تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قريباً .. قاعدة الجهاد في بلاد الشام



رائد
07-10-2006, 12:54 PM
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2006/6/4/1_622811_1_28.jpg

هل نسمع قريبا انطلاق تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام ؟ هذا مؤكد جداً .. فسوريا على وجه التحديد مقبلة على مواجهات لا تقل ضراوة عن المواجهات الدائرة على أرض العراق ، خصوصاً وأن التكوين الطائفي لسوريّا لا يختلف كثيراً عن التكوين الطائفي في العراق ، فهناك النصيريون والاسماعيليون (البهرة البهائيون) والدروز والشيعة الروافض ، وغالبية أهل الشام ترجع أصولهم إلى أهل السنة وإن كان أكثرهم اليوم –إلا من رحم الله - بلا انتماء ديني ولا هويّة إسلامية نظراً لاعتناقهم أفكار ومبادئ حزب البعث العلماني وتأثر بعضهم بأفكار جاهلية أخرى .

وكما هو معروف فإن جماعة الإخوان الديمقراطية هي أكبر جماعات المعارضة السياسية من حيث الشهرة والعدد ، ولها تأثير كبير على المخدوعين بها رغم الكوارث التي جلبتها للشعب في أيام الثمانينيات ، نظراً لعلاقتها السياسية الوطيدة بالعلمانية وجذورها الصوفية وتآخيها مع الشيعة الروافض في جميع أنحاء العالم وتوافق نظرتها مع نظرة اليهود والصليبيين تجاه جماعات التوحيد والجهاد المقاتلة .

ولكن هل يعني ذلك أن الساحة السورية خالية من السلفية الجهادية ؟

في الحقيقة إن تنظيم "الطليعة المقاتلة" الذي انشق عن جماعة الإخوان في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، هو في حقيقته تنظيم سلفي جهادي من حيث العقيدة والعمل والنظرة للحياة ، وإن لم يكن مصطلح "السلفية الجهادية" معروف آنذاك . تنظيم الطليعة كان حسن النية وكان يفتقر إلى فهم المنهج الانهزامي لجماعة الإخوان والمتشبع بفقه الإرجاء وأدبيات الديمقراطية والمشاركة البرلمانية، ولكن قد يُعذر تنظيم الطليعة بعدم درايته الكافية بحقيقة "الإخوان" آنذاك، فرغم انتهاج "الإخوان" لعقيدة الإرجاء وتركِهم للجهاد وجهلهم بمفهوم "الطاغوت" وعجزهم عن تفسير طبيعة الصراع بين التوحيد والشرك ، إلا أن شعار جماعة الإخوان كان شعاراً برّاقاً طيّباً في معانيه السامية ( الجهاد طريقنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا ) لكنها لم تطبق هذا الشعار إلا بشكل محدود ضيق جداً ، حيث لم تكن واضحة حتى ذلك اليوم ، وكان لا يزال هناك مجال لإعطائها الفرصة كي تثبت ولاءها لعقيدة التوحيد والجهاد، إلى أن توالت الأيام وكشفت جماعة الإخوان عن نواياها الخبيثة بشكل علني بعد غزوة 11 أيلول وما تبعها من الحملة الصليبية التي أعلنتها الولايات الأمريكية على الإسلام.

تنظيم "الطليعة المقاتلة" الذي أسسه القائد الشهيد -بإذن الله - مروان حديد في مدينة حماة "أم الفداء" ، هو أول التنظيمات السلفية الجهادية التي انطلقت من سوريّة ، وهو من دافع عن شرف وأعراض المسلمين وتصدى للمجازر التي كان يقوم بها النظام النصيري الذي كان بقيادة الهالك حافظ الأسد وأخيه المجرم رفعت الأسد الذي هرب إلى أحضان أسياده الفرنسيين . وكان يقوم تنظيم "الطليعة المقاتلة" بعمليات اغتيال موفقة ضد رموز السلطة الكافرة وأعوانها ومخابراتها وأوكار مجرميها . وقد لقّن النظامَ النصيري السوري دروساً لا تنسى، وكان رمزاً عظيماً من رموز التوحيد والجهاد في القرن العشرين .

وبعد احتدام المواجهات بين الموحدين والطاغوت الحاكم ووصولها إلى الذروة في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، رأى تنظيم "الطليعة" أن يسمي نفسه "الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين" كي يدفع بجماعة الإخوان إلى الجهاد ويضعها أمام الأمر الواقع ويفرض عليها الوقوف صفاً إلى صف مع المقاتلين ، وقد نجح تنظيم الطليعة في قيادة المعركة في الأيام الأولى وقاتلت إلى جانبه جماعة الإخوان مكرهة متورطة .

انتهت المواجهات بين المسلمين الموحدين وبين النظام الكافر في سوريا، وكانت حصيلة المواجهات عشرات الألاف من الشهداء في صفوف المسلمين، وبضعة مئات من جنود الطاغوت المجرم، وهروب بعض قياديي وأفراد جماعة الإخوان من ساحة المواجهة إلى الخارج، تاركين الأهالي والمجاهدين يقاتلون وحدهم في الميدان إلى أن قدّر الله أن يكون الوضع على ما هو عليه اليوم . فقد مضى جنود الطليعة ما بين شهيد أو أسير أو مهاجر في سبيل الله .. بعدما أبلى البلاء الحسن في القتال، وكان خير نموذج في الإقدام والشجاعة والولاء لراية التوحيد.

أما جماعة الإخوان، فهي اليوم تنسب كل المآسي التي حدثت للنظام السوري وإلى تنظيم الطليعة المقاتلة، ولقد أعلنوا براءتهم التامة من منهج الطليعة ، وقالوا بأن دور الجماعة آنذاك كان دفاعاً عن النفس ليس إلا .. وأن الإخوان ليسوا تنظيم "طليعة".. وقد صدقوا رغم شهرتهم بالكذب .. فالإخوان لا يؤمنون بحتمية المواجهة مع الطاغوت ولا يقاتلون الأنظمة الكافرة وإنما يتعايشون معها ، والإخوان لا يكفّرون الكافر ولا يؤمنون بشرعية إقامة الحد على المرتد . إلا إن كانت الظروف تحتم عليهم حمل السلاح دفاعاً عن مبادئهم الديمقراطية والوطنية التي يرون وجوب القتال و"الشهادة" لأجلها .

بقيت عقيدة التوحيد والجهاد حيّة في صدور المسلمين، إلا أن الظروف وضعف الإمكانات وسيطرة النظام النصيري على كل مناحي الحياة في سوريا حال دون وجود جماعة "منظمة" تسير على خطى منهج "الطليعة" ، إلا أن الاحتلال الأمريكي للعراق كان فرصة ذهبية لتوافد المجاهدين من سوريا للالتحاق بإخوانهم المقاتلين ، وكثير منهم كانوا من أبطال تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين .

اليوم ، وبعد أن لاحت نذر صراع العقائد في أجواء بلاد الشام من جديد ، وبعد نيّة المراقب العام للإخوان المفلسين في سورية المدعو "علي صدر البيانوني" العودة إلى ديار الوطن متوعداً النظام النصيري الدموي بسيف الديمقراطية الخشبي بعد تحالفه مع قاتل المسلمين "عبد الحليم خدام" ، هل يعلن المجاهدون في الأيام القادمة انطلاق "قاعدة الجهاد" في بلاد الشام ليصدوا حركة التبشير الإخوانية ويثأروا لدماء المسلمين التي سفكها النصيريون وتمادوا في سفكها بعد خيانة جماعة الإخوان للدين والأمة ؟