تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اختراع آخر من لبنان: روبوت دبابة لنزع الألغام



من هناك
06-17-2006, 10:10 PM
المخترعان أحدهما هاجر والآخر عاطل عن العمل
دبابة روبوت لنزع الألغام.. بانتظار إعادة جمعها

في مشغل الهندسة التابع للجامعة الأميركيّة للعلوم والتكنولوجيا AUST، قطع دبابة روبوت مفكّكة بانتظار تأمين محرّكين جديدين لها. هي آليّة عسكريّة صغيرة هدفها نزع الألغام الظاهرة والأجسام المشبوهة والعبوات المتفجّرة، أما التحكّم بها فعن بعد. اليوم ومع الألغام والقذائف غير المنفجرة التي خلّفها الاحتلال الإسرائيلي والاقتتال الداخلي، والتي يقدَّر عددها ب450 ألفا بحسب أرقام <المكتب الوطني لنزع الألغام> التابع لوزارة الدفاع اللبنانيّة، بالإضافة إلى الحقائب المشبوهة، لا سيّما بعد تفجيرات العام المنصرم، تشكّل آلة كهذه ضرورة بدلا عن تعريض حياة خبراء المتفجّرات للخطر.


http://www.assafir.com/iso/today/local/L_1849a.JPEG

هذه الدبّابة الروبوت التي تمّ عرضها والإعلان عنها نهاية العام الفائت، طوّرها الطالبان في هندسة المعلوماتيّة والاتصالات رامي صوراني ووسام يمّوت لتكون مشروع تخرّجهما. وقد عملا عليها في إطار تعاون بين المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا.

قبل عام، وعند عرض المشاريع التي قد يعمل عليها طلاب هندسة المعلوماتية والاتصالات، وقع اختيار صوراني ويمّوت على هذه الآلة العسكريّة القديمة والتي هي من مخلّفات الأسلحة التي سلّمتها الميليشيات إلى الأجهزة الرسميّة في العام .1991 يقول صوراني <أعجبتنا فكرة تطويرها وبدأنا العمل تحت إشراف د. عادل شيت. استغرقت الأبحاث ستّة أشهر لننتقل بعدها إلى التنفيذ الذي تطلّب بدوره ستّة أشهر>. ويخبر أنهما كانا يقضيان حوالى 18 ساعة في الجامعة.. يضيف <أحياناً كانت ساعات العمل تتجاوز ال24 ساعة. كان العمل شاقاً، خاصة أننا اضطررنا إلى تصليح وترميم قطع كثيرة إذ لم نتمكّن من إيجاد بدل عنها في الأسواق. على سبيل المثال النظام الهيدروليكي الذي يشغّل يد الدبابة>. كذلك اضطرا إلى لفّ أحد المحرّكين. لكن ومع التطويرات التي أحدثاها، لم يعد المحرّكان اللذان يعودان إلى العامين 77 و78 قادرين على تشغيل الآليّة كما يجب. لذا أعادا تفكيكها وقاما بطلب استيراد محرّكين متطوّرين.. بانتظار الجواب.

الدبابة بالتفاصيل
ويقدّم صوراني شرحاً عن الدبابة الروبوت.. هيكلها ثقيل يزن حوالى ثلاثة أرباع الطنّ، وهو مزوّد بجنزير من الكاوتشوك يمكّنها من الحركة في الطرقات الوعرة والجبليّة وكذلك يتيح لها تسلّق الأرصفة. إلى ذلك هي قادرة على حمل أجسام يصل وزنها إلى 75 كيلوغراماً. وعمليّة التقاط الأجسام تجري بواسطة اليد التي تعمل على الزيت الهيدروليكي والمزوّدة بإصبعين مع 12 حركة حريّة، الأمر الذي يؤهّلها التقاط أي شيء.
في الدبّابة محرّكان يسمحان لها بالدوران حول نفسها، تزوّدهما بالطاقة بطاريتان أساسيتان تشغّلان أيضاً مضخّة الزيت ووظائف أخرى. أما التحكّم فعن بعد حوالى 500 متر، وتصل الأوامر من خلال <واي فاي> (WI FI) الكومبيوتر. وقد استخدم الطالبان ال<واي فاي> بدلاً من الموجات الصوتيّة أو <راديو وايفز> (RADIO WAVES) لأن هذه الأخيرة تحتاج إلى ترخيص.
يضيف صوراني أن <الدبابة الروبوت مزوّدة بكاميرات نستطيع أن نرى من خلالها الأجسام التي نبحث عنها. أما الهدف فيبقى انتزاع أي جسم مشبوه أو مواد كيميائيّة قد تعرّض الأشخاص للمخاطر>.
وصوراني الذي يأمل أن تستفيد القوى الأمنية من عمله وزميله يمّوت، يقول <إذا هم لن يستخدموها فليعطوني إيّاها>. هو يطمح إلى إجراء مزيد من التعديلات عليها وجعل التحكّم بها عن بعد خمسة كيلومترات. ويشير هنا إلى أنهما طوّرا الآليّة <بحسب التقنيّات المتوفّرة لدينا. كان لدينا أفكار مختلفة لكن التقنيات المطلوبة لم تكن متوافرة>.

