تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كابول: احتجاجات عابرة ام بدايات ثورة عارمة؟



من هناك
05-30-2006, 03:16 PM
شهدت العاصمة الافغانية كابول تظاهرات عنيفة مناوئة للوجود الامريكي في البلاد، عقب مقتل سبعة افغان في حادث سير نجم عن اصطدام رتل عسكري امريكي يضم عدة آليات عسكرية بسيارات مدنية في وسط كابول خلال وقت الذروة مما ادى الى اصطدامها بحوالي 12 سيارة مدنية والى مقتل سبعة افغان واصابة 16 آخرين على الأقل. واشتبك المتظاهرون المحتجون على الوجود الامريكي مع قوات الامن الافغانية لاكثر من ساعتين في وسط كابول. وعقب ذلك توجه المتظاهرون الى الحي الدبلوماسي حيث حاولوا اقتحام سفارات ومبان حكومية توجد هناك وهم ينددون بالرئيس حميد كرزاي والولايات المتحدة، وسمع أصوات إطلاق نيران غزيرة في أحياء عديدة في المدينة بما فيها قرب السفارة الأمريكية التي تم نقل طاقمها الى مكان آمن.

من جانبها، قالت وكالة الأسوشيتد برس إن قوات أمريكية وقوات أمن أفغانية أطلقت النار على محتجين من جراء حادث الاصطدام، مما أدى لمصرع أربعة أشخاص، نقلا عن مصادر شرطية وشهود عيان. وقذف المتظاهرون القوات الأمريكية بالحجارة، وهتفوا " تسقط أمريكا". وتم احراق عدد من سيارات الشرطة الافغانية، والعديد من المباني خلال الاحتجاجات العاصفة. كما تم انقاذ فريق تابع للاتحاد الاوروبي يضم 16 شخصا بواسطة جنود البحرية البريطانية.

الرئيس الافغاني حامد كرزاي سارع بدوره للظهور على شاشة التلفزيون الحكومي ليدعو الى الهدوء، ويتهم "محرضين" ولصوصا باشعال الاحتجاجات. وتعهد كرزاي باجراء تحقيق في حادث السير الذي اطلق شرارة الاحتجاجات.

تأتي هذه الاحتجاجات العارمة وفي العاصمة الافغانية تحديدا للتتزامن مع تصعيد في العمليات العسكرية للمقاومة الافغانية لتظهر ان العداء للوجود الامريكي في افغانستان امر منتشر في اوساط شعبية واسعة, الامر الذي يظهر بان المعارضين للوجود الاجنبي والمقاومين له يتمتعون بأجواء تأييد شعبية كبيرة توفر لهم غطاء واسعا من الدعم اللوجستي والقدرة على الاختفاء, مما يصعب من مهمة القوات الامريكية وحلفائها هناك.

الجدير بالملاحظة ان كابول شهدت اكثر من مرة احتجاجات كبيرة ضد الممارسات الامريكية المختلفة. فبعد تسرب أخبار تدنيس القرآن في جوانتناموا على يد الجنود الأمريكيين، اندلعت مظاهرات صاخبة في أفغانستان وصلت إلى كابول وإلى جامعتها، حيث تحرك مئات الطلاب ليحرقوا الأعلام الأمريكية ويرددوا الشعارات المناهضة للأمريكيين. كما ان قضية المتنصر عبد الرحمن والذي تدخل بوش شخصيا مع قطاعات واسعة من العالم الغربي في قضيته رافضين وبشكل قاطع محاكمته او ادانته اظهرت للافغاني العادي -والذي يتمتع بشكل عام بعاطفة دينية عميقة- ان حكومته لا تملك من امرها شئيا وان بلاده تفتقر لمقومات السيادة والاستقلال وان التدخلات الغربية تستطيع ان تتجاوز مؤسسات افغانستان التنفيذية والقضائية والتشريعية.

الرئيس الافغاني نال نصيبه من هتافات الشجب والتنديد من المظاهرات العفوية والتي اندلعت بعد الحادث المروري المميت ولن تنجح محاولاته على الاغلب في التعهد بإجراء تحقيق بالحادث بتهدئة المشاعر الشعبية الغاضبة والحانقة عليه. ففي العام الماضي وعشية زيارته لواشنطن طالب كرزاي الولايات المتحدة علنا باتخاذ إجراءات بعد ظهور تفاصيل حول تعرض سجناء أفغان لإساءات على يد قوات أمريكية داخل أفغانستان قائلا إنه أصيب بالصدمة وإنه سيثير القضية مع الرئيس الأمريكي جورج بوش مطالبا بمعاقبة الجنود المسئولين عن مقتل سجينين افغانيين وعن انتهاكات بحق آخرين نشرتها صحيفة نيويورك تايمز حينها. وبكل الاحوال فإن تلك المواقف لم تتبلور لنتائج على ارض الواقع.

