تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يا عون لا تهتم ... عندك شيعة بتشرب دم



من هناك
05-11-2006, 01:52 AM
مئات الآلاف <دعموا> هيئة التنسيق وتدفقوا إلى رياض الصلح طوال ساعتين
التظاهرة النقابية السياسية: الغرام بين <الحزب> و<التيار> ينزل إلى الشارع

عند الثانية والربع تقريباً، لم يعد الحاجز الذي صنعه عناصر انضباط حزب الله صالحاً. انكسر امام الضغط البشري الشديد الذي ملأ النفق والشارعين المؤديين إلى جادة بشارة الخوري. وتدفق الناس ليملأوا الجادة قبل أن يضطر عناصر الانضباط إلى الوقوف في حاجز ثان لم ينفع بدوره.. وهكذا مشت تظاهرة ثانية قبل انطلاق الرسمية بربع ساعة. التظاهرة الأولى كانت تضم بضعة آلاف.
بدءاً من الثانية والنصف انطلقت التظاهرة الرسمية. طوال ساعتين سيستمر عبور السيل على عرض شارعي الجادة. جسر المشاة بالقرب من <الثانوية العاملية> نقطة استراتيجية للمصورين الصحافيين لالتقاط صور الحشد. من هناك، كان يمكن أن نرى رأس التظاهرة غارقاً في وسط البلد بينما يمكن رؤية البشر عند قصقص بالعين المجردة. نحن أمام مئات الآلاف من المتظاهرين. لا شك في أن الرقم الذي وضعه وزير الداخلية أحمد فتفت <لانطلاق التظاهرة>، أي الأربعين ألفاً، هو رقم غير واقعي. فالوزير لم يشر إلى طريقته العلمية في الحسابات. هذه الطريقة التي استخدمها نفسها ليعلن في 14 شباط <أن العدد في ساحة الشهداء قبيل بدء الاحتفال تجاوز المليون>. فتفت عاد ليقول إن الرقم فاق المئتين وخمسين الفاً. لا بأس. لعبة الأرقام هذه صارت معتادة. هناك تظاهرة دعت إليها <هيئة التنسيق النقابية> ودعمها حزب الله والتيار الوطني الحر والحزب الشيوعي اللبناني وحركة أمل وآخرون، وقد انطلقت بزحف بشري هائل.
في المقام الأول هي تظاهرة شبابية. وفي المقام الثاني هي ذات غالبية شيعية، وإن كان للشيوعيين الحمر والبرتقاليين الكثير فيها. الشيعة كانوا غالبية. ولم يلتزم الكثيرون منهم بالهتافات التي تبثها مكبرات الصوت من السيارات. مشهد الشبان الذين ينظمون مسيراتهم في داخل المسيرة الكبرى تكرر على طولها. الهتافات <غير المنضبطة> التي تعكس السبب الرئيسي لنزول هؤلاء إلى الشارع كانت سياسية صرفاً.

نجما الهتاف من دون منازع كانا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والجنرال ميشال عون. شبان الضاحية الجنوبية وجدوا من واجبهم أداء التحية للجنرال. هكذا، وبعد الضرب على الرؤوس، كانوا يرفعون الشارة العونية الشهيرة ويهتفون.

في ما يلي باقة من الهتافات الجديدة على سمع الشارع اللبناني:
عون ونجادي وبري وابو هادي.
هرّي هرّي هرّي، نصر الله وعون وبري.
<الله ونصر الله والضاحية كلها>.

هتاف ليس جديداً على المراهقين المنفعلين الذين استبدلوا الضاحية ب<الرابية> أحياناً. هم أنفسهم سيهتفون، للنكاية الصرفة بما يلي: <ليلة عيد ليلة عيد، الليلة ليلة عيد، بدنا نجدد للحود من أول وجديد>. غير أن العبارة المذهلة التي اخترقت كل التوقعات كانت: <ميشال عون لا تهتم. عندك شيعة بتشرب دم>. ولأن الشيعة كرموا المردة بهتاف: <إنت البطرك يا سليمان>، رد هؤلاء التحية بأحسن منها: <يا الله يا الله احفظ لنا نصر الله>. ومع أن الهتافات الرسمية عبر المكبرات أولت رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اهتماماً شديداً، إلا ان الشارع فضل في كثير منه أن يهتف ضد النائب وليد جنبلاط.

