تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المنهزمون .. بين غزوة 11 سبتمبر واستشهاد الزرقاوي



رائد
06-12-2006, 10:48 AM
الحروب والملاحم والأزمات والفتن ، هي التي تبيّن لنا حقيقة ومعادن الرجال المنتمين لهذه الأمة .. وهي التي تميط اللثام عن وجوه المتسترين خلف الأسماء والشعارات .. ففي وقت تشتد فيه وتيرة الحرب بين الفئة المؤمنة والفئة الكافرة ، تظهر علامات الصدق على جبين الموحدين الصادقين العاملين لدين الله ، وتتضح جلياً في مواقفهم وأقوالهم ، وليس أصدق من موقف يعبر عن ولائهم لدينهم وخضوعهم واستسلامهم لخالقهم جل وعلا من موالاتهم للمجاهدين ووقوفهم في صف المقاتلين في سبيل الله .. في وقت تظهر علامات النفاق على وجوه المنتكسين والمنهزمين والفارين من الزحف والمولين الدبر الذين يبررون الهزيمة بحجة "مصلحة الدعوة" وحجة "الإصلاح" المزعوم وغيرها من الحجج الكاذبة التي يغلفونها بغلاف الدين .

كانت غزوة الحادي عشر من أيلول المباركة أحد أهم الأحداث العالمية التي كان لها أكبر الصدى والأثر في تغيير مجرى تاريخ الصراع بين أمة الإسلام وبين خصومها . حدثت غزوة 11 سبتمبر في فترة كانت أمة الإسلام تنزف دماؤها وتستباح أعراضها وتنتهك حرماتها على مرأى ومسمع جميع الأمم والشعوب . حدثت في وقت كان المسجد الأقصى يئن من طغيان الاحتلال اليهودي وتواطؤ الحكام العرب، ولا يزال يئن حتى اليوم . حدثت هذه الغزوة المباركة في وقت كان المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة يناديان أمة الإسلام بوجوب الجهاد وتحرير جزيرة العرب من المشركين وحلفائهم من المرتدين وإقامة دولة الخلافة ، ولا يزالان يناديان أمة الإسلام بوجوب الخروج على أنظمة الكفر وتحرير بلادنا من هؤلاء أحفاد إبرهة وأبي رغال .

فعندما خرجت كوكبة من أبطال هذه الأمة ورجالها المخلصون إلى درب الجهاد ليضربوا رأس الكفر ويردون لهذه الأمة شيئاً من كرامتها المهانة ، وليأخذوا بالقصاص ممن سفك دماء إخواننا، ظهر كل واحد على حقيقته وانكشف النقاب عن أولئك الذين كانوا قبل هذه الغزوة يحدثون الناس عن الجهاد وعن فضائل الاستشهاد ويرفعون شعار "الجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا" ، فكانوا هم أول من أعلنوا إدانتهم لهذه الغزوة وأول من قدم لليهود والصليبيين رسائل العزاء والاعتذار والتبرؤ من المجاهدين . وعندما أعلنها بوش حرباً صليبية على الإسلام وقال بأن حربه هي ضد ( الإرهاب ) ، كان أولئك المنهزمون أول من وقف في طابور الصليبيين وأعلنوا عن تضامنهم مع أمريكا في حربهم على الجهاد الذي أسموه الإرهاب .

