذا كثر الخبث ) متفق عليه .


كما أنَّه ينبغي العلم بأنَّ هذا البلاء لا يرفع إلا بدعاء صادق ، وقلب يعجُّ إلى الله بالتوبة ، حتَّى لا نتشبَّه بمن وقعت عليهم النوازل والملمَّات ، ولم يقبلوا على ربِّهم ، فإنَّه تعالى يقول ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون, فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون) الأنعام (43ـ 44)



ورحم الله الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ إذ يقول إذا اجتمع على الإنسان قلبه ، وصدقت ضرورته وفاقته، وقوي رجاؤه، فلا يكاد يرد دعاؤه) .


2ـ لابدَّ لأهل السنَّة والجماعة في لبنان أن يعدُّوا للجهاد في سبيل الله بقدر الإمكان ، وأن يكوِّنوا لأنفسهم راية واضحة ليست جاهليَّة يقاتلوا تحت لوائها أعداء الدين من الصهاينة،


ومن المهم أن تكون لدينا قناعة بأهميَّة الدفاع عن الوطن ، وعدم تسليمه لأعداء الدين ، وأنَّ جميع المسلمين في لبنان مشاريع شهادة في سبيل الله لمن يواجهوهم من الصهاينة. وكذلك فإنَّ من اللوازم لدعاة وعلماء أهل السنَّة في لبنان أن يعلِّموا الناس خطورة الترف والحياة المخمليَّة ، وأنَّه داء يستجلب الأعداء علينا حينما يرى ضعفنا ورخاوة قوتنا ، كما تجدر الإشارة إلى أهميَّة تحريك الشباب للالتحاق بالأعمال الإغاثيَّة ومعاونة الأسر المكلومة بقدر الإمكان ، مع ضرورة التقدّم بالشباب الجاد من أهل السنة بعدَّة خطوات إلى الأمام في الوعي والجدية واستبانة سبيل المجرمين والمنافقين .


3ـ لا بد من الصبر على الحرب ، والثبات على مناكفة أعداء الله الصهاينة ، مع التذكير بنقطة في غاية الأهميَّة وهي الثبات على الأرض وعدم المهاجرة منها بقدر الإمكان ، والاستفادة من تجربة الفلسطينيين ، حيث أيقنوا بأهمية ذلك وعدم الرحيل من بلادهم ولو كان الثمن غالياً، بل إننا نرى كثيراً من أهل فلسطين يرحل إليها مستقراً بعد أن عاش فترة خارج أراضيها ، لينالوا أجر الرباط والصبر والمصابرة ، إرغاماً لأعداء الله ، ويا له من فضل وأجر كبير ، فقد قال ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه" رواه مسلم.


4ـ على أهل السنَّة والجماعة أن يستثمروا الوقت الراهن فهو وقتهم المناسب جداً (أفراداً ودعاة ومؤسسات وجمعيات إسلامية) لاتخاذ خطوات جادّة تعمل على النهوض بحال أهل السنة بلبنان دعوة وعلماً وتوعية وإعداداً لهم . ونحن نقول لدعاة أهل السنَّة في لبنان : إنَّ هذا اليوم يومكم ، ولعلَّ الله ـ تعالى ـ يجعل هذه الحرب في صالحكم بعودة الناس إلى دينهم ، ورجوعهم لكنف ربِّهم ، ولكنَّ هذا يحتاج من إخواننا الدعاة من أهل السنَّة في لبنان إلى حسن التنظيم والتخطيط ، وقوَّة الحجَّة ، والرفق واللين ، مع الصبر والمصابرة ، وكما قيل



: والعزُّ على صهواتِ المجد مركبُهُ *** والمجدُ يُنتجه الإسراءُ والسهرُ


5ـ دور المسلمين في لبنان أن يؤكِّدوا على أهميِّة الوحدة والاتحاد بينهم ، وألاَّ تفرقهم النزاعات والخصومات ، وتكون وحدتهم على كتاب الله وسنَّة رسوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ ومنهج الصحابة والتابعين ـ رضي الله عنهم ـ والمتمثِّل بمنهج أهل السنَّة والجماعة ، وهذا يعني متمسكون بسنة نبيهم نابذين للبدعة والمبتدعة ، وأهل الجماعة أي متكاتفين متعاونين على هذا المنهج .






