تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معركة وجود لم تنتهِ بعد



رائد
07-04-2006, 02:21 PM
http://www.geocities.com/unityguard/878755.jpg

الأحداث السياسية المعاصرة تعصف بالأمة عصف الأعاصير العاتية المدمرة ، وقد اتخذ المجاهدون مواقعهم في ساحات القتال وجبهات المعارك وميادين الشرف رافعين راية التوحيد عالياً ، يبشرون أمّتهم باقتراب النصر الموعود وينذرون من تخلّفَ عنهم بأن لا خلاص من قيود الطغيان ولا سبيل لاسترجاع كرامتهم وتحررهم من العذاب تحت سياط الجلادين إلا باستشعار الخوف من الله عز وجل والخضوع الكامل لما أمر به سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وما آتانا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وإلا فإن الله يسلط علينا ذلاً لا ينزعه عنا ما لم نرجع إلى دينه ونجاهد لإعلاء كلمته ، وليس من ذلٍّ تعيشه الأمة واقعاً أشدّ مرارة من تسلّط شرذمة انسلخت عن جسد الأمة وارتدت عن دين الله لتفرض أجندة التلمود وتعاليم كنائس الصليب وتعمل على تحقيق أهداف المحافل الماسونية في تدمير الأمة وإضعاف قوتها ونهب ثرواتها ومنعها من النهوض من جديد ، إنهم حكام العرب الذين باعوا شرفهم لبني الأصفر وعبّاد البقر ، وستّر على حقيقتهم مشايخ السوء وعلماء النفاق ودعاة الضلالة وعميان البصر .

باعوا شعوبهم لتجّار الرق اليهود والصليبيين في ساعة غفلة من الزمن، واستعبدوا هذه الأمة وأخضعوها لسلطانهم بالترهيب والتهديد والوعيد بعد أن ظن كثير من المسلمين بأن الجنة تحت ظلال البرلمانات. وما تجبّرُ هؤلاء الطواغيت واستكبارهم على شعوب المسلمين إلا لتخلّي الأمّة عن جهادها بالسلاح تحت راية التوحيد . فعندما اختارت الأمة أن تكون تحت راية "القومية" أذلها الله وسلّط عليها عدوّاً لا يرحم . وعندما اختارت الأمة طريق "التصوّف والاعتزال" ، سلّط الله عليها عدواً استباح حرمتها وانتهك عرضها ليبيّن لهم بأن القعود بحجّة التعبّد هو عذرٌ باطل . وعندما اختارت الأمة أن تذهب لصناديق الاقتراع مؤمنة بشرعية "الديمقراطية" لتنتخب حكومةً تلبي طموحاتهم وتحقق رغباتهم، أبقى الله حالهم الذليل على ما هو عليه وزاد عليهم الآلام وقوّى شوكة أعدائهم عليهم .. فكان لا مناص للأمة إلا أن تسلك طريق العزة والكرامة الذي سلكه من قبلنا نبيّنا محمد عليه الصلاة والسلام وصحابته الأخيار وأسلاف هذه الأمة الكرام وجنود التوحيد على مر العصور والأيام .

من ظلام الغفلة وجور الطغيان واستعباد الموحّدين المستضعفين، وتدنيس ديار الإسلام واستباحة حرمة بيوت الله ومقدسات المسلمين ، خرج "تنظيم القاعدة" من سجنٍ متينِ الأقفال يحرسه عتاة الظالمين المجرمين، خرج من قيود الطاغوت ليعلن الحرب على فراعنة العرب وقياصرة الروم وجنودهم والمتواطئين والمتآمرين على أمة الإسلام من الأحبار والرهبان، خرج صادحاً بكلمات التكبير يستنهض أتباع التوحيد ويستصرخ فيهم نخوة الإيمان وضمير الأحرار، مذكّراً إياهم بالفريضة الغائبة التي غيّبها حكّامهم وحاربها أعداء دين الله .

المجاهدون ماضون في العمل على تحقيق رسالتهم السامية، ولا عذر للأمة أن تكون في موقع المتفرج الذي ينتظر انتهاء الحدث .. لا بد أن يكون لكل مسلم دوره ومكانه في صناعة التاريخ .. فلا بد من الحركة والتفاعل مع الواقع وترجمة هذا التفاعل إلى عملٍ ملموس يؤثر على مجريات الأحداث بما يصب في تحقيق الهدف المنشود، وهو هزيمة قوى الكفر وتحطيم كيانها وإسقاط أنظمة الردّة الحاكمة في بلادنا، فلنعمل من أجل إقامة دولة الخلافة الراشدة التي بقيامها ستنتهي معاناة المسلمين وتزول الحدود الجغرافية بين بلدانهم وينهزم اليهود خاسئين مدحورين تاركين عدّتهم وعتادهم غنائم للمجاهدين بعد أن تنال سيوف التوحيد من رقابهم ورقاب عملائهم أجمعين .

ولا يزال بعض المسلمين في غفلة عما يدور في الواقع من أحداث رغم شدتها، ففي وقت يقف المجاهدون فيه على ثغر من ثغور القتال ، يصبح من العار على أمة الإسلام أن تترك صفوة شبابها وخيرة جنودها يقاتلون وحدهم دون مدّ يد العون لهم ، فإذا كان أي ظرف يحول بين أحد منا وبين حمل السلاح في مقارعة الطاغوت، فليكن منا من يذود عنهم بماله أو قلمه أو لسانه ، ولا يكفي أن نؤيدهم بقلوبنا أو نكتفي بتمجيد بطولاتهم ومدح صنائعهم . لا بد أن نعمل معهم على إنجاح خطّتهم ودفع عجلة جهادهم إلى الأمام، فليكن منا لواء إعلامي يعمل على نشر دعوتهم وإيصال صوتهم للعالم، ولتكن منا كتيبة تعمل على صد الشبهات والمزاعم الباطلة التي يهذي بها الخصوم والأعداء، ولتكن منا كوكبة تربوية ودعوية تربّي النشءَ وتعدّه للغزوات والفتوحات القادمة .

إن الإرادة الصادقة هي سلّم الوصول إلى القمم الشاهقة ، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم .. وإن مجاهدي "القاعدة" ومن انضوى في حلفهم، هم القوة العظمى الوحيدة التي تواجه أساطيل الجيش الأمريكي وجيوش التحالف الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وقوات الأمم الصليبية المتحدة ، وجيوش الكفر والردة في العراق وأفغانستان ، وعملاء اليهود الحكام وأذنابهم في بلاد العرب ، وهم الخطر الوحيد الذي يهدد عروش الطاغوت في كل مكان في العالم ليقيموا على أنقاضه عرش الخلافة ويدخل الناس في دين الله أفواجاً .. إنهم الرعب الحقيقي الذي يقذفه الله في قلوب أعدائه في هذا العصر .. فإما أن نلحق بهم ونكون من حُماة الإسلام وصناّع المجد ، أو ننتظر التاريخ ليكتب عنا قصّة أمةٍ تخلت عن أخيارها وتبرأت من رجالها وخذلت أبطالها واختارت أن يمثل الأعداء بجثتها ويكتبوا على كفنها "مجهولة الهوية" .