تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع ابو اليقين (شيعي ) حول عقائد الشيعه عبادة القبور عند الشيعه الحلقه الأولى



سعد بن معاذ
06-28-2006, 10:39 AM
حوار مع ابو اليقين (شيعي ) حول عقائد الشيعه عبادة القبور عند الشيعه الحلقه الأولى

يدعي الشيعه ان ما يفعلونه امام القبور هوليس شرك

فنسال العضو ابو اليقين ان يدافع عن نفسه بشرح عبادة الشيعه للقبور مع الأدله التي يعتقدها من كتاب الله عز وجل


نحن ننتظر اجاباتك والموضوع مثبت

ابو يقين
06-28-2006, 11:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي العزيز ان المذهب الشيعي ليس بمذهب كفار ولا مشركين حتى يعبدون القبور الشيعة تعبد الله الواحد الاحد
واعترف لك ان هناك من الشيعة كما هو موجود في كل المذاهب الاسلامية اناس فقراء او جاهلين في امور دينهم الاسلامي الحنيف وهذا تقصير صحيح ولكن الله اعلم بما في قلوبهم يقومون بتصرفات غريبة ومستهجنة لكن عبادة القبور هذا غير موجود نهائيا في الشيعة

ومن عقائد الشيعة الامامية الخمسة التوحيد
يجب على العاقل بحكم عقله عند الامامية تحصيل العلم والمعرفة بصانعه والاعتقاد بوحدانيته في الالوهية وعدم وجود شريك له في الربوبية واليقين بانه هو المستقل بالخلق والرزق والموت والحياة والايجاد والاعدام بل لامؤثر في الوجود عند الامامية الا الله فمن اعتقد ان شيئا من الرزق او الخلق او الموت او الحياة لغير الله فهو كافر مشرك خارج عن ربقة الاسلام ويجب عند الامامية الاخلاص والطاعة والعبادة لله فمن عبد شيئا معه او شيئا دونه او او عبد شيئا ليقربه الى الله زلفى فهو كافر عند الامامية ولا تجوز العبادة الا لله وحده لاشريك له وطاعة الانبياء صلوات الله عليهم والائمة عليهم السلام ولكن لا يجوز عبادتهم بدعوى انها عبادة الله فانها خدعة شيطانية وتلبيسات ابليسية نعم التبرك بهم والتوسل الى الله بكرامتهم ومنزلتهم عند الله والصلاة عند مراقدهم كله جائز وليست العبادة في مراقدهم لهم بل هي لله وحده هذه هي عقيدة الامامية في التوحيد مع الكثير من الايجاز وهذا مجمع عليه عند الشيعة عامة


وخير ما اقول في الختام
(( في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه ))

واتمنى ان لا تحذفوا مشاركتي والله الموفق

مهتدي
06-28-2006, 12:38 PM
===============
العضو مهتدي .. قمت بتحرير مشاركتك لاحتوائها على كلمات تهجّميّة لا تليق بمن يكتب في منتدانا ..
أذكّرك بأن أي مشاركة من هذه النّوعيّة ستحذف عن بكرة أبيها .. ولن أكتفي بتحرير التجاوزات فيها فقط .. حتّى تفكّر ألف
مرّ قبل أن تكتب ردّك ..

لك تحيّتي
مختلف
===============

سعد بن معاذ
06-28-2006, 05:01 PM
شكر للعضو ابو اليقين على الرد
وهذه بدايه مشجعه واريد ان اخبرك با ان الحوار ليس لشتم الشيعه او تكفيرهم فا انا لم اقل بتكفير الشيعه والتكفير للمعين عندنا يكون بشروط اذا اردت نضع للتكفير موضوع مستقل في وقت آخر

طيب ردي عليك انك مثل الشيعه الآخرين تعيش في تناقض عجيب تقول با ان الشيعه ليسوا مشركين

ثم تناقض نفسك مره اخرى وتقول (والاعتقاد بوحدانيته في الالوهية وعدم وجود شريك له في الربوبية)
فكلامك الاعتقاد له في الربوبية حتى مشركين قريش يقولون اننا نعبد الله وحد
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [لقمان : 25]

فالمشركين قريش مثل الشيعه تماما يقولون الذي خلقنا الله


اذا اين الأشكال ؟؟؟؟؟

انهم يتوسلون بواسطه الى الله ليتقربون الى الله

مثل رد المشركين تماما


أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر : 3]


انظر ماذا قال مشركوا قريش (إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)
واسطه وسيله الى الله وهذا هو الشرك بعينه شرك الألوهيه الذي وقع فيه الشيعه

فانت تناقض نفسك في الاول تقول التوحيد

ثم تعكس كلامك تماما وتقول

نص ما قال الشيعي(والصلاة عند مراقدهم كله جائز وليست العبادة في مراقدهم لهم بل هي لله وحده هذه هي عقيدة الامامية في التوحيد مع الكثير من الايجاز وهذا مجمع عليه عند الشيعة عامة( انتهى الأقتباس


فكيف توجه الصلاه اتجاه القبر وتقول في نفس الوقت انها لله فخطورة الشرك عظيمه


شكرا على مشاركتك وارجو ان تركز اجاباتك حول العبادة للقبر

ابو يقين
06-28-2006, 08:53 PM
السلام عليكم اخي العزيز سعد بن معاذ اعجبني اسلوبك التحليلي الجميل ومحاولتك للبحث عن الحقيقة وعجبني كذلك محاولتك للدفاع عن دينك ضد ما تراه انت مدسوس ؟؟؟؟



اخي العزيز
ان الكلام الذي اعطيتك اياه لا تناقض فيه ولكن ساعيد عليك الموضوع بشيء من التحليل

انا نحن الشيعة نتوسل الى الله بكرامة الانبياء والائمة
واليك كلامي السابق
(فمن عبد شيئا معه الله جل وعلا او شيئا دونه او او عبد شيئا ليقربه الى الله زلفى فهو كافر عند الامامية ولا تجوز العبادة الا لله وحده لاشريك له )
هذا واحد
(وطاعة الانبياء صلوات الله عليهم والائمة عليهم السلام ولكن لا يجوز عبادتهم بدعوى انها عبادة الله فانها خدعة شيطانية وتلبيسات ابليسية نعم التبرك بهم والتوسل الى الله بكرامتهم ومنزلتهم عند الله )


طاعة الانبياء وائمة الهدى واجبة لكن لا يجوز عبادتهم فهذا كفر ويخالف عقيدتنا في التوحيد لكن كما قلت سابقا التوسل الى الله بكرامتهم ومنزلهم

وكما يقولون اللهم بحق محمد وال محمد ارحم المسلمين والمسلمات

هل هذا الكلام به شرك يا اخ سعد ان كنت تراه كذلك فكيف سيدخلنا الله بشفاعة محمد وبركاته على هذه الامة صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم


اما قولي في والصلاة عند مراقدهم كله جائز وليست العبادة في مراقدهم لهم بل هي لله وحده
الصلاة عند مراقدهم امر جائز فاننا نصلي لنعبد الله لا نصلي لهم فما هم بالنسبة للخالق الاعظم الذي اوجدهم لكن قولك بانكم تعبدون القبور غير صحيح مطلقا مع احترامي لرايك الكريم لكننا نصلي لله وحده فمن ركعة ركعة لغير الله الواحد الاحد فهو كافر ومشرك بالله ومتبوء مقعده من النار



اما تشبيه للشيعة بالمشركي في قريش هم يعبدون الاصنام ليقريهم الى الله
اما الشيعة الامامية المذهب الخامس في الاسلام هم يتوسلون الى الله لاحظ الكلام الى الله وحده
واضافة الى التوسل الى الله هم يتوسلون الى الله الى الله الى الله الى الله بمنزلة محمد وال محمد ان يعمل بهم كذا


ويا اخي الكريم نصيحة حتى يكون تباحثنا ذا قيمة ارجو منك ان تغير اسم الموضوع لانك تضع شيعي بين قوسين وكانك تحاور يهودي وتريد ان تقضي عليه بينما عملنا انشاء الله لوجه الله وحده

وكذلك ارجو منك اخي ان تقرأ كتاباتي بتمعن لانني اعتمد على كتب لثقاة الشيعة

والله الموفق

حلم وطن
06-28-2006, 09:32 PM
السلام عليكم ..

هل تسمحون لي بالدخول في الحوار ..


لأن لي مداخلة على بعض الكلام .

مختلف
06-28-2006, 09:37 PM
أخي وطن .. الحوار مفتوح للجميع بشرط أن يصبّ في الموضوع الأصلي ..
ولا يحيد يميناً وشمالاً ..