لم يكن المجاهدون هم من قسّموا العالم إلى فئتين ، ولكن تلك الأحداث فرضت على المسلمين بأن يختاروا إما أن يكونوا في صف أمريكا ومشروعها ، وإما أن يكونوا مع تنظيم القاعدة ومجاهدو الطالبان في إمارة أفغانستان . فقد أعلنت أمريكا الحرب على أفغانستان ، وكان يجب على كل مسلم أن يعلن ولاءه لدين الإسلام وأن يلحق بركب إخوانه المسلمين هناك ، أو أن يلتزم الصمت إن لم يستطع مساندة المجاهدين ، حتى لا يصب كلامه في صالح الصليبيين ويرى الصليبيون أحداً من أمة التوحيد يبدي شماتته بحق إخوانه هناك في أفغانستان .. مما دفع بوش أن يقول "من لم يكن معنا فهو ضدنا" .. فما حصل هو أن المنافقين في ظل القصف الصاروخي الأمريكي الهمجي على المسلمين، كانوا يقولون بأن رجال القاعدة والطالبان هم خوارج وأنهم تمرودا على طاعة أولياء الأمور ( الحكام العرب الكفرة ) ، وأنهم أهل عنف وتطرف وأنهم لم يفهموا دين الإسلام وأنهم منحرفون وغير ذلك من التهم الباطلة التي يطلقها المنافقون على أهل التوحيد ، فكان كلامهم بحق إخواننا خنجراً مسموماً يطعن في ظهور المجاهدين غدراً ، لأن المجاهدين لا يتوقعون من مسلم أبداً أن يقف موقف الضد منهم أو يطعن في ظهورهم أو يظاهر عليهم أحداً من المشركين لاسيما في أشد المحن وأصعب الظروف .
حتى جاء كلام الشيخ القائد أسامة بن لادن ليضع النقاط على الحروف وكي لا يدع مجالاً للصليبيين بأن يستغلوا كلام الجهلة والمنافقين لصالحهم ، فقال : " إن هذه الأحداث قد قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين، فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر أعاذنا الله وإياكم منه" . فالمجاهدون تحت القصف ، والنساء والأطفال يناشدون أمة الإسلام أن تهب للدفاع عنهم وحمايتهم من نيران المعارك ، ومساجد أفغانستان تنادي "حي على الجهاد" ، فماذا نقول بـ (شيخ) يخرج على شاشة التلفاز ليحدثنا عن أخطاء نظام طالبان في وقت هم بأمسّ الحاجة للدعم والمساندة ضد عتاة المجرمين الأمريكان؟! وماذا نقول بمن أخذ يقيم الدروس والمحاضرات في ذات الوقت الذي يتعرض فيه إخواننا إلى الذبح ويقول بأن الإسلام دين تسامح وأن هؤلاء إرهابيون خوارج لم يفهموا الإسلام !؟ وماذا نقول بالكتّاب المأجورين الذين ملؤوا منتديات الإنترنت بالسباب والشتائم والسخرية والشماتة بحق المجاهدين ؟

واليوم .. فبعد أن سمعنا باستشهاد القائد المظفر والأسد الزؤور أبي مصعب الزرقاوي، ورأينا كيف يخرج الكفار في مسيرات الأفراح ويزغردون ويصفقون ابتهاجاً بنجاح عملية الغدر الآثمة التي استهدفت جسد الشيخ أبي مصعب، ظننا بأن المحسوبين على الإسلام والذين يخالفون منهج المجاهدين سيلتزمون الصمت أو يقتصر رد فعلهم على الدعاء والترحم عليه ، ولكن ما حدث هو أنهم استقبلوا هذا الخبر ليبدو تشفّيهم وشماتتهم بقائد الجهاد الذي لقن اليهود والصليبيين وحلفائهم دروساً لن ينسوها أبد التاريخ، استغلوا حادثة استشهاده ليقولوا بلغة أفصح من الكلام وأبلغ من التعبير بأنه مهما حدث ولأي ظرف كان فإنهم لن يؤيدوا أو يوافقوا عقيدة الجهاد ومنهج الجهاد ، ولن يتكلموا لصالح أي مجاهد ، مهما علا قدره ومهما كانت مكانته ، بل إنهم سيضعون أيديهم بيد كل من كان له دور في قتل واستهداف المجاهدين .

فلينتظر هؤلاء المنافقون دولة الإسلام القادمة، فوالله لا يعقد المجاهدون الرهان على هؤلاء الجبناء الخونة ، ووالله لن يثني المجاهدين عن جهادهم فقدُ قادتهم ولا وعورة طريقهم، فكل مجاهد في تنظيم القاعدة والتنظيمات السلفية الجهادية يمتلك مؤهلات القيادة والخبرات الستراتيجية ، فهم قلب الأمة النابض وطليعة النصر الموعود .. المصائب لا تثني عزماتهم ولا تثبط طموحهم ، هذا ما يجهله طواغيت الأمريكان وحلفاؤهم المرتدين ، لأن المجاهدين يستمدون العون والقوة من الله تعالى وهم متوكلون عليه ومن توكل على الله فهو حسبه .
إننا نحتسب بطل الأمة أبي مصعب الزرقاوي شهيداً عند الله تعالى، وإن استشهاده سيزيد إصرار المجاهدين على مواصلة القتال بحول من الله وقوة ، وإنها لإحدى الحسنيين ، نصر أو شهادة ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .