تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النصر المظفر في الرد على السبئيين ومجلتهم المنبر للشيخ حامد العلي الحلقه الأولى



سعد بن معاذ
06-13-2006, 06:03 AM
النصر المظفر
في الرد على السبئيين ومجلتهم المنبر

بقلم الشيخ؛ حامد بن عبد الله العلي
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى أصحابه الغر الميامين، الذين زكاهم الله تعالى في كتابه الكريم، وجعل مبغضهم من الكافرين، وعلى آله، عترته الطاهرة، الذين تبرؤا ممن ينتحلهم بالباطل، ويكذب عليهم في المحافل، وينسبهم كذبا وزورا إلى مشاقة الصديق والفاروق وذي النورين أولى الفضائل.
وبعد:
فقد اطلعت على صحيفة شبكة الحوادث، العدد 121 وما قبله، وذلك بعدما كثرت شكوى الناس، مما نقلته هذه الصحيفة عن مجلة تدعى (المنبر)، من أقوال تقشعر لها جلود المؤمنين، ولا يفرح بها إلا أعداء الإسلام من الكافرين والمنافقين.
كما كثرت الشكاوى على الطاعن على المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، وأنه هو الذي يقف وراء هذه المجلة، وأنه قد تجرأ على أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بالكذب والافتراء، وقول الباطل، في محفل عام في الدولة، مما يستوجب أشد العقوبة والنكال، غير أنه لم ينل أي عقوبة على ما فعل!
وجاءتني رسائل كثيرة، لا أحصيها، تطلب التحرك، لوضع حد لهذه الفوضى، وقال قائل منهم: أيعقل أن يصل الأمر أن تباع أشرطة (فيديو) تصور الصديقة مريم عليها السلام، ومسرحيات أخرى، وأفلام، صورت في إيران، تشتمل على الطعن في الصحابة، وتصوير بعضهم، جهارا نهارا، وتباع في الكويت.
ثم ينشر فيها أقوال هي الكفر البواح، ويتطاول على مقام أمهات المؤمنين، ويطعن في الصحابة، ويمر ذلك كله مرورا بلا نكير، كأن شيئا لم يكن، بينما كان قبل أربع سنوات، أن علق أحد الشباب المتحمسين، لوحة مكتوب عليها (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) منددا بما يجري في هلا فبراير من المنكرات، فأقيمت الدنيا عليه ولم تقعد، وشهروا فيه في كل مكان، ولاحقوه على كل منبر، فسبحان الله، أيشهر فيمن يعلق آية من القرآن في تلك الأيام، بينما يسكت اليوم عن كل هذه العظائم والآثام.
أعز عليكم (هلا فبراير) ومنكراته إلى هذه الدرجة، وهان عليكم دين الله تعالى، فلم يستحق حتى أن يصدر في أقل تقدير تصريح واحد من وزارة الإعلام، يطمئن الناس أن يد العدالة ستطول هؤلاء المتهورين السبأئية، الذين تقيئوا كل هذا القيح الأسود النتن، (وما تخفي صدورهم أكبر)، متطاولين على كل ثوابت الأمة الإسلامية، مشككين في القرآن، طاعنين في بيت النبوة، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا وقد تضمنت هذه المجلة السبأية (مجلة المنبر) افتراءات كثيرة، لامجال لحصرها هنا، وترجع في الجملة إلى:
- التشكيك في القرآن الكريم، ونفي أنه محفوظ كل تحريف.
- الشرك الأكبر في دعاء غير الله تعالى وتوجيه العبادة إلى سواه.
- ترويج بيع (صكوك الغفران) تحت ذريعة الشفاعة!.
- الطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين.
* * *
وقبل الشروع في الرد عليهم نورد ملحوظات عامة:
يلاحظ أن هذه المجلة تركز على هدم ثلاثة أشياء لا يقوم دين الإسلام إلا بها:
الأول: القرآن العظيم.
الثاني: الصحابة الذين نقلوا الدين، ومن العجائب أنهم يقولون نحن لا نطعن في الصحابة الذين ماتوا في زمن النبوة، بل الذين بقوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، والهدف واضح، وهو أن الذين بقوا هم الذين نقلوا دينه من بعده، فالطعن فيهم طعن في القرآن وفي السنة وفي الدين كله.
الثالث: تشويه صورة بيت النبوة نفسه، بالطعن في أمهات المؤمنين.
أن هجوم هذه المجلة على ثوابت الإسلام، انتشر بقوة في الوقت الذي تقع فيه منطقة الخليج تحت مخطط الهيمنة الغربية، والمؤامرة الصهيونية، فالعجب من هذا التساوق المريب!
أن الهجوم الأعظم إنما هو على أبطال الإسلام، وتاريخ الإنجازات العظيمة للمسلمين، وفترة الخلافة التي كثرة فيها الفتوح، واتسعت رقعة الإسلام!
مما يدل على أن الهجوم لا يأتي اعتباطيا، بل يُقطع أن ثمة مؤامرة ما، تريد إسقاط هذا الدين بتحطيم كل مقوماته وثوابته الفكرية، والتاريخية، ورموزه، في هذه الحقبة بالذات، في ظل هيمنة القطب الواحد على النظام العالمي، وسعيه للقضاء على الإسلام، بالاستعانة بأعداء من المنافقين من داخل حصون الإسلام نفسه!
ولنبدأ الآن بالرد على ما ورد في مجلة (المنبر).
* * *
أما التشكيك في القرآن:
فقد نقلت شبكة الحوادث عن المنبر قولها: {كان أعداء علي عليه السلام كثيرين، ومبغضوه أكثر، وكان من السهل التأثير على كتّاب الوحي، والحفظه، لتحريف القرآن، وحذف الآيات التي ذكر فيها علي، وهكذا صار القرآن محرفا، والأمة كقطيع الإبل السائبة) المنبر عدد 18
وقد اتفق العلماء على أن المشكك في حفظ القرآن كافر، لانه:
أولا: مكذب للقرآن في قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
ثانيا: مبطل لآية الإسلام الخالدة التي تحدى الله تعالى بها الإنس والجن إلى قيام الساعة، قال تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}، ومعلوم أن كل نبي آتاه الله آية مؤقتة بزمنه، لان أحدا منهم لم تكن رسالته خالدة، أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد جعل الله تعالى رسالته باقية، فكانت آيته العظيمة وهي القرآن باقية ببقاء رسالته، ولهذا فمن يشكك في حفظ الله للقرآن، ويدعي أن الصحابة غيروه، وبدلوه، وعبثت به الأيدي، فهو مبطل لآية الإسلام، وكفى بهذا كفرا مبينا.
ثالثا: أن إدعاء إمكان تحريف القرآن، فضلا عن القول بتحريفه، إبطال للشريعة كلها، لان كل آية سيحتمل وقوع التحريف فيها على هذا القول، فتذهب فائدة الانتفاع به، وتبطل الشريعة، وكفى بهذا شركا وافتراءا على دين الله.
رابعا: لم يشكك في حفظ القرآن، إلا المستشرقون بغية هدم الدين، وهؤلاء الضالون السبئية ساروا معهم في هذا الكفر المبين، وبهذا يعلم أن الهدف واحد وهو القضاء على دين الإسلام، بالتشكيك بأعظم ما فيه وهو كتا ب الله تعالى.
* * *
أما الشرك في عبادة الله تعالى:
فقد نقلت مجلة شبكة الحوادث ما يلي:
(الزوجة الهندوسية نادت يا حسين الشيعة، فظهر لها جسم نوراني، وأعاد الرأس المقطوعة إلى مكانها، فوقف الزوج حيا، وانتقم من القتلة) المنبر عدد 24.
(الام تعلقت بضريح باب الحوائج للعباس عليه السلام، فأعاد الحسين عليه السلام ولدها إلى الحياة) المنبر عدد 23.
وهذا كله من الشرك في عباده الله تعالى، لان الدعاء عبادة، وفي الحديث (الدعاء هو العبادة) والشرك هو توجيه العبادة لغير الله تعالى، كما قال تعالى: {قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا}، وقال: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا}، وقال: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}، وقال: {وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}، وقال: {إياك نعبد وإياك نستعين}، وقال: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}، والصلاة إنما هي دعاء من أولها إلى آخرها، وقال تعالى على لسان ابراهيم عليه السلام إمام

سعد بن معاذ
06-13-2006, 06:04 AM
الموحدين: {الذي خلقني فهو يهدين، والذي هو هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي اطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين}.
وفي الحديث الصحيح: {إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله).
والنصوص في هذا الباب كثيرة، وهي دالة بلا ريب، أن كل من يوجه دعاءه لغير الله تعالى، فيما لايجوز سؤاله من غير الله تعالى، فهو مشرك، لانه عابد لذلك الغير مع الله تعالى.
ومن هؤلاء المشركين الداعين لغير الله تعالى، من يقول: نحن لا ندعوهم لاعتقادنا أنهم يخلقون ويرزقون ويحيون ويميتون، وإنما نستشفع بهم إلى الله تعالى، ومع أنهم يكذبون في هذا الزعم، بل هم يعتقدون أنهم يخلقون ويرزوقون ويحيون ويميتون، ويعلمون الغيوب، وهذا شرك في الربوبية مع ما فيه من شرك في الالوهية، ولكن على سبيل التنزل نقول لهم حتى لو زعمتم أنكم إنما تدعونهم من دون الله تعالى، بقصد الاستشفاع بهم إلى الله، فهذا لاينفعكم، بل هو أيضا شرك في عبادة الله تعالى.
