تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا تنسو نصرة اخواتنا الأسيرات بالعراق ( الموضوع وثائقي يكتي به جميع الوقائع )



سعد بن معاذ
06-28-2006, 02:45 AM
http://www.iraqirabita.org/upload/4640.jpg

اعتقلت قوات الاحتلال الامريكية الطبيبة سناء البدري، في ساعة متأخرة ليلة الثلاثاء الماضي في الضلوعية، الواقعة علي بعد 40 كيلومترا شمالي بغداد، بعد يوم من اتهامها جنودا أمريكيين بسرقة مشغولات ذهبية قيمتها 4000 دولار أثناء تفتيش منزلها.

وتم اطلاق سراح الدكتورة يوم الخميس اثر شيوع خبر الاعتقال بين اهالي المنطقة، واعلان زملائها في المركز الطبي الذي تعمل فيه اضرابهم عن العمل. وهذا الحادث مشابه لاعتقال الشابة سارة طه الجميلي ، ابنة الفلوجة، في العام الماضي، لاتهامها من قبل القوات الامريكية بانها ابنة الزرقاوي، مع العلم بان والدها طه الجميلي سياسي معروف وانه كان موقوفا لدي قوات الاحتلال عندما اعتقلت سارة. واطلق سراحها بعد ان تظاهر السكان واعلنوا اضرابا عاما. ثم القي القبض عليها ثانية بتهمة كونها ارهابية، ولم يطلق سراحها الا بعد اعلان الاضراب من جديد واصدار منشورات تهدد قوات الاحتلال بعمليات انتقامية.

منذ غزو العراق في آذار (مارس) 2003، اعتقلت القوات الأجنبية، عشرات الآلاف من المواطنين، بدون توجيه الاتهام إليهم أو المحاكمة وبدون إعطائهم الحق في الطعن بشرعية اعتقالهم أمام هيئة قضائية. ولم تستثن الاعتقالات النساء.

ففي مسلسل الاعتقالات التعسفية الشامل القت قوات الاحتلال في ساعة متأخرة من ليلة الأول من أيار (مايو) الجاري القبض علي زوجة المواطن صاحب عباس عنفوص وزوجة أخيه عند مداهمة منزلهم الواقع في حيّ الجهاد ببغداد. واعتقلت بتاريخ 23 نيسان (ابريل)، ثلاثة رجال وامرأة واحدة اثناء القيام بدورية قتالية قرب ابو غريب. وكانت المرأة، حسب ادعاء بيان القوات، تحاول اخفاء 50 رأسا تفجيريا تحت ملابسها.

واذا ما تركنا جانبا صورة المرأة التي تمت مداهمة بيتها بالطريقة الوحشية والمهينة التي تتبعها قوات الاحتلال اثناء اعتقالها للمدنيين وقيامها بتحطيم كل ما هو موجود في البيوت واهانتها وترويعها للسكان، خاصة النساء والاطفال، وسرقتها للمال والمدخرات والمصوغات ، فضلا عن اجبار المرأة علي مشاهدة مناظر الاهانة المتعمدة لزوجها او ابنها او والدها ، والطلب منها، احيانا، التقاط الصور لهم بكاميرات الجنود الامريكيين ، اذا ما تركنا ذلك كله جانبا ، هل بامكان أحد ان يصدق محاولة المرأة اخفاء 50 رأسا تفجيريا تحت ملابسها وهي المعرضة للتفتيش الجسدي الفوري من قبل جنود الاحتلال؟

غالبا ما تنكر سلطات الاحتلال الاجنبية والعراقية المتعاونة معها، اعتقال النساء او تنفي وجودهن في المعتقلات والمعسكرات المنتشرة في طول البلاد وعرضها مما يعني بالضرورة عدم تعرض المرأة الي التعذيب الذي يتعرض له الرجل والطفل ـ المعتقل في سجونها والمصنف لاغراض التضليل والتمويه كمعتقل أمني.

ويحتجز معظم المحتجزين الأمنيين في أربعة مرافق تخضع للسيطرة الأمريكية، وهي تحديداً معسكر بوكا الكائن بالقرب من البصرة، وسجن أبو غريب في بغداد، ومعسكر كروبر في بغداد وفورت سوسا بالقرب من السليمانية، والذي بدأ تشغيله في نهاية تشرين الأول (اكتوبر) 2005.

وإضافة إلي ذلك، تحتجز القوات الأمريكية معتقلين بصورة مؤقتة في مرافق الاحتجاز التابعة لمختلف الألوية والفرق في شتي أنحاء البلاد. ويُحتجز عدد من المعتقلين الأمنيين لدي القوات البريطانية في مرفق الاعتقال الكائن في معسكر الشعيبة، بالقرب من البصرة.