6 ـ العمل في هذه المرحلة على إزالة الغبش الذي طرأ على عقيدة المسلمين خصوصاً فيما يتعلّق بمفهوم الولاء والبراء ، والحبّ في الله والبغض في الله ، ومن ذلك خطر التأثّر لكثير من أبناء المسلمين بحزب الله ، فلابدَّ أن يكون للدعاة دور في التوعية بخطر الرافضة ، والتنبيه لحقيقة الطائفة التي ينتسب إليها حزب الله ، فعلماء أهل السنَّة والجماعة أطبقوا على أنَّ هذه الطائفة لديها انحرافات عقديَّة خطيرة ، ومنها شركهم بالله واستغاثتهم بغيره، و بغضهم لصحابة رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ ، ورمي عائشة ـ رضي الله عنها ـ بالزنى والإفك ، وفيهم من يرى أن القرآن محرَّف ؛ إلى غير ذلك من العقائد الباطلة التي يعتقدها الشيعة !






وكم كان الكثير من أبناء أهل السنَّة والجماعة منخدعين بعنتريات مقتدى الصدر في العراق قبل سنة ونصف في قتاله للأمريكان ، ولكن خفتت هذه العنتريات ، وبان الوجه الحقيقي له ، وانكشف القناع عما يبديه هذا الرجل من حقد طائفي على أهل السنة في العراق ، وتحويل أجندة جيشه من قتال أعداء الله الأمريكان ، إلى توجيه سلاحهم لصدور أهل السنَّة والجماعة ، وما الجيش الذي سمَّاه بـ (جيش المهدي) في العراق لمقاتلة أهل السنَّة وإخراجهم من بلدانهم ومدنهم التي عاشوا بها ردحاً من الزمن ، إلاَّ دليل على أنَّ الرافضة لا يؤمَن جانبهم ، ولا يوثق بهم ، وقد يحتقر كثير من عوام المسلمين هذا الكلام ، وذلك لأنَّ العواطف في هذه الأيام سيدة الموقف، ولكنَّ الأيام بيننا وبين من انخدع وأمَّل على حزب الله وحركة أمل ، وظنَّ أنهما قامتا بذلك نصرة للفلسطينيين ، والتاريخ يشهد ، والأيام قادمة ، وسيعلم الناس كيف أنَّ علماء ودعاة أهل السَّنة والجماعة الربانيين كانوا صادقين في التحذير من خطر حركة حزب الله خصوصاً والرافضة عموماً.


وهنا تساؤل يفرض نفسه : قد يقول بعض الإخوة الدعاة : نحن لا نختلف معكم بأنَّ حزب الله حزب رافضي، ولكنَّنا لا نريد أن نزيد الخناجر خنجراً في ظهورهم ، وهم يقفون ضدَّ الصهاينة وحدهم في لبنان ، ولهذا فلا داعي لإثارة التحذير منهم في هذا الوقت بخاصَّة.



والجواب عن ذلك : لقد أخذ الله على أهل العلم بأن يقولوا الحق ولا يخافوا في الله لومة لائم، كما (أنَّ أهل السنَّة والجماعة يقولون ما لهم وما عليهم ) كما يقول الإمام عبد الرحمن بن مهدي ـ رحمه الله ـ .


ولهذا فإنَّنا نقول : لقد فتَّ في عضدنا أن نجد مواقف مستغربة لكثير من صانعي القرار في بلداننا الإسلاميَّة والتي يلمس فيها بوضوح الخنوع والرضوخ ، بل قد تكون هذه المواقف مساعدة للصهاينة في زيادة الهجمة الشرسة على أهل لبنان !!


كما أنَّنا نستغرب سر هذا الانبطاح لحزب الله ، وكأنَّ أمينه العام حسن نصر الله ، هو الرجل الذي لا يقف أحداً غيره ضدَّ الصهاينة ، بل صارت كثير من وكالات الأنباء العالميَّة ترصد الهجمات وعمليات الصد والرد لحزب الله أكثر ، ممَّا يذيقه الأعداء الصهاينة لإخواننا في فلسطين من مرَّ البلاء ، وهو ما أدَّى بحكومة حماس الإسلاميَّة بأن تستغرب هذا الموقف الذي أقبل كثيراً على حرب لبنان ، وترك المتابعة لقضيَّة أهل فلسطين ولم تتحدَّث كثير من وسائل الإعلام العربيَّة عنها إلاَّ بالنزر اليسير !


