تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال للـ(المحاكم الشرعية) هل إصلاح الدّول بقلب أنظمة الحكم فيها ..؟؟



المتأمل
07-02-2006, 11:26 AM
................................... ................................... .....


عندما شاهدت الأمس بالتلفاز أخبار الحرب التي يشنها حزب مايسمى ( المحاكم الشرعية ) في الصومال أعجبني أنهم أصحاب ِسمات وأفكار شرعية طيبة ، لكن أدهشني بحق كيف سوغت لهم أنفسهم قصف المدن وقتل المسلمين الُمبتلين بالفقر وقلب نظام الحكم المهتريء هناك لغرض إقامة شرع الله ..!!


فالبعض - ولا أدري كيف - يعتقد أن الإصلاح المطلوب للمجتمعات يكون من خلال قلب أنظمة الحكم في بلاده ومن ثم إذا تولى صالحون فرضوا الحكم بشرع الله على الشعوب والبلاد .. فإن الله - كما يكررون - ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن .. وهي مقولة حق بلا شك .... لكنها فهمت في غير محلها ..

وأصحاب هذه النظرية من جماعات الإسلام السياسي عندنا في الخليج أو حتى في الصومال تجدهم يسعون في كل إستراتيجياتهم وأعمالهم الدعوية والحركية نحو قلب أنظمة الحكم من خلال تعريتها وفضح فسادها أمام الشعوب حتى ينقلبوا عليها .. فتكون الطريق مهيأة لهم للحكم بما أنزل الله ... !!!!

أصحاب هذا الإتجاه نسوا أن الشعوب التي تنقلب على حاكم هي التي تنقلب على الذي بعده .. وأظنهم لم يهتدوا إلى الطريقة الأنجع والأسلم , والمتبعة لسنة المعلّم القدوة عليه أفضل الصلاة والسلام في التغيير ..

التغيير في المجتمع له جانبين مرتبطين ببعضهما البعض , القمة والقاعدة .. الرأس وهو أهل السلطة في المجتمع , والجسد وهو الشعب المسلم المحكوم .. وهي حلقة متصلة ومترتبة على بعضها , بعضهم يشبه ترابطها بنظرية البيضة والدجاجة .. هل البيضة قبل الدجاجة , أم أنّ الدجاجة قبل البيضة .. ؟؟؟

...........


- فإذا كنا لا نملك دفع أهل السلطة ليعملوا فينا بالعدل والمساواة الشرعية بين الطبقات والفئات المكونة للمجتمع ..

- وإذا كنا لا نملك دفع أهل الإقتصاد وأصحاب رؤوس الأموال أن يضخوا أموالهم في قطاعات تنفع الشعوب وترفع من المستوى التقني والإبداع العلمي للأمة ..

- وإن كنا لا نملك حث العسكر وأهل الجيش أن يعدوا العدّة والعتاد للجيوش الإسلامية , وأن يوجهوا هذه الجيوش لأعداء الأمة وليس لصدور أبنائها ..

إن كنا لا نملك كل هذا .. فإننا نملك أنفسنا ونمون على أبنائنا وزوجاتنا .. ومن هنا نستطيع أن نبني الخلية الأولى للمجتمع , وخلية مع خلية مع أخريات ، من هنا وهناك سيجد المجتمع نفسه في صلاح .. فيخرج منه حينها المدير والوزير والعسكري والأمير وكل الفئات من الصالحين المصلحين بإذنه تعالى ..

مشكلتنا - دائما - أننا نود بناء مجتمع راشد على منهاج النبوة , في حين أننا لا نتعلم كيف بنى الرسول المعلّم هذا المجتمع ..!!

فإذا بذل عليه الصلاة والسلام هو ونفر قليل من قومه ثلاثة عشر عام من حياته النبوية الثلاث والعشرون في صبر على الأذى وفي تعبد وذكر وصيام وقيام .. ألا يجب علينا أن نعمل على بناء أنفسنا وإيمانياتنا بنفس الأسلوب وبفترات زمنية تتناسب مع الكم والكيف الذي نواجهه من الضعف الإيماني والنفسي ...؟؟

أمّا الذِكرالذي نسيناه مثل كثير من السنن المهمة , وغمطناه حقه الذي يستحقه ... فوالذي نفسي بيده لهو من المعجزات الحسية والمعنوية التي أكرمنا بها الله عزوجل .. لا يعرفه ولا يعرف فضله إلاّ المجربون الذائقون لحلاوته ..

فالذكر الدائم هو الذي يربط قلب العبد بخالقه , وهو الذي يحفظه من نفسه وأهواءه وشهواته .. هوى المال والسلطة والجنس والظلم و.. , وهو الذي يحفظه من شياطين الإنس والجن .. فلا يكون لهم عليه من سلطان ..

وهذه النفوس التي تربت على الذكر وألسنتها تلهج به والمحفوظة من هواها وشهواتها , والمحفوظة من نزغات المفسدين من الإنس والجن :

- ألا تحقق العدل الذي نريد ..؟؟

- ألا تحقق الرقي الذي نطمح له ..؟؟

- ألا تجلب لنا الأمن الإقتصادي الذي نحتاجه ..؟؟

- ألا تبني لنا عزاً عظيماً بين الأمم بقوتها العسكرية والإيمانية ..؟؟

بلى ورب الكعبة ..

................

نقطة تأمل : في الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه ، فكان فيما أخذ علينا ، أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ، وعسرنا ويسرنا ، وأثرة علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله ، قال : ( إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان )

منير الليل
07-02-2006, 06:12 PM
لن أتعجب من كلامك...

لن أتعجب من كلام من أفتى للأمريكان بدخول أراضيه من أفتى بعدم جواز العمليات الاستشهادية في فلسطين...

لن أتعجب من مفتيين نسوا قضية فلسطين...

الملك عبدالله عندما مات والد محمود أحمدي نجاد...

لماذا لم نسمع له صوتها عندما حوصرت غزة وقصفت وقتل فيها من قتل...

من فضلك.. لا تقدّس الحاكم، فليسوا شرفاء مكة....

مقاوم
07-02-2006, 08:19 PM
الأخ المتأمل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد

فجزاك الله خيرا على ما تفضلت به في موضوعك الذي ينم عن اطلاع واسع ودرجة عالية من الثقافة العامة والعلم الشرعي وأسلوب متميز في المعالجة والطرح وبيان جذاب ولغة جميلة. واسمح لي يا أخي أن أخالفك الرأي في بعض ما ذهبت إليه في مقالك كما أرجو أن يتسع صدرك للنقد والتصويب فيما نظنه أقرب إلى الحق وأدعى إلى مرضاة الله عز وجل بعيدا عن التعصب والتشنج والانتصار للنفس وعملا بقول حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" والله الموفق.



عندما شاهدت الأمس بالتلفاز أخبار الحرب التي يشنها حزب مايسمى ( المحاكم الشرعية ) في الصومال أعجبني أنهم أصحاب ِسمات وأفكار شرعية طيبة ، لكن أدهشني بحق كيف سوغت لهم أنفسهم قصف المدن وقتل المسلمين الُمبتلين بالفقر وقلب نظام الحكم المهتريء هناك لغرض إقامة شرع الله ..!!


أنا لا أريد أن أنصب نفسي محاميا عن الإخوة في "المحاكم الشرعية" لكنني ومن خلال ما أسمع وأرى على شاشة التلفاز كذلك يبدو لي أن المسؤولين في هذا التنطيم على درجة من الوعي والعلم والتقوى والله حسيبهم ومن كانوا كذلك لا نملك إلا أن نحسن الظن بهم ونتهم وسائل الإعلام في نقلها إلا أن يكون هناك برهان وبينة على استهداف الأبرياء وهذا ما لم أره أو أسمعه حتى اللحظة. ثم أنت نفسك سميت نظام الحكم هناك مهترئا فلما لا يستبدل بنظام يقيم شرع الله؟



فالبعض - ولا أدري كيف - يعتقد أن الإصلاح المطلوب للمجتمعات يكون من خلال قلب أنظمة الحكم في بلاده ومن ثم إذا تولى صالحون فرضوا الحكم بشرع الله على الشعوب والبلاد .. فإن الله - كما يكررون - ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن .. وهي مقولة حق بلا شك .... لكنها فهمت في غير محلها ..


إن الأنظمة القائمة في عالمنا العربي والإسلامي أنطمة أثبتت عمالتها وارتهانها للشرق مرة وللغرب مرات ومرات وان مصلحة الشرق والغرب مقدمة على مصالح شعوبها بل هي أحيانا إن لم يكن غالبا على حساب مصالح شعوبها وقد نصح لهؤلاء على مدى أكثر من نصف قرن وهم يأبون إلا الفساد والارتماء في أحضان الخيانة والرذيلة والأدلة والقرائن على ذلك أكثر من أن تحصى فلما لا تقلب هذه الأنظمة لتتيح للشعوب أن تجرب العيش في كنف الشريعة السمحاء وخلا فة على نهج النبوة؟ كما أتمنى عليك أن ترشدنا إلى الفهم الصحيح لمقولة: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن مع تبيان الفهم الخاطئ لها حتى يسعنا تناولها بالنقاش كذلك.



وأصحاب هذه النظرية من جماعات الإسلام السياسي عندنا في الخليج أو حتى في الصومال تجدهم يسعون في كل إستراتيجياتهم وأعمالهم الدعوية والحركية نحو قلب أنظمة الحكم من خلال تعريتها وفضح فسادها أمام الشعوب حتى ينقلبوا عليها .. فتكون الطريق مهيأة لهم للحكم بما أنزل الله ... !!!!


الإسلام السياسي عبارة تتردد كثيرا دون الوقوف على مغزاها ومدلولها ودون البحث عن مصدرها ومن أطلقها ولماذا؟ واسمح لي يا أخي أن أسجل استغرابي في أن يستخدمها مسلم من أمثالك نحسبه على خير. فهي من العبارات التي درج على استخدامها العلمانيون والليبراليون الذين يريدون أن يجردوا الإسلام من أي مضمون سياسي أو حركي وبالتالي يجعلوا منه دين طقوس وعبادات لا يتعدى أثرها الفرد والمسجد ولادخل لها بالسياسة والدولة وشؤون الحكم والله يقول: إن الحكم إلا لله" ويقول جل من قائل: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" فالإسلام دين ودولة ، عبادة وسياسة. ولا يجوز أبدا الفصل بينهما ولا بد لهؤلاء الحكام أن يدركوا انه لا زال في الأمة من يقومهم بالسيوف إن هم ضلوا.



