تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قبل أن يغازلها الآخرون



مقاوم
06-29-2006, 03:10 PM
قبل أن يغازلها الآخرون

فتاة في مرحلة المراهقة.. طاهرة القلب.. لم تسمع بالأشرار.. أو سمعت بهم دون أن تراهم أو تحادثهم.. كانت تظنهم يلبسون لباسا خاصا بهم، أو أن لهم ملامح تميزهم عن الآخرين، كان أبوها جاف العواطف، يخاطبها بصفة رسمية، إنه يبتسم أحيانا، لكنه منذ بلغت ابنته التاسعة من عمرها بدأ يخاطبها بأسلوب الأوامر، لم تسمع منه يوما كلمة حانية ورقيقة، أما أمها فمما يحسب لها أنها حريصة جدا على تعليم ابنتها شؤون المنزل والضيافة وكذلك الحياء.

لقد كان ينتابها شعور –أحيانا- بأنها عادية الجمال، وغير لافتة للنظر، فكرت بالزواج وأنه استقلال وتربية أولاد ومشاكل، رأت مسلسلات تلفزيونية، فتعرفت على شيء اسمه ((الحب)) فتمنت أنها في بيئة غير بيئتها الصحراوية ذات الجفاف العاطفي.

دق عليها جرس الهاتف وهي تذاكر ليلا:
- نعم.
- أهلا بهذا الصوت العذب.
- من أنت؟ وماذا تريد؟!
- أنا شاب مهموم و...
أغلقت السماعة في وجهه، لكن ضميرها بدأ يؤنبها بأنها أخطأت في حقه، وبأنه هو الوحيد في العالم الذي يعرفها حق المعرفة!!
ألم أقل لكم إنها طاهرة القلب؟!!
اتصل ثانية فردت عليه ووقعت في شراكه..الخ القصة

نعم إنها قصة مكررة ومعروفة، لكن هل التمسنا أسبابها من جميع الجوانب؟ وهل فكرنا في أن نطرق أسبابا أخرى غير ما نكرره من إلقاء اللوم على الشباب والفتيات؟ ألم نفكر -يوما- في دورنا نحن في القضية، وما هي الأساليب التي كانت سببا في سهولة وقوع فتيات الطهر والعفاف في شراك شياطين الإنس؟

لست أزعم هنا أنني سأتعرض للأسباب، ولكني أكتفي بذكر سبب واحد فقط.
إنه الجفاف الصحراوي في عواطفنا نحو أبنائنا.

ألم يكن من الممكن أن نتعامل مع أبنائنا ذكورا وإناثا بشيء من العاطفة والمديح في جوانب يستحقون المديح فيها، حتى لو كانت في المظهر؟

إن شيئا من الثناء على من يُنَشَّأ في الحلية (البنت) في شعرها أو قسمات وجهها أو ثوبها كفيل بأن يلبي رغبة هذه الفتاة في العاطفة، ويجعلها أكثر نفورا من الأصوات المبحوحة التي تريد إلقاءها في شرك الغزل، والشيء نفسه نقوله في التعامل مع الأولاد.

دخلت فاطمة –رضي الله عنها- على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام إليها، وقبلها وأجلسها مكانه، إنها ثلاث أشياء نفتقدها في التعامل مع أبنائنا، تأمل قليلا.. (قام إليها).. (قبَّلها).. ولم يقل لها قبلي رأسي!! بل (أجلسها مكانه).

وفي موضع آخر يذكر عليه الصلاة والسلام أنها بضعة منه يريبه ما يريبها، يقوله أمام الناس.
ولما رغبت في الخادم ولم تجده عند عائشة جاء إليها بعدما علم بخبرها، وتأمل معي قليلا كيف دخل وكيف جلس: حيث جلس بينها وبين زوجها علي -رضي الله عنهما- حتى أحسا برد أصابعه، ثم قال لهما بأسلوب رقيق: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ سبِّحا الله ثلاثا وثلاثين واحمدا الله ثلاثا وثلاثين، وكبراه ثلاثا وثلاثين. أو كما ورد.

كما أنه -عليه الصلاة والسلام- يجعل عائشة –رضي الله عنها- تنظر إلى صبيان الحبشة في المسجد يلعبون من وراء ظهره، فلا يتركها حتى تكون هي التي تطلب ذلك.

ثم هو يقبل الصبيان، ويحملهم في الصلاة، وفي الخطبة أمام جماهير المصلين!! ويلعب معهم ويخرج لسانه لهم و...الخ.

كم نحن بحاجة إلى مثل هذه التعاملات الرقيقة التي تجعل لنا أمام أبنائنا قبولا فيما نلقي إليهم من توجيهات، وتعرفهم على مدى القرب والمحبة التي نكنها لهم.
وما يجري على الفتاة يجري قريب منه على الابن.

وإن مثل تلك الفتاة التي تحدثنا عنها آنفا كثير، ممن تعيش في بيتٍ أهلُه صالحون، لكن لها رفيقات يزيِّنّ لها محادثة الشباب، ثم إذا سمعت صوت الشاب فرحت بذلك، لأنها لم تسمع يوماً كلمةً عاطفيةً من أبيها، واستساغت سماعها من الغريب قبل القريب.

منقوووول

من قلب بغداد
06-29-2006, 05:35 PM
السلام عليكم


طبعاً مشكور اخي على الموضوع .. و زين تذكرت صوت الشباب
لانو ما شاء الله احتكروك في صوت الشعر .. !! :)
لو انت مقاطعنا .. تره منتجات الصوت لدينا كلهه وطنيه ميه بالميه .. !!

