اتحاف البشر بحيل النّور..

--------------------------------------------------------------------------------

الحمد لله رب العالمين...
و الصلاة و السلام على خير المرسلين...
و بعد:
اختلط الحابل بالنابل و السائل بالمتسوّل في وقت اصبح التسول حرفة يتعطاها الكبير و الصغير و العزيز و الذليل و الرفيع و الوضيع..و هم على أقسام:
فمنهم البسطة و هم الذين يقنعون بالعطاء أو بالدعاء.
و منهم اهل الحبائل الشيطانية و الحيل الابليسية.
و منهم من يدّعي الافلاس و يظهر ورقة تحكي انه كان من ابناء الناس.
و منهم من تراه كالعلوج يظهر للناس انه معقد ام مفلوج.
و منهم من يحتال بالمشي على الاربع و هو أقوى من القرد و أشنع.
و منهم من يحمل اولاده الصغار و يدور بهم طوال النهار.
و منهم..

طابت لهم المعيشة بهذه الحرفة التعيسة.
و كما قيل لجحا: لم اشتغلت بكل الحرف يوما"يوما" و بحرفة الشحاذة ثلاثة ايام؟
فأجاب:
ان هذه الحرفة اول شيء كسب من دون مال
و ثانيا" لا تحتاج لمشقة و عناء
و ثالثا: من لم يعطي يدعو لي بقوله: الله يعطيك..

و من حيلهم ذاك العجوز الكسيح صاحب التمثيل و التهريج..
دخلت عليه مرارا" فرأيت عجبا"..
الصوم رداءه و الصلاة سلواه و الخشوع قرينه..
فان تكلم فبطيب الكلام و ان سكت فعن المباح..
اشتبه عليّ امره و اختلط عليّ شعره..
طاب لدي اسمه و علا شأنه و طار ذكره..
جمعت له الاموال و كفيته الطعام و الشراب..
فاراد الله تعالى ان يقضي امرا" كان مفعولا" فكشف ستره و اظهر سريرته..
كذّبت الخبر..
ابو نعيم لم يشرب الخمر..
ابو نعيم لا ينكر عذاب القبر..
ابو نعيم..
صدّقت الخبر..لا مفر..
ابو نعيم كانت صلاته تمثيل, و صيامه تهريج, و خشوعه تأليف..
ابو نعيم كفر بربّ العباد و انكر يوم الحساب..
ابو نعيم توعّد بمزيد من العطاء ( الكفر ) ان تكرر اللقاء..
فاللذي اردت بيانه..ما اقترفه بنانه..
( ذهب الى بيروت و ذلك قبل عيد الاضحى و دفع اجرة نقله حوالي
20000 ل.ل ثم عاد و في جعبته 700000 ل.ل و هذا من ذكائه في
التسول و لولا ذلك ما جمع تلك الاموال...)

مدخل:
خلق الله تعالى الناس و ابتلاهم بالفتن و الفقر و جعلهم على...

الى اللقاء...و للكلام بقية...تابعوا الموضوع...و السلام عليكم

سبحان الله
يوم واحد 700 الف؟ سوف اترك الدراسة واعود لبيروت

لكني بحاجة لبعض التمرين

اضحك الله سنك احي بلال....و ساذهب معك و اترك العمل...شو رأيك؟؟؟؟

اين البقية؟ نحن ننتظر ان شاء الله...

بلال اذا كانت الشغلة مربحة اخبرني علني اترك بلاد الغابات.. :)

خلق الله الناس و ابتلاهم بالفتن و الفقر و جعلهم على درجات فمنهم الغني و منهم الفقير و اوجب سبحانه على الغني البذل و العطاء و اوجب على الفقير التعفف و عدم السؤال الا في اضيق الامور و اشترط سبحانه شروطا"_ سيأتي ذكرها...

و بيّن ابن حزم رحمه الله مراتب الناس حيث جعلهم اصناف فقال:
(الفقراء هم الذين لا شيء لهم اصلا".
و المساكين هم الذين لهم شيء لا يقوم بهم و برهان ذلك:
انه ليس الاّ موسر أو غني أو فقير أو مسكين في الاسماء.
فمن له فضل عن قوته فهو الموسر و من لا يحتاج الى احد و ان لم يفضل عنه شيء فهو الغني لغناه عن الناس و من له ما لا يقوم بنفسه منه فهو المسكين و من لا شيء له فهو الفقير) بتصرف

قاعدة:
ذكر علماؤنا ان اسم الفقير اذا اطلق دخل فيه المسكين و اذا اطلق لفظ المسكين تناول الفقير و اذا قرن بينهما فاحدهما غير الآخر.
قلت:فمن الاول قوله تعالى( و لا يحض على طعام المسكين)
و من الثاني قوله تعالى(فكلوا منها و اطعموا البائس و الفقير)
و من الثالث قوله تعالى( انما الصدقات للفقراء و المساكين..)