لك تحيّتي:)

سعد بن معاذ
06-29-2006, 07:29 AM
السلام عليكم

ردي على تعليقاتك بتركيز
1- اريد ان الفت انتباهك باني لا ابحث عن الحقيقه ولله الحمد فا انا مؤمن بالله عز وجل وبرسوله وبما جاء به
2- هناك مشكله وتناقض في اقولك انا اوافقك انه لا يجوز عبادة الأئمه والشيعه ينكرون هذا ماعدا فرقة السبئيه
لكن اريد ان تفهم ان عبادة الأئمه ليست فيما تظن أي شكل من العبادات يتوجه به الى الله لايجوز توجيهه الى ائمه
فتوسلك با الائئمه هو الشرك بعينه الذي نحن نقول لك اذا كنت تدعي انك لا تعبد ائمه فلماذا لاتدعوا الله مباشره والله يامرك ان تدعوة مباشر بدون وسائط وشفعاء

حيث قال في كتابه العزيز
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ [الأعراف : 29]

وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأعراف : 180]

فهل تدعوة باسمائه الحسنى ام باسماء الائمه المعصومين كما تدعون


إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [الأعراف : 194]

انظر طلب الحوائج من الأئمه هذه الائية حجه عليكم

الله يذكركم بان الذين تدعونهم هم عباد مثلكم فهذا هو الشرك مع الله

قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً [الإسراء : 56]


قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ [سبأ : 22]


اما قولك اللهم بحق محمد وآل محمد ارحم المسلمين

فهذا شرك عظيم اذ كيف تستعين بالنبي وبآل البيت لتطلب الرحمه لماذا لاتدعو الله مباشره طلبك ودعائك بهذه الطريقه هو سبب ظلالكم

3- قولك تصلي لله فهذا كذب مادمت تصلي لله لماذا تاتي تبكي وتطلب حاجاتك من القبر

هل صلاتك لن تقبل اذا صليت في مكان آخر وهل الله لن يستجيب لك اذا صليت في مكان آخر

4- قولك من صلى ركعه لغير الله فهو كافر ومشرك ارجو الا يسمعك الشيعه وانت تقول هذا الكلام لانهم سيقولون عليك وهابي كما يهاجموننا

كلامك قمة التناقض الشيعه يدفعون اموال للاضرحه ويصلون باتجاه القبر ويطلبون من صاحب القبر العون والمدد وهذا لا يمكنك انكاره وان قلت انت تصلي لله فهو قمة الشرك

اما نصيحتك لي فاشكرك عليها انا ابشرك احفظ كتب السنه والشيعه عن ظهر قلب لا تخاف

لكن اريدك ان تركز في الرد ولا تشتت الموضوع

ابو يقين
06-29-2006, 09:20 AM
اخي العزيز ان الواضح من كلامك انك لا تريد ان تصدق كلامي فانا ما اقوله لك هو كلام الشيعة نفسهم وبعيدا عن اي شيء من العنصرية او الطائفية لكنك مقتنع تماما بما تتكلم به ولا تقبل اي راي يخالف رايك فلا فائدة من كلامنا

لاننا لانشرك بالله شيئا وان كنت تعتقد بان التوسل الى الله بمنزلة محمد وال محمد شرك فان الفوهة عظيمة بيننا فلابد ان نراجع كتب اللغة العربية والنحو لنقف على مقاص الكلام

وقولك بان الشيعة ان سمعوني اعتبروني وهابيا فهذا غير صحيح مطلقا مع احترامي لرايك لان هذه عقيدتنا وما اكبه لك ليس مني اومن تاليفي بل هو من كتب كما قلت لك سابقا لثقاة الشيعة

والسبئية ليست من الشيعة يا اخي فمعلوماتك بحاجة الى قراءة فرق التي انشقت عن الاسلام مثل السبئية وغيرها الكثير والسبئية اقوام ضالة عن سبيل الهدى


واحب ان اوضح لك شيئا اخي الكريم ان المسلمين عدا بعض الفرق متفقة مع الشيعة بكل شيء سوى الامامة
وبعض الفرعيات التي تميزت بها الامامية

واما قولك فان الله يشهد ما به من الصحة شيء ابدا واتمنى ان تدخل بنفسك لاحد الاضرحة الشريفة لترى بعينك وتتحقق من كلامي الذي قلته لك
واما ان تكون مشكك فمن انت حتى تشكك بالمذهب الشريف كنت اظنك تريد ان تتبين عن حقيقة الشيعة لا ان تحاول ان تبين بطلان عقائدهم فهناك اختلاف كبير

وانصحك بشيء اخي الكريم ماتراه انت حقيقة مطلقة يراه الاخرون باطل وهذه هي مشكلة العقل البشري علينا ان نبدا من البدايات الاولى ومن ثم ندخل بالفرعيات

سعد بن معاذ
06-29-2006, 10:08 AM
لا تخرج عن الموضوع

موضوعنا الان في القبور انت تقول ان طلب الحاجات من صاحب القبر ليس حراما وجائزا على قولك وقول الشيعه

هل هذا صحيح

ابو يقين
06-29-2006, 10:19 AM
السلام عليكم اخي العزيز

انا لم اخرج عن الموضوع مطلقا انا اوضح لك اشياء تدعيها على الشيعة

ان التوسل لله وحده وكل شيء يطلب من غيره فهو شرك افهمني رجاءا
ومن يفعل ذلك فهو مشرك

ولكن لاضير من طلب الحاجة من الله وحده وحده لكن بالاستعانة بكرامة محمد وال محمد ومنزلتهم
واعيد عليك ان منزلة محمد ستشفع لامته يوم القيامة اي انها منزلة ومكانة عظيمة

ولاتحاول فهم الموضوع كما يحلوا لك


والله موفق

سعد بن معاذ
06-29-2006, 10:32 AM
المشكلة الآن في انك تطلب الشفاعه من ميت وتطلب الشفاعه من اهل البيت اموات
كيف ترد

هات دليلك من القرآن

انتظرك

شـيـعـي كـاظـمـي
06-29-2006, 12:18 PM
نقاش جميل و هادئ .. اتمنى ان يكون لهذا النقاش نتيجة .. وفقكما الله



و الله ولي التوفيق

مهتدي
06-29-2006, 12:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اعلم لماذا تصرون على مقولتكم الباطلة بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ميت لا ينفع
مع ان نفعه لنا حي وميت وتعترضون دائما على المسلمين وليس الشيعه فقط لماذا توسلون بالمخلوق
ولاتدعون الله مباشرة مع ان هناك ايات صريحه وواضحه وانت تعرفها تحثنا بالتوسل
وهاهي عائشه علمت المسلمين وهي من احاديثكم كيف يتوسلون بقبر النبي من

: (باب ما أكرم الله تعالى نبيه (ص) بعد موته)، وروى فيه هذا الحديث: (حدثنا أبو النعمان، ثنا سعيد بن زيد، ثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا إلى عائشة فقالت: أنظروا قبر النبي (ص) فاجعلوا منه كوىً إلى السماء، حتى لايكون بينه وبين السماء سقف، قال ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم، فسمي عام الفتق).
وقد تحير ابن تيمية وأتباعه كالألباني في رواية عائشة في التوسل لأنها صريحة وهي على موازين علماء الجرح والتعديل صحيحة! وبحثا عن منفذ لتضعيفها، فتعقبهم النقاد من أتباع المذاهب المختلفة وكشفوا ما ارتكبوه في تضعيف حديث عائشة اتباعاً للهوى!

وكل مالاتهوى انفسكم تجعلوه ضعيفا وغير مأخوذ به ..؟؟ّ ّ !
ولاحول ولا قوة الا بالله العلي لعظيم ولو اردتم الحق لعرفتم من اين تأخذوه ولكن تصرون على ان تتبعون بدون فهم

سعد بن معاذ
06-29-2006, 03:12 PM
انتظرك فلا تتاخر

سعد بن معاذ
06-29-2006, 06:43 PM
اين ذهبت يا ابو اليقين

سعد بن معاذ
06-30-2006, 05:32 AM
هل هربت من الحوار يا ابو يقين لماذا لا ترد

ابو يقين
07-02-2006, 10:32 AM
انا لا اهرب اخي وسارد قريبا جدا انتظر حتى لا ارد عليك من عندي اجمع ما يكفي لك لارد
واللة ولي التوفيق

ابو يقين
07-02-2006, 10:50 AM
بعد البحث والتقيب ارجو ان تقرا الموضوع بتمعن فهذه من عقائد الشيعة

وردت مادة (شفع) في ثلاثين موضعاً من القرآن الكريم، وإذا ما تدبرنا هذه الثلاثين موضعاً أمكننا الخروج برؤية واضحة عن مفهوم الشفاعة في القرآن الكريم، والشفاعة تعني في الاستعمالات العرفية تدخل شخص لدى شخص آخر بهدف تحصيل مسامحة منه في حق أو حكم ثابت في عاتق شخص ثالث. وهذا هو المعنى الذي استعمله القرآن الكريم فرفضه تارة وآمن به تارة أخرى. ولذا فالشفاعة في القرآن الكريم على قسمين:

1 ـ شفاعة باطلة لأنها تتضمن معنى الشرك، من قبيل قول المشركين عن الأصنام: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله)(1) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#1).
وبطلان هذه الشفاعة أوضح من أن يحتاج إلى بيان، فهؤلاء هم الذين عينوا الشفعاء لأنفسهم من جهة، واعتقدوا فيهم تدبيراً وتأثيراً على الله سبحانه وتعالى من جهة ثانية، وكلتا الجهتين باطلتان، فإن الشفاعة تقتضي بطبعها أن يكون الشفيع مقبولاً لدى المشفّع، فكيف تكون الأصنام شفيعاً عند الله؟
ثم إن الشفيع ليس له قدرة مستقلة عن الله سبحانه، وبالتالي لا يمكن افتراض أن يكون مؤثراً فيه، ولذا فهذه ليست شفاعة أصلاً وإنما ركام من الخيالات والأوهام. وفي ردّها، قال القرآن الكريم: (واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون)(2) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#2)، وأوضح من ذلك قوله تعالى: (ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع)(3) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#3)، وقوله تعالى: (قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السموات والأرض)(4) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#4) فكلام المشركين عن الشفاعة والشفعاء بلا أساس ولا مستند، لأن الشفاعة رحمة يفيضها الله على عباده عبر وسائط يختارها ويعينها بنفسه، والرحمة لا تدرك المشركين، والشفعاء وسائط يعينهم الله ولا يختارهم المشركون، والشفيع واسطة في انتقال الرحمة وليس سبباً فيها، ولأجل هذه الخصائص بطلت الشفاعة الشركية.