تصرفات الجنود الامريكيين الرعناء ان كان في العراق او في افغانستان من قبيل التعامل باذلال وازدراء مع من يشتبه بهم ولو على اسس واهية الى انتهاك الحرمات والمحرمات والقصف العشوائي الاعمى والذي قضى على اعداد غفيرة في البلدين من الاطفال والنساء والشيوخ مع تقارير التعذيب في ابوغريب وباغرام وغيرهم, كل ذلك واكثر جعل الاجواء في كلا البلدين مهيئة تماما لإحتضان ودعم المقاومة المناهضة للوجود الامريكي واخذ كل تصرف امريكي مهما كان ضمن السياق العام من الاحباط والشعور العام بالغضب. فالحادث الذي فجر الاحتجاجات الصاخبة كان مروريا –وان لم يكن من السهل الجزم بظروفه- الا ان الافغانيين العاديين اعتبروه على الارجح استهتارا من العسكري الامريكي الذي اقترف الحادث بحياة وقيمة المواطن الافغاني العادي.
تظاهرات كابول العارمة ترسل اشارات قوية بأن صيف افغانستان سيكون شديدا وملتهبا على القوات الامريكية وحلفائها الموجوده هناك, فمثل هذه الاحداث والحوادث تدفع باعداد غفيرة من الشباب الافغاني والذي يعاني الامرين من الصعوبات الاقتصادية الخانقة والاحوال المعيشية القاسية والذي لم يعد يثق بالوعود الامريكية والغربية بالازدهار والاستقرار الى صفوف العناصر المقاومة للوجود الاجنبي في بلاده.
ياسر سعد

حازم فرج الله
05-30-2006, 10:16 PM
اللهم اجعلها بداية لثورة ضد الصليبين وارجع الحكم لدولة الاسلام يارب العالمين ان شاء الله تكون بداية لثورة عارمة تعيد الحق لاصحابه

مقاوم
05-31-2006, 05:45 AM
أحداث كابل الدامية ... هل ستكون شرارة لمعركة كبرى في أفغانستان!

إبراهيم العبيدي

لأول مرة تشهد العاصمة كابل تظاهرة عنيفة منذ الاحتلال الأمريكي لأفغانستان في عام 2001م.


التظاهرة الشبابية العنيفة جاءت إثر حادث سير سببته إحدى المركبات الأمريكية, والذي تسبب في قتل ثلاثة مدنيين أفغان، الأمر الذي ألهب مشاعر المئات من الشباب الأفغان, الذين قاموا برشق آليات قوات التحالف بوابل من الحجارة, حجارة المتظاهرين الغاضبين قوبلت بوابل من الرصاص لقوات التحالف والمارينز الأمريكي, مما تسبب بوقوع قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين يقدر عددهم بالعشرات.

لاشك أن الحادث كان عرضياً ولكن تداعيات الحادث لم تكن كذلك, وقد تصاعدت الأمور إلى درجة كبيرة, حيث أضرمت النيران بعدد من مراكز الشرطة وساحة البرلمان الأفغاني, ورفع المتظاهرين شعارات منددة بالوجود الأمريكي "الموت لأمريكا" وحكومة كرزاي.

الحادث عبر بشكل واضح عن أمور، أهمها:

• مدى الاحتقان السياسي والاقتصادي الذي يعيشه الشارع الأفغاني, فالوعود الوردية التي قطعها المحتل من استتباب الأمن, وازدهار العيش, وتطوير البلاد, ومكافحة المخدرات, وتوفير فرص العمل للمواطنين وما شابه ذلك, كلها ذهبت أدراج الرياح، ولم يحصد الأفغان إلا المزيد من التدهور الاقتصادي والأمني والسياسي، فمسلسل قتل المدنيين الأفغان في ازدياد والبطالة تجاوزت نسبة 70 % وزراعة وتصدير المخدرات جعلت من أفغانستان أن تتصدر المرتبة الأولى في العالم, بعد أن شهدت لها الأمم المتحدة في عهد طالبان بأن معدل زراعة المخدرات انحسر بشكل كبير.

• من المفارقة أن هذه التظاهرة حدثت في كابل وتحديداً في منطقة "خير خانة"، التي تعتبر معقلاً لما يسمونهم بالشماليين أو البنشيريين "الفرس"، المواليين للقائد البنشيري أحمد شاه مسعود, وهم الذين تحالفوا مع الأمريكان وسهلوا مهمة الأمريكان في السيطرة على كابل واحتلال أفغانستان. وهو ما يكشف بوضوح على حجم الاحتقان حتى عند أصدقاء الأمس .

• هذا التصعيد لا يمكن أن يكون وليد حادث السير العرضي, خاصة إذا أخذنا بنظر الاعتبار ما يدور على الساحة الأفغانية من وقائع وتطورات سياسية, تصريح برهان الدين رباني الرئيس السابق في حكومة المجاهدين ورئيس الجمعية الإسلامية في أفغانستان في خطابه قبل شهرين, قد أشار بوضوح إلى توتر العلاقة مع الحكومة وقوات الاحتلال وناشد أمراء وقادة الحرب السابقين, بأن يكونوا على أهبة الاستعداد لما هو قادم من الأيام، في إشارة إلى التهميش السياسي الذي يشكو منه تحالف الشمال في الحكومة الحالية.

• ويرى بعض المحللين أن مثل هذه الأحداث, ربما تكون نوعاً من تحويل الأنظار عما تقوم به حركة طالبان في الفترة الأخيرة من مقاومة ملحوظة ضد الأمريكيين وقوات التحالف، وهو بمثابة تسجيل حضور لتحالف الشمال مرة أخرى، لإيجاد موطأ قدم له في كابل, سيما إذا قرر الأمريكان مغادرة أفغانستان في عهد الإدارة القادمة، وهو ما يتوقعه كثير من المراقبين، ولاشك أن هاجس عودة حركة طالبان مرة أخرى يشكل تحدياً كبيراً للشماليين.

هذه التظاهرات العنيفة وما سببته من توتر في العاصمة كابل, أحرجت الحكومة الأفغانية, التي دائما ما كانت تلقي باللوم والاتهام المباشر لباكستان في دعم حركة طالبان للقيام بأعمال معادية للحكومة الأفغانية, هذه المرة لا يمكن أن تتهم باكستان إطلاقاً، إذ إن المظاهرة قام بها من يعتبر عدواً تقليدياً لباكستان وهو تحالف الشمال, وهم من قومية "الفرس" التي لا تربطهم أي علاقة قوية مع باكستان، بعكس "البشتون"، الذي تتكون منه حركة "طالبان"، ذات الامتداد القبلي الواسع في باكستان، مما يعني استهلاك مثل هذه الاتهامات في القادم من الأيام.

• هذه الأحداث قد أعطت وستعطي زخماً شعبياً وتأيداً كبيراً لحركة طالبان والقاعدة والحزب الإسلامي ـ جناح حكمتيار ـ وكل من يقاوم الاحتلال في المجتمع الأفغاني, في موقفهم من مقاومة الاحتلال، ووصف المتعاونين معه بالخونة لبلدهم وشعبهم ولدينهم, وأن الأمريكان هم غزاة محتلون لا يرعون مصالح الشعب الأفغاني, وأن شعار الحرية والديمقراطية أكذوبة كبرى حاول ترويجها الاحتلال وأعوانه, وهذه المجزرة في حق المدنيين العزل وبدم بارد خير دليل وشاهد .

• قطعاً، هذه الاحتجاجات سيكون لها ما بعدها, سيما وقد أزهقت فيها أرواح لمدنيين أفغان, والدم يتطلب ثأراً واجب الأداء لا يسقط بالتقادم، وهو أمر معروف تمليه الطبيعة القبلية للأفغان، حتى ولو بعد حين، فكيف إذا كان هذا الثأر مرتبطاً بمكاسب سياسية وعرقية، فالمسألة تكون أكثر تأكيداً.

• هذه الأحداث أبرزت بوضوح تململ كبير في الشارع الأفغاني، وهو مؤشر خطير لقوات الاحتلال والحكومة الأفغانية, خاصة إذا انتقلت عدوى هذه الاحتجاجات إلى ولايات أخرى، وهو ما يرجحه مراقبون في الفترة القادمة, هذه التظاهرة قد أضافت عدوا جديدا على الساحة الأفغانية كان مخفياً, ربما قد أعلن انضمامه من خلال هذه الأحداث إلى قائمة الأعداء الظاهرين كالقاعدة وحركة طالبان والحزب الإسلامي, وهو أمر يشكل عبئا جديداً وتعقيداً إضافيا على مهمة قوات الاحتلال والحكومة الأفغانية الموالية لها.

• المتابع للتاريخ السياسي الأفغاني، يستنتج أن العاصمة كابل دائما ما تكون آخر ما يصيبها الارتباك وعدم الاستقرار, وعند إصابتها بعدم الاستقرار وخروج الأوضاع الأمنية عن السيطرة, فإنه يعد بمثابة قرب انهيار للوضع السياسي في كابل، وهو ما يؤكده تاريخ الحروب في أفغانستان .. هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار نفوذ حركة طالبان في الوقت الحاضر، حيث أنها تسيطر على أربع ولايات في جنوب البلاد، بحسب ما صرح به مسئول الحركة العسكري ملا داد الله, وإذا ما أضيف إلى ذلك التوتر في الولايات الشرقية، وخاصة ولاية كنر, وكذلك ولايات الجنوب الشرقي للعاصمة كابل، وتحديدا ولاية خوست، التي تعتبر من أهم وأكبر معاقل المقاومة لحركة طالبان.
لذلك تعد هذه الأحداث مؤشرا خطيرا لمجريات الأمور في كابل, ويتوقع حدوث تغير جذري في الوضع العام في أفغانستان, الأمر الذي ينبئ فعلا بصيف ساخن في الساحة الأفغانية على قوات التحالف والحكومة الموالية لها, وهو ما ستظهره الأيام المقبلة القادمة ..