أصحاب هذا الإتجاه نسوا أن الشعوب التي تنقلب على حاكم هي التي تنقلب على الذي بعده .. وأظنهم لم يهتدوا إلى الطريقة الأنجع والأسلم , والمتبعة لسنة المعلّم القدوة عليه أفضل الصلاة والسلام في التغيير ..
التغيير في المجتمع له جانبين مرتبطين ببعضهما البعض , القمة والقاعدة .. الرأس وهو أهل السلطة في المجتمع , والجسد وهو الشعب المسلم المحكوم .. وهي حلقة متصلة ومترتبة على بعضها , بعضهم يشبه ترابطها بنظرية البيضة والدجاجة .. هل البيضة قبل الدجاجة , أم أنّ الدجاجة قبل البيضة .. ؟؟؟


لا يا أخي. الشعوب التي تنتفض من جراء الظلم والطغيان والاستبداد وتنادي بتحكيم شرع الله لا تنقلب على حكامها الصالحين الذين وصلوا إلى سدة الحكم بتزكية الشعوب لهم لا عبر التوارث الجبري ذليل عن ذليل. فالقمة جاءت من القاعدة ولم تفرض عليها فرضا ولذلك أقول إن صلحت القاعدة فستكون القمة قطعا صالحة والعكس صحيح.

وللحديث بقية إن كان في العمر بقية!!

صوت السلفية
07-03-2006, 12:15 AM
....
عندما شاهدت الأمس بالتلفاز أخبار الحرب التي يشنها حزب مايسمى ( المحاكم الشرعية ) في الصومال أعجبني أنهم أصحاب ِسمات وأفكار شرعية طيبة ، لكن أدهشني بحق كيف سوغت لهم أنفسهم قصف المدن وقتل المسلمين الُمبتلين بالفقر وقلب نظام الحكم المهتريء هناك لغرض إقامة شرع الله ..!!



من الحمار الذي قال أن المحاكم الشرعية حزب؟

أي **** غيرك ينفع أخي السروري الحزبي، ليس بالضرورة أن تكون أنت.

منير الليل
07-03-2006, 04:53 AM
بارك الله بك أخي مقاوم على نقدك العلمي....

وأنا مع نقدي العاطفي مقصودنا واحد..

نفعنا الله بعلمك وزادك علما وفقها في الدين.

مقاوم
07-03-2006, 08:07 AM
أخي منير بوركت وجزاك الله خيرا على كلمات التشجيع
أسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه

أخي صوت السلفية ما هكذا تورد الإبل ولا هكذا يكون الحوار
والنقاش وما هذا من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ولا أخلاق
سلفنا الصالح رضوان الله عليهم فانتبه هداني الله وإياك.

نكمل بعون الله:
أخي المتأمل تقول في مقالك:


وأظنهم لم يهتدوا إلى الطريقة الأنجع والأسلم , والمتبعة لسنة المعلّم القدوة عليه أفضل الصلاة والسلام في التغيير ..


أقول وهل علمنا نبينا غير ذلك؟ ألم ينقلب عليه الصلاة والسلام على حكام قىيش؟ ومنهم أعمامه وبني عمومته؟ ألم يقاتلهم في بدر وأحد والخندق؟ دعاهم إلى الحق والتوحيد ثلاثة عشر عاما ذاق منهم خلالها الأمرين وحاولوا إغراءه بالسلطة والمال والنساء فلما لم ينجحوا في ثنيه عن مراده حاصروه في شعب أبي طالب. إلا أنه بعد ذلك قاتلهم وقال لهم "جئتكم بالذبح" وقال: "بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده" أو كما قال عليه الصلاة والسلام. فهؤلاء الذين يحاولون الوصول إلى بناء الدولة الأسلامية التي تحكم بما أنزل الله هم أصحاب الفهم الصحيح لمنهج الانقلاب النبوي وسنن التغيير في المجتمعات وإن ارتكبوا بعض الأخطاء فذلك لقلة العلماء العاملين الذين تقدموا لحمل الراية وترشيد المسيرة ومن حق هؤلاء الإخوة علينا أن ننصح لهم وندعو لهم بالتوفيق والسداد.


- فإذا كنا لا نملك دفع أهل السلطة ليعملوا فينا بالعدل والمساواة الشرعية بين الطبقات والفئات المكونة للمجتمع ..

- وإذا كنا لا نملك دفع أهل الإقتصاد وأصحاب رؤوس الأموال أن يضخوا أموالهم في قطاعات تنفع الشعوب وترفع من المستوى التقني والإبداع العلمي للأمة ..

- وإن كنا لا نملك حث العسكر وأهل الجيش أن يعدوا العدّة والعتاد للجيوش الإسلامية , وأن يوجهوا هذه الجيوش لأعداء الأمة وليس لصدور أبنائها ..

إن كنا لا نملك كل هذا .. فإننا نملك أنفسنا ونمون على أبنائنا وزوجاتنا .. ومن هنا نستطيع أن نبني الخلية الأولى للمجتمع , وخلية مع خلية مع أخريات ، من هنا وهناك سيجد المجتمع نفسه في صلاح .. فيخرج منه حينها المدير والوزير والعسكري والأمير وكل الفئات من الصالحين المصلحين بإذنه تعالى ..


من قال أننا لا نملك ذلك ومن قال أنه علينا الانتظار حتى نملك كل ذلك؟ فنحن يا أخي الكريم ما علينا إلأا بذل الوسع والأخذ بالأسباب والنتائج على الله عز وجل. لم يستو المسلمون الأوائل في معركة مع أعدائهم في عدة أو عدد لكن ذلك لم يمنعهم من دخول المعركة موقنين بنصر الله ومدده.

ما تفضلت به من تربية للأزواج والأبناء مطلوب في كل الأحوال وتربيتهم على الجهاد والبذل والعطاء والتضحية بالنفس والنفيس في سبيل الله وعدم السكوت عن المذلة مطلوب كذلك. فنحن يجب أن ندرك أن المطلب هو إقامة الدولة الإسلامية التي تحكم بما أنزل الله وليس بالضرورة الدخول في معارك مع الأنظمة إلا إذا حالوا دون ذلك.



مشكلتنا - دائما - أننا نود بناء مجتمع راشد على منهاج النبوة , في حين أننا لا نتعلم كيف بنى الرسول المعلّم هذا المجتمع ..!!

فإذا بذل عليه الصلاة والسلام هو ونفر قليل من قومه ثلاثة عشر عام من حياته النبوية الثلاث والعشرون في صبر على الأذى وفي تعبد وذكر وصيام وقيام .. ألا يجب علينا أن نعمل على بناء أنفسنا وإيمانياتنا بنفس الأسلوب وبفترات زمنية تتناسب مع الكم والكيف الذي نواجهه من الضعف الإيماني والنفسي ...؟؟

يحلو للكثيرين في هذه الأيام ترداد هذه المقولة وهم لا يدركون أن ما يسمى بالعهد المكي ولى إلى الأبد!! فيوم أن كان المسلمون في مكة لم يكونوا قد أمروا بالهجرة أوالقتال وما كان أمامهم إلا الدعوة والصبر والاحتساب. لكن في اليوم الذي نزلت فيه "وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة" تغيرت الأمور ونزلت كذلك "كتب عليكم القتال" فلا يحل لنا بعد هذا أن نستشهد بالعهد المكي للتدليل على ضعفنا وتقاعسنا.


فالذكر الدائم هو الذي يربط قلب العبد بخالقه , وهو الذي يحفظه من نفسه وأهواءه وشهواته .. هوى المال والسلطة والجنس والظلم و.. , وهو الذي يحفظه من شياطين الإنس والجن .. فلا يكون لهم عليه من سلطان ..

وهذه النفوس التي تربت على الذكر وألسنتها تلهج به والمحفوظة من هواها وشهواتها , والمحفوظة من نزغات المفسدين من الإنس والجن :

- ألا تحقق العدل الذي نريد ..؟؟

- ألا تحقق الرقي الذي نطمح له ..؟؟

- ألا تجلب لنا الأمن الإقتصادي الذي نحتاجه ..؟؟

- ألا تبني لنا عزاً عظيماً بين الأمم بقوتها العسكرية والإيمانية ..؟؟

بلى ورب الكعبة ..


لا ورب الكعبة .... لأنها لو فعلت لكان خير البرية أولى بها منا لكن سنة الله الماضية في خلقه هي: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض" فلو أن الذكر وحده (على أهميته) كفيل بتحقيق ما ذكرت لما سالت دماء النبي الزكية بأبي هو وأمي ولا سالت دماء الصحابة من خلفه ولا كان هناك داع للتكليف بالإعداد والجهاد.

تأمل معي هذه المعاني أيها الأخ المتأمل. هذا وإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. والحمد لله رب العالمين

fakher
07-03-2006, 10:05 AM
أخي متأمل .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيكون ردي مقتضباً ووافياً إن شاء الله.

المحاكم الشرعية لم تقلب نظاماً .. لأنه لم يكن هناك نظام في الصومال وهذا بشهادة الأمم المتحدة نفسها وكل الدول العربية ...

إنما كانت هناك ميليشيات وعصابات تعيث فساداً بأرض الصومال ... وحسب المعلومات التي نشرتها معظم وكالات النباء فإن المحاكم الشرعية لم تتسلم الحكم بقوة السلاح بل إنها قد دخلت معظم المدن الصومالية بعد الاتفاق مع رؤساء القبائل والعشائر والوجهاء.

المتأمل
07-03-2006, 10:31 AM
........

أخي الكريم منير الليل ..