2 ـ شفاعة شرعية صحيحة، وهي ما كانت بإذن الله، ومن قبل أفراد رضي الله عنهم وعيّنهم للشفاعة، ولصالح أفراد رضي الله في الشفاعة لهم، فهنا ثلاثة شروط. ورد الشرط الأول في عدة آيات، منها: قوله تعالى: (مَنْ ذا الذي يشفع عنده إلاّ بإذنه)(5) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#5).
وهذه الآية بنفسها دالة على الشرط الثاني لأن الإذن إذا صدر من الله سبحانه يكون إذناً في الشفاعة وفي الشفيع، بما يعني رضا الله سبحانه وتعالى عن الشفيع. أما الشرط الثالث فقد ورد فيه قوله تعالى: (لا يشفعون إلاّ لمن ارتضى)(6) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#6).
وحيث إن القسم الأول من الشفاعة يفتقد إلى هذه الشروط لذا سيجد المشركون أنفسهم في يوم القيامة بلا شفعاء، وسيدركون بطلان الشفاعة التي اعتقدوها، وسيقولون بألسنتهم (فمالنا من شافعين)(7) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#7).
ونحن إذا تأملنا في القرآن الكريم لاحظنا اتجاهاً عاماً وأُسلوباً شائعاً في التعبير عن مظاهر القدرة والكمال، يتمثل بالنفي ثم الإثبات ثم الإفاضة.
فنجد آيات تنفي هذه المظاهر عن غير الله، وأُخرى تثبتها لله سبحانه، وقسم آخر يشير إلى إفاضة الله بعض هذه القابليات على بعض مخلوقاته، وهذا الأُسلوب بمراحله الثلاثة استعمله القرآن الكريم في مجالات الرزق والخلق والحكم والملك والتوفي. وهو جار في موضوع الشفاعة أيضاً، فان الآيات النافية للشفاعة عن غير الله سبحانه غرضها حصر الكمال والقدرة بالله ونفيها عمن سواه، والآيات المثبتة للشفاعة غرضها بيان أن الذات الإلهية تتصف بهذا المظهر من مظاهر القدرة والرحمة اتصافاً ذاتياً، والآيات التي تثبت الشفاعة لغير الله سبحانه غرضها التأكيد على قدرته ببيان أن هذه القدرة في أعلى مراحلها، بحيث إن الله سبحانه وتعالى قد يتولى الشفاعة بنفسه وقد يحولها إلى من يرتضيه من عباده وأوليائه، أي يتصرف فيها وينقلها من نفسه إلى أحد أفراد خلقه، ولعلّ من جملة أغراض هذا الأُسلوب القرآني تربية العبد على التعلق بالقدرة الإلهية والرحمة الربّانية المطلقة، وعدم الاعتداد بالعمل الصالح وحده، لأن العمل إنما ينجي في محكمة العدل إذا كان بالنحو المقتضي للنجاة، وهل هناك من يستطيع الادعاء بأنه مستغن بعمله عن رحمة الله سبحانه؟ بل يوغل القرآن الكريم في هذا الاتجاه أكثر حينما يشعرنا بأن الأُمور لا تخرج عن يده وسلطانه وقدرته سبحانه وتعالى حتى عندما يقضي بقضاء حتمي لا تغيير له، كقوله تعالى: (فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق* خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد* وأما الذين سُعدوا ففي الجنّة خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ)(8) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#8). فمع أنه تعالى قد حكم بالخلود في النار على الأشقياء، وبالخلود في الجنّة على السُعداء، وجعل هذا الخلود بمنزلة خلود السموات والأرض، ولكنه مع ذلك علّقه على مشيئته، إشعاراً منه بأن الأُمور لا تخرج من يديه وقبضته حتى تلك التي يُصدر فيها أحكاماً حتمية، فإذا كانت أحكامه تعالى الحتمية لا تسلب عنه القدرة على شيء، ولا تضطرّه إلى شيء، ولا توجب عليه شيئاً، فهل تكون أعمالنا أسباباً تسلب عنه القدرة وتوجب لنا عليه النجاة وتضطرّه إلى شيء؟!
وإذا كان الله سبحانه وتعالى يؤكد لنا على قدرته المطلقة حتى في مثل تلك الموارد، لبلغت أنظارنا إلى هذه القدرة التي لا يحدّها شيء ولا يقيدها شيء حتى قضاء الله وأحكامه نفسه، فمن المناسب جداً أن يشير إلى أنّ عمل الإنسان مهما كان صالحاً لا يغنيه عن رحمة الباري تعالى ولا يحدّ من قدرته، وإذا كانت مشيئة الله شرطاً في خلود من حكم الله نفسه بخلوده في الجنة أو في النار، فمن الأولى أن تكون شرطاً فيمن لم يصدر بحقه بعد الحكم الإلهي.
وليست الشفاعة إلا مظهراً لإرادة الله ومشيئته ورحمته المطلقة، وهي لا تكون جزافاً بل على أساس ضابطة معينة، فالذي يريد بلوغ مقام علمي رفيع لابد وأن يكون قد أحرز بعض مقدماته، وبلغ درجة قريبة منه، فتكون الشفاعة هنا ذات معنى معقول، وهو المساعدة على بلوغ الهدف. ولا يكون لها معنى إذا طلبها الأُمي الذي لم يسعَ لأي من المقدمات ورغب في بلوغ ذلك المقام عن طريق الشفاعة. وكذلك لا تتم الشفاعة لمن لا رابطة له تربطه بالمشفوع عنده أصلاً، كالجاحد الطاغي على سيده، فإنه لا ينال رضى سيده بالشفاعة، فالشفاعة متممة للسبب وليست موجدة له.
كما أن تأثير الشفيع عند المولى لا يكون جزافاً، فلا يحق له أن يطلب من المولى إبطال قوانين الجزاء والعقاب، ولا إبطال مولويته بحق عبيده، ولا يطلب منه رفع اليد عن أحكامه وتكاليفه، بل لابد للشفيع من أن يسلّم للمولى بمولويته على عبيده، وبقوانينه وأحكامه بحقهم، وبما يجريه من الجزاء عقاباً أو ثواباً لهم.
وإنما يتمسك الشفيع بصفات في المولى توجب العفو والصفح، وبصفات في العبد تستدعي الرأفة والرحمة، كحسن سابقته، وسوء حاله، واعتذاره. أي أن دور الشفيع ليس إخراج العبد من مولوية المولى ودائرة أحكامه وجزاءاته، وإنما يتمثل دوره في السعي لنقل العبد من حكم مولوي إلى حكم مولوي آخر.

من هو الشفيع؟
اتّضح مما سبق أن الشفاعة من جملة خصائص المولوية، فمن اتصف بالمولوية استطاع في دائرة نفوذ مولويته أن يمنح الشفاعة لمن يشاء لتكون مظهراً لرحمة المولى وقدرته في وقت واحد، وحيث إن مولوية الله سبحانه هي المولوية الحقيقية الوحيدة في الوجود، وما عداها مولويات اعتبارية، لذا كانت الشفاعة من جملة الحقائق المختصة به، قال تعالى: (قل لله الشفاعة جميعاً)(9) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#9) وما عداها إما شفاعة كاذبة، كقول المشركين: (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله)(10) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#10). أو شفاعة قد أذن الله بها فهي مأخوذة منه، عائدة إليه، كقوله تعالى: (لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا)(11) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#11).
وقد صرّح القرآن الكريم بأن الشفاعة المأذون بها تعطى لأصناف منهم:

1 ـ الملائكة: قال تعالى: (وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى)(12) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#12).

2 ـ الشهداء بالحق: قال تعالى: (ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون)(13) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#13).
والشهداء بالحق هم طائفة من المؤمنين لابد وأن يكونوا أقلّ منزلة من الأنبياء، وأعلى درجة من سائر أفراد الأُمة، ولاشك أنّ أهل البيت (عليهم السلام) يأتون في طليعة هؤلاء بوصفهم أبرز مصداق لمن شهد بالحق وعمل به وجاهد من أجله، فضلاً عن كونهم ممّن نصّ القرآن الكريم على عصمتهم(14) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#14).
وإذا طالعنا الأحاديث النبوية الشريفة وجدنا فيها تفسير ذلك:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (يشفع يوم القيامة الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء)(15) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#15).
وقال(صلى الله عليه وآله): (الشفعاء خمسة: القرآن، والرحم، والأمانة، ونبيّكم وأهل بيته(عليهم السلام))(16) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#16).
وقد ذكر الشيخ محمّد بن عبد الوهاب نفسه في كتاب (كشف الشبهات): (أن الشفاعة أُعطيها غير النبي (صلى الله عليه وآله) فصح أن الملائكة يشفعون، والأفراط(17) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#17) يشفعون، والأولياء يشفعون)(18) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#18) استناداً إلى أحاديث أوردها البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه أيضاً، وأحمد في مسنده بهذا المعنى كما يلي:

(... فاقرأُوا إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنةً يضاعفها فيشفع النبيّون والملائكة والمؤمنون...)(19) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#19).
عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: (قد أعطى كل نبيّ عطية، فكل قد تعجلها، وإني أخّرت عطيتي شفاعة لأُمّتي، وإن الرجل من أُمّتي ليشفع لفئام من الناس فيدخلون الجنة، وإن الرجل ليشفع لقبيلة، وإن الرجل ليشفع للعصبة، وإن الرجل ليشفع للثلاثة، وللرجلين، وللرجل)(20) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#20).
وكان أبو سعيد الخدري يقول: إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرأُوا إن شئتم: (إنّ الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً)، فيقول الله عزّ وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون...)(21) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#21).

