تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل تعدّت إيران الخط الأحمر؟! الكاتب:د. محمد عياش الكبيسي



سعد بن معاذ
06-29-2006, 07:55 AM
عنوان المقال:هل تعدّت إيران الخط الأحمر؟! الكاتب:د. محمد عياش الكبيسي التاريخ:29/05/1427الموافق25/06/2006
المسلم / إذا تجاوزنا الحرب الإعلامية بين إيران ( الثورة ) والولايات المتحدة الأمريكية ( الشيطان الأكبر) واتجهنا إلى معطيات الواقع فإنها بالتأكيد ستعطينا تصوراً مختلفاً تماماً , هذه المعطيات التي ينبغي استحضارها باستمرار كلما حاولنا أن نفهم طبيعة العلاقة بين هاتين الدولتين , ومن ذلك :1- الدعم العسكري الذي كانت تتلقاه إيران من الولايات المتحدة الأمريكية إبان حربها مع العراق فيما عرف بفضيحة ( إيران جيت)، بل واعترافات رئيس الجمهورية الإسلامية في عهد الخميني ( أبو الحسن بني صدر ) من على قناة الجزيرة بتلقيه دعما عسكريا من (إسرائيل) وبعلم ( الإمام) , والذي فسره بعض المراقبين في حينه إنه من أجل إحداث نوع من التوازن حتى تستمر الحرب بين الدولتين الجارتين , لكن الذي اتضح فيما بعد أن الاستراتيجية الأمريكية تقضي بإنهاء العراق كدولة محورية في المنطقة وبالتعاون مع إيران وهذا ما اعترف به المسؤولون الإيرانيون مؤخرا , وهذا ما تؤكده النقطة التالية .2- وجود الركائز المشتركة بين الطرفين خاصة فيما يجري في العراق فالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بقيادة آية الله محمد باقر الحكيم ثم شقيقه عبد العزيز الحكيم وفيلق بدر الجناح العسكري للمجلس وحزب الدعوة بقيادة الجعفري ..الخ كل هؤلاء درّبتهم إيران وزودتهم بشتى أنواع الدعم وإلى اليوم وهؤلاء أنفسهم محط الثقة للجانب الأمريكي !!ومن الواضح أن المشروع الأمريكي في العراق والمنطقة يرتكز على هؤلاء . 3- وفي الوقت الذي تتعامل فيه الإدارة الأمريكية بهذه الثقة مع الأذرع الإيرانية في العراق نراها تشدد الخناق على المعارضة الإيرانية المسلحة ( مجاهدي خلق ) وتصمها بالإرهاب !! وهي منظمة علمانية لا صلة لها بالآيديولوجيات الدينية .4- وعلى صلة بالنقطة السابقة فالإعلام الأمريكي والغربي عموما لم يحاول أن يستثمر الوضع المأساوي للأقليات الإيرانية مثل الأكراد والعرب والبلوش والأذريين وكذلك الاضطهاد الكبير الذي يتعرض له أهل السنة في إيران وهم من المكونات الأساسية للشعب الإيراني , حيث يمنع رسميا ولحد الآن بناء مسجد للسنة في طهران !!5- وأخيرا سكوت الأمريكان عن الجزر الإماراتية الثلاث والتي لا زالت تحتلها إيران رغم المطالبات المتكررة من قبل مجلس التعاون الخليجي , وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية لا تأبه بهذه المطالبات فما الذي يمنعها من التوظيف السياسي لهذه القضية ؟!ما سر هذا التوافق ؟هناك تحليلات وتكهنات كثيرة لتفسير الخلفية التي تنبثق منها هذه المعطيات في السياسة الأمريكية تجاه إيران منها ما يرجع بالأمر إلى جذور فلسفية وتأريخية ويعود بنا إلى قصة (عبد الله بن سبأ) بل والملك الفارسي (كورش) الذي تحالف مع اليهود ضد العراقيين ..الخ وهذا ما سنتجاوزه في هذه الورقة حتى لا نقع تحت أسر (الأحكام المسبقة) مكتفين بما هو من معطيات الواقع القريب :أ‌- هناك من يرى أنه بعد سقوط القطب الشرقي (الإتحاد السوفيتي) وانتهاء الحرب الباردة بين القطبين , ظهر الإسلام ( العملاق النائم) كعدو محتمل وبدأت الاستعدادات المبكرة للتعامل مع هذا العدو , ووثيقة كامبل الخطيرة والتي صنّفت العالم إلى دوائر بحسب بعدها أو قربها من الغرب تؤكد هذا , وكان السيناريو المفضل كما هو في العادة إشغال العدو بنفسه , وإذا كان المسلمون منقسمين عبر التاريخ إلى ( سنة وشيعة) وأن الشيعة هم الأقلية التي تشعر دائما بالتهميش والمظلومية فلا بأس بإحداث نوع من التوازن من خلال مد الشيعة بأسباب القوة التي تمكنهم من مواجهة الأكثرية السنية وعلى هذا الأساس يتم التعامل مع إيران وإطلاق يدها في العراق وغض الطرف عن مشاكلها الداخلية وتجاوزاتها الخارجية؛ لأن إيران في النهاية ستسبب صداعاً مستمراً لدول الجوار السني مما يجعل هذه الدول منشغلة عن المشروع الآخر الذي تقوده الولايات المتحدة بل ربما يدفع بعض هذه الدول للالتصاق أكثر بالحضن الأمريكي.ب‌- وليس بعيدا من هذا من يرى أن اليد الجريئة لما يسمى بالإرهاب الإسلامي (السني) والتي طالت مؤخرا أنف أمريكا في أحداث 11/سبتمبر أقنع الأمريكان بضرورة بعث الروح في أصولية دينية منافسة تحد من هذا الخطر حيث تبين أن الكيانات الغربية المادية غير قادرة على مواجهة هذا النوع من الأعداء , وقد اتضح هذا جلياً في العراق، حيث تمكن المجاهدون من إحراز انتصارات متلاحقة على الجيش الأقوى في العالم ولم يجد الأمريكان بدا من الاستعانة بفرق الموت الشيعية والمعبأة طائفيا بشكل كبير.ت‌- إذا سلمنا بمقولة ( صراع الحضارات ) فإن الوجه الحقيقي للأمة الإسلامية في مواجهة الغرب كان بكل تفاصيله وجها سنيا , فالفتوحات الإسلامية الكبرى كانت كلها تحت رايات لا علاقة لها بالتشيع، بل هي في نظر الشيعة ( فتوحات عنصرية أو سلطوية أو جنكيزخانية ) على حد تعبير الشيخ إياد جمال الدين (الناشط الشيعي المعروف) , فأبو بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وعمرو بن العاص كلهم في نظر الشيعة أعداء تقليديون للتشيع , ولا تختلف نظرة الشيعة هذه عن موقفهم من طارق بن زياد و صلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح وقد وصل الأمر في كثير من الأحيان أن يقف الشيعة مع الصليبيين الغزاة وحتى المغول أيام نصير الدين الطوسي الملقب بشيخ الطائفة وابن العلقمي , وهذا ما سجله بأمانة غير واحد من مفكري الشيعة المعتبرين , يقول "السيد علي شريعتي" ( من القضايا الواضحة وجود نحو ارتباط بين الصفوية ] الشيعية[ والمسيحية حيث تضامن الاثنان لمواجهة الإمبراطورية الإسلامية العظمى ...وقد وجد رجالات التشيع الصفوي أنه لابد من وجود غطاء شرعي لهذا التضامن السياسي فعملوا على تقريب التشيع من المسيحية) [التشيع العلوي والتشيع الصفوي/ علي شريعتي ص 206.]