من هناك
06-24-2006, 12:47 AM
"المونديال" في طرابلس
ممارسات مستغربة ومرفوضة
لم نكن نتوقع أن يتحول "المونديال" هذا الحدث الرياضي العالمي الذي تنتظره شعوب الارض كافة بلهفة وحماسة الى شهر من القلق والتوتر في مدننا وقرانا بسبب الممارسات المستهجنة التي يقدم عليها مؤيدو هذا الفريق أو ذاك· نحن نعلم أن الاستعدادات التي جرت قبيل اطلاق "المونديال" قد شغلت اهتمامات عشاق هذه اللعبة الشعبية، وغيرهم كثير ممن ينتظرون هذا الحدث كل أربع سنوات·
ونحن نعلم أيضاً أن الهدف الاساس من هذا "المونديال" هو تأكيد الروح الرياضية بين الشعوب، وتكريس التنافس الودي في لقاء جامع لهذه المنتخبات المميزة التي تمثل القارات الخمس·
ولكن ما يؤسف له أن يتوجس معظم الناس من انعكاسات هذا "المونديال" سلباً على أوضاعهم النفسية والاجتماعية نظراً للعديد من التصرفات والمظاهر المرفوضة التي عمت أحياءنا وشوارعنا بشكل مستغرب·
فهناك فارق كبير بين الهواية والتشجيع والاندفاع وبين الهوس والتناحر والتهور، وهذا - للأسف - ما لاحظناه في طرابلس، وغيرها أيضاً، من "هستيريا" المناحرة والتحدي عبر رفع الاعلام العملاقة على الشرفات والمحلات والمنازل مما استدعى السؤال عن مغزى هذا السفه المالي والتبذير المستهجن في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يئن منها الجميع·
وما يثير الاستغراب أكثر إقدام الفتية والاولاد من الاحياء الشعبية خاصة على انفاق مصاريفهم اليومية المتواضعة لاقتناء الرايات والقبعات والإشارات والإعلام، فضلاً عن الاسراف في شراء المفرقعات والأسهم النارية التي تطلق ليلاً عقب انتهاء كل مباراة، مما أزعج الطلاب المنكبين على الاستعداد للامتحانات الرسمية، فضلاً عن المرضى والاطفال والعجائز· أضف الى ذلك "بدعة" المواكب السيارة في منتصف الليل تواكبها الدراجات النارية مع اطلاق الابواق وقرع الطبول، وقطع الطرقات والساحات في موجة هيستيرية شاذة لم نعهدها من قبل·
وما يؤسف له أكثر، حدوث اشتباكات وعراك بالايدي والعصي بين عصابات الفرق المختلفة ما يؤدي يومياً الى سقوط العديد من الجرحى، وتكسير السيارات، كما حدث في أكثر من منطقة شعبية في طرابلس·
انها ظاهرة سيئة مرفوضة من قبل الجميع ينبغي تداركها قبل احتدام المنافسة بين نخب الفرق المتنافسة·
وهنا لا يسعنا إلا أن نحيي مبادرة جمعية العزم والسعادة بالاشتراك مع "نادي طرابلس" لاقامة شاشة عملاقة بحجم 80 متراً مربعاً على أرض ملعب رشيد كرامي لاستقبال الآلاف من المشجعين مجاناً، من أجل الاستمتاع بهذه اللعبة الشعبية المحببة، في اطار أجواء عائلية حميمة، وجلسات ودٍ لا يعكرها أي صفو، وبإشراف ضوابط أمنية وفرها الجيش اللبناني المتواجد أصلاً في الملعب·
إننا نتمنى، و"المونديال" لا يزال في منتصفه أن يعي المشجعون وعشاق الكرة انعكاسات ممارساتهم المرفوضة على أهلهم وذويهم، وأن لا يسبب حماسهم وتأييدهم أي مخاطر وأذى على مواطنيهم، وأن يخففوا قليلاً من إسرافهم في "حرق" أموالهم على مفرقعات تؤذي الآمنين، وينبغي توفير ثمنها لاعمال البر والخير، وما أكثر من يحتاج الى العون والمساعدة في هذه الأيام الصعبة·
ونحن على ثقة بأن شبابنا المتحمسين لا بد أن يعوا قليلاً انعكاسات تصرفاتهم وأن يعيدوا الى أجواء هذا الموسم الرياضي العالمي بهجته البريئة والمشروعة، وعلى الاقل في اطار احترام ما يحدث في عالمنا العربي، وبخاصة فلسطين والعراق، من مآس لا تفرح أحداً ولا تسر صديقاً·
