تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مـــسجــــــــد أوســـلــــــو: مــــــاذا حــصـــــــل؟



من هناك
05-08-2006, 01:49 AM
لثلاثة أسابيع متوالية عمدت الشرطة النروجية إلى حراسة مسجد جماعة أهل السنة في أوسلو. كانت خلافات حادة ظهرت بين طرفين من الجماعة حول حق الإشراف على المسجد. والطرفان يمثلان عائلتين باكستانيتين ثريتين تتمتعان بالنفوذ المالي وسط مرتادي المسجد.

في الأسبوع الرابع اعتقد رجال الشرطة أن الهدوء استتب بين المتخاصمين وأن الأمر لم يعد يستدعي حضورهم. غابت الشرطة ولكن بدلاً من الهدوء وقع اشتباك عنيف في قلب المسجد استعمل فيه المتشابكون البلطات والسكاكين.

النتيجة: جرحى نقلوا إلى المستشفى ودم كثير سفح على سجادات الصلاة في بيت الله.

العائلتان المتخاصمتان هما: عائلة مالك رضا وعائلة خالد محمود. الخلاف بينهما قديم يعود إلى بداية تأسيس " مركز جماعة أهل السنة في النروج" قبل ثلاثين سنة. فقد سعت كل عائلة للسيطرة على المركز من طريق القوة المالية، ذلك أن مثل هذه السيطرة توفر الوجاهة والنفوذ والحظوة في صفوف الناس.

وتفجر الخلاف أخيراً بشأن تعيين إمام للجامع العتيد. كانت عائلة مالك رضا أرادت "استيراد" إمام من العائلة من باكستان هو العلامة مشتاق أحمد ليشرف على المسجد فأثار هذا حفيظة عائلة خالد محمود التي رفضت الأمر. وحين أصر الطرف الأول على موقفه "استوردت" عائلة محمود بدورها إمامها الخاص من الباكستان فصار للجامع إمامان. واستمر الأمر على هذا النحو شهوراً عديدة حتى عاد الإمام الثاني، ويدعى نعمت علي شاه إلى باكستان لزيارة أهله. استغل مالك رضا وأنصاره الفرصة وأعلنوا التخلص من الإمام نعمت شاه وقالوا إنه لم يعد إماماً.


كان هذا بمثابة القشة التي قصمت ظهر المسجد فاندلع القتال وتناثرت الدماء.

يقول مالك رضا: هناك بالتأكيد صراع على النفوذ في المركز والجامع وحاولنا حله سلمياً ولكن الطرف الآخر رفض ذلك. لم يأتِ النزاع الدموي بين الطرفين مفاجئاً لأحد فقد كان الجميع يتوقع اليوم الذي تنفجر فيه الخلافات إلى العلن. ولكن المستهجن هو اتخاذ الصراع هذا الشكل الدموي في بلد أوروبي وفي قلب المسجد.

تم اعتقال أربعة أشخاص من المتورطين في النزاع. وبادرت بلدية أسلو إلى فتح تحقيق في الأمر بعد أن وردت إليها شكاوى من حدوث احتيالات مالية أيضاً. كان المركز حصل على مبلغ 1,44 مليون كرون كدعم من الحكومة النروجية (الحكومة النروجية تدعم كل الجماعات الدينية المتواجدة في النروج). كان المركز أعلن عن وجود 5000 منتسب، ولكن تبين لاحقاُ أن المئات سجلت أسماؤهم مرتين و587 لم يكن لهم سجل ميلاد في النروج و415 لم يكن لهم وجود في النروج و36 من المسجلين كانوا متوفين.

هكذا يبدو وكأن أكبر مركز إيماني غير مسيحي في النروج يتخبط بين أيدي المشرفين عليه ممن لا يتورعون عن اللجوء إلى كل شيء من أجل السيطرة والنفوذ.



ترجمة واعداد نزار أغري - أوسلو