تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صناعة الامل او صناعة الأحلام؟



من هناك
05-19-2006, 08:25 PM
يعيش مجتمعنا المسلم وخاصة جيل الشباب، في عصر لم يرَ فيه إلا الهزائم والانكسارات ولم يعايش إلا ضياع البلاد وقتل العباد، كل ذلك في جو يعاني فيه الناس جميعا من أزمة اقتصادية وأخلاقية خانقة تحيط بهم من كل الجوانب، ولكن الكارثة الحقيقية هي أننا نسمع ونرى في بعض الأحيان نماذج من البشر تطل على مسامعنا فتتحدث وتتشدق ·· فإذا بها تبث روح اليأس في شبابنا· واليأس والقنوط ليسا من خلق المسلم فالله تعالى قال: وَلاَ تَيـأَسُواْ مِن رَّوْحِ ا للَّهِ إِنَّهُ لاَييأَسُ مِن رَّوْحِ ا للَّهِ إِلاَّ لْقَوْمُ لْكَافرون، وقال ابن مسعود: (أكبر الكبائر الإشراك بالله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله)· فبأي عقل وبأي منطق وبأي شرع وبأي لسان يتحدث هؤلاء؟

هل من المقبول شرعا وأخلاقا أن يأتي أحدنا إلى من احترقت قلوبهم لآلام الأمة، ثم يقول لا أمل أمامكم··؟َ!؟، هل من جوهر وحكمة الإسلام أن نخاطب جيل المستقبل والغد فنقول له لا تعمل ولا تسعى فلا أمل لديك··؟!؟، بل هل من صفات المسلم الحق أن يسعى لنشر روح اليأس والإحباط بين صفوف المسلمين··؟!؟

ماذا سنقول إذن لمن أخطأ وأراد أن يتوب؟·· هل نقول له أكمل السير في طريق الشيطان فإنه لا أمل··؟! وماذا نقول لمن ابتلاه الله في رزقه أو صحته أو ولده··؟!، وماذا نقول لمن انهكته العلل وأخذ الموت أحبابَه··؟!؟· بل ماذا نقول لمن سُدت في وجهه منافذ الرزق وأبواب الحلال··؟!، هل نبرر له ارتكاب كل الفواحش لأنه وبكل ببساطة ····· لا أمل؟!؟·

إن الدنيا دار البلاء فمن سخط فعليه، ومن رضي فله الرضا، فمع الألم يصنع الأمل، وإذا حل الأجل انقطع العمل ولكن كلنا إيمان ويقين بأن رحمة الله وفضله يسعان كل شيء، وأن الإنسان في الدنيا متقلبٌ بين حزن وسرور، وضيقٍ وحبور، ولكن العاقبةَ لمن اتقى، وصدق الله العظيم إذ قال: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى·

لذلك نقول أن الإنسان يحيا بين الخوف والرجاء، والدعوة إلى الله تعالى تكون بالترهيب حينا وبالترغيب أحيانا والله تعالى قد أخبرنا عن سيدنا زكريا وكيف صبر على عقم زوجته ولم ييأس فجاءه الفرج ، قال تعالى: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ·

وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ضرب لنا المثل الأعلى في عدم اليأس، فقد مر في حياته مآسي لم تمر على أحد من الخلق، وعانى من أعدائه ما لا يستطيع بشر أن تحمله ومع ذلك ما رأينا ولا سمعنا موقفا واحدا في سيرته العطرة فيه يأس أو فقدان للأمل، لأنه عليه الصلاة والسلام قد أنزل عليه قول الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ، فآمن به وعمل على هديه· كيف لا وهو الذي لمس وعاش هذه المعاني الراقية، ألم يحاصروه اقتصاديا فأكلت الأردة ما اتفقوا عليه··؟!؟ ألم يبيتوا النية على قتله فحاصروا منزله ليلا فخرج من بينهم فلم يبصروه بقدرة الله··؟!؟، ألم يلحقوا به عند الهجرة وأصبحوا على مرمى حجر منه فلم يروه··؟!؟، من الذي يسر كل هذه الأمور أليس الله تعالى، فكيف نقول لا أمل إذاً؟!·

فيا أيها المسلمون·· ويا أيها الغيورون على أمة الإسلام إياكم ثم إياكم واليأس، فإنه هادم الأمم ومثبط الهمم وسبب زوال النعم؟!؟ أما أنتم يا من تريدون بث اليأس في صفوفنا فاتقوا الله في شبابنا و مجتمعاتنا، اختاروا إن شئتم الترغيب والترهيب ولكن ليس الترهيب والتيئيس····؟!؟ وأرجوكم أرجوكم·· تعلموا فن صناعة الأمل··

وإذا العنايةُ لاحظتك عيونُها نم فالحوادثِ كلهن أمانُ

" الشيخ بهاء الدين سلام

حازم فرج الله
05-19-2006, 08:38 PM
صدقت اخى بلال وحياك الله واتمنى من الله ان يمد الامة بروح الامل ويجعل شبابها و ممكن فيهم الامل الدائم

من هناك
05-19-2006, 08:55 PM
بارك الله بك اخي حازم

سوف اسميك سفير حماس في المنتدى :)
ارجو ان لا يستغلها اطفال فتح كتهمة :)

عبد الله بوراي
09-20-2011, 02:54 AM
لولا الأمل ......

مقاوم
09-20-2011, 03:35 AM
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ..........