تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ولا عجب للأسد إن ظفرت بها كلاب الأعادي بقلم د.هاني السباعي



رافع الراية
06-08-2006, 09:29 AM
تنبيه: نعيد نشر هذه المقالة للدكتور هاني السباعي رداً على هؤلاء الذين يفرحون بمقتل قادة الإسلام. (مراسل مركز المقريز)


ولا عجبٌ للأسد إنْ ظفرت بها كلابُ الأعادي

بقلم/ د. هاني السباعي
[email protected]

مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية


لعل شاعرنا الكبير البحتري كان يقصد هؤلاء الشامتين بأسر أو قتل أبطال الإسلام.. عندما قال:

ولا عجبٌ للأسد إن ظفرتْ بها *** كلابُ الأعادي من فصيح وأعجم


فحربة وحشي سقتْ حمزة الردى *** وموتُ علي من حسام ابن ملجم

وهذا ديدن الجبابرة والطواغيت عبر التاريخ يهللون وينشدون الأهازيج فرحاً بأسر أو قتل قائد أو زعيم من المجاهدين.. يستخدم هؤلاء الجبابرة الماكينة الإعلامية ليسحروا أعين الناس بنصر عظيم!! وأي نصر!! خبر قتل مجاهد!! خبر أسرمجاهد!! تماماً مثلما تناقلت وسائل بقايا امبراطورية البطش والإلحاد روسيا خبر مقتل القائد الشهيد المجاهد خطاب رحمه الله تعالى.. لتواري سوءتها العسكرية وهزائمها المتكررة في دولة الشيشان المحتلة.. تفعل روسيا ذلك أسوة بإمبراطورية الشر الأخرى أمريكا التي احترفت الكذب والدجل الإعلامي حيث صارت على قمة الإعلام المضلل بلا منازع إذ بين فينة وأخرى تعلن إدارة الغطرسة الأمريكية أنها أسرت أو قتلت قائداً من طالبان أو القاعدة وتهلل وسائل إعلامها المسعورة لهذه الأخبار وتكتم أخبار هزائمها في أفغانستان.. يحسب هؤلاء المستكبرون أن أسر أو قتل قائد أو زعيم إسلامي نصراً لهم وهزيمة لنا.. يحسب هؤلاء الفراعين أن أسر أو قتل مجاهد سبة وعاراً ومذمة لهذا المجاهد أو مجرد تخويف لغيره ممن يسيرون على نفس الطريق!

وإنا لقومٌ ما نرى القتلَ سبة *** إذا ما رأته عامرٌ وسلولُ



يقرّب حبُ الموت آجالنا *** وتكرهه آجالُهم فتطولُ



لكن كلاب الأعادي لايقرأون تاريخ أمتنا جدياً وإذا قرأ لم يفهموا وإذا فهموا لم يعتبروا.. لو قرأوا تاريخ الأمم جيداً وخاصة في قضية صراع أهل الحق مع الطواغيت سيعلمون أن فرحهم قليل.. وأن الحق دائماً يدمغ الباطل ويزهقه ولو بعد حين..
وإن كثيراً من الناس يعجبون من ظفر هؤلاء الجبابرة بهؤلاء المجاهدين الأخيار!! نعم نحن نتألم لظفر هؤلاء الطغاة بأصحاب الحق وإنا لفراقهم لمحزونون.. لكن هؤلاء المجاهدين لهم رسالة ربانية، قد خرجوا وهم يعلمون أنهم ليسوا في نزهة فأرواحهم على أكفهم وغاية ما يتمنون الشهادة في سبيل الله أو النصر على الأعداء فهم أناس مطمئنون أن مصيرهم إلى إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة.. أما كلاب الأعادي فلن تستطيع تذوق هذه اللذة التي يحياها المجاهد سواء في أسره أو في استشهاده.. لن يفهموا قول الخنساء: الحمد لله الذي شرفني بموتهم.. لا عجب أن يظفر الروس أو الأمريكان بهؤلاء الأطهار فقد فعلها من قبل بنو إسرائيل مع أعظم البشر منزلة وهم الأنبياء عليهم السلام تآمروا على أنبيائهم وقتلوهم (ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق).. ألم يُذبح نبي الله يحيى وتقدم رأسه على طبق إلى بغي من بغايا بني إسرائيل؟! ألم ينشر نبي الله زكريا في جذع شجرة؟!
ألم يتعرض الأنبياء والمرسلين لكافة أنواع البلاء من استهزاء وضرب وقتل من سفلة الناس وأراذلهم!!
وهل كان أحد يظن أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقتل في دار العدل والأمان في المدينة المنورة بطعنة غدر من أبي لؤلؤة المجوسي!!
وهل كان أحد يجرؤ أن ينازل أبا الحسنين علي بن أبي طالب في ميدان المبارزة والفروسية ألم يقتل غدراً من ابن ملجم الخبيث..
ورغم ذلك لم يمت الإسلام ولم يمت بنوه.. لو كان مقدراً للإسلام أن يموت لمات بموت الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.. ألم يظفر غلمان الباطنية بالخليفة المسترشد وقتله غدراً ثم في نفس السنة يغتالون ابنه الخليفة الراشد!! ألم يقتل السلطان السلجوقي مسعود بن مودود وهو متجهز لحرب الصليبيين على يد غلام باطني حقير وهو في المسجد وفي يوم الجمعة وبين جيشه وحراسه!!
ومن منا لا يذكر عماد الدين زنكي الذي دق أول مسمار في نعش الصليبيين في الشام يوم أن استرد بالقوة أول مملكة صليبية في الشرق مدينة الرها سنة 539هـ وكانت المناحة الكبرى في أوروبا الصليبية مما دفعهم للقيام بحرب صليبية ثانية بقيادة كونراد الثالث ملك ألمانيا ولويس السابع ملك فرنسا لكنهم هزموا على يد ابنه وعلى يد المتطوعين من بسطاء المسلمين!! ورغم ذلك اغتيل هذا الأمير العظيم عماد الدين زنكي على يد أغيلمة مأجورين لحساب الأعداء وهو يحاصر قلعة جعبر على نهر الفرات سنة 541هـ!! وفرحت كلاب الأعادي وطفق الصليبيون يجوبون شوارع أوربا يهنئون أنفسهم بمقتل عماد الدين زنكي!! وحسب الصليبيون وأذنابهم وجبابرة ذلك الزمان أن العرين خلا تماما من الأسد.. فإذا بفرحة كلاب الأعادي لم تكتمل:

إذا سيدٌ منا خلا قام سيدٌ *** قؤولٌ لما قال الكرامُ فعولُ

لقد دخل أسد آخر العرين إنه نورالدين محمود الذي أمسك الراية وكان جديراً بها، وحقق حلم وأمنية آل زنكي في تطهير العالم الإسلامي من الصليبيين.. نورالدين زنكي الذي اعتبره المستشرق ستيفن العدو الأكبر للصليبيين.. لما مات فرحت كلاب الأعادي لكن سرعان ما أخذ الراية أسد آخر إنه صلاح الدين الأيوبي الذي كانت الثمرة على يديه في حطين سنة 583هـ!! هكذا تاريخ الجبابرة مع أهل الحق يفرحون لأسر قائد أو قتله أو حتى مجرد موته!!
ولمن أراد المزيد فليقرأ سيرة السطان العظيم بايزيد الملقب بالصاعقة الذي دوخ ملوك الغرب والشرق وأسر أمراء وملوك أوربا في معركة نيقوبلي سنة 799هـ هذا السلطان نفسه هاجمه الطاغية الشهير تيمورلنك وهو مشغول بحرب الأوربيين وكاد أن يفتح القسطنطينية وينال شرف فتحها لكن قائد المغول تيمور هاجمه وأسره في معركة أنقرة سنة 805هـ. بل إن تيمور لنك حبسه في قفص وعرضه على الناس في الشوارع ليتفرجوا عليه وظل محبوساً لمدة ثمانية أشهر حتى مات كمداً رحمه الله.. وفرح الأوربيون والمغول بأسر السلطان بايزيد وظنوا أن دولة العثمانيين قد انتهت ولكن خاب مسعاهم ولم تكتمل فرحتهمم إذ خرج المارد من قمقمه وظفرعليهم جميعاً وظلت الدولة العثمانية سيدة العالم وشوكة في حلوقهم قرابة خمسة قرون رغم كل المؤامرات والدسائس التي قام بها كلاب الأعادي..
وهل نسي الروس أو تناسوا الإمام المجاهد شامل بطل قفقاسيا الذي هزم جيوش القياصرة وظل ردحاً من الزمن ينكأ في الروس ويتعلم العالم منه فنون ما يسمى بحرب العصابات قبل ماوتسي تونج وكاسترو وجيفاراً.. ظل يجاهد ويقاوم حتى ظفرت به كلاب الأعادي وأخذ أسيراً لكنه مات رحمه الله عزيزاً كريما بعد أن بذل أقصى ما يمكن لمجاهد مثله وفي ظرفه التاريخي أن يفعل.. فرح القياصرة قليلاً لكن لم يعلموا ما في رحم الأيام فإذا بأحفاد الإمام شامل يأخذون راية الجهاد من جديد ونسمع عن الملاحم والبطولات التي سطرها بصحائف من ضياء شامل باسييف وخطاب.. ذلك الخطاب الذي فرحت بمقتله كلاب الأعادي!! ولكن إلى حين!!
هل نسي الروس والأمريكان أمجاد عمرالمختار الذي دوخ الإيطاليين وكبدهم خسائرعلى مدار عشرين سنة.. وظفرت كلاب الأعادي بأسر عمر المختار وحسبوا أن فرحتهم قد تمت لكن حياته كانت ولا تزال أطول وأطهر من حياة شانقيه..
ألم تقتل كلاب الأعادي المجاهد فتحي الشقاقي غدراً؟! ومن الذي اغتال يحيى عياش وهاني العابد وعوض الله وكل هؤلاء الأبطال..أليست كلاب الأعادي؟! لقد حسبوا أن راية الجهاد قد انكسرت وأن شمس فلسطين قد كسفت.. وأن أقمارها قد خسفت.. لكن هيهات هيهات! هل كان يدور في خلد قتلة الأنبياء يوماً أن زهرة القرنفل وحبة البرتقال وتلكم النسائم الناعمة من أعواد الياسمين تتحول إلى نيران تحرق قلوب أعداء الأمة!! وأخيراً لتعلم روسيا وأمريكا وجبابرة الأرض جميعاً أن الأمل الأخضر لن يموت بموت قائد أو زعيم أياً كانت منزلته في قلوب الناس فرحم أمتنا ولود ..


وأيامنا مشهورةٌ في عدونا *** لها غررٌ معلومةٌ وحجولُ






مركز المقريزي للدراسات التاريخية



www.almaqreze.com (http://www.almaqreze.com/)

احفاد محمد
06-08-2006, 04:48 PM
'من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً'.. استشهاد الشيخ أمير تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي عندما كان مرابطًا في سبيل الله وربح البيع أبا مصعب