تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بيان وزع في مساجد الخرطوم بمناسبة استشهاد الشيخ أبي مصعب الزرقاوي



رافع الراية
06-13-2006, 10:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }

الحمد لله الذي فرض الجهاد ليتخذ من عباده الشهداء والصلاة والسلام على المبعوث بالسيف ليوصل الحق إلى العباد .أما بعد ..

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23

نزف إليكم بشرى استشهاد الشيخ أبو مصعب الزرقاوي أمير تنظيم القاعدة في العراق عندما كان مرابطاً في سبيل الله .

وابشروا إخوة التوحيد والجهاد فإن المسيرة التي تروى بدماء قادتها لهي مسيرة مأمورة منصورة يرعاها الله ويحفظها .. ولئن قتل أبو مصعب فإنما نال ما كان يتمناه من الشهادة وسطر بدمه معالم التوحيد والجهاد .. وإنا لنحسب أنه قد خلف وراءه جيلاً بأكمله كله الزرقاوي .
وقد تمت البيعة لشيخ أبو عبد الرحمن العراقي لقيادة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وتجديد البيعة للشيخ عبد الله رشيد البغدادي لقيادة مجلس شورى المجاهدين وإننا على الدرب ماضون وبجنات الفردوس راغبون وأن مسيرنا لن يتوقف إلا أن تتطاير أشلاءنا أو نقيم دين ربنا .
وما يهمنا هنا هو أن نثبت أن الجهاد غير معلق لا بقيادات ولا بأفراد ، وتعليق الجهاد بأشخاص سواء كانوا قيادات أو مجاهدين يعد آفة عظيمة تعصف برسوخ عقيدة شعيرة الجهاد لدى المسلمين .

لقد ربى الله سبحناه وتعالى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم على التعلق به وحده والتعلق بدينه ، وبين لهم أن التعلق بأشخاص منهج باطل يفضي إلى ربط العمل به ، وقد ينتهي العمل بانتهاء حياة الشخص قال تعالى : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144

وهذه الآية نزلت لتربي الصحابة رضوان الله عليهم وتنهاهم عن المنهج الفاسد الذي يفسد العبادات وهو تعليق العمل بأشخاص .

وقال أبو القاسم الطبراني عن ابن عباس أن علياً كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله والله لئن مات أو قتل لأقاتلن عليه حتى أموت والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارثه فمن أحق به مني .

وقال صاحب فتح القدير 1/385 في تفسير هذه الآية ( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) أي كيف ترتدون وتتركون دينه إذا مات أو قتل مع علمكم أن الرسل تخلو ويتمسك أتباعهم بدينهم وإن فقدوا بموت أو قتل ، قوله ( وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ ) أي بإدباره عن القتال أو بإرتداده عن الإسلام فلان يضر الله شيئا من الضرر وإنما يضر نفسه ( وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ )أي الذين صبروا وقاتلوا واستشهدوا لأنهم بذلك شكروا نعمة الله عليهم بالإسلام ومن امتثل ما أمر به فقد شكر النعمة التي أنعم الله بها عليه ) أهـ رحمه الله تعالى .

إن تعليق الجهاد أو المعركة بأشخاص لا يفضي إلا إلى هزيمة محققة ، فإن لم تكن هزيمة حسية في الميدان فإنها هزيمة معنوية تتمثل في الفتور عن الجهاد عند فقدان القيادة التي ظن المسلمون أنهم لا ينصرون إلا بها ، لذا فإنه من الخطأ أن يتعلق الناس بأشخاص أو بقيادات ، فيجب تحرير شعيرة الجهاد من ربطها بالرموز ، نعم نحتاج للقيادة لربط المجاهدين ونحتاج للتخطيط والتدبير ولكن فقدان القيادة لا يعني تكسر الروابط بين المسلمين وشعيرة الجهاد ، وكما أخرجت ساحات الجهاد قيادات بهذا الحجم فإنها ستستمر بإخراج القيادات ، والتاريخ شاهد على أنه ما خلا عصر من العصور بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا وفيه أسود يذودون عن هذا الدين حتى يخيل لمن سمع عنهم أنه لم يسبق للأمة مثلهم ، ولم تعقم نساء المسلمين أن يلدن مثل عمر وعلي وخالد والمقداد وعكرمة وصلاح الدين وقطز ، فالأمة كالغيث لا يعرف الخير هل هو في أولها أم آخرها .

وإن قتل القيادة لدى المسلمين الذين تربوا على عدم تعليق الجهاد بالرموز لا يزيدهم على مبدأهم وطريقهم إلا إصرارا ، لأنهم يعبدون رب الجهاد لا قيادة الجهاد ، فالقيادات موجودة في أرض المعركة وهي معرضة للقتل كما يتعرض أي جندي في المعركة ، بل إن القادة يبحثون عن الشهادة وينتظرون اليوم الذي يزفون فيه إلى الحور العين ويتشرفون برؤية رب العالمين ، وكلهم يحرص على ذلك ويسعى له ويتمناه .

نسأل الله أن يهدينا الصراط المستقيم ويعلي شأن أمتنا ويعزها على أمم الكفر قاطبة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ..

اللهم ارحم من أفضى إليك وثبتنا حتى نلقاك على ما لقوك عليه ..

**********************************


@ - البيان وزع في مساجد الخرطوم يوم الجمعة لذلك يبدو غير مواكب لأمر البيعة التي تمت للشيخ أبي حمزة المهاجر ، ولم تتبنى البيان أي جهة .

لله دركم يا صناديد السودان,,
كما عهدناكم دائما" أبطالا",,,وعلى طريق التوحيد والجهاد ماضون....
اللهم أقم الجهاد في أرض السودان كما أقمته في أرض الرافدين...