مجلة العصر

من هناك
05-31-2006, 03:58 PM
لقد بدأت التباشير إن شاء الله

مقاوم
06-01-2006, 04:44 AM
أفغانستان.. عنوان فشل القوى العظمى
تقرير- حسين التلاوي
http://www.al-aman.com/photos/issue_708/us_afg.jpg
تصاعدت العمليات العسكرية التي تقوم بها حركة طالبان في الأراضي الأفغانية في الفترة الأخيرة، بصورة تجاوزت كل فترات التصعيد التي تلت الغزو الأمريكي الدولي للأراضي الأفغانية، الذي بدأ في 7 تشرين الأول من العام 2001م كرد فعل أمريكي أولي تجاه العالم جرَّاء الاعتداءات التي ضربت رموز العسكرية والاقتصاد الأمريكية في 11 أيلول من ذلك العام، والتي عرفت فيما بعد بـ«أحداث 11 أيلول»، وقد أعلنت القوات التابعة لحركة طالبان سيطرتها على أجزاء واسعة من القسم الجنوبي من البلاد في تطوّرٍ هو الأخطر من نوعه منذ سقوط طالبان في تشرين الأول 2001م.
جنود من قوات الأطلنطي
يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي زادت فيه بريطانيا من عدد قواتها العاملة في الأراضي الأفغانية، إلى جانب بدء انتشار قوات حلف شمال الأطلنطي «الناتو» في أفغانستان لمواجهة مقاتلي حركة طالبان ولتغطية الانسحاب الجزئي الأمريكي من الأراضي الأفغانية، الذي جاء استجابةً لمتطلبات المأزق الأمريكي في العراق، ويتمثل هذا التصعيد في زيادة عدد العمليات التي تقوم بها حركة طالبان، وارتفاع جودتها التخطيطية، الأمر الذي أدى في إحدى العمليات إلى مقتل عشرة جنود أمريكيين في عملية إسقاط حركة طالبان لمروحية أمريكية من طراز «شينوك» قبل حوالى الأسبوع.
ولفهم الوضع القائم في الأراضي الأفغانية يكون من الجيد إلقاء الضوء على الخلفيات التي قادت الأمريكيين - ومن ورائهم المجتمع الدولي- إلى جبال أفغانستان، وأسباب تصعيد طالبان في الفترة الحالية، والعلاقة التبادلية بين الوضعين العراقي الأفغاني.
دخل الأمريكيون ولم يخرجوا!
بدأت الولايات المتحدة حملتَها السياسية ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة - الذي كان يعيش في ظل حماية الحركة - مباشرةً بعد الاعتداءات التي شهدتها الأراضي الأمريكية في 11 أيلول من العام 2001م، التي انتهت بانهيار برجَي مركز التجارة العالمي وتضرُّر مبنى وزارة الدفاع الأمريكية، وذلك في أسلوب أوضَحَ أن الإدارة الأمريكية كانت قد حددت نيتَها في ضرب أفغانستان قبل وقوع اعتداءات أيلول، وأن هذه الاعتداءات كانت الذريعة التي اتخذتها الولايات المتحدة لتمدَّ ذراعها العسكري في أنحاء مختلفة من العالم، مستندة إلى شعار «الحرب على الإرهاب»، وهو الشعار الذي كان مبرراً للمعتقد الذي تبنَّته الإدارة الأمريكية - التي يسيطر عليها المحافظون الجدد - وهو «الحرب الاستباقية» الذي يعني ضرب المصادر المحتمل أن يأتي منها خطرٌ قبل أن يصدر منها ذلك الخطر بالفعل.
ودخل الأمريكيون الأراضي الأفغانية، وبدأت الحرب ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة، وأدى ذلك إلى انهيار حركة طالبان وتولي التحالف الشمالي والأمريكيين السيطرة على الأراضي الأفغانية، وبدأ الأمريكيون يحتفلون بـ«النصر السهل» الذي تحقق في أفغانستان، معتقدين أن الظفر بأسامة بن لادن بات «مسألة وقت» فحسب، إلا أن الأمور لم تَسِرْ أبداً كما أراد الأمريكيون.
فقد شهدت منطقة تورا بورا الأفغانية الجبلية أول هزيمة معنوية للأمريكيين؛ إذ تحركت المعلومات عبر الجبال إلى آذان القيادات الأمريكية بوجود زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ومساعده الدكتور أيمن الظواهري في تلك المنطقة، فخرج الأمريكيون لاصطياد بن لادن والظواهري في عملية قَصد الأمريكيون بها إحداثَ أكبر قدر من الضجَّة الإعلامية لتبرير الغزو الأمريكي، إلا أن ما حصل كان على عكس ما أراد الأمريكيون؛ حيث تصدى مقاتلو طالبان والقاعدة للقوات الأمريكية على الرغم من قصف الأمريكيين للمنطقة بطائرات "B - 52" الثقيلة، وشاعت وسط الأهالي في المنطقة مقولة تؤكد أن أسامة بن لادن خرج لقيادة المعركة ضد الأمريكيين من فوق صهوة جواد؛ الأمر الذي ألهب حماس الأهالي والمقاتلين في طالبان والقاعدة؛ ما أدى إلى النهاية المحتومة للمعركة بفرار بن لادن وعدم قدرة الأمريكيين على اقتناص «الصيد الكبير» من تلك المعركة، وهو ما كان معناه «هزيمة القوات الأمريكية» التي شعر بعدها المراقبون أن الأمريكيين قد «تورطوا» في أفغانستان.
ومنذ ذلك الحين وبن لادن يختفي في الجبال ويرسل - هو وأيمن الظواهري - الأشرطة الصوتية والمصورة، فيما لا يزال يقوم تنظيم القاعدة أو التنظيمات المرتبطة به حول العالم بالعمليات الإرهابية التي ادعت الولايات المتحدة أنها دخلت أفغانستان لكي تخلِّص العالم منها، إلا أن الإرهاب لم يتوقف والأمريكيون لم يخرجوا من أفغانستان حتى الآن!!
تصعيد طالبان.. وفشل الأمريكان!!
بعد معركة «تورا بورا» التي وصفها أحد المحللين الأمريكيين بأنها «أولى حروب القرن» في كتاب ناقش الوضع الأفغاني وحمل ذات الاسم، استمر الوضع في الأراضي الأفغانية بين مناوشات من طالبان ورد من القوات الدولية والأمريكية، فيما تسير العملية السياسية الأفغانية كما خطط لها الأمريكيون والمجتمع الدولي لتأسيس منظومة سياسية تكون قادرةً على الظهور كرمز للتغيير الذي يريده الأمريكيون في دول الشرق الأوسط والعالم الإسلامي في حملتهم للقضاء على «الأنظمة غير الديمقراطية» حول العالم.
مقاتلون من طالبان
إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تصعيداً في العمليات التي تقوم بها حركة طالبان ضد الوجود الأجنبي في البلاد، وذلك على الرغم من بعض الضربات الأمنية التي تلقَّتها الحركة وتمثَّلت في اعتقال المتحدث باسمها لطيف الله حكيمي في تشرين الأول من العام 2005م، وذلك بعد أيام من تصريحاتٍ له أشار فيها إلى أن حركة طالبان قد استعادت عافيتَها وباتت أكثر تنظيماً وتسليحاً من الفترات السابقة، كما نقلت وكالات الأنباء عن بعض أعضاء في الحركة تأكيداتِهم على ذلك المعنى أيضاً، إلى جانب الإشارة إلى وجود أنواع كثيرة من الدعم تصب في صالح الحركة.
ومن أبرز العوامل التي قد تكون صبَّت في صالح حركة طالبان وأدت إلى تزايد قوتها وتوافر الدعم المالي والمعنوي واللوجيستي للحركة ما يلي:
1- تزايد حالة السخط بين أفراد الشعب الأفغاني تجاه الأمريكيين؛ بسبب الاعتداءات التي تقوم بها القوات الأمريكية على المدنيين؛ سواءٌ في العمليات العسكرية أو بعمليات دهم المنازل التي لا تراعي العادات والتقاليد القبلية، وهو ما دعا الرئيس الأفغاني حميد قرضاي إلى اتخاذ إجراء بمنع الأمريكيين من القيام بعمليات مداهمة إلا بعد الحصول على إذنٍ من السلطات الأفغانية، بالإضافة إلى مطالبته الأمريكيين بتقليل غاراتهم الجوية بسبب ما أوقعته من خسائر في صفوف المدنيين جرَّاء عمليات القصف العشوائي والتي استهدفت أحد الأعراس ذات مرة، وقد أدى ذلك السخط الشعبي إلى زيادة الشرائح التي تدعم طالبان في مواجهة قوات الاحتلال والقوات المتعاملة معها.
2- تردي الحالة الاقتصادية في البلاد على الرغم من دعوات الرفاهة التي أعلنت الإدارة الأمريكية أنها سوف تشيعها في الأرجاء الأفغانية، وهو ما ساهم في زيادة حالة السخط الشعبي ضد الأمريكيين وبالتالي التعاون مع أية جهة في سبيل الحصول على المال اللازم للمعيشة، وهو الأمر الذي أوجد العديد من المتعاونين من أبناء المجتمع الأفغاني مع حركة طالبان.
3- تزايد الدعم المقدم من أفراد قبائل البلوش المقيمين في الأراضي الباكستانية عبر الحدود مع أفغانستان، ويأتي ذلك جرَّاء العمليات الأمنية التي تقوم بها القوات الباكستانية في منطقة القبائل في وزيرستان؛ بغرض القضاء على تواجد حركة طالبان، إلى جانب سقوط صاروخ أمريكي على المنطقة قادمٍ من أفغانستان بغرض استهداف الظواهري وعدد من قيادات تنظيم القاعدة.
4- ساهمت حالة الانفلات الأمني القائمة في أفغانستان في سهولة استخدام أعضاء حركة طالبان للحدود في تسريب المعلومات والحصول على الأسلحة وتهريب الأموال، وقد عبَّر أحد المواطنين الأفغان عن تردي الوضع الأمني في البلاد بقوله: إن هناك إقليماً يطلق عليه الأفغان اسم نورستان، ويقول المواطن الأفغاني إن هذا الإقليم يُعتبر من الخطورة؛ بحيث إن أعضاء حركة طالبان يخشون الوصول إليه بسبب عدم توافر الأمن فيه!!
5- تظهر العلاقة مجدداً بين الملفَّين العراقي والأفغاني في هذا العامل؛ حيث تقول الأنباء إن عدد المقاتلين العرب الناشطين في العراق تراجَع إلى ما بين 900 إلى 1000 مقاتل، وذلك وفق تصريحات أخيرة لوزير الداخلية العراقي السابق بيان صولاغ، وبالتالي فإن من الواضح أن المقاتلين العرب الذين دأبوا على التدفق الى العراق قد وجدوا لأنفسهم وجهةً أخرى هي أفغانستان مجدداً، ويرجّح هذا العامل تأكيد بعض المصادر الأمنية الباكستانية وجود عدد من العرب بين قتلى حادث إطلاق الأمريكيين للصاروخ على منطقة القبائل الباكستانية؛ ولعل هذا ما أدى إلى الخلاف بين زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي وبين قيادات القاعدة؛ ما أدى إلى تنحية الزرقاوي عن القيادة السياسية وتوليه القيادة العسكرية فقط.
6- إعلان الزعيم الأفغاني قلب الدين حكمتيار دعمه لتنظيم القاعدة في شريط مصور جرى بثه مؤخراً، أكد فيه حكمتيار أنه «يتمنى» القتال تحت قيادة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وهو ما يُعتبر دعماً كبيراً لتنظيم القاعدة وبالتالي حركة طالبان؛ نظراً إلى الحجم الكبير لقوات حكمتيار ونفوذه القبلي الذي سيقدم المساعدة الكبيرة لحركة طالبان، وهو ما بدت آثاره في الفترة الحالية.
الديمقراطية الأمريكية.. ضلَّت الطريق!
بات من الواضح أن الوضع في أفغانستان قد أظهر أن الخطط الأمريكية لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي لن تلاقي النجاح المرجوّ؛ بسبب انفصالها عن الواقع، وهو ما يتبدى في عدم دراسة الأوضاع الداخلية للدول التي تريد أن تطبق فيها خطط نشر الديمقراطية؛ الأمر الذي قاد إلى أن تبقى القوات الأمريكية في أفغانستان لمدة خمس سنوات دون النجاح في ضرب تنظيم القاعدة أو اصطياد زعيمه أسامة بن لادن أو حتى القضاء على حركة طالبان.
إلى جانب ذلك فقد عجز الأمريكيون عن بناء دولة مؤسسات قادرة على تلبية طموحات الشعب الأفغاني في مستوى معيشي مناسب بعيد عن آثار الحرب التي تعيشها البلاد منذ الغزو السوفياتي للأراضي الأفغانية عام 1979م، وهو ما يعتبر دلالةً كبيرةً على فشل المشروع الديمقراطي الأمريكي؛ حيث إن الاقتصاد هو المفتاح الرئيسي للاستقرار، وهو ما تدركه الولايات المتحدة، حيث سبق أن استخدمت الاقتصاد لتحقيق أهدافها في العديد من بقاع العالم.
إذن يستمر تصاعد نفوذ طالبان في أفغانستان، وهو التصاعد الذي يوضح الفشل الأمريكي في أفغانستان، ويؤكد أن الديمقراطية الأمريكية ضلت الطريق وسط جبال أفغانستان!!}

مقاوم
06-01-2006, 04:48 AM
المقاومة في أفغانستان
هل تؤشر الى فشل ذريع للمشروع الأميركي

ابراهيم المصري - جريدة الأمان
عندما بدأت القوات الأمريكية غزو أفغانستان بعد أقل من شهر على تفجير برجي التجارة العالمية ومبنى البنتاغون (7 تشرين الأول 2001)، أدرك العالم كله أن الخطط كانت موضوعة سلفاً وأن النوايا الأمريكية كانت واضحة باتجاه اسقاط نظام حركة طالبان، سواء من أجل إيوائها أسامة بن لادن أو اهانتها تماثيل بوذا أو غير ذلك من الذرائع. وقد سبق للإدارة الأمريكية أن دفعت المخابرات الباكستانية أوائل التسعينات كي تدعم وترعى هذه الحركة التي نشأت في المدارس الدينية الباكستانية، حتى تكون بديلاً لأي نظام إسلامي تسعى حركات الجهاد الأفغانية لاقامته في أفغانستان على أنقاض الاحتلال السوفياتي لهذا البلد، لكن عندما تحوّلت حركة الطالبان الى «نظام»، واستطاعت نشر لوائها في كل أنحاء أفغانستان، فلا بدّ من تقويض هذا المشروع، وقد كان ذلك بعد أحداث 11 أيلول 2001 التي أثارت حفيظة الإدارة الأميركية وأذلت كبرياءها لأول مرة في تاريخها القصير.
يومها بدأت الطائرات الأمريكية العملاقة قصف العاصمة كابول ومراكز الحكومة في مختلف المناطق الأفغانية، منطلقة من قواعدها في باكستان وحاملات طائراتها في الخليج، فاضطرت زعامة الطالبان الى مغادرة المدن الكبرى واخلاء الثكنات والمؤسسات الحكومية حفاظاً عليها وعلى من بقي من الشعب الأفغاني، فلاحقتها الطائرات الأمريكية الى جبال توار بورا، وقصفت أكواخ الفقراء في القرى الأفغانية بحجة أنها تؤوي زعماء الطالبان أو تنظيم القاعدة، واستمر ذلك طيلة الخمس سنوات الماضية دون توقف، لكن حركة طالبان لم تلق سلاحها، ولم تعلن استسلامها، ولم تسلّم أسامة بن لادن للأمريكيين، ولم تطلب منه مجرد مغادرة البلاد.. مما أكد ثقة الشعب الأفغاني بالحركة، رغم كل ما يمكن أن يقال فيها وفي قدراتها السياسية وأهليتها لبناء دولة.
استطاعت حركة طالبان خلال سنوات حكمها الخمس (1996 - 2001) أن تسيطر على معظم الأراضي الأفغانية، وأن تنشر الأمن في مختلف ربوع البلاد، وأن تنزع سلاح الميليشيات القبلية، وان تحجّم نفوذ أمراء الحرب بشتى توجهاتهم.. والأهم من كل هذا أنها وضعت حداً لزراعة وتجارة المخدرات لأول مرة في تاريخ أفغانستان، بعد أن فشلت كل الجهود التي بذلتها الهيئات الدولية في محاربة هذه التجارة، على اعتبار أن زراعة الأفيون ومشتقاته وتعاطي المخدرات أو تصنيعها والاتجار بها.. كل ذلك حرام.
أما اليوم، بعد خمس سنوات على الحرب الأمريكية الظالمة المدمّرة على أفغانستان، ماذا حققت هذه الحرب؟! لم تستطع اعتقال أحد من قيادات تنظيم القاعدة ولا حركة الطالبان، على الرغم من حملات الاحتجاز التي تستهدف الآلاف، وايداعهم المعتقلات التي تنتهك القيم الانسانية، سواء على الأراضي الأفغانية أو في غوانتنامو، وتبديد مليارات الدولارات من أجل استمرار هذه الحرب التي أزهقت أرواح مئات الألوف من الأبرياء، وهدمت مئات القرى، وأبادت الثروة الزراعية والحيوانية في هذا البلد.. ورغم كل هذا فإنها لم تستطع انهاء الحرب ولا القضاء على حركة الطالبان، وأتاحت الفرصة لأمراء حرب من المتعاملين مع قوات الاحتلال كي يمارسوا ويحموا زراعة وصناعة المخدرات، وان تسترد أفغانستان من جديد دورها في هذه التجارة القذرة التي تفسد العالم كله، ارضاء لرغبات الحكومة الأمريكية في اسقاط حكومة الطالبان وتعقب أسامة بن لادن.
