تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كنت احمله رغم انى لا اعرفه ...



من هناك
06-21-2006, 06:07 PM
لم اكن اكملت اذكار الصلاة بعد عندما كنت اقف على سلالم المسجد... فقد كنت فى عجلة من امري...وقفت اسبح... عندما لاحظت امرأة تبدو في العقد الثالث من عمرها وقد دلت ملابسها على ثراء واضح كانت تقف بجانب سيارتها تنظر حولها وقد اعترتها الحيرة حتى رمقتني عيناها وكأنها وجدت ضالتها في... فأشارت إلى...

ربما تعطلت سيارتها وتريد المساعده هكذا حدثتني نفسي... فهيا إلى الثواب... هكذا شددت من اذري وذهبت إليها...

ما ان اقتربت منها حتى فاجاءتني بإشارة إلى سيارة موتى لم احظها في البداية....هزتني المفاجاءة.... ليس وجود عربة الموتى ما هزني ولكن... لا يوجد بجانب الميت احد... حتى ليحمله سوى هذه السيده واخرى مسنة وسائق العربة ...لم يجد هذا الميت احد ليتبعه او حتى يحمله…. يا الله... هرعت داخل المسجد اجمع المصليين لحمله.


كنت احمله رغم اني لا اعرفه...

اصطففنا للصلاة … كان زهني شارداً في كل شئ... في كل شئ متعلق بجلال الموت ووحدة الانسان... فكرت فيمن حملته منذ لحظات وكيف كانت حياته لتصل به ان لا يجد من يحمله!!

لم يقطع شريط افكاري سوى صوت الامام يقول كلمات اعتدناها... يشرح فيها صلاة الجنازة ويعرففها... وفي آخرها اراد ان يعرف الميت...فلم يقل اسمه او صنعته … لم يقل لقبه اومنصبه فقط قال "هو رجل"

يا الله هكذا انطلقت الكلمه من اعماق اعماق نفسي …يا الله... أو هكذا اختصرت كل سيرته في كلمة "وهو رجل"؟!

فنظرت إلى نفسي القابعة على بعد امتار منه…" رجل" … "وهو رجل"... لن يبقى معك(أنا)احد يا رجل … فهل أنت رجل؟؟؟...لن يحملك احد سوى عملك يا رجل … فهل أنت رجل؟؟

انتهيت من الصلاة ... حملته ... وأحسست إني أعرفه... فكلانا إلى نفس المصير...

تذكرت الآية التي تصف الرجل الذي احبه .. واصبوا إليه…… تذكرت ما رجوت به نفسسي دوماً


"رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"

فهل انا اهذا الرجل... ام هذا الرجل ؟؟ السؤال آلمني...
تذكرت سنة الظهر التي تركتها ... فأنا في عجلة من أمري !!
تذكرت صلاة الضحى التي اهملتها ... فأنا في عجلة من أمري !!
تذكرت ... وتذكرت...و تذكرت... فأنا دوماً في عجلة من أمري !!

يبدو أنني سأظل في عجلة من أمري حتى...
أكتشف أني قد مت فلا أجد عمل يحملني ..
وسالت من عيني دمعه...
فكن رجلاً يا رجل ...

هكذا عاهدت بإذن الله نفسي

إمضاء-رجل- بإذن الله

Saowt
06-23-2006, 01:04 PM
بارك الله بك يا بلال...
أهي منقولة؟؟
عسى الله أن يهدينا سواء السبيل.. ""فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز"

كلسينا
06-23-2006, 02:06 PM
جازاك الله الخير يامن حملت بهذا الرجل .
آلمني يوماً جارنا توفي وهو له ثلاث أولاد مسافرين وكان يوم أحد وفاجأني أنه لا يوجد من يحمل به والشارع فاضي وهو لا أقارب له
حملناه بسيارة الأسعاف وعصرتني الدنيا وفكرت يومها هل يعقل هذا في لبنان . سبحان الله دفناه في مدافن الغرباء لأننا لم نستطع تحديد مكان دفنه . يبدوا أنهم كانوا فعلاً غرباء . لأن زوجته لا تعرف أين مدافنهم وأهلها لا يكلمونهم ولا تستطيع دفنه عندهم . وخباصة لم أعرف كيف يمكن أن يكون كل هذا في لبنان مع رجل لبناني .

من هناك
06-23-2006, 08:26 PM
نعم اختي صوت: وصلني من اخ مصري

المشكلة اخي كلسينا ان الناس كرهت العشرة الحسنة وابتعد الناس عن بعضهم البعض بسبب المادة وبسبب روتين الحياة.

لما سكنت في بيروت من سنوات تعلمت ان ادعو الله ان ييسر لي من يصلي علي ويدعو لي ويطلب لي الشفاعة.

لما جئت إلى هذه البلاد تعودت ان ادعو ان ييسر لي الله ان اموت ويعلم الناس بموتي فلا يبقى جسدي في بيت مغلق لفترة طويلة وان ييسر لي من يغسلني ويكفنني ويصلي علي ويدفنني في مدافن المسلمين.

السنة الماضية جائتني امرأة وفي عينها دموع خجولة وتقول لي ارجوك اخبرني كيف اتصل بمن هو مسؤول عن دفن المسلمين في هذا البلد. انا استغربت هذا السؤال وظننت ان عندها متوفى ولكن سبحان الله هي تسأل لنفسها. لا حول ولا قوة إلا بالله.

من اشهر قليلة، نمت في آخر الليل بسبب السهر الطويل والدراسة. قبل الفجر بساعتين جاءني اتصال. خفت واستعذت بالله من الشيطان الرجيم لأنني اخاف من اتصالات آخر الليل. المهم كان شاباً باكستانياً اعرفه في الجامعة ولكنه لم يتصل بي ابداً في هذا الوقت. لقد كان يصرخ ويقول توفي ابي ولا اعرف ماذا افعل.

المهم ساعدته على الهاتف واعطيته رقم هاتف المسؤول عن الموضوع والذي كان نائماً طبعاً ولم يجيبوا إلا بعد فترة وذهبت للمستشفى كي اكون قريباً من الآخ وعائلته.

سبحان الله.
في هذا البلد حتى الموت بحاجة لتخطيط :(

كلسينا
06-23-2006, 08:52 PM
أعادكم الله إلينا بالخير والصحة التامة إن شاء الله .
وجزاكم الله كل خير على ثباتكم على دين الله .

Saowt
06-23-2006, 09:30 PM
سبحان الله.
في هذا البلد حتى الموت بحاجة لتخطيط :(
ساعدكم الله وأعانكم في غربتكم