تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القوى الاسلامية في الشمال أي دور تلعب ·· وكيف تحدد موقعها من الأحداث ؟!



الحسني
07-15-2006, 06:51 AM
القوى الاسلامية في الشمال أي دور تلعب ·· وكيف تحدد موقعها من الأحداث ؟!
خــلاف فــي الرأي مــع قيــادة "الجــمـاعــة الإســلامـيــة"
وكــلام عــن أهــداف واستـراتيـجــيـــات اسلامـيــــة وطــــنــيــة http://www.aliwaa.com/images/pix.gif

مما لا شك فيه أنه ومنذ لحظة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والأحداث تتوالى على لبنان، فالمتغيرات تبقى رهينة المواقف والتطورات تستحوذ على كل اهتمام· وبالطبع فإن هناك من ركب موجة التغيير في حين بقي البعض على مواقفهم بالرغم من أنهم باتوا يسيرون عكس التيار، وحدها القوى الإسلامية لم تنجح في تحديد مواقفها بل انقسمت على نفسها لدرجة دفعت بالعديد للتساؤل عن الدور الذي باتت تلعبه هذه القوى وأي غايات تنشد بل كيف تحدد موقعها من الأحداث؟!


هذا الواقع يخيم على كل لبنان، ولكن شمالاً تنوعت المواقف وانقسمت حينما اتخذت بعض هذه القوى الإسلامية خطوات مهمة باتجاه 14 شباط في حين اتجهت أخرى نحو مواقف مناوئة بل أكثر من ذلك هي انخرطت ضمن لقاءات وطنية تجد بأنها تخطو خطوات ايجابية نحو العودة بلبنان الى بر الأمان·

ولكن السؤال المطروح هل إن ما تقوم به القوى الإسلامية على صعيد الشمال كاف لإثبات وجودها وبالتالي تحقيق غاياتها؟! أم أنها تعتبر نفسها تقوم بالأفضل في حين لا يجد البعض فيها طموحاتهم لهذا انحرفوا عنها وفضلوا البقاء دون مواقف تذكر إلى حين إمكانية بروز مشروع اسلامي مهم قادر على مواجهة تداعيات حادثة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبالتالي الخطط التي تحاك للإسلام والمسلمين·

"لواء الفيحاء والشمال" يلقي الضوء على دور القوى الإسلامية الشمالية والتي تسعى الى البروز في الآونة الأخيرة بعدما وجدت أن المرحلة تتطلب رص الصفوف والمواجهة، وليس السكوت والهروب فهل نجحت هذه القوى في ذلك أم أنها تغرّد بعيداً عن سربها؟!

تساؤلات يجيب عنها الداعية الدكتور فتحي يكن والشيخ ابراهيم الصالح بالتالي:

الدكتور يكن

الداعية الدكتور فتحي يكن أكد أن قوى العمل الإسلامي في لبنان ليست وليدة مرحلة، وإنما هي خطوة أساسية على طريق مشروع اسلامي يهدف الى توحيد صفوف المسلمين والإسلاميين، بما يحمي وجودهم، ويجمع جهودهم، من أجل بناء لبنان وطناً يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات ويعتز فيه الجميع بولائهم الوطني وانتمائهم العربي، بالتعاون مع كل المواطنيين والشرفاء من كل الأطياف والطوائف والمذاهب والقوى والتيارات السياسية·

إن خطوة كهذه لا شك أنها تحتاج الى جهد كبير ومتابعة يومية ليتحقق قيام مرجعية وطنية، من شأنها أن تفعّل دور الطائفة السنية وتحمي خصوصيتها، كما تبرز قيادة حقيقية تمثل المسلمين جميعاً تمتلك وناصية القرار الذاتي المتميز في كل مواقع القرار·

إن هذا الهدف الذي تسعى "قوى العمل الإسلامي" الى تحقيقه يعتبر هاماً كبيراً، ومحل استهداف من كل القوى السياسية التي تعمل اليوم - في وضح النهار - مراهنة على تغريب لبنان وانتهاك سيادته، وإلحاقه بالمشروع الشرق أوسطي، الذي تمثل واشنطن وتل أبيب ذروة سنامه وعموده الفقري، متنكرة بذلك لولائها الوطني وانتمائها العربي··!!