منذ أيام نقلت وكالات الأنباء عن ممثلي ولايَتيْ قندهار وهلمند (في الجنوب الأفغاني) بمجلس الشيوخ «أن حركة طالبان تسيطر على أكثر من ستين في المائة من الأراضي الأفغانية، وأن الولايات الجنوبية باتت أشبه بكتلة من النار أو اللهب في مواجهة القوات الأمريكية». كما ترددت أنباء عن مقتل مائتي جندي أمريكي خلال الاسبوع الماضي حين شنّت حركة طالبان هجوماً كبيراً على بلدة غرب قندهار. وقد تزامنت هذه التطورات مع بدء القوات الدولية للمساعدة في احلال السلام (ايساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي رفع عدد جنودها الذين يدعمون القوات الأميركية من تسعة آلاف الى ستة عشر ألفاً، استعداداً لتولي مسؤولية الأمن في الجنوب بدلاً من القوات الأمريكية.
أما النظام الذي أقامته قوات الاحتلال في كابل، فإن زعيمه (حامد كرزاي) لا زال يعيش تحت حماية القوات الأمريكية، وهو يتحرك الآن في بعض دول الجوار من أجل مساعدته في بناء جيش أفغاني وشراء أسلحة ومعدات، احتياطاً لانسحاب القوات الأمريكية فيما لو جاء رئيس أمريكي ديمقراطي، أو سيطر الحزب الديمقراطي على الكونغرس في الانتخابات القادمة. وقد صرح يوم الأربعاء الماضي بعد زيارته لدولة الامارات العربية المتحدة «ان بلاده سوف يستمر اعتمادها عسكرياً على القوات الأجنبية من خمس الى عشر سنوات»، وأنه طلب من قائد قوات التحالف الجنرال الأميركي ايكنبيري ايضاحات عن قصف قرية أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين..
وكمؤشر لحالة عدم الاستقرار في أفغانستان واضطراب أوضاع قوات الاحتلال فيها، نشرت دورية «فورين أفايزر - شؤون خارجية» تقريراً صادراً عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، ينقل وقائع مؤتمر عقد في لندن في شهر كانون الثاني الماضي حضرته ستون دولة معنيّة بالشأن الأفغاني اضافة الى الأمين العام للأمم المتحدة. وبعد أن يستعرض التقرير العقبات التي حالت دون استقرار الوضع في أفغانستان، يتحدث في الجزء الثالث عن الأوضاع الاقتصادية، ويشير الى أن صادرات الأفيون المنتج في أفغانستان مثلت من حيث عوائدها 38% من الناتج القومي (بعيداً عن تجارة المخدرات الأخرى)، وان «80% من عوائد تجارة المخدرات تذهب الى التجار الكبار والعصابات والزعماء الفاسدين في الحكومة الأفغانية وليس للمزارعين الفقراء..».
بقي جانب جدير بالتوقف عنده. لماذا عادت الأحداث في أفغانستان الى الواجهة بعد أن كاد الناس ينسون أن هناك احتلالاً تواجهه مقاومة إسلامية، في ظل سيطرة الشأن العراقي على الساحة الإعلامية؟! يقول بعض العارفين ان دخول زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار على خط المواجهة بعد سنوات من الغياب قد يكون وراء تطور عمليات المقاومة. اذ من المعروف أن حكمتيار لجأ الى إيران أواسط التسعينات وأقام في طهران، رغم خلافه السابق مع القيادة الإيرانية، وأنه منذ بداية عام 2004 أحلّ مجلس شورى حزبه من مسؤولياته، ثم عاد متخفياً الى أفغانستان، ولم يره بعد ذلك أحد.. الى أن أعلن الشهر الماضي تعاونه مع تنظيم القاعدة، وبالتالي مع حركة الطالبان في اطار مواجهة قوات الاحتلال. فهل يكون لهذه الخطوة مفاعيل في اطار المواجهة القائمة مع القوات الأمريكية؟! كل المؤشرات تدل على أن مواجهة قوات الاحتلال في أفغانستان سوف تكون أكثر ايلاماً وفاعلية منها على الساحة العراقية، وان سقوط المشروع الأميركي بالكامل بات وشيكاً.

من هناك
06-01-2006, 10:34 AM
بارك الله بك اخي مقاوم
الإنتفاضة قادمة في كل مكان

مقاوم
06-01-2006, 10:40 AM
إن ثرى أفغانستان الذي روته دماء الشهداء
من عرب وعجم لا بد وأن يزهر ويثمر "والله
غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"