تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا كانت حركات الجهاد السلفية وحدها على صواب ؟



رائد
05-23-2006, 01:52 PM
أمة الإسلام .. عقيدتها ثابتة .. ودعوتها واحدة .. وأهدافها مشتركة .. وطريقها ذو اتجاه واحد ..

فعقيدتها : لا إله إلا الله محمد رسول الله .. قولاً وعملاً .
ودعوتها : دعوة إلى اجتناب الطاغوت وتوحيد الله وعبادته وتحكيم شريعته .. والتمسك بكتاب الله وسنته .
وأهدافها : إقامة سلطان الله في الأرض .. والعمل لدينه من أجل النجاة في الدنيا والآخرة ..
وطريقها : طريق الأنبياء والمرسلين والسلف الصالحين .


هذا هو دستور المسلمين الذي كان يجب عليهم – كأمة - أن يلتزموا جميعاً به .. ولكن في هذا الزمان عم الجهل فأصبح للجهل مشايخ وهيئات ومؤسسات وأحزاب .. أما العلم فأصبح متهماً بالتطرف والشذوذ ، ولا عجب من ذلك لأننا نعيش علامات الساعة ونعيش أجواء آخر الزمان. إلا أن القيامة لم تقم بعد .. ولم ينزل المسيح الدجال .. ولم تطلع الشمس من مغربها .. ولم تظهر يأجوج ومأجوج.. وهذا يعني أن أمة الإسلام لم تفنى بعد ولا يزال بها رمق .. وأن كتاب الله لا يزال يُتلى .. وأن الطائفة المنصورة لا تزال ظاهرة على الحق لا يضرها من خذلها .. وأن دعاة الإسلام لا يزالون على العهد الذي أخذه منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته . ولا تزال قلوب المؤمنين تستحضر قوله تعالى : { اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون } .. فهم يعلمون أن هذه الآية هي تحذير من الله سبحانه وتعالى على اقتراب يوم القيامة .. فلا مجال للعب .. ولا وقت للتفكير في ملذات الدنيا وشهواتها .. لا وقت سيعود على صاحبه بالفائدة سوى الوقت الذي يبذله العبد في سبيل مرضاة ربه ونصرة دينه .


في هذا الزمان العصيب .. الذي اشتد فيه الصراع بين التوحيد والشرك .. وبلغت الأحقاد اليهودية والصليبية ذروتها ضد من آمنوا بالله واليوم الآخر .. ظهرت معادن جنود الإسلام الصادقين الذين خرجوا من رحم هذه الأحداث والفتن والابتلاءات.. وتميزت الصفوف ، فظهر المؤمن على صدقه .. وبان المنافق على كذبه ، وانكشف باطل أهل البدع والأهواء والتوجهات المنحرفة على ما هم عليه من جهل وضلال .


فأصبح المسلمون الموحدون الذين زادهم الله علماً وفقهاً في أمور دينهم ودنياهم، أصبحوا يعلمون جيدا أن طريق النصر الذي رسمه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو وحده طريق الجهاد ، وليس طريق ما يسمى بالسلام والديمقراطية والهدنة الدائمة مع الأعداء .

لقد تكفل الله بحفظ دينه والدفاع عنه إلى يوم القيامة .. وتعهد بأنه هو الغالب ولا سبيل لأعدائه بالنصر، لكن الله يمهلهم ولن يهملهم ، قال تعالى {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي } .. وقال عز من قائل : { ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين } . فكان المجاهدون الذين يقاتلون من أجل عودة سلطان الإسلام ، هم جنود الله في الأرض كما أن الملائكة هم جنوده في السماء .. وكانوا هم وحدهم من رفع راية الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .. ومن قرأ تاريخ الأمة الإسلامية لوجد أن المجاهدين وأنصارهم من العلماء كانوا هم وحدهم الوجه المشرق لهذه الأمة .. لأنهم حملوا على عاتقهم مسؤولية القيام بهذه الدعوة والتضحية من أجلها .. وكانوا أساتذة العلم والمعرفة، لم يمنعهم الجهاد من طلب العلم .. ولم يمنعهم طلب العلم عن الجهاد في سبيل الله .. كانوا رهباناً في الليل وفرساناً في النهار. لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله .. وما سواهم فكانوا على هامش التاريخ أو لم يكن لهم أثر يُذكر. والتاريخ لا يتحدث إلا عن أصحاب الخير وأصحاب الشر .. أي من كان له أثر في مجريات الأحداث والتأثير على الواقع. أما أهل الحياد فالتاريخ لا يتحدث عنهم . لأن الذين يعيشون لأنفسهم ولا يبالون بهموم أمتهم وبناء مستقبلهم فإن التاريخ لا يذكرهم أبداً ولا يلتفت إليهم لأنهم لم يبنوا مجداً ولم يقيموا صرحاً ولم يصنعوا حضارة .

