تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مساحة الضوء تتقلص لدى أربعة أشقاء في طرابلس



من هناك
05-31-2006, 06:56 PM
تتقلص مساحة الضوء في حياة عائلة أحمد الشريف في طرابلس، حتى تكاد تنطفئ، مع وصول أبنائه الأربعة الى حافة العمى، نتيجة مرض يصيب شبكات عيونهم ويؤدي الى نشافها، محدثاً بقعاً سوداء تتمدّد تدريجياً مع امتداد سنوات عمرهم، لتغطي في عمر معين العين بكاملها وتؤدي بالتالي الى العمى.

علاء (17 سنة) عمر (15 سنة) علي (12 سنة) وإبراهيم (10 سنوات)، أولاد في عمر الورود، يواجهون مصيرهم في ظل انعدام إمكانيات الوالد الموظف في بلدية طرابلس، الذي لم يبخل بكل ما يملك لتأمين علاجهم، فيما هم يخسرون كل يوم جزءاً بسيطاً من أنظارهم، اذ دخل علاء، الابن البكر، في حالة الغشاوة الدائمة، التي تجعله غير قادر على تمييز الاشياء نهاراً. أما في الليل فحدّث ولا حرج... وكان من نتائجها أن ترك مدرسته بعد وصوله إلى الصف الثاني المتوسط، لعدم قدرته على التركيز أو مشاهدة اللوح.

ويقترب عمر من الحالة نفسها. وبات يتعذّر عليه مشاهدة اللوح في مدرسته، لكنه ما زال يخضع لعناية خاصة تؤهله في الوقت الحالي، لاستكمال تعليمه. لكنه يعجز عن السير بمفرده نهاراً، في حين تنعدم الرؤية لديه في الليل بشكل كامل.
أما علي وابراهيم، فقد بدأت الغشاوة تظهر عليهما. وباتا يعانيان من ضعف واضح في النظر. وما يفاقم المشكلة، أن عمر وعلي وإبراهيم تحطمت نظاراتهم، التي سبق ووصفها الأطباء لهم، نتيجة سقوطها المتكرر على الأرض، بسبب ضعف أنظارهم.

ولم تعد إمكانيات الوالد، الذي باع أثاث منزله بكامله لتأمين بعض العلاجات، قادرة على شراء نظارات جديدة، مما يضاعف حجم الحالة التي تمّ عرضها خلال السنوات الماضية، على العديد من الأطباء في طرابلس والشمال وبيروت وسوريا، لكن من دون أي نتيجة إيجابية. وجاء في تقارير الأطباء <أن الأولاد الأربعة يعانون من نشاف في الشبكة. ويحتاجون إلى علاجات متطورة جداً في طب العيون>.

تقول الوالدة واضحة الشريف: <أولادي يحتاجون إلى علاجات متطورة غير متوفرة لنا. ولم نعد نملك شيئاً كي نبيعه، فقد <بعنا ما فوقنا وما تحتنا>، ولم نصل الى أي نتيجة. بل على العكس، فإن حالة أولادي تتجه نحو الأسوأ. وهم جميعهم في الليل مثل <العميان> لا يرون شيئاً. وخلال النهار يحتاجون الى المساعدة. وإنا كأم مستعدة لأن أضحي بعيني من أجل أولادي. وأطلق صرخة من قلب مجروح، الى كل المسؤولين المعنيين؛ والى أصحاب الضمير، بأن يساعدوا أولادي قبل أن يدركهم العمى، من خلال تأمين العلاج الصحيح لهم، في لبنان أو خارجه. فمن حق هؤلاء الشباب والأطفال أن يعيشوا كسائر الناس؛ وأن يعملوا على بناء مستقبلهم وأن يكونوا فاعلين في محيطهم>.

علاء، الذي بدأ اليأس يتسرّب الى نفسه نتيجة سوء حالته، يشير إلى أنه <يمضي كل وقته بين أربعة جدران في المنزل، لا يستطيع القيام بأي عمل، نتيجة الغشاوة الدائمة على عينيه>. ويُعرب عن خشيته من المستقبل <الذي بات مهدداً ومحفوفاً بالمخاطر>. ويتمنى في الوقت نفسه أن يتمكّن من العيش بأمان، ومن دون مساعدة أحد. وأن يجد من يتولى علاجه، بعدما نفدت كل مدخرات عائلته.