المشفوع لهم:
وقع البحث بين علماء المسلمين فيمن تكون له الشفاعة، فقالت المعتزلة: إن شفاعة الرسول (صلى الله عليه وآله) تكون للمطيعين، لأجل زيادة الثواب وعلوّ الدرجة لهم، ولا يمكن أن تكون للعاصين، للآيات الدالة على ارتهان الإنسان بعمله، ولأن الشفاعة لا تمحو الذنوب. وجاء عن أبي الحسن الخياط ـ أحد أعلام المعتزلة ـ أنه كان يحتجّ على القائلين بالشفاعة بقوله تعالى: ( أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ مَن في النار)(22) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#22).
وردّ عليه الشيخ المفيد: بأن القائلين بالشفاعة لا يدّعون أن الرسول هو الذي ينقذ المستحقين للنار منها، وإنما يدّعون أن الله هو الذي ينقذهم إكراماً لنبيه والطيبين من أهل بيته(عليهم السلام)(23) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#23).
ورأي جمهور المسلمين أن الشفاعة لأهل المعصية من المسلمين، دون الكفار والمشركين لقوله (صلى الله عليه وآله): (ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي)(24) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#24).
وقد استدلّ العلاّمة الطباطبائي على هذا الرأي بالقرآن الكريم، حيث قال تعالى: (كل نفس بما كسبت رهينة* إلا أصحاب اليمين* في جنات يتساءلون* عن المجرمين* ما سلككم في سقر* قالوا لم نك من المصلين* ولم نك نطعم المسكين* وكنا نخوض مع الخائضين* وكنا نكذب بيوم الدين* حتى أتانا اليقين* فما تنفعهم شفاعة الشافعين)(25) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#25) حيث ميّزت هذه الآيات بين أصحاب اليمين وبين المجرمين، وذكرت صفات جرّت المجرمين إلى النار وأدّت إلى انتفاء الشفاعة عنهم.
ومقتضى هذا البيان، ومن خلال سياق المقابلة والمقارنة والمقايسة، أن أصحاب اليمين الذين لم يتصفوا بتلك الصفات قد فازوا بشفاعة الشافعين، وكأن مصير المجرمين كان لأجل سببين، أحدهما: ارتكاب مخالفات أساسية في مقياس الدين، ثانيهما: انتفاء الشفاعة بحق من يرتكب مثل هذه المخالفات.
ومن خلال سياق المقابلة نفهم أن مصير أصحاب اليمين ناتج عن انتفاء هذين السببين، فلم يرتكبوا مخالفات أساسية من جهة، بالنحو الذي جعلهم مشمولين بالشفاعة من جهة ثانية، وإن أمكن حصول مخالفات غير أساسية منهم، وحينئذ يكون معنى الشفاعة مطابقاً لقوله تعالى: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيئاتكم)(26) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#26).
فان السيئات مع الاستمرار تتحول إلى كبائر، وبذلك اتّضح: أن الشفاعة لأهل الكبائر من أصحاب اليمين. وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله): (إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي أما المحسنون فما عليهم من سبيل)(27) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#27).
وبالتطبيق بين هذا الموضع وبين قوله تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى)(28) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#28) يعتقد (قدس سره)أن أصحاب اليمين هم الذين ارتضى الله سبحانه الشفاعة لهم، وأن الارتضاء المذكور في الآية ليس ارتضاءً للعمل، لأن بعض أعمال المشفوع لهم سيئة غير مقبولة، فلابد أن يكون معنى الارتضاء هو ارتضاء الدين، بمعنى كون دين المشفوع لهم مستوفياً للشروط الأساسية المطلوبة.

شبهات وردود:
وفي ضوء ما سبق نستطيع أن نجيب على عدّة شبهات أُثيرت حول الشفاعة هي:

أولاً: إن الشفاعة تعني خضوع الله سبحانه لتأثير مخلوق من مخلوقاته.

والجواب: إن المغفرة الإلهية لها عدّة أسباب، منها: الدعاء، والتوبة، والشفاعة.. وكما أن قبول الدعاء والتوبة وتحقق المغفرة بهما، لا يعني خضوع الخالق للمخلوق، وإنما يعني إفاضة الرحمة الإلهية على العبد بعد تحقق شرطها وبنحو قرّره الله سبحانه نفسه، ولم يفرضه أحد عليه، كذلك الشفاعة سبب علّق عليه الخالق سبحانه إفاضة الرحمة على عباده، وهذا التعليق جاء لغرض تربوي يتمثل بتوثيق صلة الناس بالأنبياء والأولياء وتوكيد موقعهم كقدوة وقطب وقائد للمجتمع البشري.
وما دام أن الله سبحانه هو الذي فتح باب الشفاعة وهو الذي عيّن الشفعاء وحدّد خصائص ونوعية المشفوع لهم فلا يبقى أي أساس لهذا الإشكال.

ثانياً: إن اللازم من الشفاعة أن يكون الشفيع أكثر رحمة وشفقة من الله سبحانه وتعالى.

الجواب: قد اتضح مما تقدم أن الله هو الذي جعل الشفاعة وأذن بها لمن شاء. فالشفاعة ليست مبادرة يقوم بها الشفيع بنحو مستقل عن الإرادة الإلهية ، وإنّما هي باب فتحه الله وحدد شروطه وأشخاصه ليفيض رحمته على عباده عبر الشفعاء، فشفقة الشفعاء شعاع مستعار من تلك الشمس.

ثالثاً: إن الشفاعة تعني وجود حكمين مختلفين للعبد:
حكم قبل الشفاعة، وهو العقوبة بالعذاب، وحكم بعد الشفاعة، وهو النجاة والفوز بالنعيم. فإن كان الأول هو الموافق للعدل والحكمة كانت الشفاعة أمراً مخالفاً للعدل، وإن كان الثاني هو الموافق للعدل والحكمة كان الأول ظلماً.

الجواب: إن لهذه الحالة نظائر، ومن نظائرها نزول البلاء على العبد قبل الدعاء أو قبل إعطاء الصدقة أو قبل صلة الرحم، وارتفاع البلاء عنه بعد تحقق الدعاء أو الصدقة أو صلة الرحم منه. والحكمة قائمة في نزول البلاء وفي ارتفاعه بتلك الأسباب معاً، والأمر كذلك في الشفاعة.
بمعنى أن الذنب الصادر من المؤمن لا يشكّل علّة تامة لوقوع العقاب، بحيث لا يمكن أن ينفك العقاب عنه، وإنّما يشكل مقتضياً للعقاب، فإذا حصل ما يمنع وقوعه لم يقع، وقد وضع الله تعالى مواضع لوقوع العقاب ، كالتوبة، والشفاعة، والأعمال التي تكفّر الذنوب، فإذا حصل شيء من هذا القبيل امتنع تحقق أثر الذنب.
ويمكن أن يقال: بأن الحكم بالعقوبة قبل الشفاعة موافق لعدل الله ولعمل العبد واستحقاقه، والحكم بالنجاة بعد الشفاعة موافق لرحمة الله وشفقته ورأفته.

رابعاً: إن الوعد بالشفاعة موجب لجرأة الناس على المعاصي.

وجوابه: إن الأمر إذا كان كذلك فلابد من غلق باب التوبة ورجاء الرحمة الإلهية، فإن حكمة الله شاءت أن يفتح أبواب الأمل بوجه العاصين من عباده، لكي تبقى لهم بقية ارتباط معه ولا يقعون ضحية اليأس والقنوط الذي يؤدي بهم إلى المزيد من التردي والانحطاط.
وسوف لا يكون في الشفاعة ـ كما في المغفرة وقبول التوبة ـ إغراءٌ بالذنوب والمعاصي بحال من الأحوال، وإنّما هي منافذ للرجاء والأمل، وذلك لأمرين:

أحدهما: أن الوعد بالشفاعة لم يعيّن أشخاص المذنبين الذين ستُقبل فيهم الشفاعة، فما زال العباد إذاً يرجون أن ينالوها، وليس أكثر ، ومن هنا دخلت في الدعاء على هذا النحو، كما في دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام): (وشفِّع فيَّ محمداً وآل محمد، واستجب دعائي...)(29) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#29).

والثاني: أن المولى تعالى لم يحدد أنواع الذنوب التي تقبل فيها الشفاعة، ولم يصرح بمستوى تأثير الشفاعة ، فهل أنها ستزيل كل ألوان العقاب أصلاً، أم لا ؟ من هنا فالأمر لم يخرج عن دائرة الرجاء إلى دائرة الإغراء.

خامساً: إن الشفاعة الجائزة هي أن يدعو المؤمن قائلاً: (اللهم شفّع نبيّنا محمداً فينا يوم القيامة)، ولا يجوز له أن يقول: يا رسول الله اشفع لي يوم القيامة. لأنه من الشرك في العبادة الذي يشبه عمل عبدة الأصنام الذين كانوا يقولون: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله)(30) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#30) وأن الله يقول: (لا تدعوا مع الله أحداً)، وبالتالي فالشفاعة بالصيغة الثانية تكون من قبيل طلب الشفاعة من غير مالكها، وأن طلب الشفاعة من الميت أمر باطل.

وجوابه: إن الشرك في العبادة يقوم على ركنين هما:

1 ـ اعتقاد التدبير والخلق فيمن يُتخذ إلهاً، أو الاعتقاد بأن أُمور الخلق والتكوين قد فوّضت إليه.

2 ـ إبداء الخضوع والتسليم للذات المتخذة إلهاً كتعبير عن العبادة لها. وطلب الشفاعة من الرسول (صلى الله عليه وآله) والأولياء يفتقد هذين الركنين، فليس هناك اعتقاد بقدرة ذاتية في الرسول (صلى الله عليه وآله)على التدبير والخلق، وليس هناك اعتقاد بأن الأُمور قد فوّضت إليه، وليس هناك خضوع وتسليم له بما هو شخص وإنسان، وكل ما هناك أن للرسول (صلى الله عليه وآله) عند الله مكانة ومنزلة رفيعة بحيث جعل له أن يشفع لاُمته.
والآية الواردة في الإشكال بدايتها هكذا: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرّهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله)، فالشفاعة الشركية الباطلة جاءت مقرونة بعبادة الأصنام، متفرعة عليها، ومن هنا جاء بطلانها، وليس الأمر في طلب الشفاعة من الرسول مقروناً بعبادته حتى يكون باطلاً.
ثم إن المعيار في الحكم بالصحة والبطلان ليس هو المشابهة الصورية بين فرض وفرض آخر، ولو كان الأمر كذلك لكان السعي والطواف ونحوهما من جملة مظاهر الشرك، لأن المشركين كانوا يقومون بهما.
وأما قوله تعالى: (لا تدعو مع الله إلهاً آخر) فالجواب فيه نفس ما مضى، وهو أن الآية ناظرة إلى ما كان من الدعاء بنحو العبادة، وإذا كان الداعي يخاطب رباً وإلهاً، فجاءت الآية لتنهى عن عبادة غير الله سبحانه وتعالى في باب الدعاء، وليست ناظرة إلى كل طلب من كل مطلوب، ولو كانت بهذا المعنى لكانت ناهية عن شيء هو قوام الحياة الاجتماعية بحيث لا يمكن افتراض قيام الحياة الاجتماعية بدونه وهو التعاون، وهل يعقل أن ينهى الشرع عن طلب يتقدم به المسلم لدى مسلم آخر ويريد منه إنجازه؟ وهل يسمى هذا النوع من السلوك دعاءً لغير الله؟
قد يقال: إن الشفاعة ليست من هذا النوع، وإن وجه الإشكال فيها أنها طلب شيء من خصوصيات الإله والمعبود، وأن الآية ليست ناهية عن كل طلب، وإنما هي ناهية عن طلب ما كان من خصوصيات الأُلوهية، وأن هذا النوع من الطلب من مصاديق دعوة غير الله سبحانه.