ث‌- وإذا كان السنة هم قادة المواجهة الخارجية فإن الشيعة عرفوا كمعارضة داخلية في الدولة الإسلامية على مدار التاريخ , والصبغة الثورية للأدب الشيعي الذي أغرى بعض القراء كان في الحقيقة موجها باستمرار ضد السلطة الحاكمة على أي شكل كانت وليس ضد الاستعمار والغزو الخارجي , وكل المناسبات التي تمثل ركنا هاما من برنامجهم التربوي والتعبوي كانت تمثل معارك داخل الجسد الإسلامي وهذا أفرز أجيالا معبأة ضد العدو الداخلي وليس ضد العدوان الخارجي , وقد سمعت مرة من أحدهم حينما قيل له لماذا لا تقاومون الأمريكان في العراق قال بالحرف الواحد ( الأمريكان ما قتلوا الحسين عليه السلام) وإذا كان هذا جواب الإنسان البسيط فلنقرأ بالنص لمن عرف بأنه فيلسوف الثورة الإسلامية في إيران ( كربلاء أو الكعبة ؟ إذا وقد سقط الحج كشعار في يد العدو ما العمل ؟ الاتجاه معلوم ومعروف الطواف بقبر الحسين .. ومن هنا فإن زيارة الحج والاتجاه إلى الله ليست بالذهاب إلى الكعبة، بل بالذهاب إلى الحسين ) ولماذا كل هذا يجيب ( لقد صارت الكعبة وصار الطواف بالكعبة قاعدة دعاية عظمى لجهاز الخلافة )!!! [التشيع مسؤولية / علي شريعتي /ص 86 . ]والفكرة التي نستنتجها من كل هذا أن المخطط الاستراتيجي لدولة تتربع على عرش العالم المعاصر لا يمكن أن يمل هذه الأرضية أو الخلفية بغض النظر عن موقفه الحقيقي من هذه التفصيلات والتعقيدات المذهبية أو الطائفية .إيران والتهديد النوويإلا أن المستجد الخطير هو إعلان الرئيس الإيراني رسميا عن تمكن بلاده من تخصيب اليورانيوم وإن كانت بنسبة متدنية لا تؤهلهم لإنتاج السلاح النووي، حيث لم تتجاوز 4./0 ومع هذا فقد أثارت قلقا كبيرا في المنطقة والأوساط الدولية , ومن المراقبين من توقع مواجهة حتمية بين الولايات المتحدة وإيران بينما ذهب الآخرون إلى أن هناك اتفاقات من تحت الماء فالأمر لم يتعدّ السكة المرسومة !! والذي يظهر لي من خلال قراءة متأنية يمكن تلخيصه في النقاط الآتية :1- ينبغي عدم اعتماد التصريحات الرسمية من مختلف الأطراف في مثل هذه القضية الخطيرة ولنتذكر ما عرضه الرئيس العراقي صدام حسين وبشر به العراقيين والعرب من امتلاك العراق للسلاح القادر على إبادة نصف "إسرائيل" !! وفي الطرف "الإسرائيلي" والأمريكي تم استثمار هذه الدعاية وبالغوا فيها إلى الحد الذي صوروا فيه أن العراق ربما يكون قادرا على استخدام أسلحة الدمار الشامل والتي قد تصل إلى أوروبا خلال نصف ساعة !! , وأقصد هنا أن الحقيقة ليست دائما متطابقة مع الخطاب فربما يبالغ الإيرانيون اليوم بقدراتهم وربما العكس , وتصديق الأمريكان لهذا قد يدخل ضمن سياسة معينة ولأهداف معروفة , وبالتالي فلا يصح لحد الآن أن نقول إن هناك حالة صدام حقيقية بين الطرفين .2- في حالة تأكد الأمريكان مما أعلنته إيران أو كانت الحقيقة أكبر مما أعلن عنها فالذي أراه أن الصدام حتمي إلا إذا تراجعت إيران بشكل قاطع وذلك للأسباب الآتية :أولا : الأمن "الإسرائيلي" حيث لا يزال يشكل ثابتا من ثوابت السياسة الأمريكة , و"إسرائيل" لا يمكن أن تسمح بوجود منافس لها في المنطقة , وكل ما يقال عن التقارب التاريخي بين الفرس واليهود أو بين العقيدة السبئية والتوراتية لا يصلح في هذا المقام فلو كانت هناك دولة يهودية ثانية فإن "إسرائيل" ستحاربها إذا نافستها في دائرة النفوذ .