ويناشد عمر <كل المسؤولين في لبنان وأصحاب الأيادي البيضاء وفاعلي الخير، أن يعملوا على إنقاذه مع إخوته من العمى. وأن يمدوا يد المساعدة قبل فوات الأوان، لأن كل يوم يمر تزداد الحالة سوءاً. ونحن نريد أن نعيش مثل باقي البشر>.

ويقول الطفل علي: <أنا في الصف الرابع الابتدائي، مبسوط في المدرسة... بس المعلمات كل مرة بيطلبوا الماما، لأني ما عم شوف منيح على اللوح. وما عم أعرف إكتب.. أنا بحبّ الدرس وبدي إتعالج حتى صير أحسن؛ وإلعب متل كل الأولاد>.

ويتفق الطفل إبراهيم، وهو الصف الثالث الإبتدائي، مع شقيقه الأكبر علي، في الخوف من فقدان البصر. ويتخطى طفولته وسنواته العشر ليرفع الصوت عالياً، مناشداً الجميع مساعدته، ويقول: <أنا إساني صغير.. ويمكن صحّ من المرض إذا تعالجت... ساعدوني لأنو ما بدّي صير أعمى>.

Saowt
06-01-2006, 12:49 PM
الحمدلله الذي عافانا مما ابتلاهم به..
عالانتخابات القادمة وعليك خير بيبلشوا النواب بتقديم المساعدات الهزيلة

حازم فرج الله
06-01-2006, 04:46 PM
لا حولى ولا قوة الا بالله الله ايخفف عنهم ويرد بصرهم عليهم ربنا ايصبرهم على بلواهم

fakher
06-01-2006, 04:58 PM
الحمد لله الذي عافانا

لا حول ولا قوة إلا بالله

فـاروق
06-01-2006, 06:54 PM
ما قيمة حياة المرء ان لم يساعد اخوانه بما انعم الله به عليه...

سبحان الله..كل شيء في هذه الحياة يدعو الى الياس والقنوط...ولكن الامل والايمان بالله هو الحبل المتين الذي نتعلق به....

الحمد لله الذي عافانا...ولا حول ولا قوة الا بالله

mohammad
06-03-2006, 04:23 PM
للرفع..

اخي بلال.. سألني احد الشباب الذين قرأوا الموضوع عما اذا كان التواصل مع هذه الاسرة ممكنا...

من هناك
06-03-2006, 04:36 PM
اجل يمكن الوصول إليهم عن طريق السفير

من بضع سنوات ركبت في سيارة اجرة مع صديق لي وركب معنا رجل يملك عائلة كاملة من البنات البكم. سبحان الله 5 صبايا في عمر الزهور فقدوا نعمة الكلام.

المهم وعدته بالمساعدة وطلبت منه ان يتصل بي خلال الإسبوع ولكن للإسف لم يتصل ولا زلت حزيناً على حالته. لا حول ولا قوة إلا بالله

Saowt
06-12-2006, 07:40 AM
تقول: أنا زوجة وأم لابن وبنت، ومنذ أن بدأت حياتي مع زوجي ونحن نعيش حياة رغدة، وقد استعنت طوال حياتي الزوجية على تربية أولادي بمربيات عديدات، وكانت كل واحدة منهن لا تمكث عندي أكثر من شهرين ثم تفر من قسوة زوجي العدوانية بطبعه، فقد كان يتفنن في تعذيب أي مربية تعمل عندنا، ولا أنكر أنني شاركته في بعض الأحيان جريمته.

ولما صارت ابنتي في السابعة من عمرها وابني في المرحلة الإعدادية، جاءنا مزارع من معارف زوجي يصطحب معه ابنته الطفلة ذات الأعوام السبعة فاستقبله زوجي بكبرياء وترفع.
قال المزارع البسيط: أنه أتى بابنته لتعمل عندنا مقابل عشرين جنيها في الشهر، فوافقنا. وترك المزارع طفلته فانخرطت في البكاء وهي تمسك بجلباب أبيها، وانصرف الرجل دامع العينين.