- أنا لا أقدس الحاكم ، بل أحترم حقوقه والواجبات التي كتبها علي الشرع تجاهه حتى لولم يحترم هو حقوقي وواجباتي ، فهذا هو الدين إن كنا ندعيه ونطلبه .. ( السمع والطاعة حتى وإن ضرب ظهرك وأكل مالك ) ( حتى لوكان عبدٌ حبشي كأن رأسه زبيبة سوداء )

- طبعاً لايخفى عليك أنني لم أفتي ولم أطلب دخول الأمريكان وقت غزو صدام للكويت بل هم العلماء .. ولهم مراجعهم الشرعية التي استندوا عليها .


- البعض يريد من حكام السعودية التدخل لإنقاذ حماس من ورطتها بعد أن أختطفت الجندي اليهودي ، لكنهم ينسون أن يوجهوا حماس ويطلبوا منها استشارة هؤلاء الحكام عندما يقرروا عمل عسكري أحمق مثل هذا يورطهم ويورط الفلسطينيين والأمة بأجمعها ..

رجاء يامسلمين لا تطففوا في المكيال .

تحياتي .

مقاوم
07-03-2006, 11:00 AM
عمل أحمق؟؟!!
سبحان الله !! لعل أبا بصير وأبا جندل رضي الله عنهما حمقى في ميزانك كذلك؟؟
هداك الله.

المتأمل
07-03-2006, 11:15 AM
أخي الكريم مقاوم ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ُيشرفني حقيقةً أن يكون مثلك يحاورني .. وشيء مشرف أكثر أن يحتوي منتدى صوت كاتب مثلك في أدبك وعلمك بارك الله فيك ونفعك بعملك ونفع بك ..

أولا : لانحتاج أخبار وسائل الإعلام ( لكننا بالطبع أطلعنا عليها ) لنعرف أن هناك ضحايا من المسلمين موتى ومتشردين من جراء استيلاء المحاكم الشرعية على مدينة من المدن أو قرية من القرى .. فلاسبيل لتحرير رقعة في الأرض من أميرها أو المتحكم فيها إلا بإراقة دماء فمن أجاز لهم ذلك ..؟؟

ثانيا : الأولى من قلب نظام الحكم المهتريء أن يتم دعمه وتقويته تجاه أمراء الشر والفساد .. خاصةً وأن أطراف متعددة من تلك الحكومة كانت تؤيد توجه المحاكم الشرعية قبل أن تنقلب عليها .

ثالثا : معلوم بالضرورة أن كثير من الحكومات العربية فيها من الفساد والتجبر ماالله به عليم ، لكن هذا الفساد والتجبر لا يبرر الخروج عليها بل الواجب مناصحتها والعمل على إصلاح أنفسنا ومن حولنا فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..

رابعا : (( إن الله ليزع بالسلطان مالايزع بالقرآن )) عبارة تدل على أن تطبيق الشرع بين الناس لايمكن بتعاليم القرآن فقط ، بل لابد من وجود سلطان يطبق هذه التعاليم القرآنية .. وأحد أمثلة ذلك ماورد عن تململ الصحابة رضوان الله عليهم من حلق رؤوسهم بعد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بعد توقيع الصلح مع المشركين ودون أداء العمرة ، فلما قام الرسول بحلق شعره بنفسه تحمسوا المسلمين وقلدوه ..

خامسا : لم أذكر في موضوعي عبارة (( الإسلام السياسي )) بل ذكرت (( جماعات الإسلام السياسي )) وهناك فرق بين المصطلحين .. وما أعنيه بالمصطلح الذي ذكرته هو الجماعات التي تعمل لأهداف سياسية بغطاء ديني . وبالطبع فلا تفريق عندي بين الدين والسياسة ، فالإسلام منهج حياة كامل .

سادسا : تقول يالحبيب : (( الشعوب التي تنتفض من جراء الظلم والطغيان والاستبداد وتنادي بتحكيم شرع الله لا تنقلب على حكامها الصالحين الذين وصلوا إلى سدة الحكم .. )) ، وأنا أقول لك يالحبيب راجع ماحصل من الشعب السوداني من خروج على تجربة تطبيق الإسلام في عهد النميري أيام مباركة الأخوان المسلمين له ولحكمه .. وليس مجيء البشير بعده إلا بسبب ضيق الشعب من تطبيق أحكام لم يقتنع بها بعد ولم تصل به إيمانيته ليتحملها ويدافع عنها .

وأختم ردي هذا بما ختمت به ردك الأول : وللحديث بقية إن كان في العمر بقية !!

تحياتي .

....................

أخي الكريم صوت السلفية ..

(( حمار )) ...؟؟؟

ماهذه الألفاظ بارك الله فيك ..؟؟؟
ولماذا تريد أن تشوّه (( السلفية )) بـ((صوت )) وعبارات لاتمت لآدابها بصلة ..؟؟

رحم الله الإمام الشافعي الذي ُروي عنه أنه ُسأل لماذا لا يمد رجليه وهو في بيته بأحد الإتجاهات ، فقال أستحي أمد رجليَّ تجاه بيت فيه الإمام أحمد بن حنبل ... وهو قد خالفه في فتاوى كثيرة .. رحمهما الله جميعاً ونفع بعلمهما وأدبهما المسلمين .

تحياتي .

صوت السلفية
07-03-2006, 12:31 PM
أخي الكريم صوت السلفية ..

(( حمار )) ...؟؟؟

ماهذه الألفاظ بارك الله فيك ..؟؟؟
ولماذا تريد أن تشوّه (( السلفية )) بـ((صوت )) وعبارات لاتمت لآدابها بصلة ..؟؟



مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [الجمعة : 5]

واضح أنك تبغض الله تعالى ...

الآن السؤال مرة أخرى

من الحمار الذي قال أن المحاكم الشرعية حزب

(مع الدليل من فضلك)

مقاوم
07-03-2006, 04:25 PM
إذا أنتظر حتى تنتهي أخي !

وداد
07-03-2006, 07:20 PM
طيب أخ متأمل...سؤالي هو كيف يتم تغيير الأنظمة اذا لم يرض الحاكم بالتنحي عن السلطة وكيف يتم الإصلاح من غير الطريقة المستحيلة طبعا وهل هذا ممكن الآن أم كم سيتطلب من وقت...يعني السؤال من واقع اليوم في بداننا العربية..
يعني التغيير المشروع عندنا لا يتم إلا بمبادرة ومباركة أمريكية....وإلا فالسلطة باقية لآخر عمر الحاكم ثم لأولاده...

كلسينا
07-03-2006, 08:12 PM
لي عودة إن شاء الله . ولكن رحم الله أبو بكر رضي الله عنه حيث قال ( لي عليكم السمع والطاعة ما إن أطعت الله فيكم )
أين نذهب بهذا القول في أيامنا هذه؟
أو بما أنه ممن يخطأ ويصيب ، أين ندرج هذا القول في أي خانة ؟
وكيف يكون الجهاد بنظرك أخ متأمل ؟ وهو ثلاثة أقسام متواكبة . نهي النفس عن الهوى ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والجهاد القتالي . فلماذا تختزله في أول أثنتين فقط ؟ والثالثة هل رفعت ؟
أنا لا أؤيد أي نوع من أنواع الجهاد غير متكامل ، فأنا معك في بعض مما ذهبت إليه تحت هذا البند ، ومع الأخ مقاوم بما ذهب إليه أيضاً تحت هذا البند .
ولكن هناك معطيات على الأرض وقرائن تبرر ولو بصورة جزئية ما يجري وحتى لو كان على يد جماعات الإسلام السياسي ، الذي أتفق معك على كثرة أخطائهم و تخليهم عن أجزاء مهمة جداً بالإسلام .

منير الليل
07-04-2006, 04:57 AM
أهلا بك أخي كلسينا في هذا الحوار... ونحن بإنتظار عوتدك لمتابعة التعقيب.

مقاوم
07-04-2006, 07:03 AM
أنا لا أؤيد أي نوع من أنواع الجهاد غير متكامل ، فأنا معك في بعض مما ذهبت إليه تحت هذا البند ، ومع الأخ متأمل بما ذهب إليه أيضاً تحت هذا البند .

جزاك الله خيرا على المرور والمشاركة أخي كلسينا
ولكن ما هو الجهاد غير المتكامل. نحن في كثير من الأحيان نطلق عبارات دون أن نعطيها حقها من التفكر. فأنا أقول لك أن الذي من الله عليه بالقتال في سبيله فقد تكامل جهاده لأن الجهاد في سبيل الله هو أعلى مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو أشد أنواع مجاهدة النفس ونهيها عن الهوى واقرأ إن شئت: "كتب عليكم القتال وهو كره لكم"، فالقتال في سبيل الله هو الجهاد المتكامل بعينه وليس غيره.
بوركت

المتأمل
07-04-2006, 09:43 AM
أخي الكريم والحبيب فخر..

أولا : ليس صحيحاً مع احترامي لرأيك بأن (( المحاكم الشرعية لم تتسلم الحكم بقوة السلاح بل إنها قد دخلت معظم المدن الصومالية بعد الاتفاق مع رؤساء القبائل والعشائر والوجهاء.)) فالأخبار الواردة من هناك تدل على عمليات عسكرية تتم للإستيلاء على المدن ، وحقيقةً نحن لانحتاج دلائل وأخبار من وسائل الإعلام ( لكننا بالطبع أطلعنا عليها ) لنعرف أن هناك ضحايا من المسلمين موتى ومتشردين من جراء استيلاء المحاكم الشرعية على مدينة من المدن أو قرية من القرى .. فلاسبيل لتحرير رقعة في الأرض من أميرها أو المتحكم فيها إلا بإراقة دماء فمن أجاز لهم ذلك ..؟؟

ولكن علشان خاطرك يالحبيب هذا أحد الأخبار من موقع قناة الجزيرة وهي محايدة على الأقل في هذا الموضوع وليست منحازة لأمريكا :

................................... ................................... ...............

نزوح المئات بضواحي مقديشو ومطالب بتخفيف حظر الأسلحة

................................... ................................... ..............


- قوات المحاكم عقب سيطرتها على موقع لأحد زعماء الحرب خارج مقديشو (الفرنسية)

(( غادر سكان من جنوب الصومال منازلهم خشية وقوع المزيد من القتال بعد يوم من سيطرة قوات اتحاد المحاكم الإسلامية على موقع خارج العاصمة مقديشو في هجوم أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من عشرة أشخاص.