ثانيا : النفط , حيث موقع إيران الجغرافي الذي يهيؤها للتحكم بمصادر هذه الطاقة على مستوى العالم والأمر قد لا يكلفها أكثر من إغلاق مضيق هرمز ببعض القطع البحرية , ومهما تصورنا حجم التنسيق بين الطرفين فلا يمكن أن يصل إلى حد تسليم أمريكا لإيران مفاتيح العالم !! إن من مصلحة أمريكا احتواء الجميع وتسخير الكل لخدمتها في مشروعها الإمبراطوري الكبير لكن بشرط أن تبقى كل خيوط اللعبة بيدها .ثالثا : إن أمريكا مدركة حتما لطموح إيران الإمبراطوري والذي ربما لا يختلف عن الطموح الأمريكي إلا في الإمكانات والقدرات , إلا أن الإيرانيين يحاولون تعويض هذا الفارق بالطاقة العمودية المتمثلة بالنزوع الطبيعي لدى الإيرانيين والفرس بالتحديد لإعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية القديمة وهذا ما لمسناه في العراق بمؤشرات كثيرة منها اهتمام الإيرانيين بمنطقة المدائن العراقية والتي فيها بعض آثار كسرى!! وأما الطاقة الأفقية فتتمثل بالتأييد الطائفي المنتشر جغرافيا في العراق والشام والخليج وقد رأينا صور القادة الإيرانيين منتشرة في بعض هذه العواصم وبشكل استعراضي أكثر من أي زعيم وطني !! 3- إذا كانت نبرة التحدي التي أبداها الرئيس الإيراني بعيدة نوعا ما عن المفرقعات الإعلامية فلا شك أن متغيرات ما قد حدثت بحيث رأت إيران أن الظروف أصبحت في صالحها , والحقيقة أنه ليس هناك من متغيرات بهذا الحجم إلا ( الورطة) أو (المستنقع ) الذي غاصت فيه أقدام الثور الأمريكي الهائج في العراق , حيث يستمر النزيف من الجسد الأمريكي ماديا ومعنويا وأخلاقيا وهذا أضاف معطيات جديدة لا شك أن إمبراطورية حالمة كإيران لا بد أن تفكر بالاستفادة منها ومن هذه المعطيات:أولا : فقدان الإدارة الأمريكية لأي دعم شعبي باتجاه مغامرة جديدة، بل وتصاعد المطالبات بانسحاب فوري من العراق , فقد أعادت المقاومة العراقية ( شبح العقدة الفيتنامية) لذهن الشارع الأمريكي , ولو كانت الأمور تجري على ميزان العدل لوقفت إيران تحية للمقاومة العراقية ولكن إيران تفكر باستثمار جهود الآخرين وهكذا حال التاريخ الإمبراطوري العالمي .ثانيا : إن وجود ما يزيد عن المئة والثلاثين ألفا من القوات الأمريكية في العراق جعل الإدارة الأمريكية في حالة شلل حقيقي حيث يمكن أن يتحول كل هؤلاء إلى رهائن في حالة نشوب صدام مسلح , كما أن مجرد انشغال كل هذا العدد لا يتيح القدرة للإدارة الأمريكة أن تناور بباقي قواتها حيث أن إيران أكبر بكثير من العراق وربما يحتاج الأمريكان إلى أربعة أضعاف جنودهم في العراق للقيام بمغامرة من هذا النوع .ثالثا : إن انضباط الشيعة العراقيين بفتوى المرجعية هدأ مساحات واسعة من العراق لصالح قوات الاحتلال حيث بقيت المقاومة منحصرة تقريبا في ما اصطلح عليه( بالمثلث السني ) وفي حال نشوب صدام ما مع إيران فإن الوضع سيختلف , وإن الأمريكان يعرفون هذه الحقيقة وقد تأكدوا أيضا من أن الشيعة العلمانيين أو الليبراليين كأياد علاوي وأحمد الجلبي ليس لهم رصيد حقيقي في المحيط الشيعي .