إنَّ الموقف الصحيح هو عدم تأييد الهجمة الشرسة التي تمسّ إخواننا المسلمين في لبنان ، وفي الوقت نفسه عدم الرفع لمكانة حزب الله ، وإعطائهم هالة إعلاميَّة ضخمة ، أو أن نؤمِّل ونراهن عليهم كحزب يعمل لمصلحة وصالح الفلسطينيين خصوصاً والمسلمين عموماً ، فإنَّ لهذا الحزب أجندة خاصَّة يتحرك من خلالها ، وله خطط من ورائها سيعلمها كثير ممَّن يجهلها من أهل السنَّة اليوم !



ولو كان حزب الله يقصد بهذه العمليَّة نصرة أهل فلسطين ، والتخفيف عنهم من بطش الصهاينة ـ كما يزعم بعضهم ـ ، فإنَّنا نطلق عدَّة تساؤلات نتمنَّى أن يجيب عنها قادة هذا الحزب :



ـ ما موقف حزب الله من السيستاني ومقتدى الصدر وقوَّات فيلق بدر الذين يسومون أهل السنَّة والجماعة في العراق سوم العذاب ، وما دورهم في وقف نزيف الدماء الذي يجري من عمليات القتل والغدر التي تقوم بها الطوائف الشيعيَّة ضدَّ الفلسطينيين في بلاد الرافدين ؟





ـ لماذا لا يسمح حزب الله بأن يدخل من يريد قتال اليهود ولو خفية لنصرة أهل فلسطين عبر الشريط الحدودي لفلسطين الذي يشرف عليه في الجنوب اللبناني ؟ إن كانوا يدَّعون بغضهم وكراهيتهم للصهاينة ، وحبِّهم لأهل فلسطين !


ـ ما رأي حزب الله بحليفه الذي تضامن معه المتمثِّل في حركة أمل ، والمتَّهمة بالإشراف على عمليات القتل التي قامت بها ضد أهل السنَّة الفلسطينيين في لبنان ؟


ـ ما جواب الأمين العام لحزب الله عن الثناء الذي أطلقه على مواقف المراجع الشيعيَّة في العراق من الحرب الأمريكيَّة وقد كانت مواقف متخاذلة شهدها الجميع.


ومع ذلك فإني أتمنَّى اليوم العاجل الذي نرى فيه هزيمة دولة اليهود ، سائلاً المولى ـ عزَّ وجلَّ ـ أن يجعل ما وراء هذه الحرب لأهل السنَّة والجماعة الخير كلَّه ، وألاَّ ينقلب عليهم من صفَّقوا لهم ويقلبوا لهم ظهر المجن ، حيث مارسوا الذكاء السياسي في صناعة الألفاظ المضلِّلة، وعملوا تحت مظلَّة التقيَّة التي هي دين القوم ودين آبائهم ، بل هي تسعة أعشار دينهم كما نصَّ على ذلك علماؤهم في مدوَّناتهم كالكافي ومن لا يحضره الفقيه وغيرهما من كتبهم !




والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون


http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=172481


منقول مع تصرف مني

صلاح الدين يوسف
07-30-2006, 03:48 PM
هذا هو موقفي

أنه عند النظر إلى ما يحدث الآن من صراع ، فليس من العدل ولا من الحكمة أن يحشر الناس في زاوية ضيقة و أن يخيروا بين خيارين لا ثالث لهما، فإما أن تكون مع هذا الطرف أو مع ذاك، فتستبدل عدوا بعدو ، وخصما بآخر.
إن المسلم ، وإن كان يفرح بكل ما يقع في العدو الصهيوني من خسائر و جراحات ونكايات ، فلا يلزم من هذا أنه يؤيد كل الأطراف المقاومة في لبنان ، أو يقف معها في خندق واحد ويشاركها مشروعها وأهدافها .
كما أن انتقاده المقاومة و بيانه لحقيقتها و حديثه عن أخطائها ومثالبها لا يعني أبدا أنه يقف مع العدو الصهيوني أو يسكت على جرائمه ويغض الطرف عنها ، أو يسوغ له عدوانه الذي يقع في حقيقة الأمر على الشعب اللبناني الأعزل كله ، و على كافة مناطقه وفئاته .