و قال الشنقيطي رحمه الله :
القاعدة عند ذكر علماء التفسير ان الفقير و المسكين اذا اجتمعا افترقا و اذا افترقا اجتمعا.
قلت: و من ذلك الايمان و الاسلام...فاحفظ هذا فانه مهم.
و في وصف الفقراء قال تعالى:
(للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسئلون الناس الحافا"...)
قلت:و هذا وصف كمال و هذه هي اوصاف الفقير الذي يجب ان يعطى..فتنبّه.

من تحرم عليه المسألة؟
_ عن عبيد الله بن عدي بن الخيار ان رجلين حدّثاه انهما اتيا رسول الله صلى الله عليه و سلم يسألانه من الصدقة فقلّب فيهما البصر فرآهما جلدين ( اي قويين) فقال صلى الله عليه و سلم:
ان شئتما , و لا حظّ فيهما لغنيّ و لا لقويّ مكتسب. صحيح

قال البغوي رحمه الله:
القوي المكتسب الذي يغنيه كسبه لا يحل له الزكاة و لم يعتبر النبي عليه السلام ظاهر القوة دون ضم اليه الكسب لان الرجل قد يكون ظاهره القوة غير انه أخرق لا كسب له فتحل له الزكاة...

و اذا رأى الامام جلدا" قويّا" شكّ في امره و انذره بالامر كما فعل النبي عليه السلام فان زعم انه لا كسب له او له عيال لا يقوم كسبه بكفايتهم قبل منه و اعطاه.

_ عن انس بن مالك ان النبي عليه السلام قال:
ان المسألة لا تصلح الاّ لثلاثة لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع
أو لذي دم موجع .

( لذي فقر مدقع) اي فقر شديد يقضي بصاحبه الى الدّ هقاء و هو
التراب.
(لذي غرم مفظع) أي دين فظيع و ثقيل.
(لذي دم موجع) المراد دم يوجع القاتل او اولياءه بان تلزمه الدّية و
ليس لهم ما يؤدى به الدية و بطلب اولياء المقتول منهم
الدية فتنبعث الفتنة و المخاصمة بينهم.

_ عن قبيصة قال:
تحمّلت حمالة فأتيت رسول الله عليه الصلاة و السلام اسأله فيها
فقال:
اقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها, قال: ثم قال:
يا قبيصة انّ المسألة لا تحل الاّ لاحد ثلاثة:
رجل تحمّل حمالة فتحل له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك
و رجا اصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب
قواما" من عيش او قال: سدادا" من عيش.
و رجل اصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا من قومه لقد
اصابت فلانا" فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما" من عيش او
قال: سدادا" من عيش, فما سواهنّ من المسألة يا قبيصة سحتا"
يأكلها صاحبها سحتا".

قال العظيم الابادي:
و الحديث فيه دليل على انها تحرم المسألة الا لثلاثة:
1_ الاول لمن تحمّل حمالة و ذلك ان يتحمل الانسان عن غيره دينا"
او ديتة" او يصالح بمال بين طائفتين فانها تحل له المسألة_ و
ظاهره_ و ان كان غنيا" فانه لا يلزمه تسليمه من ماله و هذا هو
احد الخمسة الذي يحل لهم اخذ الصدقة و ان كانوا اغنياء.

2_ الثاني لمن اصاب ماله آفة سماوية او ارضية كالبرد و الغرق و
نحوه بحيث لم يبقى له ما يقوم بعيشه, حلت له المسألة حتى
يحصل له ما يقوم بحاله و يسدّ خلّته.

3_ الثالث لمن اصابته فاقة و لكن لا تحل له المسألة الا بشرط ان يشهد
له من اهل بلده_ لانهم اخبر بحاله _ثلاثة من ذوي العقول لا من
غلب عليه الغباوة و التغفّل...ثم هذا محمول على من كان معروفا"
بالغنى ثم افتقر.

_ عن ابي سعيد الخدري ان رسول الله عليه السلام قال:
لا تحل الصدقة لغنيّ الاّ لخمسة :
لعامل عليها او رجل اشتراها بماله او غارم او غاز في سبيل الله
او مسكين يصدق عليه منها فأهوى فيها لغنيّ.

و هؤلاء الخمسة تحل لهم الصدقة_ بالرغم انهم اغنياء_ لانّهم اخذوها
بوصف آخر.


_ من كمال المسكنة:
............للكلام بقية..............

لقد جربت هذه المصلحة ويبدو انها تدر الكثير من المال ولكني لم ارغب بالمتابعة