من أجل ذلك، ولبلوغ الهدف الكبير المنشود، عقدت "قوى العمل الاسلامي" لقاءات متعددة مع قوى وتجمعات اسلامية مختلفة كان أبرزها مع "لقاء الجمعيات والشخصيات الاسلامية" لرص الصفوف وتوحيد الجهود ضمن صيغة جبهوية واحدة·

وتكاد هذه التحضيرات تنتهي بعد أن وضعت مسودة "مشروع جبهة العمل السياسي الاسلامي" يتبعها الإعلان عن الجبهة عبر مؤتمر صحافي في القريب إن شاء الله·

وحول المشاركة في اللقاء الوطني اللبناني قال الدكتور يكن: مشاركتنا فعالة منذ ما قبل ولادة "اللقاء" ايماناً بأن ما لحق بلبنان منذ جريمة اغتيال الرئيس الحريري يعتبر الأخطر مما مر به منذ استقلاله على الإطلاق!! فهو يهدف الى تغيير هويته العربية وإلحاقه بالمعكسر الغربي، وجعله تحت الوصاية الأميركية والهيمنة الصهيونية··

إن هذا الواقع غير المسبوق والإستثنائي والخطير هو الذي دفع الى قيام "اللقاء الوطني اللبناني"، من غير املاءات من أحد كما يزعم ويدعي البعض ممن تنكروا لوطنيتهم وخانوا عروبتهم واسلامهم!!

إن من أولويات الأهداف التي يسعى "اللقاء" الى تحقيقها هي استنفاذ لبنان من حالة اختطافه، وتحقيق وحدته الوطنية الحقيقية، وتأصيل سيادته واستقلاله وايقاف عمليات التدخل في شؤونه الداخلية التي تمارسها قوى الأكثرية من خلال ما يطرحه أركانها في جولاتهم المكوكية على معظم العواصم الغريبة!!

كان هذا دورنا منذ العام 1992 يوم شعرنا وأدركنا أن لبنان يواجه مشروعاً خطيراً ومخيفاً يرمي الى بيعه في سوق النخاسة الدولية وعلى مذبح مصالح الدول العظمى ومنها مصلحة العدو الاسرائيلي · وأشار الدكتور يكن الى أن دورنا كإسلاميين اليوم هو أكبر وأعظم وأقوى لأن المؤامرة على لبنان - والتي كنا نخشاها بالأمس - باتت اليوم ماثلة للعيان غير خافية على أحد·

" المؤامرة تهدف الى ربط لبنان - سيادياً وسياسياً بالمصالح الأميركية!! " المؤامرة تهدف الى استبدال هوية لبنان العربية بأخرى "شرق أوسطية" تكون فيها اسرائيل الحلقة الأقوى والأفعل!!

" المؤامرة تهدف الى افقار لبنان - اقتصادياً - ليكون رهينة لدى البنوك الدولية صهيونية الهوية والخلفية!!·

" المؤامرة تهدف الى تجريد لبنان من "مقاومته" وتعطيل دوره الجهادي المتميز في ساحة الصراع مع الدولة العبرية!!

وأخيراً فإن المؤامرة تهدف الى اضعاف لبنان وانهاكه واشغاله بالفتن الداخلية والصراعات الطائفية والمذهبية، وهو عنوان عريض لما تشهده الساحة اللبنانية منذ اغتيال الرئيس الحريري وحتى اليوم·

في ضوء كل ذلك، نعتبر أن دورنا كما دور كل الوطنيين الشرفاء اليوم هو استثنائي ويهدف الى استنقاذ لبنان واللبنانيين من المصير الأسود المحتوم والمشؤوم الذي ينتظر الجميع·

الشيخ الصالح

من جهته الشيخ ابراهيم الصالح قال: موقع القوى الإسلامية في الشمال وفي لبنان واحد هو الموقع المعادي لدولة الكيان الصهيوني والكيان الأميركي الذي يمتلك مخططات معادية لمصالح أمتنا·

وهذا الموقع الطبيعي للقوى الإسلامية ليس في لبنان فحسب وإنما في العالم أجمع· وأميركا صريحة في ما تقول لقد سمّت الحرب على الإسلام والمسلمين حرباً على الإرهاب تحت عناوين اجتزأتها أو ابتدعتها لتسمح لها بالعدوان على بلاد المسلمين ومصادرة قرارهم وليس أقله وآخره إلا الضغط الأميركي الفرنسي لمنع العرب في استصدار قرار في الأمم المتحدة يدين دولة الكيان العبري التي تقتل يومياً عشرات الشهداء وتأسر الاف الناس وتحاصرهم في أقواتهم، من المنطقي أن تكون الأمة الإسلامية وقواها في موقع معادٍ لأميركا ومحركها اسرائيل·

