تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "الجماعة الإسلامية" تعدّ لمؤتمر إسلامي موسع



من هناك
07-24-2006, 06:51 PM
"الجماعة الإسلامية" تعدّ لمؤتمر إسلامي موسع
ابراهيم المصري: المطلوب الآن مواجهة العدوان
وتعزيز التماسك والحؤول دون تخريب وحدة الصف
المستقبل - الاثنين 24 تموز 2006 - العدد 2334 - شؤون لبنانية - صفحة 5
قاسم قصير
بدأت "الجماعة الإسلامية" في لبنان اتصالات لعقد لقاء إسلامي موسع لجميع القوى والهيئات والشخصيات الإسلامية، يوم الثلاثاء المقبل، للبحث في تطورات العدوان الإسرائيلي على لبنان وكيفية تعزيز الوحدة الداخلية ومواجهة محاولات إثارة الخلافات السياسية.\
وتحدث نائب الأمين العام لـ"الجماعة" ابراهيم المصري لـ"المستقبل" عن موقف "الجماعة" من التطورات السياسية ونتائج العدوان الإسرائيلي وكيفية مواجهته، فرأى أن اسرائيل "لم تستطع حتى الآن تحقيق أي نجاح عسكري على الأرض، فتدمير البنية التحتية وقتل المدنيين لا يشكل نصراً عسكرياً، بل هو جريمة وحشية وهمجية".
وأكد أن النقطة الأساسية التي ينبغي التركيز عليها حالياً هي مدى قدرة إسرائيل على تحقيق إختراق عسكري عبر الحدود، لأن هذا الاختراق إذا وقع سوف يسهل عملية القبول بالمشاريع التي تروّج في الأوساط الغربية والأميركية لإحلال قوات دولية في الجنوب والذي سيؤدي للقضاء على القدرة الصاروخية لحزب الله وهي العنصر الأساسي في المواجهة. لكن هذا الخيار سوف يؤدي لحصول عمليات مقاومة من نوع جديد في هذه المناطق الجبلية والحرجية مما يتيح للمقاومة أن تحقق انتصارات كبيرة على جيش الاحتلال، مما سيحمله للمسارعة على الانسحاب قبيل وصول المشاريع الدولية الى حلول. وهذا ما حصل من خلال اقتحام مدينة بيروت عام 1982، فإسرائيل التي احتلت بيروت لأيام عدة وبعد عمليات صغيرة في شوارعها ومن خلال العمليات الاستشهادية في الجنوب اضطرت للانسحاب سريعاً وعدم تحقيق أي نتائج سياسية.
وعن موقع "الجماعة" من الصراع القائم وكيفية تعاطيها مع التطورات، أجاب: "الجماعة الإسلامية لا تقدم رؤية نظرية للتطورات، بل هي تشارك على الساحة الجنوبية من خلال وجود مجموعات عدة من عناصرها في مناطق المواجهة في أكثر من نقطة، خصوصاً في منطقة العرقوب. وسوف تبادر الجماعة خلال الأيام القليلة المقبلة للدعوة إلى عقد مؤتمر إسلامي موسع وجامع يضم كل القوى والهيئات الإسلامية من أجل توحيد الموقف في مواجهة العدوان. وقد يكون هذا المؤتمر معنياً بالساحة الإسلامية السنية في المرحلة الأولى من أجل ترتيب البيت الداخلي ومواجهة الاختراقات التي يحاول البعض تسجيلها من خلال بعض الانفعالات التي انطلقت منذ زمن طويل ولا تزال تتفاعل على الساحة اللبنانية. ما يهمنا الآن مواجهة العدوان الإسرائيلي بكل ما نستطيع من طاقة. وأهم عناصر المواجهة التماسك الداخلي ورص الصفوف والحيلولة دون حصول عوامل لتخريب هذا الصف اللبناني الموحد من خلال ما تروّج له بعض وسائل الإعلام المشبوهة والموجهة أميركياً.
وحول مدى صحة اتهام "حزب الله" بأنه كان وراء إعطاء إسرائيل الذريعة لتنفيذ هذا العدوان أوضح المصري "أن تحويل اللوم من المعتدي الى "المعتدى عليه" فهذا ظلم كبير، والمشكلة لم تكن بخطف الجندي الإسرائيلي في غزة أو خطف الجنديين الإسرائيليين في جنوب لبنان، فالمشروع الصهيوني يهدف منذ زمن لاستئصال المقاومة في لبنان وفلسطين. ولذا فإن ما حصل في غزة وجنوب لبنان ليس مجرد ردة فعل على خطف الجنود، وأن اتهام المقاومة بأنها هي السبب وراء العدوان يصرف النظر عن العدو الحقيقي ويشغل الناس بتحليلات ومقولات غير صحيحة، وهذا يشكل خطراً على مسار المواجهة وضغطاً على قوى المقاومة التي هي الآن أحوج ما تكون الى رصّ الصفوف الداخلية وتوحيد الجبهة اللبنانية من وراءها. وليس بعيداً عن هذا ما يدور من تحليلات حول مسؤولية سوريا وإيران عما يدور على الساحة اللبنانية. وليس سراً أن الجبهة المعادية الممثلة بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية بدأت منذ أشهر عدة بمحاولة حصار سوريا وإيران والتهديد بفرض عقوبات على هاتين الدولتين وصولاً للقيام بتدخل عسكري ضدهما لأنهما تدعمان المقاومة في لبنان وفلسطين. و"محور الشر" المتمثل بالكيان الصهيوني وأميركا يعتبر أن المقاومة هي "إرهاب" يستدعي مواجهته والقضاء عليه وبالتالي حصار أي دولة عربية أو إسلامية تشارك في دعم المقاومة".