بدأت الطفلة حياتها الجديدة معنا، فكانت تستيقظ في الصباح الباكر لتساعدني في إعداد الطعام لطفلي، ثم تحمل الحقائب المدرسية وتنزل بها إلى الشارع وتظل واقفة مع ابنتي وابني حتى يحملهما أتوبيس المدرسة، وتعود إلى الشقة فتتناول إفطارها، وكان غالبا من الفول بدون زيت، وخبز على وشك التعفن، ثم تبدأ في ممارسة أعمال البيت من تنظيف ومسح وشراء الخضر وتلبية النداءات حتى منتصف الليل فتسقط على الأرض كالقتيلة وتستغرق في النوم، وعند أي هفوة أو نسيان أو تأجيل أداء عمل مطلوب ينهال عليها زوجي ضربا بقسوة شديدة، فتتحمل الضرب باكية صابرة، ورغم ذلك فقد كانت في منتهى الأمانة والنظافة والإخلاص لمخدوميها، تفرح بأبسط الأشياء.

ورغم اعترافي بأني كنت شريكة لزوجي في قسوته على الخادمات وتفننه في تعذيبهن، إلاَّ أنه كانت تأخذني الشفقة في بعض الأحيان بهذه الفتاة، لطيبتها وانكسارها فأناشد زوجي ألاَّ يضربها، فكان يقول لي: إنَّ هذا "الصنف" من الناس لا تجدي معه المعاملة الطيبة.

واستمرت الفتاة تتحمل العذاب في صمت وصبر، وحتى حين يأتي العيد ويخرج طفلاي مبتهجين تبقى هذه الطفلة المسكينة تنظف وتغسل دون شقفة.

أما أبوها فلم نره إلاَّ مرات معدودة عندما يأتي لأخذ الأجرة، ثم يرسل أحد أقاربه لاستلام أجرتها الشهرية، كما لم تر أمها وأخواتها إلاَّ في ثلاث مناسبات محدودة: الأولى حين مات شقيقها الأكبر، والمرة الثانية حين مرضت مرضا معديا وخشينا على طفلينا من انتقال العدوى إليهما فأبعدناها إلى بلدتها، والمرة الثالثة عند وفاة أبيها.

وأنا أبكي الآن كلما تذكرت قسوة عقابنا لها إذا أخطأت أي خطأ، فقد كان زوجي يصعقها بسلك الكهرباء!! وكثيرا ما حرمناها من وجبة عشاء في ليالي البرد القاسية فباتت على الطوى جائعة، ولا أتذكر أنها نامت ليلة، عدة سنوات طويلة، دون أن تبكي!!

وتقول صاحبة القصة: وسوف تتساءل لماذا تحملت كل هذا العذاب ولم تهرب بجلدها من جحيمكم؟
وأجيبك: إن الفتاة حين قاربت سن الشباب خرجت ذات يوم لشراء الخضروات ولم تعد، فسأل زوجي البواب عنها وعرف أنها كانت تتحدث لفترات طويلة مع شاب يعمل لدى جزار بنفس الشارع، وأنه من المحتمل أن تكون قد اتفقت معه على الزواج حتى ينتشلها من هذه الحياة القاسية.

ولكن لم يمض أسبوع حتى كان نفوذ زوجي قد تكفل بإحضارها من مخبئها، واستقبلناها عند عودتها استقبالا حافلا بكل أنواع العذاب، فقام زوجي يصعقها بالكهرباء وتطوع ابني بركلها بعنف، إلاَّ ابنتي فإنها كانت تتألم بما يفعل بهذه الخادمة المسكينة.