والجواب: إن طلب الشفاعة من الرسول (صلى الله عليه وآله) لا يراد به اظفاء خصوصية الأُلوهية عليه (صلى الله عليه وآله) حتى يكون من قبيل دعوة غير الله سبحانه، بل لمّا ثبت أن الله سبحانه وتعالى قد أذِن للرسول (صلى الله عليه وآله) بالشفاعة جاز لنا أن نطلب ذلك منه، كما نطلب حاجتنا من كل قادر عليها، وهو طلب يؤكد التوحيد وليس فيه شائبة من الشرك، لأنه ينتهي إلى إذن الله سبحانه. وإنما أبطل الله الشفاعة الشركية بقوله تعالى: (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) لأن هذه الشفاعة لا تنتهي إلى إذن الله سبحانه، فإن الله لم يأذن في شفاعة هؤلاء، ولم يجز للإنسان أن يختار شفعاءه بنفسه، وإنما أجاز له أن يطلب الشفاعة ممن هو مأذون من قبله تعالى في ذلك، وشفاعة الرسول (صلى الله عليه وآله) من هذا القبيل.

وأما قولهم: (إن طلب الشفاعة من الرسول (صلى الله عليه وآله) طلب لها من غير مالكها) فقد اتضح جوابه، فإن المالك الحقيقي للوجود هو الله سبحانه وتعالى، وكل مالك عداه إنما يملك بالملكية الاعتبارية الصورية، فإن كان الغرض من هذا الإشكال عدم جواز طلب شيء إلا من مالكه الحقيقي وهو الله سبحانه وتعالى، فهذا المعنى يلزم منه إبطال الحياة الاجتماعية القائمة على التعاون والتبادل وطلب الأشياء ممن يملكها بالملكية الاعتبارية، وطلب الشفاعة من الرسول (صلى الله عليه وآله) طلب لها من مالكها الاعتباري، بعدما ثبت أن الرسول (صلى الله عليه وآله) مأذون من قبل الله سبحانه في الشفاعة لاُمته، وإذا كان طلب الأشياء ممن يملكها بنحو الملكية الاعتبارية باطلاً وشركاً، فلتتوقف الحياة الاجتماعية لأنها حياة لا تقوم إلا بما هو شرك باطل!!

وأما قولهم الأخير بأن: (طلب الشفاعة من الميت أمر باطل وأن شفاعة الرسول (صلى الله عليه وآله) من هذا القبيل) فهو أوهن من بيت العنكبوت، وهو لا يتناسب مع إنسان يؤمن بالغيب، وإنما يتناسب مع إنسان مادي يرى المادّة خلاصة الوجود وحدّها الأخير، فنحن لسنا ممن يؤمن بأن الجسد هو بداية الإنسان ونهايته، فإذا مات واُقبر واُلحد انتهى كل شيء، وإنما نؤمن بأن الحقيقة الإنسانية متجسدة بالروح، وأن الجسد مظهر مادي لهذه الحقيقة وأن الموت ينال الجسد ولا ينال هذه الحقيقة، هذا بالنسبة لكل إنسان، أما الأنبياء والأولياء المقربون من الله سبحانه وتعالى فلأرواحهم شأن خاص ومنزلة خاصة ليس بوسعنا إدراكها، وبالتالي فنحن لا نطلب الشفاعة من الجسد الميت، وإنما نطلبها من الروح التي لا تموت، نطلبها من روح إنسان هو أشرف الأنبياء والمرسلين، ولو كانت علاقتنا بالرسول (صلى الله عليه وآله) علاقة بجسد ميت فما معنى سلامنا عليه في الصلوات اليومية الخمسة؟ وما معنى شهادة الرسول (صلى الله عليه وآله) علينا وعلى أعمالنا كما هو صريح القرآن الكريم؟

وبعد كل هذا فقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه علّم بعض أصحابه التوسل به وطلب الشفاعة منه، وذلك في المشهور من قصة الأعمى الذي شكى إلى النبي (صلى الله عليه وآله) حاله، فأرشده أن يتوضأ ويصلي ركعتين، ثم يقول بعدهما: (اللهم إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيّك محمد نبي الرحمة، يا محمد يا رسول الله، إنّي أتوجه بك إلى ربّي في حاجتي ليقضيها، اللهم فشفّعه فيَّ) فعل ذلك فردّ الله إليه بصره.
وقد نقل ابن تيمية نفسه هذه القصة ونقل عن الكثير من السلف العمل بهذا الدعاء في حياة النبي وبعده(31) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#31).

خلاصة البحث:
إنّ الشفاعة رحمة يفيضها الله على عباده عبر وسائط يختارها ويعيّنها سبحانه وتعالى لأهل التوحيد، كما نصّ على ذلك كتاب الله تعالى ونصوص السنّة النبوية الشريفة.
وليس فيها شيء من الشرك، بل هي شاهد آخر على إرادة الله المطلقة وقدرته الفائقة ورحمته الواسعة ولطفه العميم الذي جعله لمن كان قابلاً لذلك

ابو يقين
07-02-2006, 10:52 AM
بعد البحث والتقيب ارجو ان تقرا الموضوع بتمعن فهذه من عقائد الشيعة

وردت مادة (شفع) في ثلاثين موضعاً من القرآن الكريم، وإذا ما تدبرنا هذه الثلاثين موضعاً أمكننا الخروج برؤية واضحة عن مفهوم الشفاعة في القرآن الكريم، والشفاعة تعني في الاستعمالات العرفية تدخل شخص لدى شخص آخر بهدف تحصيل مسامحة منه في حق أو حكم ثابت في عاتق شخص ثالث. وهذا هو المعنى الذي استعمله القرآن الكريم فرفضه تارة وآمن به تارة أخرى. ولذا فالشفاعة في القرآن الكريم على قسمين:

1 ـ شفاعة باطلة لأنها تتضمن معنى الشرك، من قبيل قول المشركين عن الأصنام: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله)(1) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#1).
وبطلان هذه الشفاعة أوضح من أن يحتاج إلى بيان، فهؤلاء هم الذين عينوا الشفعاء لأنفسهم من جهة، واعتقدوا فيهم تدبيراً وتأثيراً على الله سبحانه وتعالى من جهة ثانية، وكلتا الجهتين باطلتان، فإن الشفاعة تقتضي بطبعها أن يكون الشفيع مقبولاً لدى المشفّع، فكيف تكون الأصنام شفيعاً عند الله؟
ثم إن الشفيع ليس له قدرة مستقلة عن الله سبحانه، وبالتالي لا يمكن افتراض أن يكون مؤثراً فيه، ولذا فهذه ليست شفاعة أصلاً وإنما ركام من الخيالات والأوهام. وفي ردّها، قال القرآن الكريم: (واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون)(2) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#2)، وأوضح من ذلك قوله تعالى: (ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع)(3) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#3)، وقوله تعالى: (قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السموات والأرض)(4) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#4) فكلام المشركين عن الشفاعة والشفعاء بلا أساس ولا مستند، لأن الشفاعة رحمة يفيضها الله على عباده عبر وسائط يختارها ويعينها بنفسه، والرحمة لا تدرك المشركين، والشفعاء وسائط يعينهم الله ولا يختارهم المشركون، والشفيع واسطة في انتقال الرحمة وليس سبباً فيها، ولأجل هذه الخصائص بطلت الشفاعة الشركية.

2 ـ شفاعة شرعية صحيحة، وهي ما كانت بإذن الله، ومن قبل أفراد رضي الله عنهم وعيّنهم للشفاعة، ولصالح أفراد رضي الله في الشفاعة لهم، فهنا ثلاثة شروط. ورد الشرط الأول في عدة آيات، منها: قوله تعالى: (مَنْ ذا الذي يشفع عنده إلاّ بإذنه)(5) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#5).
وهذه الآية بنفسها دالة على الشرط الثاني لأن الإذن إذا صدر من الله سبحانه يكون إذناً في الشفاعة وفي الشفيع، بما يعني رضا الله سبحانه وتعالى عن الشفيع. أما الشرط الثالث فقد ورد فيه قوله تعالى: (لا يشفعون إلاّ لمن ارتضى)(6) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#6).
وحيث إن القسم الأول من الشفاعة يفتقد إلى هذه الشروط لذا سيجد المشركون أنفسهم في يوم القيامة بلا شفعاء، وسيدركون بطلان الشفاعة التي اعتقدوها، وسيقولون بألسنتهم (فمالنا من شافعين)(7) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#7).
ونحن إذا تأملنا في القرآن الكريم لاحظنا اتجاهاً عاماً وأُسلوباً شائعاً في التعبير عن مظاهر القدرة والكمال، يتمثل بالنفي ثم الإثبات ثم الإفاضة.
فنجد آيات تنفي هذه المظاهر عن غير الله، وأُخرى تثبتها لله سبحانه، وقسم آخر يشير إلى إفاضة الله بعض هذه القابليات على بعض مخلوقاته، وهذا الأُسلوب بمراحله الثلاثة استعمله القرآن الكريم في مجالات الرزق والخلق والحكم والملك والتوفي. وهو جار في موضوع الشفاعة أيضاً، فان الآيات النافية للشفاعة عن غير الله سبحانه غرضها حصر الكمال والقدرة بالله ونفيها عمن سواه، والآيات المثبتة للشفاعة غرضها بيان أن الذات الإلهية تتصف بهذا المظهر من مظاهر القدرة والرحمة اتصافاً ذاتياً، والآيات التي تثبت الشفاعة لغير الله سبحانه غرضها التأكيد على قدرته ببيان أن هذه القدرة في أعلى مراحلها، بحيث إن الله سبحانه وتعالى قد يتولى الشفاعة بنفسه وقد يحولها إلى من يرتضيه من عباده وأوليائه، أي يتصرف فيها وينقلها من نفسه إلى أحد أفراد خلقه، ولعلّ من جملة أغراض هذا الأُسلوب القرآني تربية العبد على التعلق بالقدرة الإلهية والرحمة الربّانية المطلقة، وعدم الاعتداد بالعمل الصالح وحده، لأن العمل إنما ينجي في محكمة العدل إذا كان بالنحو المقتضي للنجاة، وهل هناك من يستطيع الادعاء بأنه مستغن بعمله عن رحمة الله سبحانه؟ بل يوغل القرآن الكريم في هذا الاتجاه أكثر حينما يشعرنا بأن الأُمور لا تخرج عن يده وسلطانه وقدرته سبحانه وتعالى حتى عندما يقضي بقضاء حتمي لا تغيير له، كقوله تعالى: (فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق* خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد* وأما الذين سُعدوا ففي الجنّة خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ)(8) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#8). فمع أنه تعالى قد حكم بالخلود في النار على الأشقياء، وبالخلود في الجنّة على السُعداء، وجعل هذا الخلود بمنزلة خلود السموات والأرض، ولكنه مع ذلك علّقه على مشيئته، إشعاراً منه بأن الأُمور لا تخرج من يديه وقبضته حتى تلك التي يُصدر فيها أحكاماً حتمية، فإذا كانت أحكامه تعالى الحتمية لا تسلب عنه القدرة على شيء، ولا تضطرّه إلى شيء، ولا توجب عليه شيئاً، فهل تكون أعمالنا أسباباً تسلب عنه القدرة وتوجب لنا عليه النجاة وتضطرّه إلى شيء؟!
وإذا كان الله سبحانه وتعالى يؤكد لنا على قدرته المطلقة حتى في مثل تلك الموارد، لبلغت أنظارنا إلى هذه القدرة التي لا يحدّها شيء ولا يقيدها شيء حتى قضاء الله وأحكامه نفسه، فمن المناسب جداً أن يشير إلى أنّ عمل الإنسان مهما كان صالحاً لا يغنيه عن رحمة الباري تعالى ولا يحدّ من قدرته، وإذا كانت مشيئة الله شرطاً في خلود من حكم الله نفسه بخلوده في الجنة أو في النار، فمن الأولى أن تكون شرطاً فيمن لم يصدر بحقه بعد الحكم الإلهي.
وليست الشفاعة إلا مظهراً لإرادة الله ومشيئته ورحمته المطلقة، وهي لا تكون جزافاً بل على أساس ضابطة معينة، فالذي يريد بلوغ مقام علمي رفيع لابد وأن يكون قد أحرز بعض مقدماته، وبلغ درجة قريبة منه، فتكون الشفاعة هنا ذات معنى معقول، وهو المساعدة على بلوغ الهدف. ولا يكون لها معنى إذا طلبها الأُمي الذي لم يسعَ لأي من المقدمات ورغب في بلوغ ذلك المقام عن طريق الشفاعة. وكذلك لا تتم الشفاعة لمن لا رابطة له تربطه بالمشفوع عنده أصلاً، كالجاحد الطاغي على سيده، فإنه لا ينال رضى سيده بالشفاعة، فالشفاعة متممة للسبب وليست موجدة له.
كما أن تأثير الشفيع عند المولى لا يكون جزافاً، فلا يحق له أن يطلب من المولى إبطال قوانين الجزاء والعقاب، ولا إبطال مولويته بحق عبيده، ولا يطلب منه رفع اليد عن أحكامه وتكاليفه، بل لابد للشفيع من أن يسلّم للمولى بمولويته على عبيده، وبقوانينه وأحكامه بحقهم، وبما يجريه من الجزاء عقاباً أو ثواباً لهم.
وإنما يتمسك الشفيع بصفات في المولى توجب العفو والصفح، وبصفات في العبد تستدعي الرأفة والرحمة، كحسن سابقته، وسوء حاله، واعتذاره. أي أن دور الشفيع ليس إخراج العبد من مولوية المولى ودائرة أحكامه وجزاءاته، وإنما يتمثل دوره في السعي لنقل العبد من حكم مولوي إلى حكم مولوي آخر.

من هو الشفيع؟
اتّضح مما سبق أن الشفاعة من جملة خصائص المولوية، فمن اتصف بالمولوية استطاع في دائرة نفوذ مولويته أن يمنح الشفاعة لمن يشاء لتكون مظهراً لرحمة المولى وقدرته في وقت واحد، وحيث إن مولوية الله سبحانه هي المولوية الحقيقية الوحيدة في الوجود، وما عداها مولويات اعتبارية، لذا كانت الشفاعة من جملة الحقائق المختصة به، قال تعالى: (قل لله الشفاعة جميعاً)(9) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#9) وما عداها إما شفاعة كاذبة، كقول المشركين: (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله)(10) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#10). أو شفاعة قد أذن الله بها فهي مأخوذة منه، عائدة إليه، كقوله تعالى: (لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا)(11) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#11).
وقد صرّح القرآن الكريم بأن الشفاعة المأذون بها تعطى لأصناف منهم:

1 ـ الملائكة: قال تعالى: (وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى)(12) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#12).

2 ـ الشهداء بالحق: قال تعالى: (ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون)(13) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#13).
والشهداء بالحق هم طائفة من المؤمنين لابد وأن يكونوا أقلّ منزلة من الأنبياء، وأعلى درجة من سائر أفراد الأُمة، ولاشك أنّ أهل البيت (عليهم السلام) يأتون في طليعة هؤلاء بوصفهم أبرز مصداق لمن شهد بالحق وعمل به وجاهد من أجله، فضلاً عن كونهم ممّن نصّ القرآن الكريم على عصمتهم(14) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#14).
وإذا طالعنا الأحاديث النبوية الشريفة وجدنا فيها تفسير ذلك:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (يشفع يوم القيامة الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء)(15) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#15).
وقال(صلى الله عليه وآله): (الشفعاء خمسة: القرآن، والرحم، والأمانة، ونبيّكم وأهل بيته(عليهم السلام))(16) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#16).
وقد ذكر الشيخ محمّد بن عبد الوهاب نفسه في كتاب (كشف الشبهات): (أن الشفاعة أُعطيها غير النبي (صلى الله عليه وآله) فصح أن الملائكة يشفعون، والأفراط(17) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#17) يشفعون، والأولياء يشفعون)(18) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#18) استناداً إلى أحاديث أوردها البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه أيضاً، وأحمد في مسنده بهذا المعنى كما يلي:

(... فاقرأُوا إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنةً يضاعفها فيشفع النبيّون والملائكة والمؤمنون...)(19) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#19).
عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: (قد أعطى كل نبيّ عطية، فكل قد تعجلها، وإني أخّرت عطيتي شفاعة لأُمّتي، وإن الرجل من أُمّتي ليشفع لفئام من الناس فيدخلون الجنة، وإن الرجل ليشفع لقبيلة، وإن الرجل ليشفع للعصبة، وإن الرجل ليشفع للثلاثة، وللرجلين، وللرجل)(20) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#20).
وكان أبو سعيد الخدري يقول: إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرأُوا إن شئتم: (إنّ الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً)، فيقول الله عزّ وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون...)(21) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#21).

المشفوع لهم:
وقع البحث بين علماء المسلمين فيمن تكون له الشفاعة، فقالت المعتزلة: إن شفاعة الرسول (صلى الله عليه وآله) تكون للمطيعين، لأجل زيادة الثواب وعلوّ الدرجة لهم، ولا يمكن أن تكون للعاصين، للآيات الدالة على ارتهان الإنسان بعمله، ولأن الشفاعة لا تمحو الذنوب. وجاء عن أبي الحسن الخياط ـ أحد أعلام المعتزلة ـ أنه كان يحتجّ على القائلين بالشفاعة بقوله تعالى: ( أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ مَن في النار)(22) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#22).
وردّ عليه الشيخ المفيد: بأن القائلين بالشفاعة لا يدّعون أن الرسول هو الذي ينقذ المستحقين للنار منها، وإنما يدّعون أن الله هو الذي ينقذهم إكراماً لنبيه والطيبين من أهل بيته(عليهم السلام)(23) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#23).
ورأي جمهور المسلمين أن الشفاعة لأهل المعصية من المسلمين، دون الكفار والمشركين لقوله (صلى الله عليه وآله): (ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي)(24) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#24).
وقد استدلّ العلاّمة الطباطبائي على هذا الرأي بالقرآن الكريم، حيث قال تعالى: (كل نفس بما كسبت رهينة* إلا أصحاب اليمين* في جنات يتساءلون* عن المجرمين* ما سلككم في سقر* قالوا لم نك من المصلين* ولم نك نطعم المسكين* وكنا نخوض مع الخائضين* وكنا نكذب بيوم الدين* حتى أتانا اليقين* فما تنفعهم شفاعة الشافعين)(25) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#25) حيث ميّزت هذه الآيات بين أصحاب اليمين وبين المجرمين، وذكرت صفات جرّت المجرمين إلى النار وأدّت إلى انتفاء الشفاعة عنهم.
ومقتضى هذا البيان، ومن خلال سياق المقابلة والمقارنة والمقايسة، أن أصحاب اليمين الذين لم يتصفوا بتلك الصفات قد فازوا بشفاعة الشافعين، وكأن مصير المجرمين كان لأجل سببين، أحدهما: ارتكاب مخالفات أساسية في مقياس الدين، ثانيهما: انتفاء الشفاعة بحق من يرتكب مثل هذه المخالفات.
ومن خلال سياق المقابلة نفهم أن مصير أصحاب اليمين ناتج عن انتفاء هذين السببين، فلم يرتكبوا مخالفات أساسية من جهة، بالنحو الذي جعلهم مشمولين بالشفاعة من جهة ثانية، وإن أمكن حصول مخالفات غير أساسية منهم، وحينئذ يكون معنى الشفاعة مطابقاً لقوله تعالى: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيئاتكم)(26) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#26).
فان السيئات مع الاستمرار تتحول إلى كبائر، وبذلك اتّضح: أن الشفاعة لأهل الكبائر من أصحاب اليمين. وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله): (إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي أما المحسنون فما عليهم من سبيل)(27) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#27).
وبالتطبيق بين هذا الموضع وبين قوله تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى)(28) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#28) يعتقد (قدس سره)أن أصحاب اليمين هم الذين ارتضى الله سبحانه الشفاعة لهم، وأن الارتضاء المذكور في الآية ليس ارتضاءً للعمل، لأن بعض أعمال المشفوع لهم سيئة غير مقبولة، فلابد أن يكون معنى الارتضاء هو ارتضاء الدين، بمعنى كون دين المشفوع لهم مستوفياً للشروط الأساسية المطلوبة.

شبهات وردود:
وفي ضوء ما سبق نستطيع أن نجيب على عدّة شبهات أُثيرت حول الشفاعة هي:

أولاً: إن الشفاعة تعني خضوع الله سبحانه لتأثير مخلوق من مخلوقاته.

والجواب: إن المغفرة الإلهية لها عدّة أسباب، منها: الدعاء، والتوبة، والشفاعة.. وكما أن قبول الدعاء والتوبة وتحقق المغفرة بهما، لا يعني خضوع الخالق للمخلوق، وإنما يعني إفاضة الرحمة الإلهية على العبد بعد تحقق شرطها وبنحو قرّره الله سبحانه نفسه، ولم يفرضه أحد عليه، كذلك الشفاعة سبب علّق عليه الخالق سبحانه إفاضة الرحمة على عباده، وهذا التعليق جاء لغرض تربوي يتمثل بتوثيق صلة الناس بالأنبياء والأولياء وتوكيد موقعهم كقدوة وقطب وقائد للمجتمع البشري.
وما دام أن الله سبحانه هو الذي فتح باب الشفاعة وهو الذي عيّن الشفعاء وحدّد خصائص ونوعية المشفوع لهم فلا يبقى أي أساس لهذا الإشكال.

ثانياً: إن اللازم من الشفاعة أن يكون الشفيع أكثر رحمة وشفقة من الله سبحانه وتعالى.

الجواب: قد اتضح مما تقدم أن الله هو الذي جعل الشفاعة وأذن بها لمن شاء. فالشفاعة ليست مبادرة يقوم بها الشفيع بنحو مستقل عن الإرادة الإلهية ، وإنّما هي باب فتحه الله وحدد شروطه وأشخاصه ليفيض رحمته على عباده عبر الشفعاء، فشفقة الشفعاء شعاع مستعار من تلك الشمس.

ثالثاً: إن الشفاعة تعني وجود حكمين مختلفين للعبد:
حكم قبل الشفاعة، وهو العقوبة بالعذاب، وحكم بعد الشفاعة، وهو النجاة والفوز بالنعيم. فإن كان الأول هو الموافق للعدل والحكمة كانت الشفاعة أمراً مخالفاً للعدل، وإن كان الثاني هو الموافق للعدل والحكمة كان الأول ظلماً.

الجواب: إن لهذه الحالة نظائر، ومن نظائرها نزول البلاء على العبد قبل الدعاء أو قبل إعطاء الصدقة أو قبل صلة الرحم، وارتفاع البلاء عنه بعد تحقق الدعاء أو الصدقة أو صلة الرحم منه. والحكمة قائمة في نزول البلاء وفي ارتفاعه بتلك الأسباب معاً، والأمر كذلك في الشفاعة.
بمعنى أن الذنب الصادر من المؤمن لا يشكّل علّة تامة لوقوع العقاب، بحيث لا يمكن أن ينفك العقاب عنه، وإنّما يشكل مقتضياً للعقاب، فإذا حصل ما يمنع وقوعه لم يقع، وقد وضع الله تعالى مواضع لوقوع العقاب ، كالتوبة، والشفاعة، والأعمال التي تكفّر الذنوب، فإذا حصل شيء من هذا القبيل امتنع تحقق أثر الذنب.
ويمكن أن يقال: بأن الحكم بالعقوبة قبل الشفاعة موافق لعدل الله ولعمل العبد واستحقاقه، والحكم بالنجاة بعد الشفاعة موافق لرحمة الله وشفقته ورأفته.

رابعاً: إن الوعد بالشفاعة موجب لجرأة الناس على المعاصي.

وجوابه: إن الأمر إذا كان كذلك فلابد من غلق باب التوبة ورجاء الرحمة الإلهية، فإن حكمة الله شاءت أن يفتح أبواب الأمل بوجه العاصين من عباده، لكي تبقى لهم بقية ارتباط معه ولا يقعون ضحية اليأس والقنوط الذي يؤدي بهم إلى المزيد من التردي والانحطاط.
وسوف لا يكون في الشفاعة ـ كما في المغفرة وقبول التوبة ـ إغراءٌ بالذنوب والمعاصي بحال من الأحوال، وإنّما هي منافذ للرجاء والأمل، وذلك لأمرين:

أحدهما: أن الوعد بالشفاعة لم يعيّن أشخاص المذنبين الذين ستُقبل فيهم الشفاعة، فما زال العباد إذاً يرجون أن ينالوها، وليس أكثر ، ومن هنا دخلت في الدعاء على هذا النحو، كما في دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام): (وشفِّع فيَّ محمداً وآل محمد، واستجب دعائي...)(29) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#29).

والثاني: أن المولى تعالى لم يحدد أنواع الذنوب التي تقبل فيها الشفاعة، ولم يصرح بمستوى تأثير الشفاعة ، فهل أنها ستزيل كل ألوان العقاب أصلاً، أم لا ؟ من هنا فالأمر لم يخرج عن دائرة الرجاء إلى دائرة الإغراء.

خامساً: إن الشفاعة الجائزة هي أن يدعو المؤمن قائلاً: (اللهم شفّع نبيّنا محمداً فينا يوم القيامة)، ولا يجوز له أن يقول: يا رسول الله اشفع لي يوم القيامة. لأنه من الشرك في العبادة الذي يشبه عمل عبدة الأصنام الذين كانوا يقولون: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله)(30) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#30) وأن الله يقول: (لا تدعوا مع الله أحداً)، وبالتالي فالشفاعة بالصيغة الثانية تكون من قبيل طلب الشفاعة من غير مالكها، وأن طلب الشفاعة من الميت أمر باطل.

وجوابه: إن الشرك في العبادة يقوم على ركنين هما:

1 ـ اعتقاد التدبير والخلق فيمن يُتخذ إلهاً، أو الاعتقاد بأن أُمور الخلق والتكوين قد فوّضت إليه.

2 ـ إبداء الخضوع والتسليم للذات المتخذة إلهاً كتعبير عن العبادة لها. وطلب الشفاعة من الرسول (صلى الله عليه وآله) والأولياء يفتقد هذين الركنين، فليس هناك اعتقاد بقدرة ذاتية في الرسول (صلى الله عليه وآله)على التدبير والخلق، وليس هناك اعتقاد بأن الأُمور قد فوّضت إليه، وليس هناك خضوع وتسليم له بما هو شخص وإنسان، وكل ما هناك أن للرسول (صلى الله عليه وآله) عند الله مكانة ومنزلة رفيعة بحيث جعل له أن يشفع لاُمته.
والآية الواردة في الإشكال بدايتها هكذا: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرّهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله)، فالشفاعة الشركية الباطلة جاءت مقرونة بعبادة الأصنام، متفرعة عليها، ومن هنا جاء بطلانها، وليس الأمر في طلب الشفاعة من الرسول مقروناً بعبادته حتى يكون باطلاً.
ثم إن المعيار في الحكم بالصحة والبطلان ليس هو المشابهة الصورية بين فرض وفرض آخر، ولو كان الأمر كذلك لكان السعي والطواف ونحوهما من جملة مظاهر الشرك، لأن المشركين كانوا يقومون بهما.
وأما قوله تعالى: (لا تدعو مع الله إلهاً آخر) فالجواب فيه نفس ما مضى، وهو أن الآية ناظرة إلى ما كان من الدعاء بنحو العبادة، وإذا كان الداعي يخاطب رباً وإلهاً، فجاءت الآية لتنهى عن عبادة غير الله سبحانه وتعالى في باب الدعاء، وليست ناظرة إلى كل طلب من كل مطلوب، ولو كانت بهذا المعنى لكانت ناهية عن شيء هو قوام الحياة الاجتماعية بحيث لا يمكن افتراض قيام الحياة الاجتماعية بدونه وهو التعاون، وهل يعقل أن ينهى الشرع عن طلب يتقدم به المسلم لدى مسلم آخر ويريد منه إنجازه؟ وهل يسمى هذا النوع من السلوك دعاءً لغير الله؟
قد يقال: إن الشفاعة ليست من هذا النوع، وإن وجه الإشكال فيها أنها طلب شيء من خصوصيات الإله والمعبود، وأن الآية ليست ناهية عن كل طلب، وإنما هي ناهية عن طلب ما كان من خصوصيات الأُلوهية، وأن هذا النوع من الطلب من مصاديق دعوة غير الله سبحانه.

