تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل تنجح الحرب الاستخباراتية الجديد في اغتيال "القاعدة" بضربة صاروخ ؟!



رائد
06-25-2006, 12:13 PM
تهتم وسائل الإعلام في برامجها الحوارية بالحديث عن أساليب معالجة "الفكر المتطرف" – كما يحلو لهم تسميته - وكيفية مواجهة "الجماعات الإرهابية" وسبيل القضاء عليها كما يتوهمون . ويستضيفون أشخاصاً يوصفون بأنهم خبراء سياسيون ومحللون ستراتيجيون وأخصائيون في مراكز بحوث سياسية وأمنية وباحثون في شؤون الإرهاب وغيرها من الأوصاف التي يتباهون بها ، ويتراءى للناس بأنهم ذو شأن وأهمية في وقت أقل ما يوصفون به بأنهم {كمثل الحمار يحمل أسفارا} .

الحقيقة أن حجم المؤامرة على الأمة الإسلامية في أيامنا هذه بات يفوق الوصف لأنه قد توحدت مصالح الكفار والمرتدين على اختلاف معتقداتهم وتوجهاتهم، توحدت مصالحهم في الحرب على الجماعات الإسلامية الجهادية، وكيدهم لهذه الأمة نابع من خوفهم الشديد من تنامي أعداد المسلمين الذين استفاقوا من غفلتهم مؤخراً والتحقوا في صفوف المدافعين عن شرف الأمة . فأعداؤنا ( أعداء التوحيد والجهاد ) قلقون هذه الأيام من المد السلفي الجهادي في بلاد المسلمين ومن تعاطف كثير من شرائح مجتمعات المسلمين مع المجاهدين في سبيل الله ضد اليهود والصليبيين وحلفائهم من المرتدين والعملاء .

إنهم يعلمون أن قوتهم مستمدة من غفلة المسلمين ومن سكوت الشعوب المسلمة على واقعها المعاصر، ويعلمون أن دولة الخلافة المرتقبة لن تعود يوماً إلى الحياة من جديد إلا بعد أن تجاهد الأمة بالقرآن والسلاح ويتخلص المسلمون من مسببات ضعفهم وهوانهم وبقائهم تحت القيود وخلف قضبان الأماني والشهوات . فإذا ما استفاق مسلم من غفلته ورجع إلى دينه وحدّث نفسه بالغزو في سبيل الله ؛ سبّب لهم صداعاً يفلق رؤوسهم ويستدعي منهم اجتماعاً عالمياً طارئاً لبحث "الطريقة المثلى" لفتنة هذا المسلم عن دينه وإيجاد "خطط بديلة" ليحصلوا منه على "تأمين شامل" على أرواح اليهود والنصارى وحلفائهم ولكن أنى لهم وهيهات .

النقاط التي يركزون الحديث حولها من أجل إخماد نور الإسلام ونزع كرامة المسلمين تحت شعار "نشر الديمقراطية" كثيرة جداً وتجاوزت دعم برامج الجماعات المنسوبة للإسلام ذات الأطروحات البرلمانية المخالفة لمنهج التوحيد ، بل لم تعد المؤسسات الصهيونية والصليبية والماسونية تعتمد على جهود جماعة الإخوان وجماعات "الإسلام المعتدل" والمؤسسات الدينية الحكومية في صد الزحف الجهادي تجاه حصون الكفر ، لأنهم وجدوا أن هذه الجماعات المنحرفة قد كشفت عورتها ولم يعد لديها ما تستر به حقيقتها ، فاعتدالها ليس اعتدالاً مستمداً من الشريعة الإسلامية وإنما من "الشرعية الدولية" شريعة أمريكا وأذنابها .. وإن سقوط هذه الجماعات سيتزامن مع انهيار سقف البرلمانات التشريعية على رؤوسها بزلزال جهادي يرجّ أرض الأمة الإسلامية كلها، فلا جدوى لليهود والصليبيين من الاتكال على هؤلاء المرضى .

