تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دماء الفلسطينيين لا تغسلها إلا دموع الإسرائيليين



مقاوم
06-30-2006, 08:45 AM
دماء الفلسطينيين لا تغسلها إلا دموع الإسرائيليين

بقلم محمد المهدي ولد محمد البشير


لم يجد الشعب الفلسطيني بدا من أن ينتفض من ركام المآسي، بعد أن خرس حكام العرب وصمتوا صمت الأموات، ويمتشق أبطاله سيوف علي بن أبي طالب، وخالد بن الوليد، التي كان سيعتريها الصدأ في مخازن حكام العرب، تلبية لصيحات الاستغاثة التي أطلقتها الطفلة المكلومة بفقد أسرتها هدى غالية فمرغوا كبرياء العدو الصهيوني وقهروا جبروت آلته الحربية، بقتل ثلاثة من جنوده في وضح النهار، وأسر رابع؛ محققين مبدءا إستراتيجيا حربيا يجب أن يتجسد على أرض فلسطين، وهو أن دماء الفلسطينيين الذين تغتالهم أيد الإجرام الصهيوني، لن تُغسل إلا بأنهار من دموع الإسرائيليين تمتزج بالبكاء والعويل، وأن أي قطرة دم فلسطيني تسيل على الأرض، ستتحول إلى طاقة تشعل نار المقاومة في كل بيت، ووقود متجدد يمد المجاهدين بعزم لا يلين، وإرادة لا تنثني، في الإصرار على تمريغ كبرياء إسرائيل في التراب.

إن صيحات فلسطين وآهات المسجد الأقصى لتتعالى كل يوم، وصراخ الأيتام وبكاء الأرامل والثكالى يتفاقم، وهو وضع لن يتغير إلا إذا غير الرعب أمكنته، وصار شبح الموت يطارد كل جندي إسرائيلي، وصورة الرعب تجلل كل بيت يسكنه مستوطن يهودي.

على الشعوب المسلمة أن تتحرك دفاعا عن الشعب الفلسطيني المستباح حريمه، وألا يكون تحركها عقيما يستهدف الاستهلاك الإعلامي الرخيص كمؤتمرات الحكام العرب، أو إرضاء الضمير المؤمن فحسب، بل يجب أن يكون تحركا تحكمه خطة مدروسة وإستراتيجية محكمة، لحشد الطاقات، وجمع الدعم، بجميع ألوانه وصنوفه، لشد أزر المجاهدين في فلسطين -وكل مسلم يسكن فلسطين مجاهد- حتى يعيدوا كتابة تاريخ الأمة الإسلامية، ويرجعوا إليه نصاعته بعد أن دنسه الحكام العرب الذين تهاوت صورهم، وتلاشت أقدارهم، وتحولوا إلى أصنام هامدة، وجثث ميتة، فلا هم دافعوا عن فلسطين ولا هم أعطوا لأهلها سلاحا ليدافعوا عن أنفسهم.

وليتهم إذ اقتدوا بالحجاج في بطشه، يتأسون به في شجاعته ومروءته، أو صاروا نساء من طينة غزالة الشبيبية في شجاعتها وإقدامها، فما بالهم لم يسمعوا صراخ الأيتام وعويل الثكالى وأنين الأسرى.

رب وامعتصماه انطلقت *** ملء أفواه الصبايا اليتم

لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم

الحقيقة أن فلسطين أعظم عند الله منزلة وأكبر عند أهلها قدرا من أن يتركوا أمرها بأيدي من أفقدتهم صورة صدام حسين، وهو يقاد مكبلا في الأغلال إلى السجن والمحكمة، سمات الرجولة، وخصائص العروبة، وصارت فرائصهم ترتعد، حتى إنه ليخشى عليهم إذا ما "سمعوا الزئير" أن يصابوا بما وصفهم به أحد الشعراء. وواهم من يحسب أن الجيش الصهيوني سيغلب إرادة الشعب الفلسطيني، أو ينال من كبرياء المقاومة، أو يقهر عزيمة "جنرالات الحجارة".

لقد حدد الشعب الفلسطيني -عن وعي وقناعة- الطريق الذي يريد أن تسلكه حكومته، لاسترداد حقهم المغتصب، باختيارهم التاريخي لحركة المقاومة الإسلامية بقيادة البطل المجاهد الأخ خالد مشعل وإخوته.

ولئن ناصبها العداء سماسرة القيم وتجار المبادئ، وأبطال الكأس والجنس، الذين تبخل وسائل إعلامهم المأجورة بوصف من يستشهد من المجاهدين بكلمة "استشهد"، وتطلق عليه قتل حتى تسوي بينه وبين قتلى اليهود، فإن الشرفاء من المسلمين، والأحرار في العالم سيقفون وراءها، فالقضية الفلسطينية بدأت تأخذ منعرجا تاريخيا على أيدي المجاهدين الأبطال، السياسيين والعسكريين، الذين اكتووا بما اكتوى به شعبهم، وشربوا من كأس الظلم الإسرائيلي، سجنا وإبعادا عن الوطن كما حدث للمجاهد البطل الأخ إسماعيل هنية، وقرروا أن يرسموا سياستهم بمداد العلماء ودماء الشهداء، ويحددوا المسار بعيدا عن وعود حكام العرب المخدرة، وخطبهم الجوفاء، دفاعا عن الإسلام وعزته، والمسلمين ومقدساتهم.
وهو ما يحتم على الشرفاء في العالم العربي والإسلامي أن يضعوا خطة محكمة لدعم هذا الشعب، الذي يجاهد لتحقيق أسمى هدف عند المسلمين ألا وهو مسح العار عن جبين الأمة الإسلامية وفك الأغلال عن المسجد الأقصى، ورد البسمة إلى شفتي فلسطين، وكلما عظم الهدف، كلما كانت مشقة تحقيقه أكبر، والطريق إليه أصعب.

مجلة العصر

من هناك
06-30-2006, 10:51 AM
ولكن سالت دماء كثيرة جداً :(