عناصر حزب الله تولت أمن التظاهرة. وقفت في صف دفاع ثان امام كل القوى الأمنية الموجودة. هذا ليس جديداً على حزب الله. كانوا قد وصلوا في باصات قبل انطلاق التظاهرة لينتشروا في نقاطهم. وبجديتهم، ضبطوا الحشد على إيقاعهم. وبين كل الرايات، كانت راية هذا الحزب هي الوحيدة المقموعة من قبل عناصر انضباطه. وكاد مراهق يبكي وهو يتوسل عنصر الانضباط أن يعيد إليه رايته الصفراء المصادرة لأنه رفعها. المراهق لم يسترجعها إلا بعدما وعد ووفى بإخفائها تحت ثيابه. في ما عدا ذلك، رافق العلم اللبناني الكثير من رايات أمل وحركة الشعب والحزب اللبناني الديموقراطي وغيرها. وكان يمكن ملاحظة الشيوعيين بثيابهم الحمر وأغانيهم وهتافاتهم المختلفة، والأهم كان عدم ذوبانهم في التظاهرة.
الهيام الشيعي العوني كان في أبهى حلة يوم أمس. كما أن صورة الجمع لم تشبه للحظة تظاهرة الخامس من شباط المشؤوم. نحن هنا أمام مزيج بشري متعدد الألوان والأعمار آت من مناطق لبنانية مختلفة، وإن كانت بيروت وضواحيها الرافد الأكبر. مزيج لم يكن بوارد الشغب من اللحظة الأولى وحتى الأخيرة. غير أن هذه الجموع الهائلة من الشبان بدت غير مكترثة تماماً للشعار النقابي وفضلت عليه الشعار السياسي المناكف للآخرين في البلد.

سياسية أم نقابية، سؤال تافه بالطبع. التهمة بأنها تظاهرة مسيسة كانت مردها إلى الهتافات غير الرسمية التي رفعت. ماذا إذاً عن خطيب الاحتفال الرئيسي: حنا غريب؟ هو أستاذ ثانوي. لم يكن ليرى نفسه يوماً متكلماً في هذا البحر من البشر، لكن كلمته حملت ما يجب حمله من مطالب لم يكن فيها خطاب سياسي مباشر. اما الشعارات الرسمية للتظاهرة فكان منها: حقوقنا المكتسبة خط احمر. ارفعوا ايديكم عن لقمة عيشنا. لا للضرائب والفساد. الشأن التربوي ليس شركة تجارية.
أين السياسة في هذا؟ لا سياسة. السياسة تكمن في هذا العشق العوني الشيعي الذي يخرج لأول مرة كتفاً بكتف إلى الشارع. شبان يرقصون مختلطين عند تمثال رياض الصلح ويهتفون للزعيمين. مجموعات تتبادل مديح بعضها هتافاً. شابة برتقالية تعانق أخرى محجبة وتقفزان معاً. السياسة تكمن ايضاً في الجمع نفسه الذي لم ينصت تماماً لغريب وهو يلقي خطابه من خلال مكبرات صوت عجزت عن إيصال الصوت إلى الجمع الذي كان قد أصيب بالإرهاق بعد المشوار الطويل تحت الشمس من البربير حتى ساحة رياض الصلح، وقد كان ممنوعاً عليه، بسبب سد القوى الأمنية المنيع، الاقتراب من ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وساحة الشهداء، كما كان ممنوعاً عليه ايضاً الدخول إلى وسط البلد، فما كان منه إلا أن ملأ كل الأمكنة الأخرى، قبل ان يتفرق في اتجاهات كثيرة. هل من سياسة في هذا المنع؟
اين السياسة في التظاهرة؟ الحشد الهائل الداعم لهيئة التنسيق هو حشد سياسي تماماً. التظاهرة سياسية حتماً. ليس هذا هو السؤال بالطبع.

السؤال في مكان آخر: في لبنان، أين التهمة في أن تكون التظاهرة سياسية ما دام وزير الداخلية نفسه يقول رأيه السياسي المباشر غير المحايد في مؤتمر صحافي كان من المفترض أن يشرح فيه الإجراءات التقنية لوزارته وأجهزته الأمنية، فإذا به يحاكم في نيات المتظاهرين السياسية والنقابية؟

FreeMuslim
05-11-2006, 08:19 AM
يعني هؤلاء دراكولا " مصاصي دماء "