مشكله اصبحت متداوله في اغلب المجتمعات ان تنشأ البنت بالذات
ناقصه حنان الاب لربما .. !
حين تكون صغيرة و لا زالت في عمر 2 او 3 او 4 سنوات او اكثر من ذلك بقليل
يكون الاب مهتم بها و يقبلها و يلاعبها .. !

بعد ان تكبر تصبح هناك فجوة غريبه .. بين الاب و ابنته بالرغم من ان للاب دور
لا غنى عن ذكره في عدم انحراف ابنته .. !

لربما لو عملنا احصائيه لنرى .. متى اخر مره قبل والد او عانق ابنته .. على
عموم الوطن العربي .. فـ سنجد نتيجه مفجعه .. :)

ما الاسباب لهذا التحول .. بالرغم من ان البنت قد تحتاج لحنان والدها اكثر من الاولاد .. !
هل هو الخجل .. ! لو تصرف كل اب كما كان الحبيب عليه الصلاة و السلام ..
لما خربت معظم البيوت و انحرفت معظم البنات .. !

جزاك الله خيراً

مقاوم
06-29-2006, 05:43 PM
وإياكم أختي الكريمة.

لا يوجد احتكار أبدا لكنه كما قلت هو صوت الشباب
وليس الشياب ولا أريد أن أتطفل ... :)

من قلب بغداد
06-29-2006, 05:59 PM
السلام عليكم

لدينا مثل يقول .. ( اكبر منك بـ يوم اعرف منك بـ سنه ) .. : )

و ما معروف ان الكبار يكونون ذوي حكمة .. ينفعون الاصغر سناً منهم ..
في كلا الحالتين اهلاً بك في هذا القسم .. و جزاك الله خير الجزاء ..

مقاوم
06-29-2006, 06:04 PM
وين كان هالحكي في موضوع العزاب والعازبات :)

من قلب بغداد
06-29-2006, 06:10 PM
ما اختلفنا .. سأكرر للمره الـغير محسوبه ..
كنتُ اتفق في ما اوردته بخصوص الموضوع .. ( انما ) .. كان هناك ملاحظات
يجب اخذها بعين الاعتبار :)

عمو العين لا تعلو على الحاجب ..

مقاوم
06-29-2006, 06:11 PM
الله يرضى عليكم دنيا وآخرة

mohammad
06-29-2006, 06:19 PM
جزاك الله 90000000 حسنة ومن قرأ ونقل

كلام في الصميم

مقاوم
06-29-2006, 06:22 PM
جزاك الله 90000000 حسنة

حجرت واسعا يالحبيب !! :)

من هناك
06-29-2006, 07:54 PM
جزاك الله خيراً اخي مقاوم وبارك الله بالأخت من قلب بغداد وتعليقاتها

لكن سبحان الله قابلت من فترة ابأً كان عنده ابن واحد طفل وكرهه منذ قدومه إلى الدنيا ولكن لما جاءته بنت احبها من كل قلبه واعطاها ما لا يعطيه والد لولده.

بعد ان كبر الصبي بدأ بكره اخته بسبب غيرته من حنان الأب. عوضته الأم قليلاً من نقص الحرمان وهو الآن يحب ان يلعب مع اخته ولكن لا زال تحيز الأب على حاله.

من قلب بغداد
06-30-2006, 07:29 PM
السلام عليكم

ويرضى عنك اخي الكريم
و بارك الله بك اخي بلال .. لربما ما رأيت من القلائل .. !!
يعني يأما يفرقوا بين اولادهم .. او يتركوهم بلا حنان .. !!

لا حول و لا قوة الا بالله .. بالاضافه الى ذلك .. اصبح من العيــب ان نرى
علاقة حسنه و فيها من الحنان بين الاباء و بناتهم .. !

msy
07-01-2006, 12:06 AM
جزيت و كفيت و وقيت ...

مقاوم
07-04-2006, 06:02 AM
آمين ولك المثل إن شاء الله تعالى

كلسينا
07-04-2006, 07:48 PM
أخي مقاوم ما نواجهه اليوم من أخطاء في خليانا الأسرية . جعلني أطرح فكرة تربية العرسان وخوضهم دورات في بناء الأسرة والتربية
قبل الزواج وعليهم النجاح بها للحصول على موافقة إتمام عقد القران . ولكنها قضية شائكة ومعقدة الإحتمالات والنتائج .
لذلك لا نرى سوى تفعيل تركيز جمعيات المجتمع المدني على نقطة إعداد المربين وتهيئة الأهل للتربية الإسلامية السليمة .
ورمينا نصفه على المرأة والجمعيات النسائية .
بارك الله فيك فمجتمعاتنا بحاجة ماسة لإعادة صياغة .

msy
07-05-2006, 12:13 PM
أنا أوافق الأخ كلسينا تماما من حيث أهمية إعداد العرسان ليكونوا آباءً و أمهات ...
و أقر بصعوبة هذا الأمر لكن ألا يمكن أن نكون نحن من ينشئ هذه المؤسسات في المستقبل إن شاء الله...؟؟؟

مقاوم
07-05-2006, 01:30 PM
أخي كلسينا
جزاك الله خيرا. فكرة رائعة والله!! وقد يكون تطبيقها أسهل مما نظن.
فلو قامت في كل مسجد لجنة من هذا النوع لحققنا جزءا لا يستهان به من المشروع
بشرط أن يكون هناك شخص واحد من أهل الاختصاص أو ممن تدرب على الأمر

أخي msy
أوافقك على أخذ زمام المبادرة. بوركت.