ان الامثلة علي اعتقال المرأة في العراق المحتل، وان حاولت سلطات الاحتلال الانكار طمسا للحقيقة وتفاديا للغضب الشعبي نظرا لمكانة المرأة وماتمثله في المجتمع، عديدة وموثقة من قبل المنظمات العالمية وبعض منظمات حقوق الانسان العراقية المستقلة في داخل العراق وخارجه فضلا عن شهادات عدد من المعتقلين والمعتقلات الذين اطلق سراحهم بعد توقيف طويل. كما ان امثلة الاهانة وسوء المعاملة والتعذيب متوفرة وموثقة من قبل المنظمات ذاتها. ويقوم موقع الرابطة العراقية iraqirabita.org بتوثيق بعض الحالات.

واسباب اعتقال النساء عديدة من بينها استخدام المرأة كرهينة لاجبار اقاربها من الرجال علي تسليم انفسهم لسلطات الاحتلال او استخدامها كأداة ضغط او تهديد للاقارب من الرجال واجبارهم علي الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها او للاعتراف بانهم ارهابيون او كأسلوب للاذلال بشكل عام.

كما حدث للشابتين جيهان صبيح مصلح حمادي، 23 عاما وتحمل شهادة بكالوريوس آداب، واختها حنان صبيح مصلح حمادي، 26 عاما، وهي ربة بيت.

ففي الساعة الثالثة بعد منتصف ليلة الأحد 27 تشرين الثاني (نوفمبر)، داهمت قوة أمريكية بصحبة مترجم عراقي بيت الشابتين وامهما الارملة في حي البياع بمدينة بغداد. وكانت القوات الأمريكية تبحث عن قريب لهم، فلما لم يجدوه في المنزل قاموا بتكسير محتويات المنزل وسرقة مبلغ 370 دولارا والمصوغات الذهبية للنساء، واصطحاب الفتاتين معهما الي المعتقل كرهائن، للضغط علي قريبهما المطلوب لتسليم نفسه. وقد أطلق سراح حنان بعد 26 يوما ، بينما بقيت جيهان في المعتقل الأمريكي لمدة 58 يوما.

كما تقوم سلطات الاحتلال باعتقال المرأة اذا ماحدث واحتجت علي السلوك الشائن واللغة البذيئة الصادرة من القوات اثناء المداهمة. كما حدث للشابة ايمان سعد عبيد عطية الجبوري. وما الاعتقال التعسفي غير خطوة اولي في امتهان كرامة المرأة العراقية.
فقد أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع معتقلين سابقين كانوا ضمن السجناء الذين تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة في أبو غريب. وكان بينهم نساء قلن إنهن تعرضن للضرب والتهديد بالاغتصاب وللمعاملة المهينة وللحبس الانفرادي فترات طويلة.

ويشير تقرير الجنرال انطونيو تاجوبا الذي قدم فيه نتائج التحقيق في معتقل ابو غريب الي ان الاعتداءات علي الموقوفين شملت من بين عشرات الافعال الوحشية التصوير الفوتوغرافي وبالفيديو لشخص عاري ومعتقلة. كما التقطت الصور لحارس يمارس الجنس مع موقوفة (لاحظوا استخدام صفة يمارس الجنس مما يعطي الانطباع بان العملية تمت برضا المعتقلة).

واستنادا الي تحقيق الصحافي المستقل سيمور هرش المنشور في النيويوركر فان اغتصاب المعتقلات في سجن ابو غريب كان قد حدث بشكل متكرر الا ان الصور لم تنشر.

وبينما تعتبر منظمة العفو الدولية نظام الاعتقال الأمني وما تلاه من تعذيب ومعاملة وحشية للمعتقلين، قبل تسليم السيادة للعراقيين حسب تعبيرها جريمة حرب، فانها صنفت النظام الذي تطبقه (القوة المتعددة الجنسيات)، بعد تسليم السيادة، تعسفياً، إذ انه ينتهك حقوق الإنسان الأساسية والقوانين الانسانية الدولية، وتتحمل ( القوات متعددة الجنسية) بقيادة امريكا مسؤولية مباشرة عنها، وبضمنها التي ترتكبها قوات الأمن العراقية بصورة متزايدة.