أعداؤنا يزعمون أن الحل يكمن في اجتثاث "الإرهاب" من جذوره، و"تجفيف منابع الإرهابيين"، في وقت يجهلون أن ينابيع الجهاد تتفجر بغزارة من آيات القرآن الكريم وسنة نبينا المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم، فهل يستطيعون تجفيف كلام الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ؟ كلا وربي فإنهم أعجز من أن يقفوا أمام صيحات التكبير فضلاً عن آيات القرآن الكريم التي تدعو لقتالهم وضرب رقابهم . {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون} .

وبعد أن باءت كل محاولاتهم اليائسة بالفشل، قرروا أخيراً مواجهتنا بما يسمونه "الحرب الاستخباراتية" أو "حرب المعلومات" ، وقالوا بأنها أهم وأنجح من الحرب العسكرية في المواجهة .. هكذا يصرّح وينعق أبواق اليهود والصليبين عبر الفضائيات في هذه الفترة خصوصاً بعد استشهاد قائد المجاهدين أبو مصعب الزرقاوي -رحمه الله- بعملية اغتيال غادرة زعموا أنها "استخباراتية بالدرجة الأولى" في حين قال البعض بأن استشهاده كان قضاءً وقدراً عن طريق الصدفة ولم يكن مخططاً له من قبل وهذا هو المرجّح، فالمدن السنيّة في العراق اعتادت على قصف الصواريخ ليلاً ونهاراً ولم تهدأ أجواؤها من تحليق طائرات الصليب ، وفي زمن الدجل الإعلامي قد يكون المشهد الذي روجته وسائل الإعلام لطائرة أمريكية تقصف موقع شيخنا الزرقاوي، قد يكون مشهداً لعملية سابقة لا علاقة لها بعملية اغتياله، فهم يريدون أن ينسبوا لأنفسهم الزعامة والريادة والنجاحات في كل شيء ولو كذباً. وتهدف خطتهم الجديدة إلى ملاحقة عناصر المجاهدين وأنصارهم عبر الطرق الاستخباراتية والتجسسية واستدراجهم إلى كمين ومن ثم اعتقالهم بدون معركة ، أو الوصول إلى خنادقهم وأماكنهم ومن ثم ضربهم من بُعد وبدون مواجهة أو معركة ، فهم يتحدثون الآن عن كيفية تطوير فنون الجاسوسية لمراقبة نشاطات وأعمال المجاهدين ومن ثم اتخاذ التدابير والإجراءات التي تحد من الرعب الذي يقذفه المجاهدون في قلوبهم .

خبراء هذه الحروب الجديدة ومنظرو الخطط البديلة يرسمون في أذهانهم صوراً جديدة لطرق مواجهة المجاهدين، ولكن جنود الإسلام لهم بالمرصاد ويفوقونهم خبرة ، فرغم ما كان يتبجح به الإعلام الأمريكي من قوة استخباراته ، إلا أن أمريكا عجزت عن إحباط آلاف العمليات الجهادية في العراق وأفغانستان والتي قتلت من جنودهم عشرات الآلاف على مدى ثلاثة أعوام فقط ، ولا ننسى كيف عجزوا سابقاً عن إحباط غزوة الحادي عشر من أيلول في وقت كانت (السي.آي.إيه) تتباهى أمام العالم بأمجاد استخباراتها وقوة أجهزتها الأمنية ، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن : هل تستطيع الحرب الاستخباراتية الجديدة أن تمنع مشاعر العداء والغضب في قلوب أمة الإسلام تجاه اليهود والصليبيين والمرتدين ؟ وإذا تمكنت الاستخبارات الأمريكية من اغتيال عنصر أو اثنين من المجاهدين، فهل تستطيع اغتيال شبح اسمه " القاعدة " يمتد ذراعه ويتزايد نفوذه في جميع أرجاء العالم وتلقى دعوته رواجاً متنامياً في كل بلاد المسلمين .. لنرى قريباً كيف ستتصرف الاستخبارات الأمريكية لوقف عملية جهادية نوعية في عقر دارها .