تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأبكم الفصيح



مقاوم
07-04-2006, 04:20 PM
الأبكم الفصيح

هذه من عجائب القصص، ولولا أن صاحبها كتبها لي بنفسه، ما ظننت أن تحدث. يقول صاحب القصة، وهو من أهل المدينة النبوية: أنا شاب في السابعة والثلاثين من عمري، متزوج، ولي أولاد. ارتكبتُ كل ما حرم الله من الموبقات. أما الصلاة فكنت لا أؤديها مع الجماعة إلا في المناسبات فقط مجاملة للآخرين، والسبب أني كنت أصاحب الأشرار والمشعوذين، فكان الشيطان ملازماً لي في أكثر الأوقات.

كان لي ولد في السابعة من عمره، إسمه مروان، أصم أبكم، لكنه كان قد رضع الإيمان من ثدي أمه المؤمنة. كنت ذات ليلة أنا و ابني مروان في البيت، كنت أخطط ماذا سأفعل أنا والأصحاب، وأين سنذهب. كان الوقت بعد صلاة المغرب، فإذا ابني مروان يكلمني (بالإشارات المفهومة بيني وبينه) ويشير لي: لماذا يا أبتي لا تصلي؟! ثم أخذ يرفع يده إلى السماء، ويهددني بأن الله يراك. وكان ابني في بعض الأحيان يراني وأنا أفعل بعض المنكرات، فتعجبتُ من قوله. وأخذ ابني يبكي أمامي، فأخذته إلى جانبي لكنه هرب مني، وبعد فترة قصيرة ذهب إلى صنبور الماء وتوضأ، وكان لا يحسن الوضوء لكنه تعلم ذلك من أمه التي كانت تنصحني كثيراً ولكن دون فائدة، وكانت من حفظة كتاب الله. ثم دخل عليّ ابني الأصم الأبكم، وأشار إليّ أن انتظر قليلاً...فإذا به يصلي أمامي، ثم قام بعد ذلك و أحضر المصحف الشريف و وضعه أمامه وفتحه مباشرة دون أن يقلب الأوراق، ووضع إصبعه على هذه الآية من سورة مريم:


يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا .

ثم أجهش بالبكاء، وبكيت معه طويلاً، فقام ومسح الدمع من عيني، ثم قبل رأسي ويدي، وقال لي بالإشارة المتبادلة بيني وبينه ما معناه: صلِّ يا والدي قبل أن توضع في التراب، وتكون رهين العذاب...و كنت – و الله العظيم – في دهشة وخوف لا يعلمه إلا الله، فقمت على الفور بإضاءة أنوار البيت جميعها، وكان ابني مروان يلاحقني من غرفة إلى غرفة، وينظر إليّ باستغراب، وقال لي: دع الأنوار، وهيا إلى المسجد الكبير – ويقصد الحرم النبوي الشريف – فقلت له: بل نذهب إلى المسجد المجاور لمنزلنا. فأبى إلا الحرم النبوي الشريف، فأخذته إلى هناك، وأنا في خوف شديد، وكانت نظراته لا تفارقني البتة...

ودخلنا الروضة الشريفة، وكانت مليئة بالناس، وأقيم لصلاة العشاء، وإذا بإمام الحرم يقرأ من قول الله تعالى:


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور: 21 }

فلم أتمالك نفسي من البكاء، ومروان بجانبي يبكي لبكائي، وفي أثناء الصلاة أخرج مروان من جيبي منديلاً ومسح به دموعي، وبعد انتهاء الصلاة ظللتُ أبكي وهو يمسح دموعي، حتى أنني جلست في الحرم مدة ساعة كاملة، حتى قال لي ابني مروان: خلاص يا أبي، لا تخف....فقد خاف علي من شدة البكاء .

وعدنا إلى المنزل، فكانت هذه الليلة من أعظم الليالي عندي، إذ ولدتُ فيها من جديد.وحضرتْ زوجتي، وحضر أولادي، فأخذوا يبكون جميعاً وهم لا يعلمون شيئاً مما حدث، فقال لهم مروان: أبي صلى في الحرم. ففرحتْ زوجتي بهذا الخبر إذ هو ثمرة تربيتها الحسنة، وقصصتُ عليها ما جرى بيني وبين مروان، وقلتُ لها: أسألك بالله، هل أنت أوعزتِ له أن يفتح المصحف على تلك الآية؟ فأقسمتْ بالله ثلاثاً أنها ما فعلتْ. ثم قالت لي: احمد الله على هذه الهداية. وكانت تلك الليلة من أروع الليالي. وأنا الآن – ولله الحمد – لا تفوتني صلاة الجماعة في المسجد، وقد هجرت رفقاء السوء جميعاً، وذقت طعم الإيمان...فلو رأيتَني لعرفتَ ذلك من وجهي . كما أصبحتُ أعيش في سعادة غامرة وحب وتفاهم مع زوجتي وأولادي وخاصة ابني مروان الأصم الأبكم الذي أحببته كثيراً ، كيف لا وقد كانت هدايتي على يديه.

منقول

من قلب بغداد
07-09-2006, 10:29 PM
السلام عليكم

ما شاء الله .. نسأل الله الهدايه لضال المسلمين
سبحان الله .. حين يفقد الانسان شيئاً يعوضه الله بأفضل منه .. !