وقال شهود عيان إن مئات الأشخاص بينهم عدد كبير من النساء والأطفال فروا من المنطقة خوفا من اشتعال المعارك في أي لحظة.

وكان ستة أشخاص قتلوا وأصيب ستة آخرون بجروح عندما هاجمت قوات المحاكم موقعا لمقاتلين موالين لـزعماء الحرب في ضواحي مقديشو.

وقال عبدي حسن قيديد زعيم الحرب الذي تعرضت مواقعه في بلدة لافول على بعد نحو 15 كلم جنوب العاصمة للهجوم، إن بين القتلى ثلاثة مدنيين واثنين من الشرطة الصومالية. )) انتهى الخبر وهذا رابطه :

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/002CA5BA-ECDD-49A0-B241-12FE1E03E961.htm

ثانيا : لاشك أن هناك نظام صومالي موجود وله حكومة ممثلة في الأمم المتحدة وفي جامعة الدول العربية ، لكنه نظام ضعيف ومهتريء كما ذكرت في مقدمة موضوعي .. وكان الأولى في رأيي المتواضع من قلب نظام الحكم المهتريء في الصومال أن يتم دعمه وتقويته من (( المحاكم الشرعية )) ضد أمراء الشر والفساد الذين خرجوا على شرعية الحكومة .. خاصةً وأن أطراف متعددة من تلك الحكومة كانت تؤيد توجه المحاكم الشرعية قبل أن تنقلب عليها .

تحياتي .

رائد
07-04-2006, 02:25 PM
اللهم انصر المجاهدين واخذل أعداءهم ومن يسعى لتشويه صورتهم ..

اللهم عليك بمن يكذب على المجاهدين ويتهمهم بما ليس فيهم ..

اللهم دمر فكر جماعة الإخوان المعادية لمنهج التوحيد والجهاد .

fakher
07-04-2006, 03:14 PM
رائد ... ما دخل الإخوان في الموضوع ؟!!!

منير الليل
07-04-2006, 03:16 PM
ممممممممممم، لم يذكر أحد الاخوان المسلمون هنا...


لكن في سؤال لأحد قيادي الإخوان المسلمين، تبرأ من المحاكم الشرعية..كما قراته سابقا
لعل الأخ رائد ربط ما بينهما.

كلسينا
07-04-2006, 08:36 PM
أخي الكريم مقاوم أشكرك على ردك وتعليقك على ما كتبت ، كما ألتمس ألف عذر لأخونا المتأمل على عدم الرد .
ولكن موضوع الجهاد المتكامل ، وهو ما ذهب إليه بعض العلماء ، بعدم السماح بالفوضى وهدر دماء الأبرياء لمحاولة قلب الحكم والقيام بثورة تطيح بأمن العباد وأموالهم وأـعراضهم ودمائهم وهم أخوان بالدين ، ولكن العمل على تكوين القاعدة الشعبية والمؤيدة لحكم الله ولإقامته بينهم وتطوير هذه المجموعات بشكل تستطيع قلب الحكم بأقل قدر من الخسائر الممكنة . وهذا ما دعا إليه الأخ متأمل ولو بصورة غير كاملة ، وهذا ما أنا معه فيه .( من حيث طريقة الوصول للسلطة ).
ولكن القتال في سبيل الله برد العدوان والمحتل والمغتصب فهذا طبعاً ما أنا معك فيه وهو فعلاً يختصر كل المراحل ويجمعها في آن واحد .
ولكن لا يسقط واجبنا في إقامة الإسلام فينا وفي مجتمعاتنا بحيث تصبح مجتماعت حياة وموت في سبيل الله .

مقاوم
07-05-2006, 06:55 AM
ولكن موضوع الجهاد المتكامل ، وهو ما ذهب إليه بعض العلماء ، بعدم السماح بالفوضى وهدر دماء الأبرياء لمحاولة قلب الحكم والقيام بثورة تطيح بأمن العباد وأموالهم وأـعراضهم ودمائهم وهم أخوان بالدين ، .

بارك الله فيك أخي كلسينا
لكن حبذا لو تعرض لنا بعضا من أقوال هؤلاء العلماء وأدلتهم لإثراء النقاش أولا ولمعرفة كيفية إسقاطه على الواقع ثانيا. فالجهاد الذي يسمح بالفوضى والتعدي على أموال المسلمين وأعراضهم ليس جهادا في سبيل الله. فأرجو عدم تحميل أخطاء البعض وتعليقها على مسألة شرعية وباب واسع كمن أبواب الفقه.



ولكن العمل على تكوين القاعدة الشعبية والمؤيدة لحكم الله ولإقامته بينهم وتطوير هذه المجموعات بشكل تستطيع قلب الحكم بأقل قدر من الخسائر الممكنة


هذا كلام نظري رومانسي يصعب تطبيقه في الواقع فكل الثورات التي قامت عبر التاريخ كانت نتيجة انتفاضات شعبية على الظلم والاستبداد استطاعت أن تستغلها شراذم من الثوريين الحركيين وتركب أمواجها إلى سدة الحكم ابتداءا من الثورة الفرنسية إلى الثورة الجزائرية مرورا بالثورة البلشفية وحتى الثورة الإيرانية فالجماهير لم تكن تطالب بالبديل الديني بقدر ما كانت تريد التخلص من الشاه.

أما النموذج النبوي فمختلف كل الاختلاف وهو جدير بالدراسة والتحليل وأحيلك في هذا على كتيب صغير الحجم ، عظيم الفائدة بعنوان "منهج الانقلاب الإسلامي" لأبي الأعلى المودودي رحمه الله. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يبن قاعدة شعبية واسعة قبل جهره بدعوته بين ظهراني قريش ولم يجهزجيشا جرارا كامل العتاد قبل الدخول في المعركة الأولى وهي بدر الكبرى. هذه كلها أمثلة ينبغي الوقوف عندها وتأملها مليا.

أما أن نخصص الجهاد والقتال في سبيل الله بدفع العدوان الخارجي فقط فهذا ما لم يقل به أحد من العلماء المعتبرين. ونموذج صلاح الدين قائم يصرخ في وجوهنا. ويقول حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم: "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه ، فقتله" والشاهد هنا أن الإمام يؤمر وينهى هذا إن كان مسلما جائرا فماذا لو كان عميلا خائنا وانتبه أنا لم أقل كافرا!!

المتأمل
07-05-2006, 10:36 AM
أخي الكريم مقاوم ...

نعود مرة أخرى لمتابعة الرد على تعليقك الثاني في الموضوع :

أولا : الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن انقلابياً .. ولم يمارس أسلوب الإنقلاب على قريش أو غيرهم .. بل إنه عليه الصلاة والسلام صبر عليهم ثلاثة عشر عام من أصل ثلاثة وعشرين عام من أعوام النبوة المباركة ، بل كان يأمر أصحابه الذين يطلبون منه أسلوب الانقلاب والخروج على قريش ( الإنقلاب ) وعدم الصبر على الكفار ، كان يطلب منهم الصبر على الأذي ويذكرهم بصبر الأنبياء والصالحين قبلهم على الأذى ..

وكان في تلك الفترة يربيهم على رفع مستوى الإيمانيات عندهم وربط قلوبهم بالواحد الأحد سواء بالقيام أو الصيام أو الذكر ... ولو أن منهجه عليه الصلاة والسلام انقلابياً لقام بالإنقلاب بعد نهاية فترة التربية الإيمانية .. لكنه خرج وهاجر وأسس كياناً منفصلاً منضبطاً تحت إمرته وبدأ في نشر الدعوة ( بأسلوبه الذي علمه لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ) على كل الاتجاهات مبتدءاً بمسقط رأسه عليه الصلاة والسلام ..

وهذا هو المنهج الشرعي في الجهاد .. جيش منضبط تحت إمارة شرعية وجنوده متربين على الإيمان والتقوى وحب الدعوة إلى الله ... وقلبهم يتمنى أن يسلم كل فرد إلى الله وذلك أحب إليهم وعندهم من أن يقتل هذا الفرد على أيديهم ..

ثانيا : من قال بأن من واجب الشعب أي شعب أن ينقلب على حاكمه المسلم المقصر أو المفرط أو الفاسق ليقيم حكماً إسلامياً كاملاً ... هات لي دليل واحد من السنة وأنا أسير وراءك لتحرير الدول الإسلامية من حكامها الظلمة ..!!

ثالثا : العهد المكي لم يولي إلى الأبد كما تفضلت يالحبيب .. بل لايمكن لأي مرحلة أو يوم أو دقيقة من فترة حياة النبي صلى الله عليه وسلم أن تولي في ذهن كل مسلم ... فكل دقيقة من الدقائق الشريفة التي تبارك الكون بعيش المصطفى صلى الله عليه وسلم فيها هي خير وبركة ونعمة وفائدة .. يستفيد منها من هداه الله إليه ويضل عنها من أضله الله ...

يا أخي أنا لا أقول مثل جماعة التحرير بالمكوث ثلاثة عشر سنة ثم الإنقلاب فهذا كلام غير عملي وسطحي وظاهري لايقوله إلا ساذج ... لكننا يجب أن نتعلم المنهج الشرعي في التغيير إن كنا نبتغي التغيير الشرعي .. أما أننا نبتغي الوصول لغاية شرعية ولا يكون أسلوبنا ووسيلتنا للوصول لهذه الغاية شرعي .. فهذا أمر لا يستقيم مع التفكير السليم .

رابعا : أستغربت عليك أن تقسم برب الكعبة أنّ :

النفوس التي تربت على الذكر وألسنتها تلهج به والمحفوظة من هواها وشهواتها , والمحفوظة من نزغات المفسدين من الإنس والجن :

- لا تحقق العدل الذي نريد ..؟؟

- ولا تحقق الرقي الذي نطمح له ..؟؟

- ولا تجلب لنا الأمن الإقتصادي الذي نحتاجه ..؟؟

- ولا تبني لنا عزاً عظيماً بين الأمم بقوتها العسكرية والإيمانية ..؟؟

فإن كانت مثل هذه النفوس لن تستطيع تحقيق كل هذا لنا فماهي صفات النفوس التي يمكن أن تفعل ذلك ..؟؟

وهل كانت نفوس الصحابة جنود المصطفى رضوان الله عليهم وأتباعه إلا كذلك ..؟؟؟ استغفر الله يالحبيب فقد أقسمت على أمر باطل وما أظنك تقصده ...

خامسا : أنا قلت أن اختطاف الجندي اليهودي ( في مثل هذه الظروف العصيبة ) عمل أحمق وهو كذلك عند كل متأمل ... ولا يمكن أن أتهم أفعال الصحابة الأجلاء أبابصير وأبا جندل بالحماقة فالعمل الذي ينبثق من إقرار الرسول عليه الصلاة والسلام والشرع هو الحكمة بعينها .. وحال دولة الإسلام القوية حينها لا تقارن أبداً بحال سلطة فلسطينية وشعب تحت الاحتلال لا يملك أن يرد الإهانة عن وزرائه الثمانية الذين اختطفتهم دولة اليهود .. غير العشرات من نواب الشعب الفلسطيني وأفراده .. غير الحال المدمرة التي وصل إليها الآن الشعب بالحصار والتجويع والتعطيل لكل مرافق الحياة ...

لو فكرنا بعين العقل والحكمة لوجدنا أن هذا الاختطاف فعلاً أحمق وأرعن نكب الفلسطينيين أضعاف أضعاف ما أفادهم ، هذا إن كانت له فائدة أصلاً ...!!

تحياتي وتقديري .

..............

أخي الكريم صوت السلفية ..

ليس بالضرورة أن تعلق (( المحاكم الشرعية )) لافتة على مقرها بإسم حزب المحاكم الشرعية حتى يقال عنها حزب بارك الله فيك ... معنى الحزب لغة كل مجموعة تتحزب مع بعضها تحت مفهوم معين وفكر واحد يتفقون عليه ويعملون بموجبه .. وهكذا هم في المحاكم الشرعية وكل حزب يعمل في الساحة .

تحياتي .

...............

أختي الكريمة وداد ..

لا أنكر وجود فساد إداري وأخلاقي ومالي وسياسي في كثير من حكومات الدول العربية خاصةً وأن بعضها مثل الضرس الفاسد وددت لوخلعته وتخلصت من ألآمه ، لكن بعض الضروس ضرر خلعه أكثر من بقائه بسبب ارتباطه بعصب قوي وخطير على حياة الإنسان ، وهكذا حال بعض الحكومات ...!!

أكيد فهمتي كلامي ياطيبة يابنت الطيبين ، كنت أجلس يوماً في مجلس خاص لأحد أعضاء هيئة كبار العلماء جاء فيه أحد ُمنظري الجماعات الإسلامية السياسية في بلدٍ ما ويطلب في المجلس فتوى من الشيخ بجواز الخروج والعمل على قلب نظام الحكم في بلده لمبررات تكفيرية ظاهرة عنده ..

وبعد مناقشات طويلة رفض فيها الشيخ إعطاء فتوى بذلك وربط التفكير في الفتوى بشروط :

1- قدرة هذه الجماعة على خلع الحاكم بدون إراقة دماء المسلمين ..!!

2- قدرتهم على أن يكونوا البديل الحقيقي للحاكم والذي يقتنع به الشعب ولا تقوم حرب أهلية ومناوشات وعدم استقرار في البلد بعد حكمهم ..

طبعاً لم تتحق هذه الشروط للآن ، ورغم ذلك فقد خرج هؤلاء في بلدهم وأحدثوا فتناً عظيمة أهدرت فيها دماء المسلمين وغيرهم .. والحكومة مازالت باقية وجماعة المنظر إياه تابت إلى الله من جريمة خروجها على الحاكم ..!!

أوردت تلك القصة لتعرفي لماذا يرفض الدين ويرفض العلماء بالتالي الفتوى بالخروج على الحكام مهما ظلموا وفسقوا .. ونراهم يحكمون حتى على بعض الصحابة والتابعين الكرام بخطأ خروجهم على حاكمهم حتى لوكان فاسد ... لأن استقرار البلد وتوفر الأمن السياسي والاقتصادي والداخلي مطلب شرعي أهم من تصحيح خطأ الحاكم مهما كان ..!! ولايعرف معنى هذه المتطلبات إلا من عاش في بلد عانى من الحروب الأهلية .. ولعلك أختي الكريمة أحد هؤلاء الناس .

أما الطريقة المثلى للتغيير فهي الطريقة التي أنتي أسميتيها مستحيلة .. وهي نفسها الطريقة التي أتبعها المصطفى عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام في التغيير ، فإن كنا ندعي حبهم فلابد من اتباعهم في أسلوب التغيير الذي أتبعوه حتى لو احتاج منا عشرات السنين ، فالله عزوجل لن يغير حال قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

تحياتي .

مقاوم
07-05-2006, 04:13 PM
أخي المتأمل حفظك الله
شكرا لردودك يالحبيب وإليك تعليقي عليها



أولا : الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن انقلابياً .. ولم يمارس أسلوب الإنقلاب على قريش أو غيرهم .. بل إنه عليه الصلاة والسلام صبر عليهم ثلاثة عشر عام من أصل ثلاثة وعشرين عام من أعوام النبوة المباركة ، بل كان يأمر أصحابه الذين يطلبون منه أسلوب الانقلاب والخروج على قريش ( الإنقلاب ) وعدم الصبر على الكفار ، كان يطلب منهم الصبر على الأذي ويذكرهم بصبر الأنبياء والصالحين قبلهم على الأذى ..


مع احترامي لرأيك أخي الكريم إلا إن هذا المفهوم ليس صحيحا! والسيرة النبوية لا تتجزأ حتى نفصل فهمها على ما يناسب هوانا. ولو راجعت ردي الأول بدقة أكبر لوجدت أنني تعرضت لهذه المسألة وقلت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن قد أمر بالهجرة ولا بالجهاد ولذلك فلم يكن أمام المسلمين إلا الصبر والاحتساب والتسليم بحكمة رب العالمين. أما بعد أن فرض القتال فلم يتوانى النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته بالانقلاب على قريش ودخل مكة فاتحا وطهر البيت من رجسهم.


وكان في تلك الفترة يربيهم على رفع مستوى الإيمانيات عندهم وربط قلوبهم بالواحد الأحد سواء بالقيام أو الصيام أو الذكر ... ولو أن منهجه عليه الصلاة والسلام انقلابياً لقام بالإنقلاب بعد نهاية فترة التربية الإيمانية .. لكنه خرج وهاجر وأسس كياناً منفصلاً منضبطاً تحت إمرته وبدأ في نشر الدعوة ( بأسلوبه الذي علمه لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ) على كل الاتجاهات مبتدءاً بمسقط رأسه عليه الصلاة والسلام ..

مرة أخرى إسمح لي أن أختلف معك، فهذا لي لأعناق النصوص واستشهاد بأدلة مجتزأة. تربية النفوس ورفع مستوى الإيمانيات مطلوب في كل حين وفترته لا تنتهي كما تفضلت بل تستمر وتتضاعف في ميادين الجهاد وهذا أمر يعرفه كل من شرفه الله وقدر له أن يتذوق طعم الرباط والقتال في سبيل الله. وهؤلاء هم أقرب لفهم الدين بالشكل الأصح واقرأ إن شئت قول الله عز وجل: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" ومعلوم عند أهل الأصول أن كلمة الجهاد إذا أطلقت في القرأن الكريم دون تقييد فهي لا تعني إلا القتال. ضف إلى ذلك ما نقله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الفتوى إذا أعيت أهل الدثور كنت ترسل إلى أهل الثغور. فكل ما تفضلت به من تربية وإيمانيات وأسلوب الدعوة الضي علمه لمعاذ رضي الله عنه كان في ظل دولة إسلامية بإشراف خير من وطئت قدماه هذه البسيطة، فتأمل.....


ثانيا : من قال بأن من واجب الشعب أي شعب أن ينقلب على حاكمه المسلم المقصر أو المفرط أو الفاسق ليقيم حكماً إسلامياً كاملاً ... هات لي دليل واحد من السنة وأنا أسير وراءك لتحرير الدول الإسلامية من حكامها الظلمة ..!!




طبعا لا أحد يقول بذلك!! ولذلك لو راجعت ردي لرأيت أنني قلت الحاكم الخائن. لكن سؤالي لك هو من قال أن الحاكم يجب أن يكفر حتى يجوز الخروج عليه أوعزله. وهنا أود أستشهد بمقاطع لأحد الكتاب المبدعين ولعلك تعرفه وهو محمد مختار مصطفى المقرئ حيث يقول في مقالة بعنوان: "ولاية الأمر بين خوف العلماء وعجزالحكماء":

"والأمة اليوم تواجه نوازل حال ملمة مهمة، وأهل العلم هم ـ ولا شك ـ من يناط بهمتكييف تلك النوازل فقهاً، وإعلام الأمة بحكم الشرع فيها، وبيان الواجب الزمانيحيالها، وما يلزم المكلفين شرعاً في التعاطي معها... كذلك تترقب الأمة وتتوقع منعلمائها، لا فرق ـ في ذلك ـ بين نازلة وأخرى، اللهم إلا من جهة الأولوية، وهيأولوية تمليها اعتبارات عدة، منها ما يتصل بالاعتقاد، ومنها ما يتصل بقدسيةالشريعة، ومنها ما يتصل بالمصالح والمفاسد المرتبطة بها، وتصحيح اعتقاد الأمة فيمايلفها من أحكام، وما يلم بها من نوازل لا وجه لدفع وجوبه بعذر عدم القدرة، لأنهيلزم الإيمان به وإنحال العجز دون امتثاله.

على رأس تلك النوازل: ولاية الأمر.

وهذه مسألة شرعية لصيقة بقضية الحكم والتشريع، وهيتنتظم في المادة البحثية من ثلاث مسائل:

الأولى: إفراد الله تعالىبالحكم والتشريع فلا يشرك معه غيره في قليل أو كثير.. قال تعالى: (إِنِ الْحُكْمُإِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُالْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)(يوسف: 40)، وقال: (أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُالْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)(الأنعام : 114)، وقال: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)(الشورى: 10)... إلى غير ذلك من الآيات التي تقرر أصل إفراد الله تعالى بالطاعة والعبودية والحكموالتشريع، وهي كثيرة.

والثانية: وجوب تنصيب إمام للمسلمين يقيم فيهمكتاب الله.. ووجوب الإمامة مما أجمعت عليه الأمة، وغاية ذلك هو أن يقيم فيهم الدينويسوس لهم الدنيا به. فإقامة الدين هي رأس مقاصد الإمامة.. قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: ‏"‏يا أيها الناس اتقوا الله وإن أمر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا لهوأطيعوا ما أقام لكم كتاب الله"(1), و"ما" هنا هي الشرطية.

والثالثة: مشروعية الولاية من جهة طريقة التنصيب (2).

والرابعة: حكم الإمام الناكص لما بويع عليه الناكث لعهوده على نفسهبإقامة الدين وسياسة الدنيا به(3).

والخامسة: طرق العزل والإقصاءلمن لم تستوف بولايته مقاصد الإمامة الشرعية(4).

هذا ما تنتظم منهالمادة الفقهية لدى أي باحث في هذه المسألة، وهي في إطار هذه الخماسية لا تتقيدبواقع بعينه، أي هي خارج حدود الزمان والمكان والأحوال والعوائد. فهي تُبحث مجردةعن معنى الفتوى، اللهم إلا فيما لو وُصلت بها بعض المسائل على طريقة الافتراضالاستباقي التي ينتهجها بعض الفقهاء، وهذا القدر لا ينصب على واقع بعينه، ولكنهقابل لأن يكون مطابقاً لواقع ما، ويتوقف تطبيقه في واقعه الملائم على اجتهاد فقهييستحدث للواقع المستجد.

إلى هنا والمسألة واضحة، لا تعدوا التنظيرالفقهي لقضية ولاية الأمر، وهي ـ من جهة الفتوى ـ بمثابة القاعدة التفصيلية التيينطلق منها المجتهد في تعاطيه مع واقع ولاة الأمور، ليفتي فيهم طبقاً لتحقيق مناطاتتلك القاعدة.

فإذا ما جئنا إلى واقعنا المعاصر؛ لزم اعتبار علة أخرىتضيف إلى مسألتنا بعداً إضافياً، وهي علة تكيف فقهاً ـ من جهة الأصل ـ منفردةمستقلة بنفسها، أعني أنها مستقلة في التنظير عن موضوع ولاية الأمر، وإن كانت تعدأشنع جرماً إذا اقترفت من ولي الأمر (ملكاً أو رئيساً أو سلطاناً أو أميراً أوغيره).. إنها علة خيانة ولي الأمر لدينه وأمته، وتواطئه مع أعدائها ضدها، ومظاهرتهلهؤلاء الأعداء على أهل دينه وملته.


إذا خان الحاكم ـ كفر أو لم يكفر(5) ـ بل إذا ثبتت خيانته، ووضحت عمالته، لأعداءأهل دينه وملته، حيث مكن للكافرين من بلاد المسلمين، وحكمهم في الدماء والفروجوالمعاملات وغيرها (من خلال قوانينهم)، وأطلق أيديهم في عقيدتها وثقافتها ومناهجها،وحتى في أنماط حياتها، وفتح أمامهم مجالاتها الجوية، ومياهها الإقليمية، وحدودهاالبرية، وموانئها ومطاراتها، وسمح لهم باتخاذ بلادنا قواعد لقتال بعض الأمة، بلوأعانهم على ذلك سراً أو علناً، بوجه من وجوه الإعانة.. فضلاً عن المشاركة معهمبجند أو عتاد أو سلاح..

فما التكييف الشرعي لمثل هذه الحالة؟

وما حكم المتلبس بها منوالٍ أو نظام أو جند؟

وهل يصح الدفع بعذر الإكراه في مثل هذهالحالة؟

وهل يُستدام الحكم بصحة ولاية من هذه حاله، فيما لو كان منأهل الولاية الشرعية من حيث الأصل؟

فإن لم تكن ولايته شرعية، ومعذلك ثبتت خيانته لأمته، فما الواجب على الأمة حيال ذلك؟"

فهل يعقل أن يكون الجواب على هذه الأسئلة بتربية النفوس والذكر والدعاء؟؟!! ... فقط؟؟!!!





ثالثا : العهد المكي لم يولي إلى الأبد كما تفضلت يالحبيب .. بل لايمكن لأي مرحلة أو يوم أو دقيقة من فترة حياة النبي صلى الله عليه وسلم أن تولي في ذهن كل مسلم ... فكل دقيقة من الدقائق الشريفة التي تبارك الكون بعيش المصطفى صلى الله عليه وسلم فيها هي خير وبركة ونعمة وفائدة .. يستفيد منها من هداه الله إليه ويضل عنها من أضله الله ...
سامحك الله يالطيب! لكن مرة أخرى أقول لك هذا استشهاد في غير محله وتحميل للنص ما لا يحتمل. ما عنيته وأظنك فهمته كما يفهمه أي عاقل هو أن حكم تلك المرحلة ولى إلى الأبد. تماما كالصلاة إلى بيت المقدس فهل ينكر عاقل بأن المسلمين صلوا فترة من الزمن إلى بيت المقدس؟ قطعا لا! لكن هل يجوز لمسلم اليوم أن يفعل ذلك بحجة أن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها؟

يا أخي أنا لا أقول مثل جماعة التحرير بالمكوث ثلاثة عشر سنة ثم الإنقلاب فهذا كلام غير عملي وسطحي وظاهري لايقوله إلا ساذج ... لكننا يجب أن نتعلم المنهج الشرعي في التغيير إن كنا نبتغي التغيير الشرعي .. أما أننا نبتغي الوصول لغاية شرعية ولا يكون أسلوبنا ووسيلتنا للوصول لهذه الغاية شرعي .. فهذا أمر لا يستقيم مع التفكير السليم .

أتفق معك في هذا مائة في المائة. وأهل هذا المنتدى الطيب إن حفظوا عني شيئا فقد حفظوا ما أردده دائما وهو أن شروط قبول العمل عند الله عز وجل شرطان أساسيان وهما: الإخلاص والصواب.


رابعا : أستغربت عليك أن تقسم برب الكعبة أنّ :

النفوس التي تربت على الذكر وألسنتها تلهج به والمحفوظة من هواها وشهواتها , والمحفوظة من نزغات المفسدين من الإنس والجن :

- لا تحقق العدل الذي نريد ..؟؟

- ولا تحقق الرقي الذي نطمح له ..؟؟

- ولا تجلب لنا الأمن الإقتصادي الذي نحتاجه ..؟؟

- ولا تبني لنا عزاً عظيماً بين الأمم بقوتها العسكرية والإيمانية ..؟؟

فإن كانت مثل هذه النفوس لن تستطيع تحقيق كل هذا لنا فماهي صفات النفوس التي يمكن أن تفعل ذلك ..؟؟

وهل كانت نفوس الصحابة جنود المصطفى رضوان الله عليهم وأتباعه إلا كذلك ..؟؟؟ استغفر الله يالحبيب فقد أقسمت على أمر باطل وما أظنك تقصده ...
أنا أقسمت ثم بينت ودللت على ما قلت وأعيدها هنا للفائدة وهي لو أن هذا وحده يكفي لكان النبي وصحابته أولى الناس بذلك لكن حكمة الله اقتضت غير ذلك وأحيلك في هذا إلى تفسير سيد قطب رحمه الله في الظلال لقول الله عز وجل في سورة الحج: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض" الآية. وأستغفر الله على كل حال !!


خامسا : أنا قلت أن اختطاف الجندي اليهودي ( في مثل هذه الظروف العصيبة ) عمل أحمق وهو كذلك عند كل متأمل ... ولا يمكن أن أتهم أفعال الصحابة الأجلاء أبابصير وأبا جندل بالحماقة فالعمل الذي ينبثق من إقرار الرسول عليه الصلاة والسلام والشرع هو الحكمة بعينها .. وحال دولة الإسلام القوية حينها لا تقارن أبداً بحال سلطة فلسطينية وشعب تحت الاحتلال لا يملك أن يرد الإهانة عن وزرائه الثمانية الذين اختطفتهم دولة اليهود .. غير العشرات من نواب الشعب الفلسطيني وأفراده .. غير الحال المدمرة التي وصل إليها الآن الشعب بالحصار والتجويع والتعطيل لكل مرافق الحياة ...

لو فكرنا بعين العقل والحكمة لوجدنا أن هذا الاختطاف فعلاً أحمق وأرعن نكب الفلسطينيين أضعاف أضعاف ما أفادهم ، هذا إن كانت له فائدة أصلاً ...!!



اسمح لي أن أذكرك بكيفية إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بصير (وفي رواية لأبي جندل): "ويل أمه، مسعر حرب لو معه رجال" أو كما قال عليه الصلاة والسلام يعني الوجه الذي تعيبه أنت وتأخذه على حماس. كما أذكرك أن دولة الإسلام حينها كانت لا زالت فتية والقوة التي ذكرت لم تحصل إلا في مراحل لاحقة. ويحلو لي أن أردد في هذا المقام قول الشاعر (وهو ليس موجه لشخصكم الكريم)
أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكمو، من اللوم *** أو سدوا المكان الذي سدوا






كان الأجدر والأحرى بك أخي الحبيب أن تنعت اليهود وحكام العرب والمسلمين بالحمق وتبارك للمجاهدين هذه العملية النوعية. كثّر سواد المسلمين بارك الله فيك !

وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه

وداد
07-05-2006, 04:30 PM
أخ متأمل...كلامك حول قلب الحكم بطريقة سلمية جميل جدا وانا اوافقك فيه ويا ريت يتحقق ليس في ظرف قريش ولكن في مثل ظروف حكام يعلمون الإسلام ولا يعملون به ويختارون قهر الشعوب وخيانة الأمانة كأولوية...ولكن الى أن يتحقق تموت أجيال وتفنى أجيال أخرى والأمة مغتصبة الحقوق في الداخل وفي الخارج....
اما بخصوص كلامك عن الحرب الأهلية التي عشناها هنا فكثيرا ما يخطأ الذين لا يعرفون وقلة من يعرفون حتى أصحاب البلد في تفسير ما حدث عندنا...القضية لم تكن أبدا حربا أهلية ولو ترجع لجذور الأزمة وحللت ما بعدها لأكتشفت أن الأزمة لم تبدأ أبدا باعلان جهاد أوخروج عن الحاكم بقدر ماكان دفاعا عن الظلم الذي وقع من الحاكم نفسه في ذلك الوقت ثم بدأ بعد ذلك الإصطياد في الماء العكر من طرف أطراف قلة من يعرفهم لتنتهي المسألة على صيغة حرب أهلية....

كلسينا
07-05-2006, 08:35 PM
أخي مقاوم أعتذر ويمكننا إكمال المناقشة في مكان آخر . تفتحه أنت أو أفتحه أنا إن أحببت .
ولكن على ما يبدو أن الأخ متأمل ، لا يرغب بوجودي في الحوار ولا يعير مداخلاتي أي أهتمام ، ولا حتى إعتذار عن رد .
فأين نحن من العلماء والقادة الذين يجتمع ويتحاور معهم .

المتأمل
07-05-2006, 11:04 PM
أخي الكريم كلسينا ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا : يشرفني أن يكون مثلك محاوراً لي ومكان تشاور في موضوع مثل هذا فأنت فيما يظهر لي ولا أزكي على الله أحد ممن يحملون فكراً نقياً وتواضعاً نحتاجه جميعاً في تحاورنا مع بعضنا البعض . وبالتأكيد فأنا لم أتجاهلك أبداً ولم أفكر في ذلك .. بل أنا ملتزم بالترتيب في الردود ، ولو تابعت ردودي لوجدت أن ردي هذا عليك جاء في ترتيبه الصحيح بعد ردي على الأخت الكريمة وداد ..

ثانيا : أشاركك يالحبيب في المفهوم الثلاثي للجهاد ولا أنحاز لفرع من أنواع الجهاد على حساب الآخر .. فجهاد النفس هو ضرورة هامة للبناء النفسي الداخلي وبغيره لامعنى لأي عمل تعبدي ولاحافز حقيقي له .. كما أن جهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرورة اجتماعية لاغنى عنها وتتميز به المجتمعات الإسلامية عن المجتمعات الأخرى المغضوب عليها أو الضالة طريقها عن الطريق المستقيم .
ويأتي دور جهاد القتال بنوعيه الدفع والطلب ليكون ذروة سنام الإسلام الذي بسببه تكون عزة الدين وأهله بين الأمم .

لكنني أؤمن بضرورة تحقق الشروط والضوابط لكل فرع من فروع الجهاد الثلاثة ولا أظنك تخالفني في ذلك ، فلا جهاد قتالي جماعي - مثلاً - بلا راية إمارة شرعية ولا جهاد قتالي بلا التزام بآداب هذا الجهاد الذي رسمه لنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم ..

ثالثا : بالطبع فإن النصيحة الموجهة للحاكم حين يظلم أو يفسق أو يخون أمته في مجال من المجالات تكون من فرع جهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي واجبة على كل قادر مستطيع ، حتى لو تسببت هذه النصيحة بضرر أو أذى للناصح وحينها يكون المتضرر من أذى الحاكم بالقتل بعد المناصحة الواجبة من أفضل الشهادات عند رب العباد .. كما جاء عن حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ..

لكن الخروج على الحاكم المسلم أياً كان ظلمه أو فسقه لا نجد له مبرر شرعي يدعمه وهذا الذي جعل أئمة العلم والهدى من السلف حتى الآن لا يجدون عذراً لمن خرج على الحجاج وغيره من الحكام الفسقة والظلمة .. لأن مقصد الإسلام بتحقيق الأمن واستتبابه في المجتمع المسلم أعظم وأهم من اجبار الحاكم على ترك خطأه والتراجع عنه .

وكلام الصحابي الجليل خليفة المسلمين أبوبكر الصديق للمسلمين رضي الله عنه وأرضاه حين توليه السلطة عليهم بأن قوموني بالسلاح يقصد به والله أعلم في حال تركه الحكم بالإسلام وهي عبارة مجازية تعني أن لاتقبلوا مني أمراً في معصية .. وعلى كل حال فمقتضى نصها الظاهري لم يقل به صحابي آخر ولم نرى تطبيق له في واقع القرون المفضلة ماعدا بعض الحالات الشاذة التي لم يوافق عليها معظم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .

تحياتي وتقديري أخي العزيز .

كلسينا
07-06-2006, 09:00 PM
بارك الله فيك أخي الكريم . وأسأل الله أن يغفر لي سؤ الظن والتسرع .كما أعتذر لك وأرجوا أن تقبل أعتذاري .
أما بالنسبة لما علقت به على موضوع الجهاد فهذا ما نحن متفقون عليه بأذن الله ،
ولكن بالنسبة لكلام الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه بأنه قاعدة أساسية للحكم في الإسلام .


وكلام الصحابي الجليل خليفة المسلمين أبوبكر الصديق للمسلمين رضي الله عنه وأرضاه حين توليه السلطة عليهم بأن قوموني بالسلاح يقصد به والله أعلم في حال تركه الحكم بالإسلام وهي عبارة مجازية تعني أن لاتقبلوا مني أمراً في معصية .. وعلى كل حال فمقتضى نصها الظاهري لم يقل به صحابي آخر ولم نرى تطبيق له في واقع القرون المفضلة ماعدا بعض الحالات الشاذة التي لم يوافق عليها معظم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .

والتخلي عن هذه القاعدة وإهمالها هو ما وصل بنا إلى ما نحن فيه . ولكن هذا لا يبرر الخروج على الحاكم بصورة فوضوية عشوائية والتعرض لأمن الناس كما حصل في تفجيرات السعودية .
أو كما حصل في بعض حركات الإنقلاب في التاريخ الإسلامي والتي أدت إلى قتل المسلمين بسيوفهم أكثر مما قتل بسيوف أعدائهم أثناء الفتوحات الإسلامية جمعاء .
أما بالنسبة للعملية الفلسطينية .

خامسا : أنا قلت أن اختطاف الجندي اليهودي ( في مثل هذه الظروف العصيبة ) عمل أحمق وهو كذلك عند كل متأمل ... ولا يمكن أن أتهم أفعال الصحابة الأجلاء أبابصير وأبا جندل بالحماقة فالعمل الذي ينبثق من إقرار الرسول عليه الصلاة والسلام والشرع هو الحكمة بعينها .. وحال دولة الإسلام القوية حينها لا تقارن أبداً بحال سلطة فلسطينية وشعب تحت الاحتلال لا يملك أن يرد الإهانة عن وزرائه الثمانية الذين اختطفتهم دولة اليهود .. غير العشرات من نواب الشعب الفلسطيني وأفراده .. غير الحال المدمرة التي وصل إليها الآن الشعب بالحصار والتجويع والتعطيل لكل مرافق الحياة ...

لو فكرنا بعين العقل والحكمة لوجدنا أن هذا الاختطاف فعلاً أحمق وأرعن نكب الفلسطينيين أضعاف أضعاف ما أفادهم ، هذا إن كانت له فائدة أصلاً ...!!
أخي الكريم هذا القياس غير ضقيق .
أولاً : لأن الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام لم يمدهم بأي دعم ، علاوة على أن الدولة الإسلامية كانت كما ذكر الأخ مقاوم فتية وغير قوية .
ثانياً : في الواقع المر نرى أن الفلسطينيين وحدهم بمواجهة اليهود ومن ورائهم ،وهذا إن أخذنا بعين الأعتبار الحكمة والمنطق . ولكن المؤسف أن المسلمون نسوا أن الفلسطينيين أخواننا والإسلام لا يقف عند الحدود القومية ، وأن فلسطين دولة إسلامية مغتصبة وعلى الجميع الزود عنها والجهاد في سبيل تحريرها ورفع الظلم عن أخواننا فيها . ولكن أخواننا في فلسطين توكلوا على الله ولم يتوكلوا على الحكمة والمنطق ، وأدركوا أنهم في معركة مرها حلو وليس فيها إلا إحدى الحسنيين .
أما بالنسبة للصومال فلن أخوض في الأمر لأنني صراحة غير مطلع على الوضع بما فيه الكفاية لأتكلم وأحاور فيه .
_______________
أخي الكريم مقاوم :

لكن حبذا لو تعرض لنا بعضا من أقوال هؤلاء العلماء وأدلتهم لإثراء النقاش أولا ولمعرفة كيفية إسقاطه على الواقع ثانيا. فالجهاد الذي يسمح بالفوضى والتعدي على أموال المسلمين وأعراضهم ليس جهادا في سبيل الله. فأرجو عدم تحميل أخطاء البعض وتعليقها على مسألة شرعية وباب واسع كمن أبواب الفقه.
لا أذكر أسم الشيخ ولكن الموضوع كان بالمنتدى منذ أكثر من سنة وكاتبه تحديداً الأخ متأمل ، وكانت الفتوى مطلوبة في تفجيرات السعودية ومراكز شرطة كونها أداة الحكم . على كل حال سأبحث لك عن الموضوع بالتفصيل إن شاء الله وأنقله لك .فأنا من أصحاب الذاكرة الضعيفة ولذلك أنقط الموضوع وأحفظ النقطة الأساسية ولا أركز على التفاصيل .كما أرجوا من الأخ متأمل أن يذكر لنا أسم الموضوع إن أمكن أو أسم الشيخ .

