تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عظماء على فراش الموت



Jinane
01-03-2003, 10:53 AM
إن الله عز وجل أخبرنا أن الموت سبيل كل حي، ولا بد للإنسان أن يلقى مصيره ذاك، فقال تعالى :" كل نفس ذائقة الموت"
وما أشد سكرات الموت وغمراته! قال ابن عباس : أخر شدة يلقاها المؤمن الموت. ولهذه السكرات فوائد ، كالأجر وتكفير الذنوب ورفع الدرجات وتكميل الفضائل. هذا بالنسبة للمؤمن. أما الكافر فسكرات الموت التي يلاقيها إن هي إلا زيادة في العذاب وتشديد في ساعة النزع.
فالإنسان في لحظاته الأخيرة من حياته إما أن يجزع لهول ما يلقاه أو يشتاق إلى لقاء ربه. وما أكثر الذين عبروا عن شوقهم في تلك اللحظات، فها هو أبو الدرداء يقول: أحب الموت اشتياقاً لربي .
وقد رأيت أن أجمع قدراً من أقوال العظماء : من الخلفاء والعلماء والمجاهدين والصحابة والتابعين والشعراء ...وأقدمها لكم ، لتكون عظة لمن اعتبر، وذكرى بأن ساعة الموت اتية لا ريب فيها، وأن على المرء أن يستعد للقاء ربه، فالحياة فانية، والمحاسبة ضرورية في الدنيا قبل الموت، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً يا أرحم الراحمين .
اللهم ثبت قلوبنا عند حضور الموت واجعلنا ننطق بالشهادة بيسر سهولة لنلقاك وأنت راض عنا يا رب العالمين.

*عبادة بن الصامت : هو عبادة بن الصامت الأنصاري الخزرجي ، أبو الوليد : صحابي من الموصوفين بالورع، شهد العقبة، كما شهد بدراً وسائر المشاهد ، ثم حضر فتح مصر وهو أول من ولي القضاء في فلسطين . توفي سنة 34ه .......
قال الصنابحي: دخلت على عبادة بن الصامت وهو في الموت، فبكيت، فقال: مهلاً لم تبكي ؟ فوالله لئن استشهدت لأشهدن لك ، ولئن شفعت لأشفعن لك، ولئن استطعت لأنفعنك.
ثم قال : والله ما من حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم في خير إلا حدثتكموه إلا حديثاً واحداً، وسوف أحدثكموه اليوم، وقد أحيط بنفسي( معناه قربت من الموت ).
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرم الله عليه النار"

*خبيب بن عدي الأنصاري الأوسي ، شهد بدراً ، واستشهد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولما قتل ابتلعت الأرض جثته فسمي : بليع الأرض..
قال أبو هريرة : فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحِلّ قال لهم خبيب : دعوني أصلي ركعتين، فتركوه، فركع ركعتين، فقال : والله لولا تحسبوا أن ما بي من جزع لزدت.
ثم قال : اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا ثم أنشد يقول :
فلست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال (جمع وصل وهو العضو) شلو (هو الجسد) ممزع (مقطع)
ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله...

وإلى اللقاء مع قصص أخرى لعظماء على فراش الموت .........