عرف الموحدون أحباب الرسول - صلى الله عليه وسلم – وغرباء هذا الزمان ، أن الطائفة المنصورة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي طائفة تسير على خطى الأنبياء والرسل، وتكمل مسيرة الصحابة والتابعين . فكانت عقيدتهم ثابتة لا تقبل الاجتهاد، وكانوا يستمسكون بالكتاب والسنة ويتحاكمون إلى الشريعة حتى لو كان ذلك مخالفاً لآرائهم أو لما تستحسنه عقولهم أو تميل إليهم نفوسهم. وكانوا لا يتنازلون عن مبادئ الدين وثوابت العقيدة حتى لو انطبقت السماء على الأرض . لم يكونوا يجتهدون في أمور لا تقبل الخلاف والشك مادام هناك نص شرعي ثابت .. فإذا كانت أفكارهم وآراؤهم تخالف ما جاء في الكتاب والسنة، كانوا يضربون بأفكارهم عرض الحائط ويلتزمون ما أمر الله به. وهذه هي أهم ميزة يتميز بها أهل السنة والجماعة عن غيرهم من الفرق والمذاهب المعاصرة التي حادت عن الطريق . ولهذا نعلم لماذا كانت الحركات السلفية الجهادية وحدها على صواب دون سائر الجماعات والأحزاب .

قال تعالى : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم }

ولو تفحصنا حال المسلمين هذه الأيام .. لوجدنا هذا ينتمي لحزب دعوي لا علاقة لدعوته بالجهاد .. وآخر ينتمي لجماعة خيرية لا علاقة لها بشؤون السياسة والدولة .. وآخر ينتمي لحركة سياسية لا علاقة لها بأمور الدين وأحكام الفقه .. وآخر ذو اتجاه صوفي معتزل عن واقع الحياة .. وآخر يتبنى بعض التوجهات العلمانية التي تنادي بالديمقراطية والحرية لكافة شرائح الشعب بغض النظر عن الملة والعقيدة . وآخر وآخر ..!


ولو أتينا لنحاكم هذه الطوائف والفرق على أساس الإسلام .. لوجدنا كل واحدة منها لها عقيدتها وفتاواها وفكرها الذي يتصادم مع صريح الآيات والأحاديث.. وأن كل واحدة منها تزعم لنفسها قيادة الأمة وتصحيح مسارها وتوعية المسلمين .. ولم تكن لتحدث هذه الفرقة والاختلافات والانشقاقات لولا غياب دولة الخلافة الإسلامية التي رحلت وتركت المسلمين بلا دولة وقائد . ولكن المسلم العاقل الواعي يعلم خطأ توجه هذه الجماعات لأنها لا تتمسك بالقرآن والسنة في كل الأمور والأحوال .. وإنما تخضع لاجتهادات عقلية وأهواء نفس ولكن تحت شعار الإصلاح والدعوة والتربية وبعض الشعارات الخادعة الجذابة التي يجيدون رسمها على الورق ويتخيلونها في أحلام اليقظة دون أن يعيشونها واقعاً في حياتهم .


