تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم



ابو شجاع
07-22-2006, 01:01 PM
فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم

في وقت لم تجف فيه دماء الشهداء ، ولم يدفن فيه من قتلوا ابرياء ، ولم تتوقف فيه عيون الاطفال والنساء عن البكاء ، نجد من تسموا بأسماء المسلمين ممن نصبوا انفسهم حكاماً وهم لأعداء الامة أعواناً وعملاء ، يدعون قادة يهود أعداء الله ورسوله والمسلمين ، أعداء الشجر والحجر الى بلاد المسلمين وأيديهم ملطخة بالدماء ، يستقبلونهم أحر استقبال ، ويرحبون بهم أجمل ترحاب ، ويعانقونهم عناقاً حميماً من الاعماق ، ويجتمعون اليهم مطأطئين رؤوسهم اذلاء جبناء ، وما نسمع منهم الا النداء تلو النداء ليكف المسلمون المجاهدون ايديهم عن الاعداء ، يريدون من الحمل أن يكون بالذئب لطيفاً رفيقاً ، ويصفون أعمال الجهاد تارة بالحقيرة وتارة بالانتحارية وتارة بالارهابية ، ويدعون المسلمين في فلسطين الى الرضوخ والقبول بالاعتراف بكيان يهود في ارض الاسراء والمعراج ، في حين نرى من قادة يهود الاصرار على حقهم بالعيش في فلسطين وقتل المسلمين ، وما قاموا بذلك الا استهتاراً بالامة جمعاء ، واستخفافاً بدماء الشهداء وآنين الجرحى وآهات الاسرى وعويل الثكالى ، وهذا قمة في قلة الحياء وصدق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن مما ادرك الناس من كلام النبوة اذا لم تستح فاصنع ما شئت " .

إن الله قد حرم علينا موالاة الكافرين والمشركين واليهود والنصارى في كثير من آياته ومن المولاة مصادقتهم واظهار المحبة والمودة اليهم واللجوء اليهم والاستعانة بهم ، فقال سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً }النساء144 أي لا توالوا الجاحدين لدين الله, وتتركوا موالاة المؤمنين ومودتهم. أتريدون بمودة أعدائكم أن تجعلوا لله تعالى عليكم حجة ظاهرة على عدم صدقكم في إيمانكم؟ وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ## فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِين} المائدة 51-52 وهنا ينهانا الله عن اتخاذ اليهود والنصارى حلفاءَ وأنصارًا على أهل الإيمان ; ذلك أنهم لا يُوادُّون المؤمنين, فاليهود يوالي بعضهم بعضًا, وكذلك النصارى, وكلا الفريقين يجتمع على عداوتنا ، فالأجدر بنا أن يوالي وينصر بعضنا بعضًا ، ومن يتولهم منا فإنه يصير من جملتهم , وحكمه حكمهم ، فإن الله لا يوفق الظالمين الذين يتولون الكافرين ، فالذين في قلوبهم مرض من شك او ريب او نفاق هم الذين يبادرون الى موالاتهم ليكون لهم يداً عندهم ، قيل إن هذه الآيات نزلت في ابي لبابه وقد بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم الى بن قريظة وكانوا قد نقضوا عهدهم ، فسألوه ماذا سيصنع بهم رسول الله فأشار بيده الى حلقه بالذبح .

فلا تجوز موالاة الكافر ولو كان الاب أو الابن أو الاخ لقوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }التوبة23 فمن يتخذهم أولياء ويُلْقِ إليهم المودة فقد عصى الله تعالى , وظلم نفسه ظلمًا عظيمًا .

إن مولاة الكافرين ليست من صفات المؤمنين بل من صفات المنافقين قال تعالى : { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً} النساء 138-139 يطلبون بمولاتهم النصرة والمنعة وأولئك الكافرون لا يملكون ذلك , فالنصرة والعزة والقوة جميعها لله تعالى وحده { .. وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }المنافقون8.

ويقول سبحانه وتعالى : { لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22 فمن يصدِق بالله واليوم الآخر، ويعمل بما شرع الله , لا يحب ولا يوالي مَن عادى الله ورسوله وخالف أمرهما, ولو كان أباه فأبو عبيده عامر بن الجراح قتل أباه ، أو ابنه كأبي بكر كان يريد أن يقتل ابنه ، أو أخاه فهذا مصعب بن عمير يقتل أخاه الكافر عبيد بن عمير ، أو أقرباءه كحمزه وعلي وعبيده بن الحارث فقد قتلوا عتبه وشيبة والوليد بن عتبه ، فأولئك الموالون في الله والمعادون فيه الذين يثبت الله في قلوبهم الإيمان, ويقويهم بنصر منه وتأييد على عدوهم في الدنيا، ويدخلهم في الآخرة جنات تجري من تحت أشجارها الأنهار, ماكثين فيها زمانًا ممتدًا لا ينقطع، أحلَّ الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم, ورضوا عن ربهم بما أعطاهم من الكرامات ورفيع الدرجات, أولئك حزب الله وأولياؤه, وأولئك هم الفائزون بسعادة الدنيا والآخرة.

وجاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه " يؤتى بعبد محسن في نفسه لا يرى أن له سيئة، فيقال له‏:‏ هل كنت توالي أوليائي‏؟‏ قال‏:‏ يا رب كنت من الناس سلما، قال‏:‏ فهل كنت تعادي أعدائي‏؟‏ قال‏:‏ يا رب لم أكن أحب أن يكون بيني وبين أحد شيء، فيقول الله تعالى‏:‏ وعزتي وجلالي لا ينال رحمتي من لم يوال أوليائي، ويعاد أعدائي‏".

فموالاة الكافرين موجبة لغضب الله ومقته وعذابه ، وفيها اذلال وخنوع ، فمن أراد العزة والنصر والمنعة فليكن مع الله يلتزم دينه ويقتد برسوله الكريم ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويوالي عباد الله المؤمنين قال تعالى : {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }فاطر10 وبذلك يبور مكرهم ويفشل تدبيرهم ويحقق الله لنا وعده بتدمير عروش حكامنا الظلمة الفسقة ، واقامة حكم الاسلام وقهر اعدائنا في مشارق الارض ومغاربها وما ذلك على الله بعزيز قال تعالى :{وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ *** فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} ابراهيم 46-47 وقال سبحانه مطمئناً لنا : {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51.

أبو احمد

http://www.al-nahda.com/misc/more.php?id=2449_0_14_0_M