وعادت المسكينة لحياتها الشقية معنا واستسلمت لمصيرها، فإذا أخطأت أو أجلت عملا لبعض الوقت يضربها ضربا مبرحا، وكنا نستمتع ونخرج في الإجازات ونترك لها بقايا طعام الأسبوع، ثم شيئا فشيئا بدأنا نلاحظ عليها أن الأكواب والأطباق تسقط من يديها وأنها تتعثر كثيرا في مشيتها، فعرضناها على الطبيب فأكد لنا أن نظرها قد ضعف جدا وأنها لا ترى حاليا ما تحت قدميها أي أنها أصبحت شبه كفيفة، ورغم ذلك لم نرحمها وظلت تقوم بكل أعمال البيت وتخرج لشراء الخضر من السوق، وكثيرا ما صفعتها إذا عادت من السوق بخضروات ليست طازجة، فأشفقت عليها زوجة البواب فكانت تشتري الخضروات لها حتى تنقذها من الإهانة والضرب. واستمر الحال هكذا لفترة من الزمن، ثم خرجت الفتاة ذات يوم من البيت بعد أن أصبحت كفيفة تقريبا ولم تعد مرة أخرى، ولم نهتم بالبحث عنها هذه المرة.

ومضت السنوات فأحيل زوجي للتقاعد وفقد المنصب والنفوذ وتخرَّج ابني من الجامعة وعمل وتزوج وسعدنا بزواجه، اكتملت سعادتنا حين عرفنا أن زوجته حامل، وبعد مرور شهور الحمل وضعت مولودها، فإذا بنا نكتشف أنه كفيف لا يبصر، وكانت صدمة قاسية علينا، وتحولت الفرحة إلى حزن، وعرضناه على الأطباء ولكن بلا فائدة. واستسلم إبني وزوجته للأمر الواقع، وأدخلنا حفيدنا حضانة للمكفوفين، وقررت زوجة ابني ألاَّ تحمل خوفا من تكرار الكارثة.

ولكن الأطباء طمأنوها وشجعوها على الحمل وشجعناها نحن أيضا، وحملت وأنجبت طفلة جميلة، وزف الطبيب إلينا البشرى بأنها ترى وتبصر كالأطفال، وسعدنا بها سعادة مضاعفة، وبعد سبعة شهور لاحظنا عليها أن نظرها مركز في اتجاه واحد لا تحيد عنه، فعرضناها على أخصائي عيون، فإذا به يصدمنا بحقيقة أشد هولا وهي أنها لا ترى إلاَّ مجرد بصيص من الضوء وأنها معرضة أيضا لفقد بصرها، فأصيب زوجي بحالة نفسية فسدت معها أيامه وكره كل شيء ونصحنا الأطباء بإدخاله مصحة نفسية لعلاجه من الاكتئاب.

وانقبض قلبي وتذكرت فجأة الكسيرة التي هربت من جحيمنا كفيفة بعد أن أمضت معنا عشر سنوات ذاقت خلالها أهوال الصعق بالكهرباء والضرب والهوان والحرمان، وساءت نفسي من الجزع، هل هذا عقاب السماء لنا على ما فعلناه بها؟!

وأصبحت صورة هذه الفتاة اليتيمة التي أهملنا علاجها وتسببنا في كف بصرها تطاردني في وحدتي، وتعلَّق أملي في عفو ربي عما جنينا في أن أجد هذه الفتاة وأكفِّر عما فعلناه بها. وبعد البحث والسؤال عنها علمنا أنها تعمل خادمة بأحد المساجد، فذهبت إليها أخضرتها لتعيش معي ما بقي لي من ايامي، ورغم قسوة الذكريات، فقد فرحت بسؤالي عنها وسعيي إليها لإعادتها، وحفظت العشرة التي لم نحفظها وعادت معي تتحسس الطريق وأنا أمسك بيدها، استقرت الفتاة معنا وأصبحت أرعاها بل وأخدمها هي وحفيدي الكفيفين وأملي ودعائي لربي أن يغفر لي ما كان، وأن أقول لمن انعدمت الرحمة في قلوبهم: إن الله حي لا ينام فلا تقسوا على أحد فسوف يجيء يوم تندمون على ما فعلتم في قوتكم وجبروتكم.

[جريدة "الأهرام" المصرية - 15/1/1991م]

شيركوه
05-12-2007, 09:20 PM
السلام عليكم
صحيح شو عاد صار معهم؟؟


ويرفس للاعلى