" عبد القادر الاسم
ممارسات مستغربة ومرفوضة
لم نكن نتوقع أن يتحول "المونديال" هذا الحدث الرياضي العالمي الذي تنتظره شعوب الارض كافة بلهفة وحماسة الى شهر من القلق والتوتر في مدننا وقرانا بسبب الممارسات المستهجنة التي يقدم عليها مؤيدو هذا الفريق أو ذاك· نحن نعلم أن الاستعدادات التي جرت قبيل اطلاق "المونديال" قد شغلت اهتمامات عشاق هذه اللعبة الشعبية، وغيرهم كثير ممن ينتظرون هذا الحدث كل أربع سنوات·
ونحن نعلم أيضاً أن الهدف الاساس من هذا "المونديال" هو تأكيد الروح الرياضية بين الشعوب، وتكريس التنافس الودي في لقاء جامع لهذه المنتخبات المميزة التي تمثل القارات الخمس·
ولكن ما يؤسف له أن يتوجس معظم الناس من انعكاسات هذا "المونديال" سلباً على أوضاعهم النفسية والاجتماعية نظراً للعديد من التصرفات والمظاهر المرفوضة التي عمت أحياءنا وشوارعنا بشكل مستغرب·
فهناك فارق كبير بين الهواية والتشجيع والاندفاع وبين الهوس والتناحر والتهور، وهذا - للأسف - ما لاحظناه في طرابلس، وغيرها أيضاً، من "هستيريا" المناحرة والتحدي عبر رفع الاعلام العملاقة على الشرفات والمحلات والمنازل مما استدعى السؤال عن مغزى هذا السفه المالي والتبذير المستهجن في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يئن منها الجميع·
وما يثير الاستغراب أكثر إقدام الفتية والاولاد من الاحياء الشعبية خاصة على انفاق مصاريفهم اليومية المتواضعة لاقتناء الرايات والقبعات والإشارات والإعلام، فضلاً عن الاسراف في شراء المفرقعات والأسهم النارية التي تطلق ليلاً عقب انتهاء كل مباراة، مما أزعج الطلاب المنكبين على الاستعداد للامتحانات الرسمية، فضلاً عن المرضى والاطفال والعجائز· أضف الى ذلك "بدعة" المواكب السيارة في منتصف الليل تواكبها الدراجات النارية مع اطلاق الابواق وقرع الطبول، وقطع الطرقات والساحات في موجة هيستيرية شاذة لم نعهدها من قبل·
وما يؤسف له أكثر، حدوث اشتباكات وعراك بالايدي والعصي بين عصابات الفرق المختلفة ما يؤدي يومياً الى سقوط العديد من الجرحى، وتكسير السيارات، كما حدث في أكثر من منطقة شعبية في طرابلس·
انها ظاهرة سيئة مرفوضة من قبل الجميع ينبغي تداركها قبل احتدام المنافسة بين نخب الفرق المتنافسة·
وهنا لا يسعنا إلا أن نحيي مبادرة جمعية العزم والسعادة بالاشتراك مع "نادي طرابلس" لاقامة شاشة عملاقة بحجم 80 متراً مربعاً على أرض ملعب رشيد كرامي لاستقبال الآلاف من المشجعين مجاناً، من أجل الاستمتاع بهذه اللعبة الشعبية المحببة، في اطار أجواء عائلية حميمة، وجلسات ودٍ لا يعكرها أي صفو، وبإشراف ضوابط أمنية وفرها الجيش اللبناني المتواجد أصلاً في الملعب·
إننا نتمنى، و"المونديال" لا يزال في منتصفه أن يعي المشجعون وعشاق الكرة انعكاسات ممارساتهم المرفوضة على أهلهم وذويهم، وأن لا يسبب حماسهم وتأييدهم أي مخاطر وأذى على مواطنيهم، وأن يخففوا قليلاً من إسرافهم في "حرق" أموالهم على مفرقعات تؤذي الآمنين، وينبغي توفير ثمنها لاعمال البر والخير، وما أكثر من يحتاج الى العون والمساعدة في هذه الأيام الصعبة·
ونحن على ثقة بأن شبابنا المتحمسين لا بد أن يعوا قليلاً انعكاسات تصرفاتهم وأن يعيدوا الى أجواء هذا الموسم الرياضي العالمي بهجته البريئة والمشروعة، وعلى الاقل في اطار احترام ما يحدث في عالمنا العربي، وبخاصة فلسطين والعراق، من مآس لا تفرح أحداً ولا تسر صديقاً·
" عبد القادر الاسم