والجواب: إن طلب الشفاعة من الرسول (صلى الله عليه وآله) لا يراد به اظفاء خصوصية الأُلوهية عليه (صلى الله عليه وآله) حتى يكون من قبيل دعوة غير الله سبحانه، بل لمّا ثبت أن الله سبحانه وتعالى قد أذِن للرسول (صلى الله عليه وآله) بالشفاعة جاز لنا أن نطلب ذلك منه، كما نطلب حاجتنا من كل قادر عليها، وهو طلب يؤكد التوحيد وليس فيه شائبة من الشرك، لأنه ينتهي إلى إذن الله سبحانه. وإنما أبطل الله الشفاعة الشركية بقوله تعالى: (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) لأن هذه الشفاعة لا تنتهي إلى إذن الله سبحانه، فإن الله لم يأذن في شفاعة هؤلاء، ولم يجز للإنسان أن يختار شفعاءه بنفسه، وإنما أجاز له أن يطلب الشفاعة ممن هو مأذون من قبله تعالى في ذلك، وشفاعة الرسول (صلى الله عليه وآله) من هذا القبيل.

وأما قولهم: (إن طلب الشفاعة من الرسول (صلى الله عليه وآله) طلب لها من غير مالكها) فقد اتضح جوابه، فإن المالك الحقيقي للوجود هو الله سبحانه وتعالى، وكل مالك عداه إنما يملك بالملكية الاعتبارية الصورية، فإن كان الغرض من هذا الإشكال عدم جواز طلب شيء إلا من مالكه الحقيقي وهو الله سبحانه وتعالى، فهذا المعنى يلزم منه إبطال الحياة الاجتماعية القائمة على التعاون والتبادل وطلب الأشياء ممن يملكها بالملكية الاعتبارية، وطلب الشفاعة من الرسول (صلى الله عليه وآله) طلب لها من مالكها الاعتباري، بعدما ثبت أن الرسول (صلى الله عليه وآله) مأذون من قبل الله سبحانه في الشفاعة لاُمته، وإذا كان طلب الأشياء ممن يملكها بنحو الملكية الاعتبارية باطلاً وشركاً، فلتتوقف الحياة الاجتماعية لأنها حياة لا تقوم إلا بما هو شرك باطل!!

وأما قولهم الأخير بأن: (طلب الشفاعة من الميت أمر باطل وأن شفاعة الرسول (صلى الله عليه وآله) من هذا القبيل) فهو أوهن من بيت العنكبوت، وهو لا يتناسب مع إنسان يؤمن بالغيب، وإنما يتناسب مع إنسان مادي يرى المادّة خلاصة الوجود وحدّها الأخير، فنحن لسنا ممن يؤمن بأن الجسد هو بداية الإنسان ونهايته، فإذا مات واُقبر واُلحد انتهى كل شيء، وإنما نؤمن بأن الحقيقة الإنسانية متجسدة بالروح، وأن الجسد مظهر مادي لهذه الحقيقة وأن الموت ينال الجسد ولا ينال هذه الحقيقة، هذا بالنسبة لكل إنسان، أما الأنبياء والأولياء المقربون من الله سبحانه وتعالى فلأرواحهم شأن خاص ومنزلة خاصة ليس بوسعنا إدراكها، وبالتالي فنحن لا نطلب الشفاعة من الجسد الميت، وإنما نطلبها من الروح التي لا تموت، نطلبها من روح إنسان هو أشرف الأنبياء والمرسلين، ولو كانت علاقتنا بالرسول (صلى الله عليه وآله) علاقة بجسد ميت فما معنى سلامنا عليه في الصلوات اليومية الخمسة؟ وما معنى شهادة الرسول (صلى الله عليه وآله) علينا وعلى أعمالنا كما هو صريح القرآن الكريم؟

وبعد كل هذا فقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه علّم بعض أصحابه التوسل به وطلب الشفاعة منه، وذلك في المشهور من قصة الأعمى الذي شكى إلى النبي (صلى الله عليه وآله) حاله، فأرشده أن يتوضأ ويصلي ركعتين، ثم يقول بعدهما: (اللهم إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيّك محمد نبي الرحمة، يا محمد يا رسول الله، إنّي أتوجه بك إلى ربّي في حاجتي ليقضيها، اللهم فشفّعه فيَّ) فعل ذلك فردّ الله إليه بصره.
وقد نقل ابن تيمية نفسه هذه القصة ونقل عن الكثير من السلف العمل بهذا الدعاء في حياة النبي وبعده(31) (http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/40/40.htm#31).

خلاصة البحث:
إنّ الشفاعة رحمة يفيضها الله على عباده عبر وسائط يختارها ويعيّنها سبحانه وتعالى لأهل التوحيد، كما نصّ على ذلك كتاب الله تعالى ونصوص السنّة النبوية الشريفة.
وليس فيها شيء من الشرك، بل هي شاهد آخر على إرادة الله المطلقة وقدرته الفائقة ورحمته الواسعة ولطفه العميم الذي جعله لمن كان قابلاً لذلك

سعد بن معاذ
07-02-2006, 11:14 AM
الآن يا هارب انا لم اطالبك تنسخ كتاب وتضعه

انا طلبت فقط اعطيني الدليل فقط من القرآن على ماذكرت

المشكلة الآن في انك تطلب الشفاعه من ميت وتطلب الشفاعه من اهل البيت اموات
كيف ترد

هات دليلك من القرآن

انتظرك

no saowt
07-05-2006, 07:07 AM
1- قال الله عز وجل متحدثاً عن يعقوب وكيف عاد بصيراً لمّا وضع قميص يوسف على عينيه: (فلمّا جاء البشير ألقاه على وجهه فارتدّ بصيراً) [سورة يوسف: الآية 96].
وهذا نوع من التبرك مارسه نبي من أنبياء الله.


2- وفي شأن أصحاب الكهف يقول الله عز وجل:
(قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذنّ عليهم مسجداً) [سورة الكهف: الآية 21].
إنّ ذكر المسجد هنا يدل على أنّ القائلين هم المؤمنون في ذاك الوقت، وقد ذكر الله كلامهم بصيغة الإثبات والإقرار، ولو كان اتخاذ المسجد على القبر شركاً ومنكراً لعرّضت الآية بهم وأنكرت فعلهم.


3- قال تعالى: (ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً) [سورة النساء: الآية 64].
هذه الآية نازلة بخصوص المنافقين، وهي دعوة لهم لأنّ يجعلوا النبي (صلى الله عليه وآله) واسطتهم إلى الله فيستغفر لهم والنتيجة سيجدون الله تواباً رحيماً بسبب دعاء النبي وتوسطه لهم!
والآية ليست خاصة بالمنافقين، بل كل مسلم ظلم نفسه فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وهي أصرح آية في جواز التوسل بالنبي، ولا فرق بين كونه حياً أو ميتاً فهو في قبره يسمع الكلام ويرد السلام على كل من يسلم عليه . ( مسند أحمد: ج 2 ص 527. )


و السلام مسك الختام ..

مهتدي
07-05-2006, 06:51 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد الحمد لله الدي جعلنا مع الحق ولم يجعلنا مع الباطل والله ان الحق ظا هر كشمس ولكن لا يتفكرون ولا يسمعون ولا يرون ولا يعقلون وسيعلم ا لدين ظلموا اي منقلب سينقلبون

سعد بن معاذ
07-05-2006, 07:41 PM
اولا ارد عليك يا جاهل تستخدم نصوص القرآن وتأولها كيف ما تشاء وهذا نوع من التحريف
1- وضع قميص يوسف على عينيه: (فلمّا جاء البشير ألقاه على وجهه فارتدّ بصيراً) [سورة يوسف: الآية 96]. هذه كرامه لهذا النبي
والانبياء يجري الله لهم الكرامات وهذا لا شك فيه فلا علاقه بين موضوع القبور وعبادتها التي اتناقش فيه

2- قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذنّ عليهم مسجداً) [سورة الكهف: الآية 21].
إنّ ذكر المسجد هنا يدل على أنّ القائلين هم المؤمنون في ذاك الوقت، وقد ذكر الله كلامهم بصيغة الإثبات والإقرار، ولو كان اتخاذ المسجد على القبر شركاً ومنكراً لعرّضت الآية بهم وأنكرت فعلهم.


نقول بان هذا الكلام كان في الأمم السابقه فلا علاقة لنا به

والله ذكر هذا في كتابه (.........لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً.........)المائدة 48

صحيح البخاري، الإصدار 2.03 - للإمام البخاري
الجزء الأول >> 11 - أبواب المساجد. >> 22 - باب: الصلاة في البيعة.
--مزيد-- فقال وهو كذلك: (لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). يحذر ما صنعوا.
[1265، 1324، 3267، 4177، 4179، 5478].
[ش أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب: النهي عن بناء المساجد على القبور، رقم: 531.


فقد نهى رسول الله عن اتخاذ القبور مساجد وهذا في شريعتنا

3-قال تعالى: (ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً) [سورة النساء: الآية 64].

هذه الآيه صحيحه يعني ومعناها ولو أن هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم باقتراف السيئات, جاؤوك -أيها الرسول- في حياتك تائبين سائلين الله أن يغفر لهم ذنوبهم, واستغفرت لهم, لوجدوا الله توابًا رحيمًا.

وهذا يكون في حياة النبي وليس في مماته

سعد بن معاذ
07-07-2006, 03:14 PM
يتبع............

ابو يقين
07-08-2006, 08:53 PM
هههههههههههههههههههههههههههههه
غريب الاطوار تحور كل كلامي

سعد بن معاذ
07-10-2006, 11:28 AM
اشفيك اعصابك:D :D :D