بطالة وهجرة
رامي صوراني (24 عاماً) لم يجد بعد عملاً مناسباً. أما زميله وسام يمّوت (23 عاماً) فسافر على أساس عقد عمل إلى المملكة العربيّة السعوديّة. صوراني يبقي الهجرة <الخرطوشة الأخيرة>.. هو وضع ال<سي في> أو سيرته الذاتية في أكثر من مؤسّسة ولم يتلقّ بعد أيّ جواب. وبانتظار أن يلقى العمل المناسب، في لبنان، يحضّر أطروحة الماجستير وهي كتاب مفصّل عن الدبابة الروبوت. أما وسام فقد أنهى أطروحته قبل أن يتوجّه إلى الرياض حيث وجد عملاً مناسباً له.
وفي اتّصال أجرته <السفير> معه، تساءل يمّوت بشيء من اليأس <شو في بلبنان؟>. وجد عملاً في مجال اختصاصه في شركة اتصالات كبرى بمرتّب يبلغ 3000 دولار أميركي شهرياً بالإضافة إلى السكن المؤمّن وتقديمات أخرى، في حين أنه لم يحصل على عرض تجاوز ال600 دولار في <الوطن>. وتجدر الإشارة إلى أن والد يمّوت يعمل في السعوديّة منذ زمن، وهذا ما جعل الأمور أسهل.

حلول استراتيجيّة
د. مجد صقر، نائب الرئيس للشؤون الأكاديميّة في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا والمشرف الحالي على كليّة هندسة المعلوماتيّة والاتصالات، يرى أن الدراسة الجامعية هي مرحلة يمرّ فيها الطلاب ليعملوا بعدها طوال 45 عاماً.. <هم هنا لبدء حياتهم المهنيّة لا لنيل شهادة يعلّقونها على الحائط. فالطلاب بحاجة لإيجاد حلول استراتيجيّة للمشاكل التي تواجه مجتمعاتهم>. يضيف، متأسّفاً لاضطرار يمّوت للسفر.

من جهة أخرى يوضح صقر أن الجامعة تحمّلت تمويل المشروع الذي كلّف خمسة آلاف دولار، مشيراً إلى أن شراء روبوت مشابه تكلفته ما بين 500 ألف ومليون دولار.

وحول الافادة من الطاقات الشابة وتوفير فرص عمل لها حتى لا تهاجر وتجد لها موقعاً في سوق العمل المحلّي. يقول رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي، المقدّم إيلي برادعي، أن <استخدام أيّ كان في قوى الأمن يخضع لأصول معيّنة تحدّدها القوانين المرعيّة الإجراء>. يضيف أن المديريّة العامة لقوى الأمن الداخلي أعلنت مؤخّراً عن حاجتها إلى ضبّاط اختصاصيين لا سيّما في هندسة المعلوماتيّة والاتّصالات.

خلال دراستهما الجامعيّة، تعلّم رامي صوراني ووسام يمّوت كيفيّة العمل لإيجاد حلول استراتيجيّة لمشاكل المجتمع اللبناني.. إلا أنه لم تُطرح أمامهما أيّة حلول استراتيجيّة حقيقيّة تقيهما وغيرهما من البطالة والهجرة وتؤّمن لهما في الوقت نفسه حياة كريمة. ربما كانت حاجة قوى الأمن اليوم إلى ضباط اختصاصيّين فرصة أمامهما.. لكن تجدر الإشارة هنا إلى أن وظائف كهذه تخضع لمبدأ المحاصصة الطائفيّة التي يكفلها الدستور اللبناني بغضّ النظر عن الكفاءة. وبالتالي قد لا يبقى للطائفتين التي ينتميان إليهما أيّ مكان شاغر، هذا اذا لم نتحدث عن التداخلات السياسية التي لا تبقي ولا تذر.