وعن التخوف من حصول فتنة سنية ـ شيعية في لبنان نتيجة ما يحصل من عدوان وما يخلفه من نتائج أجاب: "لا أرى هذا الموضوع محل اعتبار على الساحة اللبنانية، خصوصاً أننا إذا نظرنا الى الساحات العربية والإسلامية الأخرى، سواء في مصر أو الأردن أو فلسطين أو غيرها، فإننا نلاحظ دعماً واسعاً للمقاومة الإسلامية في لبنان وتأييداً غير مشروط على الرغم من الضغوط التي تمارسها الأنظمة العربية من أجل كبح جماح هذه التوجهات الشعبية لدعم المقاومة الإسلامية".
ورداً على وجود بعض التخوفات من أن يؤدي انتصار "حزب الله" في المواجهة الحالية الى بروز أداء سلبي للحزب تجاه الوضع الداخلي، قال: "على حزب الله أن يراعي هذا الجانب في أدائه السياسي على الساحة اللبنانية وأن يدرك أن مشروعه الكبير في لبنان يتمثل في الدرجة الأولى في وجود واستمرار المقاومة الإسلامية ضد الكيان الصهيوني، وهذا يستدعي تجاوز بعض المحطات السياسية والمواقف التي قد تعطل هذا الهدف. فإذا ما دخل حزب الله في تداعيات الساحة السياسية وتأييد هذا الفريق أو ذاك، ولعل الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله قد أفلح الى حد كبير في رسائله الثلاث التي وجهها الى الشعب اللبناني والأمة عبر وسائل الإعلام أخيراً في تطويق هذه المزالق من خلال خطابه الوحدوي الجامع الذي تجاوز فيه الكثير مما يقال ويشاع حول دور حزب الله السياسي وتأييده لهذا الفريق أو ذاك خلال الفترة الماضية. وأن التخوف من دور حزب الله المقبل هو مجرد وهم لا يستند الى أي تحليل موضوعي، لأن حزب الله في أوج قوته لم يسجل عليه أي تجاوز لحريات الآخرين ولم يفرض على الساحة اللبنانية أي وقائع سياسية تتجاوز اللعبة الديموقراطية المعتمدة في لبنان. وعلى أي حال فما يشغلنا الآن كلبنانيين أن نستشعر هموم وطننا، وحجم التهديد الإسرائيلي والغربي الذي يتعرض له لبنان وتتعرض له فلسطين ويتعرض له حزب الله هو أكبر من كل ما يدور في رؤوس البعض".
وحول الإشكالات والحساسيات التي برزت على الصعيد اللبناني بسبب العدوان ومدى تأثيرها على مسار المواجهة ونتائجها، أوضح أن "مشكلة المواجهة العسكرية القائمة اليوم أن حزب الله يتولاها عسكرياً بشكل منفرد وذلك نتيجة تفرده بامتلاك القدرات العسكرية والصاروخية في مواجهة العدو الإسرائيلي. هذا الواقع يجعل شرائح واسعة من اللبنانيين كأنها معزولة عن المواجهة ولا تجد فرصة للتعبير عن نفسها إلا من خلال إثارة السلبيات والشكوى من بعض الممارسات التي ترى أنها تهم كل لبنان وكل اللبنانيين وليس حزب الله وحده، لكن على الرغم من الغارات الوحشية الكثيفة التي تعرضت لها معظم المناطق اللبنانية ما أدى لتهجير مئات الألوف من اللبنانيين من مختلف المناطق وتدمير البنية التحتية اللبنانية التي كلفت لبنان واللبنانيين الكثير، إن ما يصدر من مواقف عن القوى السياسية اللبنانية يعتبر مقبولاً بجملته وليس فيه من السلبيات إلا الشيء القليل الذي نراه في أي بلد يتعرض لعدوان. حتى داخل الكيان الصهيوني الذي بدأ العدوان علينا، بدأنا نسمع فيه أصواتاً تدين الممارسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية وبدأت هذه الأصوات تعبر عن نفسها من خلال الخروج في تظاهرات والنزول الى الشارع ولوم القيادة السياسية التي تقود إسرائيل الى المجهول. ومن يعرف لبنان واللبنانيين يعتبر أن ما يدور على الساحة اللبنانية سياسياً هو أمر طبيعي، خصوصاً في ظل التجاذبات التي كانت سائدة سابقاً والانقسام الذي تجلى منذ التمديد للرئيس إميل لحود والتطورات السياسية والأمنية التي حصلت خلال العام ونصف العام الماضيين".

[line]
رابط الخبر (http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=189054)