وتابع الشيخ الصالح: إضافة الى ذلك يمكن القول أنه في لبنان وفي الفترة التي تبعت استشهاد الرئيس الحريري وبالتالي الانتخابات النيابية وهنا أؤكد أنه ليس كل المنضوين تحت لواء الجماعة الإسلامية يوافقون على السياسة المعلنة للجماعة خاصة بعدما تم اجتزاؤها مما أدى الى صب الزيت على النار ورفع مستوى التشنج بين الحالة الاسلامية وقواها وبين قوى 14 آذار وأدت في ما أدت الى بروز قوى العمل الاسلامي التي يترأسها بشكل عام الدكتور فتحي يكن، والذي استطاع بحركته والقوى المنضوية معه أن يبرز بخط مناوئ لقوى 14 آذار ، وبذلك انتهى الوجود السياسي عملياً للجماعة الاسلامية بحيث لم تعد قادرة على إنتاج مواقف سياسية تقع في الموقف المساند لـ 14 آذار رغم عدم انتمائها لها، وأظن بأن هذا الموقف تطور بانتماء قوى العمل الإسلامي وتمثلهم بشخصية الدكتور يكن في "اللقاء الوطني"، لذلك فالقوى الإسلامية اليوم وبشكل منطقي وفعلي في المنطق الاستراتيجي هي ضد الكيان العبري، وفي المنطق السياسي هي في الموقع المعادي لــ 14 آذار·

ورداً على سؤال قال الشيخ الصالح: منطقياً قوى العمل الإسلامي بشكل أو بآخر تشكل حالة فريدة من نوعها في العمل السياسي، إلا أنني لست من هذه القوى ولو عرض عليّ أن أنتمي إليها لما أجبت لأنني أرغب في البقاء من دون أي موقف· بيد أنني أقول بأن هذه القوى تمثل بشكل أو بآخر شريحة كبيرة من المسلمين، ولعلها الأقوى بين الكثير من القوى التقليدية في طرابلس والتي تلعب دوراً أكبر من الدور الذي تلعبه هي، ومنطقياً للقوى الإسلامية دور كبير وإن لم يلحظ اللقاء الوطني ذلك، فربما قد تضطر هذه القوى الى الخروج من هذا اللقاء وتشكيل حالة مختلفة تتلاقى في السياسات والاستراتيجيات مع اللقاء الوطني ولكنها في الوقت عينه تعبّر عن نفسها لا أعتقد الأمور متطورة الى هذا الحد ولكنني أجد بأن اللقاء لم يلحظ في هذه القوى دور وموقع حقيقي لهذا ستجد نفسها مضطرة للتعبير عن رأيها، وتكون بذلك قد وقعت في الخطأ نفسه الذي وقعت فيه القوى المناوئة لــ 14 آذار·

وتابع: رغم عدم وجود انسجام بين القوى الإسلامية في الشمال وفي لبنان وفي العالم كله إلا أن هذا لا يعني أنه لا يمكن لهذه القوى أن تعبر وبشكل فعال عن آرائها السياسية·

وختم الشيخ الصالح: الأوضاع في لبنان تسير نحو الهدوء فالناس ابتدأت تستخدم عقلها وتبحث عن طريقة لاستيعاب الكيان اللبناني وتوازناته· مما لا شك فيه أن مستقبل لبنان سوف يبنيه في المنطق الطائفي السخيف في لبنان السنة والشيعي وأن المسيحيين لن يعودوا في موقع فرض الشروط وإن كانوا حاجة أساسية للبنان· نحن أمة لا إكراه في الدين، أمة قبول الآخر، نحن الأمة المتفوقة على أوروبا نؤمن بموسى وعيسى ومتفوقون على المنطق الأوروبي، نحن الأمة التي يجد الآخر عندها موقعاً فعالاً·

لقد لعب المسيحيون دوراً عظيماً في توسيع أفق الفكر الإسلامي وفي التبادل الثقافي، حتى في التاريخ الحديث لم تكن الأدوار التي لعبها المسيحيون هي أدوار لخدمة المستعمر الأجنبي أبداً· هناك مسيحيون لا يقلون أهمية في مواقفهم السياسية عن المسلمين ونحن نحتاجهم انتهت مرحلة العواصف وفشل المشروع الفرنسي - الأميركي الذي هدف الى إثارة العواصف في المنطقة للقضاء على مجموعة من الأنظمة لقد اتضح بأن التضامن الإقليمي من القوى القريبة من أميركا والمعادية لها هو أقوى من مشروع التغيير في المنطقة· غداً يرحل شيراك وتبقى المصالح الفرنسية وسوف تحتاج هذه المصالح الى اعادة صياغة العلاقة مع دول المنطقة·


تحقيق: روعة الرفاعي حفار