تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مسلسل التحدي للأسلام فيلم-ماروك) العداء للاسلام



ابو علاء المغربي
05-09-2006, 10:34 PM
"ماروك".. فيلم التسامح اللامتكافئ!


2005/12/29

بلال التليدي** (http://islamonline.net/arabic/arts/2005/12/article17.shtml##**)
http://islamonline.net/arabic/arts/2005/12/images/pic17a.jpg
بوستر الفيلم

قبل فترة أطل علينا الفيلم الإسرائيلي "آموس جيتاي" "منطقة حرة" طارحًا التساؤل حول حتمية العلاقة بين العربي والإسرائيلي في فلسطين والأردن وكل ما تتضمنه هذا العلاقة من خوف وتردد وعدم ثقة، وفي الوقت نفسه أطل فيلم "ماروك" للمخرجة المغربية ليلى مراكشي طارحا هذه العلاقة بين المسلم واليهودي من منظور غير متكافئ.
ففيلم "ماروك"، والذي يعرض حاليا في الصالات المغربية يحكي قصة فتاة (غيثة) ارتبطت بيهودي (يوري) في علاقة حب، لكن هذه العلاقة لم يكتب لها أن تتحول إلى زواج نظرا للثوابت المجتمعية والدينية التي تمنع زواج اليهودي من مسلمة، لتكون النتيجة بخيار المخرجة التي أنهت عملها الدرامي بحادث سير راح ضحيته "يوري" اليهودي متخلصة من المشكلة بشكل يعطي درامية أكبر للقضية، كما يضفي رمزية لليهودي الذي كان ضحية ثوابت "متخلفة" بمنظور رسالة الفيلم الفنية، وأيضا ضحية حادثة مادية.

لتعبر بذلك الموت المادي عن الرمزية الاعتبارية الكبيرة التي شكلها موت اليهودي في خيال كل الذين عايشوه بما في ذلك الذين وقفوا ضد علاقته بـ"غيثة" الفتاة المغربية المسلمة.

"ماروك" والنموذج القيمي

أهم ما يرسله الخطاب الفني لهذا العمل الدرامي هو النموذج القيمي، فمنذ الوهلة الأولى يصور الهوة الصارخة بين نموذجين مختلفين، نموذج صلاة حارس السيارات ونموذج المشهد الجنسي داخل السيارة على جنبات أحد الملاهي الليلية.
المشهد الأول يعكس الصدمة القيمية التي تجلت أكثر من خلال الحوار الذي دار بين الشرطي وأصحاب المشهد الجنسي. بلغة مغربية مشحونة بالقيم تفوه الشرطي بقوله: "آش كا ديرو مالكم في السويد؟". فهو حوار يكشف بعمق طبيعة الهوة الصارخة بين النموذج القيمي السائد في المغرب الذي يستنكر مثل هذه الممارسات التي تتم بشكل علني فاضح، وبين النموذج الذي يجعله الفيلم عينة لتمثيل المغرب.
والمتأمل في الأمكنة التي جرت فيها أحداث الفيلم يخرج أيضا بنفس النتيجة، فمن فيلا عائلة "غيثة" الفخمة ذات المسبح والفضاءات الجميلة، إلى الملاهي الليلية، و"ليسي ليوطي"، وفيلات الدار البيضاء، و"شاليه" على الشاطئ، والسيارات الفارهة. فهي أمكنة تبين إلى حد كبير النموذج القيمي الذي يريد هذا العمل الدرامي إبرازه. فهي فضاءات الأقلية والنخبة المغربة المنفصلة تماما قيميا ومرجعيا عن ثوابت الغالبية العظمى من المغاربة.
فإذا انتلقنا إلى الزمان يلحظ المتأمل أن أحداث الفيلم تجري بنسبة كبيرة في فترة الليل، وهو ما يعني أن هذه القيم الغربية لا تتمظهر واقعيا إلا في الظلام، فهي لا تستيقظ إلا حين تنام الثقافة المجتمعية السائدة أو حين تخلد إلى راحتها الطبيعية.
فإذا نظرنا إلى الأشخاص فهم عينة من تلاميذ مدرسة "ليوطي" الذين يتبنون قيما مختلفة ويعيشون حياة متغربة تمثل الحياة الفرنسية أكثر من تمثيلها للحياة المغربية.