السيناريوهات المحتملة : وأمام كل هذه المعطيات فإن الخيارات الأمريكية تبدو محدودة، ويمكن تلخيصها في الآتي :1- الضغط على إيران للعدول عن مشروعها النووي بالترغيب والترهيب وهذا ما لاحظناه عبر الدور الأوروبي وما عرف بالصفقات المغرية , لكن شواهد التاريخ تؤكد أن هذا لن يحدث بمعنى أنه لم يحدث لأي أمة طامحة أن تنسحب في وسط الطريق وتتخلى عن برنامجها الواعد إلا بالقضاء على الرؤوس التي تحمل هذا المشروع .2- البحث للتوصل إلى حلول وسط , وهذا في رأيي مجرد تأجيل للمواجهة الحتمية في مثل هذه الحالات , و ترى إيران أن هذا لن يكون إلا لصالح الأمريكان؛لأنهم هم الذين يحتاجون هذا الوقت .3- التنسيق مع إسرائيل لتوجيه ضربة خاطفة شبيهة بالضربة الإسرائيلية لمفاعل تموز العراقي أوائل الثمانينات من القرن الماضي , وبهذا تتجنب أمريكا مواجهة إيران في الوقت الحاضر , لكن هذا لن يتم إلا إذا كانت إسرائيل متأكدة من قدرتها على مواجهة رد الفعل الإيراني , وهذا بحسب ما نسمعه من تقديرات الخبراء العسكريين أمر ممكن , ولكن هذه الضربة الخاطفة لن تتمكن من إنهاء المشروع النووي الإيراني بالكامل .4- وأخيراً سوف لن يبقى أمام الأمريكان إلا المواجهة المفتوحة، وهذا يتطلب مقدمات وتمهيدات على كافة الصعد، ومنها :أ‌- الإسراع بحل المشكلة العراقية، وهذا لن يكون إلا بنجاح خارق للعملية السياسية الجارية الآن وتمكين حكومة المالكي من بسط سيطرتها على الساحة العراقية وهذا مستبعد فحكومة المالكي أضعف بكثير من الحكومات السابقة وفي حال حصول مواجهة فستنهار هذه الحكومة حتماً , وربما يكون الحل هو في إحداث انقلاب عسكري بتنسيق مع الأمريكان بحيث تمسك بزمام الأمور سلطة عسكرية قوية شبيهة إلى حد ما بما كان عليه الوضع قبل الاحتلال ومع أن هذا ينهي الوعود الأمريكية بدمقرطة العراق والمنطقة فإن وجود المقاومة العراقية والمليشيات المسلحة المتعددة الولاءات يعقّد هذا الخيار , وبتقديري أن الأمريكان لن يعثروا على حل حقيقي بمعزل عن الطرف المقابل في المعادلة العراقية وهي المقاومة العراقية , والتاريخ علمنا هذه الحقيقة حتى أصبحت مسلّمة من مسلمات التاريخ فبعد كل الحكومات المصنوعة على عين المحتل اضطر المحتل أخيرا للجلوس مع المقاومة والاتفاق معها على الحل .ب‌- القيام بسلسلة من الضغوط السياسية والاقتصادية التي تهدف بالنهاية إلى إضعاف إيران وعزلها , ولا أدري إذا كانت الأمم المتحدة قادرة لحد الآن على توفير هذه الخدمات للأمريكيين لكن الملاحظ أن الصوت العالمي صار أقوى في مواجهة العنجهية الأمريكية وعلى هذا مؤشرات كثيرة لا يتسع المجال لذكرها , ولكن هذا كله يصب لصالح الإيرانيين .ت‌- رعاية المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج وهي معارضة ليست ضعيفة كما يتصور البعض فقد تستطيع هذه المعارضة أن تجمع حولها كل الأقليات الإيرانية المضطهدة بالإضافة إلى استثمارها للتيار الشبابي داخل إيران، والذي يشعر بالضيق من القوانيين الدينية الصارمة وبعض الممارسات لرجال الدين الإيرانيين، وعلى هذا يمكن فهم دعوة الرئيس الإيراني للسماح للبنات الإيرانيات من الحضور على مدرجات الملاعب، والذي كان محظورا عليهن فقد جاءت هذه المطالبة متزامنة مع تصاعد لهجة التحدي ضد الأمريكان !! وفي هذا أكثر من دلالة , ولست أدري إذا كان الرئيس الإيراني قادراً على اتخاذ موقف آخر يسهّل أمامه الانفتاح على الأقليات الإيرانية كأن يسمح للمسلمين من أهل السنة أن يقيموا ولو مسجداً واحداً لهم في طهران !!!
المصدر: موقع المختصر للأخبار http://www.almokhtsar.com