حيث قامت قوات لواء الذئب التابعة لوزارة الداخلية باعتقال خالدة زكي، وهي سيدة متزوجة بالغة من العمر 46 عاما، من مدينة الموصل، وتم عرضها علي شاشة قناة العراقية الرسمية، زاعمة أنها كانت تساند جماعة مسلحة. بيد أنها سحبت اعترافها فيما بعد متحدثة عن كيفية ارغامها علي الإدلاء بهذا الاعتراف، حيث قام اعضاء من لواء الذئب بجلدها وتهديدها بالاغتصاب.

والمعروف ان لواء الذئب أُسس في تشرين الأول (اكتوبر) 2004، وتلقي تدريبا لمدة شهرين علي أيدي مدربين عسكريين أمريكيين قبل نشره في عمليات أمنية ضد ما يسمي بالجماعات المسلحة. واشتهر اللواء بالاعتقالات السرية وممارسة التعذيب وسوء المعاملة علي نطاق واسع، وفي هذا الصدد، يبدو أن القوة المتعددة الجنسيات مهملة بشكل خطير أو أنها متواطئة فعلياً في الانتهاكات التي ترتكبها قوات الحكومة العراقية ، حسب تقرير منظمة العفو المعنون انتهاكات حقوق الانسان في العراق، ما بعد ابو غريب .

وتتمتع قوات الاحتلال بالحصانة من المقاضاة بموجب القانون الجنائي والقانون المدني العراقيين، كما ينص قرار مجلس الأمن الدولي 1546 (2004) مع الرسائل المتبادلة المرفقة به بين السلطات العراقية والأمريكية، كما ان توصيات هيئة مجلس المراجعة والإفراج المشترك وان ضمت ممثلين عن وزارات العدل والداخلية وحقوق الإنسان العراقية ليست ملزمة. وإن نائب الجنرال الآمر للقوة المتعددة الجنسيات لشؤون عمليات المعتقلين هو الذي يقرر ما إذا كان المعتقل يجب أن يُفرج عنه أم لا.

وقد صرحت السلطات البريطانية بانه واعتباراً من تشرين الأول (اكتوبر) 2005، لم تكن سلطات المملكة المتحدة تحتجز أية نساء أو أطفالا رهن الاعتقال. مما يدل علي انها كانت تحتجز نساء واطفالا قبل ذلك التاريخ وهو تصريح يتناقض مع تصريحاتها السابقة النافية، ايضا، لوجود المعتقلات. ويتناقض ايضا مع تصريحات اللواء منتظر السامرائي المشرف السابق للقوات الخاصة العراقية في مقابلة مع وكالة الانباء الفرنسية في شهر كانون الاول (ديسمبر) 2006، حيث كشف عن وجود تسعة مراكز اعتقال سرية حدد ثلاثة منها ببغداد اضافة الي معتقل الجادرية ببغداد، ووجود سجون للنساء ببغداد في أحياء الكاظمية والرشاد حيث تتعرض فيها السجينات للتعذيب والاغتصاب.

وعلي الرغم من كثرة التطبيل والتزمير وصرف ملايين الدولارات لايفاد مستخدمي الاحتلال الي خارج العراق لحضور الدورات لتدريبهم علي احترام حقوق الانسان ، وعلي الرغم من كثرة الحوادث التي مارست فيها قوات الأمن التعذيب أو سوء المعاملة، لم تُجر السلطات العراقية أي تحقيق بشأنها. ولم نسمع عن تقديم مرتكبي التعذيب أو سوء المعاملة إلي العدالة. وتشير وزارة الخارجية الأمريكية إلي حالة واحدة لمقاضاة أفراد الشرطة في بغداد الذين اتُهموا باغتصاب المعتقلات وتعذيبهن بصورة منهجية، حسب وزارة الخارجية الأمريكية، تقارير قطرية حول ممارسات حقوق الإنسان، العراق، 28 شباط (فبراير) 2005.
ان المرأة المعتقلة، في العراق المحتل، حالها حال الرجل والطفل، ضحية نظام تعسفي وانتهاكات منهجية لحقوق الانسان، تهدد حريتها وكرامتها ووجودها، من قبل السلطات المحلية والاجنبية معا.

لذلك لن يكون حادث اعتقال الطبيبة سناء البدري هو الاخير، ما دام العراق محتلا من قبل قوات سنت قوانينا تحميها بشكل مطلق بينما تعامل المواطن بدونية وازدراء وتسرق ثرواته وتحرمه من حقوقه التي يكفلها القانون والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، ويتم ذلك كله بموافقة سلطات عراقية تدعي السيادة والاستقلال بينما تستعطف قوات الاحتلال بالبقاء لحمايتها.