الدين والقيم
http://islamonline.net/arabic/arts/2005/12/images/pic17.jpg
المخرجة المغربية ليلى مراكشي

اللافت هو اختيار مخرجة العمل أن تدور مجمل الأحداث المركزية له في شهر رمضان المبارك، واختيارها لا يمكن أن يبرر إلا بالنظر إلى نموذج القيم التي تقترحها على الشعب المغربي من خلال فيلمها. فأغلب الشخصيات لا تأبه بهذا الشهر، وأحيانا تكون لغة السخرية والتمرد على قيم الدين بارزة في شكل كوميدي: فـ"غيثة" تتعلل دائما بكونها حائضا فلهذا تفطر، والأب يقول في يوم العيد: "لو أن رمضان زاد بيوم واحد لقتلت أحدا ما".
ولقد صورت المخرجة شهر رمضان بنحو بارد وكئيب تنعدم فيه كل الرحمات الربانية وكل العبادات، وحتى جو الإفطار حرصت على إظهاره بنحو بارد يغلب فيه طابع الفردية واللامبالاة.
فموعد الإفطار يختار "لخروج بالغ الأهمية" لغيثة مع يوري اليهودي. فهي لا تأبه بهذا المنسك الإسلامي، وهي تختار أن تستثمر لحظة الهدوء الكبير وانشغال الكل بالأكل لتظفر بعشيقها وتطبع معه العلاقة التي طالما بحثت عنها بكل شغف.
والمتأمل في الفيلم أيضا يلمس الحضور المتكرر للأذان الإسلامي لا كمعلمة دينية وحضارية ذات رسالة تربوية وتعبدية، ولكن كرمز بارد يكون دائما خلف الحدث، وأحيانا معبرا عن الغياب والهزيمة أمام النموذج الذي يجري فعلا على الأرض. فالمؤذن لا يأبه إليه أحد بينما المراقص الليلية تشهد حيوية كبيرة.

القضية الأساس

الفيلم في الحقيقة لا يطرح فقط قصة حب بين يهودي ومغربية، إنما يحاول أن يفجر قضية دينية شرعية بدعوى تطرفها ومعارضتها للتسامح. فطالما لم يتتوج هذا الحب؛ فما هي الأسباب التي ينتقدها الفيلم بكل عنف؟.
الأمر يعود حسب سياق الفيلم إلى الثوابت المجتمعية والقيم الدينية التي تمنع ارتباط مسلمة بيهودي، ولقد صورت المخرجة نموذج "غيثة" الفتاة الثائرة المقتنعة تماما بما تفعل، غير المكترثة بكل العوائق التي تقف دون إتمام مشروع حبها.
فهي أولا لا تؤمن بقيود الأديان، فليس هناك مانع ديني يحول بينها وبين أن ترتبط بيهودي، وهي أشد تمردا على ما أسمته بإسلام عائلتها المنافق. فهي بذلك تطرح تصورا ثائرا على القيم وعلى الثوابت المجتمعية، مستثمرة الغياب الكلي للإسلام المعياري الحقيقي وماضية إلى أقصى الحدود في علاقتها مع اليهودي.
الفيلم يعرض أيضا لنموذج مقابل لفتاة تنتمي لنفس الأقلية الثائرة المتمردة على القيم، ولكنها حزينة ومضطرة لتساير عائلتها التي فرضت عليها أن تتزوج زواج مصلحة وتبقى في المغرب وتكمل دراستها مع المغاربة...!!
نموذج تدبير قضية التسامح الذي طرحه الفيلم تطرح أكثر من سؤال، فبينما يعيش اليهودي حياته الطبيعية المنسجمة مع رؤيته الخاصة، ويطرح أفكاره بكل قوة، تغيب قيم "غيثة" المسلمة، فهي تفطر في رمضان، وتسخر من الدين، وتلبس النجمة السداسية وتستمتع بمظاهر اللهو الماجن وتطلب من اليهودي أن يقسم بتوراته.
وإذا أضفنا إلى ذلك الحضور البارد لكل مظاهر التدين نلمس طبيعة التسامح المقترح في الفيلم؛ إنه تسامح لا متكافئ، يعتمد إلغاء كل الخصوصيات، وعدم الاكتراث بالقيم والعقيدة الإسلامية، ويتماهى بشكل مطلق ليس فقط مع النموذج التغريبي الذي اجتهد الفيلم في عرضه، ولكن مع ثقافة اليهود ونماذج عيشهم واختياراتهم.

نماذج ثلاثة

إضافة إلى ذلك يلحظ مشاهد الفيلم إنه يطرح ثلاثة نماذج من الإسلام:

- الإسلام المنافق الذي تمثله عائلة غيثة، هذا الإسلام الفارغ من المضامين، وهو الذي سمح للعائلة أن تشتري سكوت عائلة فقيرة قتل "ماوو" أحد أبنائها في حادثة سير.
- الإسلام التائب: ويمثله محمد "ماوو" أخو غيثة الذي رجع من لندن متدينا، إذ إنه صار يعيش صحوة ضمير، ويتذكر جريمته، ويعيش عزلة كبيرة، وأحيانا مشاركة بمنطق العزلة. وهو الذي أعطى للفيلم بعض الحيوية بخصوص الحوار العائلي الميت، فهو الذي طرح المشكلة: "تعلق أخته غيثة بيوري اليهودي" وكان سببا في أزمة منع غيثة من الخروج ومن الهاتف، ولقد صوره الفيلم بنحو بعيد عن العنف والتطرف، غير أن دلالة هذا التصوير ستنكشف في المشهد الأخير الذي يظهر فيه "ماوو" يعتذر بكل قوة لأخته غيثة على ما فعله، "ويتوب"؛ لأنه كان يحمل بمنظور الفيلم تصورا لا متسامحا، واضطر تحت ضغط الصدمة "موت يوري" أن يراجع مفهومه ويتبنى الطرح المتسامح، ويتوب عن إسلامه السابق.
- الإسلام المستنير الذي تمثله "غيثة"، الإسلام المتسامح الذي لا يجعل الأديان عقبة أمام السعادة الإنسانية. وهو بمنطق الحال إسلام مستلب تغيب فيه كل قيم الذات لتظهر قيم الآخر الذي يفرض نموذجه الوحيد ويصهر فيه كل المستلبين.