هذا كلام نظري رومانسي يصعب تطبيقه في الواقع فكل الثورات التي قامت عبر التاريخ كانت نتيجة انتفاضات شعبية على الظلم والاستبداد استطاعت أن تستغلها شراذم من الثوريين الحركيين وتركب أمواجها إلى سدة الحكم ابتداءا من الثورة الفرنسية إلى الثورة الجزائرية مرورا بالثورة البلشفية وحتى الثورة الإيرانية فالجماهير لم تكن تطالب بالبديل الديني بقدر ما كانت تريد التخلص من الشاه.
هذا الكلام غير رومنسي ولا يصعب تطبيقه أبداً وهو موجود في واقعنا اليوم وهو موضوع حوارنا ، حماس في فلسطين وقد بنت هذه المدرسة في ظل الإحتلال الإسرائيلي العدو المحتل . والمحاكم الإسلامية في الصومال .( ولا تنسى تركيا ، رغم عدم إكتمال التجربة بعد )
وهل برأيك ما تعاني منه الشعوب الإسلامية ليس ظلم واستبداد . أليس هو سبب رئيسي من أسباب وصول الإسلاميين في معظم البرلمانات العربية إلى الحكم ( رغم إفتقادهم للمشروع الإسلامي ) وبغض النظر عن تأيدنا أو عدمه لهم .
أما بالنسبة للتجربة النبوية ومعركة بدر فهي لم تقم من مكة داخل مكة إنما بعد الهجرة وإقامة دار الإسلام وكانت بين معسكرين الكفر والإيمان .وكانت معركة لم تكن محضر لها إنما قامت بمشيئة الله وكان المقصود هو العير وليس حرب قريش . ولكنهم ثبتوا بإيمانهم وزادهم الله ثباتاً . فأين تلك العصبة اليوم ؟
وأين القدوة الذي سنقول له لن نقول كما قالت بني إسرائيل ؟
وأين الدار التي سيعود لها المجاهدين اليوم دون الذهاب لغونتاناموا ؟

طارق-بن-زياد
07-06-2006, 09:35 PM
أود التعليق على نقطتين في هذا الحوار الهادىء المبارك وأسأل الله أن يبقى كذلك:

1- إن عملية إختطاف الجندي الإسرائيلي عملية مباركة وأدعو الله أن يبارك بالمجاهدين ويثبتهم وينصرهم. فالخطف كما يبدو أخوف لليهود من القتل لأن مصير المرء حين يكون مجهولاً فإن القلق يعمي البصيرة ويغمر قلب أعداء الله، أما القتل فنتيجته معلومة ولا مساومة فيه. وكلا الأمرين خير... بارك الله بمجاهدينا و :( أقولها على استحياءٍ منهم وتوقير: "أنتم شريان هذه الأمة النابض وما تبقى لها من كرامة، فسيروا على بركة الله إنا معكم قلباً وروحاً وعسى الله أن يرزقنا ويكرمنا لنكون معكم قالباً ".

2- الإنقلاب السلمي على الحكم!!! :) هاهاهها نكتة جميلة وكلام رومانسي كما قال أخي مقاوم.....
إن الكلب المسعور لا يتوقف نباحه عليك إلا حينما ترفع بوجهه حجراً أو عصا....

وأخيراً، حين أرى الشيخ إسماعيل هنية، أتمنى أن أكون حارساً شخصياً لأحمي هذا الشخص وأفديه بدمي لأن مثل هذا يجب أن يولى أمر المسلمين...
والسلام عليكم

منير الليل
07-07-2006, 04:54 AM
عذرا أخي طارق، أود التعليق على كلامك

أتمنى أن تتناول موضوع الجندي الإسرائيلي كأسير وليس كمختطف..
وشتان بين اللفظان..

فالخطف لقطاع الطرق بينما الأسر للمحاربين.. والمقاومة الفلسطينية ليست بعصابة إنما هي من أصحاب القضية.

كلسينا
07-07-2006, 01:30 PM
أخي الكريم طارق كيف تعتبر الإنقلاب السلمي نكته ورومنسي ووهم ، وتتمنى أن تكون حارس شخصي لإسماعيل هنية وهو القدوة في مضمار ما نقصده بالإنقلاب السلمي .
أخي الكريم عندما نتحدث عن بناء مجتمع مسلم يفرز زعيم مسلم ويقيم حكم مسلم ، تكون الخطوات في المجتمع أولاً وعلى الأرض وبين الناس لتكوين الجماعة المتراصة أجتماعياً دون الطموح من البداية للسلطة والتطلع إليها . وعندما تنضج الطبخة وتصبح الجماعة جاهزة رغم نباح كل الكلاب ورغم محاربة السلطة الخجولة لك ، لأنك تتبع سياسة العمل وقلة الكلام ، ولا تحارب السلطة، وتتعامل معها على أنها أمر واقع ويجب سد ثغرات تقصيرها لمصلحة الناس في المجتمع . تصبح بعد فترة أقوى من السلطة على الأرض بإسلامك المحب للناس والحريص على مصالحهم والقريب جداً منهم والمجيب لأنتاتهم ،والمحفذ لهم على العمل الجماعي الإنمائي الإنعكاسات . لله ودون أي طموح شخصي .( عكس جماعات الإسلام السياسي اليوم ، الذين يضعون كرسي الحكم أول أهدافهم ويركزون بعملهم على كيفية الوصول إليه ) .
ويبدأون بنقد الدولة وتقصيراتها وشن الحملات ضدها ، ومع الأسف في معظم الأحيان دون طرح أي حلول بديلة أو طرح رؤية إسلامية تحمل طروحات سياسية بديلة .على أن هذا واجب الحكومات وليس واجبهم . وتبدأ الحرب بينهم على قدم وساق ، قبل أن يرى الناس أي أثر على الأرض لمشروع إسلامي في الشارع . وقد تتطور لمعارك على الأرض وزهق الأرواح وإنتهاكات لا يرضى بها الله لعباده . ونكون كمن يداويها بما هو الداء .

مقاوم
07-07-2006, 03:01 PM
أي سلمي يابا ؟؟ شو هالحجي؟؟ (يعني حكي)

وهل وصل اسماعيل هنية وهل وصلت حماس إلا على بحور من دماء الشهداء ,اشلائهم وأصداء عملياتهم الاستشهادية؟؟ لكن المشكلة "يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون"

وداد
07-07-2006, 04:20 PM
ما رأيكم في نموذج الثورة الإيرانية الخمينية...

من هناك
07-07-2006, 04:33 PM
ما رأيكم في ثورة تشرين :)

كلسينا
07-07-2006, 05:38 PM
أخي الكريم مقاوم بحور من الدم ضد المحتل الإسرائيلي ، وليس ضد السلطة الياسرية، وبنت قاعدتها من أبناء المنظمات الياسرية وفي الشارع الفلسطيني ، ولم تنافس أو تقاتل أو تناهز السلطة التي كانت قائمة يوماً.
وهم من يعلن أستعداده اليوم للتعاون مع إسرائيل ضد حماس ولإسقاط حكمها ، وما يثبتها هو القواعد المتينة المؤمنة بالله وبنزاهة المسار
وصدقه .وليس خضوع الياساريين ولا موافقة وخضوع العدو الذي ضحوا ببحور من الدم ضده .
في بناية بلا قواعد وأساسات ؟
شوبنا ؟؟؟ :)

مقاوم
07-07-2006, 05:54 PM
أخي كلسينا، ما عنيته هو أن الذي زكى حماس عند الشعب الفلسطيني هي المقاومة والقتال وليس ما ذهبت إليه أنت من تربية وصبر فقط. فلو صح ما تقول لكانت مصر والأردن وغيرها من البلدان التي ربت فيها الحركة الإسلامية وصبرت، أقول لكانت اليوم تحت الحكم الإسلامي لكن الحركة إلى الآن لم تحقق فيها شيئا يذكر.

مختلف
07-07-2006, 06:38 PM
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أوجّه تحيّتي لجميع الأخوة المتحاورين .. وبارك بكم الرّحمن على هذه الأريحيّة في النّقاش ..
وتحيّة خاصة للأخ الكريم مقاوم جزاه الله خيراً على ردوده الطّيبة ..

دمتم بخير ..

مقاوم
07-07-2006, 06:57 PM
حياك الله وبياك أخي مختلف وجعلنا
دائما عند حسن ظنكم.

من هناك
07-07-2006, 07:19 PM
اخي مقاوم، كلسينا، ومختلف

انا سألت عن ثورة تشرين ووداد سألت عن ثورة الخميني

مقاوم
07-07-2006, 07:28 PM
أخي بلال
أنا تكلمت عن الموضوع بشكل مجمل فقلت:
..... فكل الثورات التي قامت عبر التاريخ كانت نتيجة انتفاضات شعبية على الظلم والاستبداد استطاعت أن تستغلها شراذم من الثوريين الحركيين وتركب أمواجها إلى سدة الحكم ابتداءا من الثورة الفرنسية إلى الثورة الجزائرية مرورا بالثورة البلشفية وحتى الثورة الإيرانية فالجماهير لم تكن تطالب بالبديل الديني بقدر ما كانت تريد التخلص من الشاه.

لكننا قوم لا نقرأ ;) :-)

من هناك
07-07-2006, 07:37 PM
صحيح

نحن امة اقرأ التي لا تقرأ :(

وداد
07-07-2006, 07:55 PM
أعتقد أن الثورة الجزائرية غير الثورة الفرنسية والثورة البلشفية والإيرانية... هي هي نتيجة محتل وليس تغيير داخلي أو قلب نظام حكم من الداخل...

مقاوم
07-08-2006, 11:07 AM
لا شك أن كل ثورة من الثورات لها خاصيتها لكن القاسم المشترك هو أنها فورة شعبية تسيرها وتستفيد منها قلة وليس بالضرورة أن تشارك الجماهير التوجهات السياسية لهذه القلة .

من هناك
07-08-2006, 03:32 PM
صحيح اخي مقاوم
لكن الفرق بين الثورات هو المنطلق العقائدي عدا المنطلق المطلبي الشعبي.

إن اكثر الثورات في التاريخ إنطلقت من منطلق يساري ينفر من الوضع الإجتماعي المتأزم والمستشري لعشرات السنين وانا احترم في اليساريين تمسكهم بالمبادئ التي يمشون عليها رغم عدم صحتها احياناً.

مقاوم
07-10-2006, 08:29 AM
أنا ممن يقول بأن الثورات عموما ما كان يوما منطلقها عقائدي! طبعا الكلام هنا عن الثورات الفعلية وليس الحركات الثورية التي قد تطلق على نفسها اسم ثورة كالثورة الفلسطينية مثلا.
لكن القلة المثقفة التي تقود أو تستثمر هذه الثورات هم أصحاب الفكر والعقيدة.