فبعد ولادة الحركة السلفية الجهادية المعاصرة، التفتت أنظار العالم إلى منهج جديد في توقيته قديم في تاريخه .. منهج يختلف كلية عن مناهج الجماعات الإسلامية ذات التوجهات غير الجهادية. فهو منهج قائم على فهم حقيقة الإسلام وواقع الحياة وفهم علة الوجود وطبيعة الصراع .. منهج رباني ليس من اجتهادات البشر. وإنما هو منهج متكامل شامل لا بديل عنه لكل المسلمين حتى قيام الساعة .. ولا يقبل الله أن يكون لعباده منهج آخر سوى هذا المنهج الحق . إنه منهج الأنبياء والرسل والصحابة والتابعين .. منهج لم تدركه عقول بعض الجماعات الإسلامية المعاصرة .. ولكن أدركه أعداء الله من اليهود والصليبيين فعلموا أنه خطر حقيقي يهدد كيانهم وعروشهم وقاموا بمحاربته ومحاولة القضاء عليه، وأطلقوا عليه مصطلح "الإرهاب" كي يكسبوا تأييد وتضامن من يظنون في هذا المصطلح ظن السوء . ومما يبعث على الأسى والحزن أن بعض المسلمين من ذوي العقول القاصرة لا يزالون يجهلون حقيقة الواقع ودوافع الدول والحكام لمحاربة من يسمونهم بالإرهابيين . إن الإرهاب الذي تحاربه الدول والأنظمة الحاكمة هو عقيدة الإسلام ، عقيدة أهل السنة والجماعة الذين يترجمون عقيدتهم إلى قول وعمل . ويطبّقون منهج الرسل والأنبياء ومن سار على هديهم واقتفى أثرهم. إنه منهج التوحيد والجهاد .. منهج الولاء والبراء في الله . منهج الحب في الله والبغض في الله . هذا هو الإرهاب الذي اجتمعت كل أمم الكفر والردة على إعلان الحرب عليه .


فكان العداء لأتباع هذا المنهج ، من كل حدب وصوب .. حتى بعض الجماعات والأحزاب الإسلامية كان لها حظ في معاداة المجاهدين الموحدين .. إذ لم تهدأ أقلام هذه الجماعات من تجريح المجاهدين والطعن في عقيدتهم وأعراضهم ونواياهم. وكثير من هذه الجماعات تتسارع للاعتذار للغرب وأمريكا عما يقوم به المجاهدون من غزوات وبطولات ترد كيد الأعداء في نحورهم. لن تجد جماعة إسلامية تقول لك أن المجاهدين السلفيين على صواب .. لأن كل جماعة تعتقد أن الصواب هو حكر عليها وحدها . ونقصد بالمجاهدين هنا الذين يقاتلون من أجل تحكيم الإسلام وقتال الطواغيت وأنصارهم المرتدين، هؤلاء هم السلفيون الذين يعودون بالأمة إلى ماضي أسلافها من توحيد وجهاد . توحيد لله وجهاد من أجله . ولا ننكر أن الجهاد من أجل تحرير الأرض من المحتلين هو فرض عين .. فمقاومة المحتل هي فطرة سليمة موجودة عند كل بني البشر وليس عند المسلمين وحدهم ، إلا من كان خائناً عميلاً كافراً في عقيدته وفي عُرف الناس. حتى الإنسان الفرنسي والروسي والإيطالي لا يقبل أن يأتي أحد ليحتل أرضه ومزرعته وبيته. هذا في حال إذا كانوا على دين غير دين الإسلام، فكيف إذا كانوا مسلمين ؟ لا شك أن المسلمين هم أولى وأحق في الدفاع عن أرضهم وديارهم من العدو المحتل . ولكن قضية الأمة مزدوجة وهي طرد الكفار من بلادنا والعمل من أجل تحكيم الإسلام ومحاربة الكفر والفساد الناتج عن تغييب منهج التوحيد والولاء والبراء . إذ أن أكبر سبب لجرأة أعداء الله على احتلال ديار المسلمين هو عدم وجود دولة الإسلام التي تقف عائقاً أمام أحلام وأطماع الكافرين . فكان العمل لإعادة دولة الإسلام هو الشرط لمنع أي محاولة خارجية للاعتداء على بلاد المسلمين ومقدساتهم . ولا يكون العمل لتحقيق هذا الشرط إلا بالجهاد المسلح ضد الطواغيت الذين يحكمون بلاد المسلمين لحساب أسيادهم اليهود والصليبيين .


إن المجاهدين السلفيين لا يقاتلون استجابة لحماستهم العاطفية أو طلباً للإمارة كما يظن أهل القعود والإرجاء .. ولكن استجابة لأمر خالقهم ومعبودهم الذي حذرهم من ترك القتال فقال :

{يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل * إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير }

واعلم أخي المسلم أن مصير الأمة لا تحسمه الانتخابات البرلمانية ولا الحروب الكلامية.. وإنما تحسمه قوة السلاح النارية إلى جانب قوة الإيمان والإرادة . وليس النصر مرهوناً بالمعاهدات والاتفاقيات، ولا بالمظاهرات والمناشدات .. وإنما بالقتال والجهاد .