بل هذا الذي تقولونه، هو مقصد الكفار الأولين ومرادهم، بعينه لايعدوه قيد أنملة، فلم يكن مراد كفار قريش في شركهم وعبادتهم غير الله تعالى، أن آلهتهم تخلق أو ترزق، أو تنفع أو تضر بنفسها، فإن ذلك يبطله ما ذكره الله عنهم في القرآن، وأنهم أرادوا شفاعتهم وجاههم، وتقريبهم إلى الله زلفى، كما قال سبحانه وتعالى في سورة يونس عليه الصلاة والسلام: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ}، فرد الله عليهم ذلك بقوله: {قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الارْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}، فأبان سبحانه أنه لا يعلم في السموات ولا في الأرض شفيعا عنده على الوجه الذي يقصده المشركون، وما لا يعلم الله وجوده لا وجود له؛ لأنه سبحانه لا يخفى عليه شيء، وقال تعالى في سورة الزمر: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}.
فبين سبحانه في هذه المواضع، أن العبادة لاتكون إلا له وحده، وأنه يجب على العباد إخلاصها له جل وعلا؛ لأن أمره للنبي صلى الله عليه وسلم بإخلاص العبادة له، أمر للجميع.. ومعنى الدين هنا هو العبادة، والعبادة هي اسم يجمع كل ما يتقرب به إلى الله من الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة، ويدخل فيها الدعاء والاستغاثة، والخوف، والرجاء والذبح والنذر.
كما يدخل فيها الصلاة والصوم وغير ذلك، مما أمر الله به ورسوله، ثم قال عز وجل بعد ذلك: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}، أي يقولون: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى فرد الله}، بقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}، فأوضح سبحانه في هذه الآية الكريمة: أن الكفار ما عبدوا الأولياء من دونه إلا ليقربوهم إلى الله زلفى.
والمقصود أن هذا هو زعم الكفار المشركين بالله تعالى منذ القدم، يزعمون أنهم يعبدون ما يعبدونه من دون الله، ليقربهم إلى الله زلفى، ولكن الله تعالى، قد أبطل ذلك بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}، فأوضح سبحانه كذبهم في زعمهم أن آلهتهم تقربهم إلى الله زلفى، وكفرهم بما صرفوا لها من العبادة.
وبذلك يتضح جليا أن الكفار الأولين إنما كان كفرهم وشركهم، باتخاذهم المعبودات من دون الله، شفعاء بينهم وبين الله، كما يشفع المقربون عند الملوك، فقاسوه عز وجل على الملوك والزعماء، وقالوا: كما أن من له حاجة إلى الملوك والرؤساء يتشفع إليه بالخواص، والوزراء، والمقربين، فهكذا نحن نتقرب إلى الله بعبادة أنبيائه وأوليائه، وهذا هو الكفر بعينه، والشرك باسمه ورسمه.
لأنه سبحانه لا شبيه له، ولا يقاس بخلقه، ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه في الشفاعة، ولا يأذن إلا لأهل التوحيد، وهو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم، وهو أرحم الراحمين، لا يخشى أحدا ولا يخافه، ولايتوقف عطاؤه على إذن آذن، ولا مكره له سبحانه، يحمله أن يعطي مالايريد أن يعطي، او ما لايحب أن يفعل، ولهذا صح في الحديث: (إذا دعا أحدكم ربه فليعزم المسألة، ولا يقول اللهم أغفر إن شئت، فإن الله تعالى لامكره له).
لأنه سبحانه هو القاهر فوق عباده، والمتصرف فيهم كيف يشاء، بخلاف الملوك والزعماء فإنهم لا يقدرون على شيء، فلذلك يحتاجون إلى من يعينهم على ما قد يعجزون عنه، من وزرائهم وخواصهم وجنودهم، كما يحتاجون إلى تبليغهم حاجات من لا يعلمون حاجته، فيحتاجون إلى من يستعطفهم ويسترضيهم من وزرائهم وخواصهم.
أما الله تعالى فهو سبحانه غني عن جميع خلقه، وهو أرحم بهم من أمهاتهم، وهو الحكم العدل، يضع الأشياء في مواضعها، على مقتضى حكمته، وعلمه، وقدرته، فلا يجوز أن يقاس بخلقه.
ولهذا أوضح سبحانه في كتابه: أن المشركين كانوا يعتقدون في الله تعالى، أنه هو الخالق الرازق، وأنه هو الذي يجيب المضطر، ويكشف السوء، ويحيي ويميت، إلى غير ذلك من أفعاله سبحانه.
وإنما الخصومة بين المشركين وبين الرسل في إخلاص العبادة لله وحده، كما قال عز وجل: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ وقال تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالارْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالابْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الامْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ}.
والآيات في هذا المعنى كثيرة، وكلها تدل على أن النزاع بين الرسل وبين الأمم، إنما هو في إخلاص العبادة لله وحده، كقوله سبحانه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}، وما جاء في معناها من الآيات.
وقد بين سبحانه في مواضع كثيرة من كتابه الكريم شأن الشفاعة، فقال تعالى في سورة البقرة: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ}، وقال في سورة النجم: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى}.
وقال في سورة الأنبياء في وصف الملائكة: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}، وأخبر عز وجل أنه لا يرضى من عباده الكفر، وإنما يرضى منهم الشكر، والشكر هو توحيده والعمل بطاعته، فقال تعالى في سورة الزمر: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}.
وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: (من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه)، أو قال: (من نفسه).
وفي الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا).