تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قوله رحمه الله في خاتم رسل الله والصحابة



ابو علاء المغربي
06-13-2006, 11:30 PM
وأؤمن بأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، بعثه الله إلى الناس كافة، وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والإنس، وأكمل به الدين، فلا خير إلا دل الأمة عليه، ولا شر إلا حذَّرها منه، فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار، ولا يحصل الإيمان لأحد حتى يكون هواه تبعاً لما جاء به صلى الله عليه وسلم .
وكل ماقاله الرسول صلى الله عليه وسلم حق يجب الإتيان به ولو لم يعرف الإنسان معناه، بل يجب على أمته متابعته في الاعتقادات والأقوال والأفعال.
ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته، ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ماعنه نهى وزجر وأن لايعبد الله إلا بما شرع.
ومن استحل الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد كفر، ومن كذب عليه ولم يستحل ذلك فقد تفسق، ومن كذبه فيما ثبت عنه قطعاً فقد كفر، بلا شك، والجهل في مثل ذلك ليس بعذر، والله أعلم.26- قوله رحمه الله في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأتولى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأذكر محاسنهم، وأترضى عنهم وأستغفر لهم، وأكف عن مساويهم، واسكت عما شجر بينهم، وأعتقد فضلهم.
وقد جاءت الآيات والأحاديث الناصة على أفضلية الصحابة واستقامتهم على الدين.
وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم مايدل على كمال الصحابة رضي الله عنهم، خصوصاً الخلفاء الراشدين، فإن ماذكر في مدح كل واحد مشهور بل متواتر لأن نقلة ذلك أقوام يستحيل تواطؤهم على الكذب، ويفيد مجموع أخبارهم العلم اليقيني بكمال الصحابة وفضل الخلفاء.
ومن اعتقد فيهم - أي الصحابة - مايوجب إهانتهم فقد كذّب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به من وجوب إكرامهم وتعظيمهم، ومن كذبه فيما ثبت عنه قطعاً فقد كفر.
ومن سبهم فقد خالف ماأمر الله به من إكرامهم، ومن اعتقد السوء فيهم كلهم أو جمهورهم فقد كذب الله تعالى فيما أخبر من كمالهم وفضائلهم، ومكذبه كافر.
ومن سب من رضي الله عنه فقد حارب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فإن اعتقد أحقية سبه أو إباحته فقد كفر لتكذيبه ماثبت قطعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن سبه من غير اعتقاد حقية سبه أو إباحته فقد تفسق لأن سباب المسلم فسوق، وإن كان ممن لم يتواتر النقل في فضله وكماله فالظاهر أن سبابه فاسق إلا أن يسبه من حيث صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن ذلك كفر، ومن اعتقد فسقهم أو فسق مجموعهم وارتداد معظمهم عن الدين فقد كذب الله تعالى ورسوله فيما أخبرا به من فضائلهم وكمالاتهم المستلزمة لبراءتهم مما يوجبا لفسق والارتداد، ومن كذبهما فيما ثبت قطعاً صدوره عنهما فقد كفر، فإذا فرض ارتداد من أخذ من النبي صلى الله عليه وسلم إلا النفر الذين لايبلغ خبرهم التواتر وقع الشك في القرآن والأحاديث، نعوذ بالله من اعتقاد يوجب هدم الدين، ومعتقدوا هذا أشد ضرراً على الدين من اليهود والنصارى.
27- قوله رحمه الله في التفضيل بين الصحابة
وأعتقد أن أفضل أمته صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي المرتضى، ثم بقية العشرة، ثم أهل بدر، ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان، ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم.
28- قوله رحمه الله في أهل بيت النبوة
وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حقوقاً فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقهم ويظن أنه من التوحيد، بل هو من الغلو، ونحن ماأنكرنا إلا إكرامهم لأجل إدعاء الألوهية فيهم، أو إكرام المدعي لذلك.
29- قوله رحمه الله في فضل الصديق وخلافته
الأحاديث الواردة في صحة خلافة الصديق وبإجماع الصحابة وجمهور الأمة على الحق أكثر من أن تُحصر، وقد بايعه الصحابة رضي الله عنهم حتى أهل البيت كعلي رضي الله عنه، وقد اعتقدها حقاً جمهور الأمة، ومن نسب جمهور الصحابة صلى الله عليه وسلم إلى الفسق والظلم وجعل اجتماعهم على الباطل فقد ازدرى بالنبي صلى الله عليه وسلم وازدراؤهم كفر.
وقد حكم بعض - أي من اهل العلم - فيمن سب الشيخين بالكفر مطلقاً. والله أعلم