تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الزيارة في التاريخ الاسلامي..مقتطفات



جاسم الزبيدي
06-17-2006, 05:32 PM
أن أهم ما يميز المسلمين عن غيرهم من الأمم الأخرى هو وجود العيان الملموس والتاريخ ، والإنسان المسلم إنما يقوم فكرة على مبدأ البحث للوصول إلى الحقيقة على عكس غيره من سائر الأمم إذ انهم يقومون وفق منطق التقليد الأعمى والهوية الشخصية القائمة على نظرية التشكيك .. أن حيوية أي أمة إنما يكون مصدرها التاريخ ، والأمة التي ليس لها تاريخ لا تستطيع أن تحفز أبناءها لبناء المستقبل .. والأمة العربية إنما يمتد تاريخها إلى آلاف السنين ولهم في تاريخهم ما يجعلهم اكثر صمودا بوجه العولمة الإمبريالية ومن هذا التاريخ نقتطف هذه الأزهار من تاريخنا الإسلامي العريق :-
1- روى ابن عساكر في تاريخه بسنده عن أبي الدرداء قال :- { لما فرغ الخليفة عمر بن الخطاب – رض – عن فتح بيت المقدس فصار إلى الجابية ، سأله بلال – مؤذن رسول الله –صلى الله عليه وأله وسلم – أن يقره في الشام ففعل ذلك .. إلى أن قال :- ثم أن بلالاً رأى في منامه رسول الله –صلى الله عليه وأله وسلم – وهو يقول :- ما هذه الجفوة يا بلال أما آن لك أن تزورني يا بلال فأنتبه حزيناً وجلا خائفاً فركب راحلته وقصد المدينة المنورة فأتى قبر النبي –صلى الله عليه وأله وسلم – فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه فأقبل الحسن والحسين – سلام الله عليهم – فجعل يضمهما ويقبلهما – لأنهم ريحانتي رسول الله –صلى الله عليه وأله وسلم – فقالا له :- نشتهي آذانك الذي كنت تؤذن به لرسول الله –صلى الله عليه وأله وسلم – في المسجد ، ففعل ، فعلا سطح المسجد فوقف موقفه الذي كان يقف فيه فلما أن قال :- الله أكبر , الله أكبر إرتجت المدينة ، فلما قال :- أشهد أن لا اله ألا الله إزدادت إرتجاجاً , فلما قال :- أشهد أن محمداً رسول الله خرجت العواتق من خدورهن , وقالوا :- بعث رسول الله .فما رؤي يوم اكبر باكياً ولا باكية بالمدينة بعد رسول الله –صلى الله عليه وأله وسلم – من ذلك اليوم } مختصر تاريخ دمشق 5 : 265 ، الحافظ جمال الدين المزي , تهذيب الكمال 4 : 289 .
2- روى أبو الليث السمرقندي الحنفي في الفتاوي / باب الحج : قال أبو القاسم :- لما أردت الخروج إلى مكة . قال القاسم بن غسان :- أن لي إليك حاجة , إذا أتيت قبر النبي –صلى الله عليه وأله وسلم – فقرأه مني السلام ، فلما وضعت رحلي في مسجد المدينة ذكرت .. قال الفقيه :- فيه دليل إن من لم يقدر على الخروج يأمر غيره ليسلم عنه فانه ينال فضيلة السلام } السبكي الشافعي , شفاء السقام : 56
3- روى ابن الجوزي في كتابه مثير الغرام الساكن انه قد استفاض عن الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز – رض – انه كان يبرد البريد من الشام إلى المدينة يقول :- سلم لي على رسول الله –صلى الله عليه وأله وسلم –
4- روى القاضي عياض في الشفاء بإسناده عن أبن حميد قال :- (( ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكاً في مسجد رسول الله –ص- فقال له مالك :- يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد ، فأن الله تعالى أدب قوماً فقال ((لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ)) الحجرات /2 ، ومدح قوماً فقال ((إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ)) الحجرات/3 وذم قوماً فقال ((إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ)) الحجرات/4 ، وأن حرمته ميتاً كحرمته حياً ، فإستكان لها أبو جعفر ، وقال :- يا أبا عبد الله أأستقبل وأدعو ، أم أستقبل رسول الله –صلى الله عليه وأله وسلم –؟!فقال :-ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم –ع- الى الله تعالى يوم القيامة ، بل أستقبله وأستشفع به فيشفعه الله تعالى :- ((وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا )) النساء /64 .. فأنظر هذا الكلام من مالك – رحمه الله – وما أشتمل عليه من الزيارة والتوسل بالنبي صلى الله عليه وأله وسلم – وحسن الأدب معه )) السبكي الشافعي ، شفاء السقام : 70
5- روى سفيان بن عنبر عن العتبي – وكلاهما من مشايخ الشافعي وأساتذته – أنه قال :-كنت عند قبر رسول الله –صلى الله عليه وأله وسلم –فجاء أعرابي فقال :- السلام عليك يارسول الله ، سمعت الله يقول : ((وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَــدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا )) النساء /64 وقد جئتك مستغفراً من ذنبي ، مستشفعاً بك الى ربي )) ثم بكى وأنشأ يقول :-

يا خير من دفنت في القاع أعظمه … فطاب من طيبهن القاع والاكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنــه … فيه العفاف وفيه الجود والكرم

ثم أستغفر وأنصرف )) السمهودي ، وفاء الوفا 1361:4 ، أحمـد زيني دحلان ، الـدرر السنية ،21
6- روى أبو سعيد السمعاني عن أمير المؤمنين الأمام علي بن أبي طالب – عليه السلام- أنه قال : (( أن أعرابياً جاء بعد ثلاثة أيام من دفن الرسول –صلى الله عليه وأله وسلم –فرمى بنفسه على القبر الشريف وحثا من ترابه على رأسه وقال :- (( يا رسول الله قلت فسمعنا قولك ، ووعيت عن الله ما وعينا عنك فيمـا أنزله عليك (( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم )) وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي إلى ربي )) السمهودي ، وفاء الوفا 612:2 أحمد زيني دحلان ، الدرر السنية :21،وأبن حجر في الجوهر المنظم