جزاك الله خير الجزاء اخي الكريم مقاوم

mohammad
07-10-2006, 12:54 AM
جزاك الله من الحسنات 6985778500 ومن الخير احسنه ومن العيش اهنأه ومن الإيمان اكمله ومن البر ارضاه ومن الجنة فردوسها

مقاوم
07-11-2006, 03:18 AM
أختي من قلب بغداد، وإياك إن شاء الله

أخي محمد، عم تغيب كتير... ما بيصير هيك
بس أهلا بهالطلة على كل حال

Saowt
07-11-2006, 11:03 AM
الحمدلله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله...ألم تقرأ يا مقاوم قصة هداية مالك بن دينار؟؟؟

مقاوم
07-16-2006, 10:12 AM
الحمدلله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله...ألم تقرأ يا مقاوم قصة هداية مالك بن دينار؟؟؟

الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله

لا أظن أنني فعلت فهلا ذكرتيها لنا أو أرشدتنا إليها

Saowt
07-16-2006, 10:51 AM
يقول:
بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا.. أظلم الناس وآكل الحقوق.. آكل الربا.. أضرب الناس.. أفعل المظالم.. لا توجد معصيه إلا وارتكبتها.. شديد الفجور .. يتحاشاني الناس من معصيتي.

في يوم من الأيام.. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفلة.. فتزوجت وأنجبت طفله سميتها فاطمة.. أحببتها حباً شديدا.. وكلما كبرت فاطمه زاد الايمان في قلبي وقلت المعصيه في قلبي.. ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر.. فاقتربت مني فازاحته وهي لم تكمل السنتين. وكأن الله يجعلها تفعل ذلك.. وكلما كبرت فاطمه كلما زاد الايمان في قلبي.. وكلما اقتربت من الله خطوة.. وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي.. حتى اكتمل سن فاطمة سنتين.. فلما أكملت .. الـسنتين ماتت فاطمة

فانقلبت أسوأ مما كنت.. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء.. فعدت أسوا مما كنت.. وتلاعب بي الشيطان... حتى جاء يوما فقال لي شيطاني: لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!!

فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب فرأيتني تتقاذفني الاحلام . حتى رأيت تلك الرؤيا... رأيتني يوم القيامه وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار. وزلزلت الأرض . واجتمع الناس إلى يوم القيامه .. والناس أفواج ... وأفواج .. وأنا بين الناس وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان .. هلم للعرض على الجبار.. فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار..

فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤية) وكأن لا أحد في أرض المحشر.. ثم رأيت ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شده الخوف فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً..

فقلت: أنقذني من هذا الثعبان.. فقال لي: يا بني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحية لعلك تنجو ..



فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. فقلت: أأهرب من الثعبان لأسقط في النار فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني.. فبكى رأفة بحالي... وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو فجريت للجبل والثعبان سيخطفني

فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال كلهم يصرخون: يافاطمة أدركي أباك أدركي أباك.. فعلمت أنها ابنتي.. ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها سنتين تنجدني من ذلك الموقف فأخذتني بيدها اليمنى.. ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده الخوف

ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا وقالت لي ياأبت: "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله"


قلت: يا بنيتي .. أخبريني عن هذا الثعبان!!
قالت هذا عملك السئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامه..؟ وذلك الرجل الضعيف: قالت ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً ولولا انك انجبتني ولولا أني مت صغيره ماكان هناك شئ ينفعك


يقول: فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يا رب.. قد آن يا رب, نعم "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله".. واغتسلت وخرجت لصلاة الفجر أريد التوبة والعودة إلى الله فدخلت المسجد فإذا بالامام يقرأ نفس الاية "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله"

ذلك هو مالك بن دينار من أئمه التابعين هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل .. ويقول
إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنه من ساكن النار، فأي الرجلين أنا اللهم اجعلني من سكان الجنه ولا تجعلني من سكان النار وتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول:
أيها العبد العاصي عد إلى مولاك .. أيها العبد الغافل عد إلى مولاك ...
أيهاالعبد الهارب عد إلى مولاك .. مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لك

من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة.. أسألك تبارك وتعالى أن ترزقنا التوبه لا إله إلا أنت سبحانك .. إني كنت من الظالمين

ظل السيف
07-22-2006, 02:12 PM
الله أكبر

ما أرحم الله بخلقه

أسأل الله ألا يحرمك أجر إيرادك هذه القصة المؤثرة أخي مقاوم

وجميع الأحباب كذلك

وهذا رابط لمحاضرة مؤثرة للشيخ خالد الراشد (فك الله أسره)

بعنوان < قوافل العائدين> ذكر فيها هذه القصة وقصصا أخرى عجيبة

فلتأذن لي يا أخي بوضع الرابط :

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=15740


مع فائق تقديري

محبكــــــ ظل السيف ـــــــم

مقاوم
07-22-2006, 05:07 PM
حياك الله إخي ظل السيف وبارك فيك على إضافة الرابط وفك الله أسر
حبيبنا الشيخ خالد الراشد