من زاوية أخرى

وعلى الرغم من أن الفيلم قد اجتهد لإرسال هذا الخطاب الفكري وهذا النموذج القيمي، إلا أن التتبع لمجريات الفيلم يسمح بقراءة أخرى لم تقصدها مخرجة الفيلم، ولكن الأحداث فرضتها بمنطقها وسيرورتها.
فالعينة المختارة لتبليغ الخطاب لا تعبر عن شرائح المغرب الواسعة، والقيم المبثوثة ليست إلا مفاهيم أقلية صغيرة تعيش واقع الخراب الفكري والتفكك الأسري. والأماكن والزمان والشخوص كلها تتجه في اعتبار أن الفيلم حقيقة يعكس أزمة النموذج القيمي الغربي الذي تعيشه هذه الأقلية. فهي تعيش بؤسا أخلاقيا، وتفككا أسريا كبيرا، وهي تقضي مجمل أوقاتها في المراقص وحفلات المجون، ولا تستمتع بأي دفء اجتماعي، ولا تعيش نسمات رمضان ولا أجواء العيد، وهي تحس بغربة كبيرة داخل بلدها؛ لأنها مستلبة ثقافيا وقيميا. ومن الطبيعي في الأخير وهي تحس هذه الغربة وهذه القطيعة أن تختار الهجرة إلى لندن البلد الذي يعكس اغترابها.
الفتاة غيثة "النموذج" لهذه الأقلية تختار لندن لتعيش الانسجام في المفاهيم، وتبدد غربتها التي عاشتها بالطبع فيما يسمى "ببلدها"، وهي رسالة إلى النخبة الأقلية المتغربة التي تحيى انفصاما عقديا وقيميا خطيرا، وتعيش تفككا أسريا كارثيا، ويراد لها أن تمثل المغرب وتطرح أفكارها عليه كي تصنع مستقبله.

وإني لأعتقد أنها زاوية مفتوحة للنظر نطل من خلال الفيلم على بعض إشاراتها التي لم تتفطن المخرجة وهي تجتهد في إرسال خطاب معكوس.

بين اتهام وحق

وبعد، حين طرح هذا الفيلم، اجتهد البعض في إشهاره وعرضه وكأنه فيلم سيحدث ضجة كبيرة وسيلقى اعتراضا كبيرا من طرف الأصوليين؛ ولأن الفيلم يتضمن بالفعل لقطات جنسية من الناحية الفنية كثير منها غير مبرر اللهم الرغبة في تطويل الفيلم، إلا أن القصد من هذا الإشهار يبقى مفهوما بالنظر إلى المقاصد التجارية. ويبدو أن القصد اتجه إلى تهيئة الجو، أو صناعة الضجة أكثر من واقع الفيلم نفسه.
فالفيلم من التقويم الفني يبقى ضعيفا من حيث السيناريو ومجريات الأداء الدرامي، وطوله غير مبرر فنيا، ولولا جودة التصوير فيه لكان عملا غير مقبول بجميع المعايير الفنية.
وإذا كان البعض قد حاول استثمار ما يسمى بالأصوليين، كوسيلة إشهارية للفيلم عبر ما يسمى بتشكيل جبهة الاعتراض من أجل إعطاء قيمة حقيقية للفيلم. فالمقتضى الفني يلزم الناقد المتأمل أن يقف المرء عند نموذج التسامح اللامتكافئ الخطير.
كما نؤكد أن نقد الفيلم ينبغي أن يبقى حقا للجميع، يستوي في ذلك الأصولي وغيره، ولا يجوز بحال أن يعترض عليه أحد، أو يصادر حقه بدعوى التطرف والإرهاب ومعاداة الديمقراطية، وأحيانا بتهمة زرع الكراهية ومعاداة السامية.
منقول منhttp://islamonline.net/arabic/arts/2005/12/article17.shtml

fakher
05-10-2006, 11:12 AM
لا حول ولا قوة إلا بالله

حرب عسكرية .. حرب ثقافية ... حرب اقتصادية

وأين نحن من الدفاع عن ديننا ؟؟!!!!