تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كل الخيرات في الصبر على الجوع ونقص الثمرات



حازم فرج الله
05-07-2006, 05:27 AM
كل الخيرات في الصبر على الجوع ونقص الثمرات

بقلم: د. يونس الاسطل


" فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ" الأعراف 166
هل صحيح أن مقياس نجاح الحكومة الجديدة رهين بتوفير الرواتب والميزانية، حتى لو كان ثمن ذلك هو التوحل فيما تلطخت به الحكومات السابقة من الاعتراف بالعدو المحتل، وتقديم التنازلات المجانية، مثلما رُفعت الراية البيضاء ، بل السوداء في وثيقة جنيف، تلك التي لم تبق للثوابت حرمة، ثم التوجه إلى الاقتراض من الخارج أو الداخل، ولو أدى إلى إغراقنا في المديونية ، حتى ناهزت ألفي مليون دولار على الأقل؟!للإجابة على هذا السؤال أتوجه لاستدعاء التاريخ، ومن خلال قصص بني إسرائيل، أولئك الأمة التي كانت يوماً مفضلة على العالمين، إذ كان فيهم أمة يهدون بالحق، وبه يعدلون، فقد جعل فيهم ربنا أئمة يهدون بأمره لما صبروا، وكانوا بآياته يوقنون.
غير أن تلك الأمة قد تفشى فيها من الرذائل والردة ما استوجب أن يُضرب لهم المثل بالحمار يحمل أسفاراً ، وأن يكون كثير من الأحبار في أكلهم أموال الناس بالباطل كالكلب، إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.ثم لم يقف الأمر عند التشبيه بأخسّ البهائم ، بل جعل الله عز وجل منهم القردة والخنازير، وعبد الطاغوت، وكانوا شراً مكاناً، وأضل عن سواء السبيل، فما أسباب ذلك يا ترى؟!إن بني إسرائيل قد أتوا من الموبقات ما يعز على الحصر، غير أن السبب المباشر -كما في القصة- هو انهزامهم أمام شهوة بطونهم، بل أمام لون واحد من الأطعمة ، وهو اللحم الطري المستخرج من البحر.
ومن المعلوم أن الله جلب قدرته قد جازى بني إسرائيل ببغيهم، فحرم عليهم ألوان العمل يوم السبت، وعاقبهم بمجئ السمك يوم السبت شرعاً على وجه الماء، ويوم لا يسبتون لا تأتيهم حيتانهم، ولا يجدون لها أثراً، فاحتالوا لذلك، ورموا شباكهم يوم السبت، واستخرجوها في الأحد، وقد كانت تلك الوجبة شؤماً عليهم، إذ أصبحوا وقد مُسخوا على مكانتهم، والتصقت بهم المعرة إلى يوم القيامة، ولم تفلح نظرية دارون اليهودي في نسيان ذلك الخزي العظيم، مع أنه أنكر أن يكون أبونا آدم قد خلقه الله من طين، وأنه سواه ونفخ فيه من روحه، ليقع له الملائكة ساجدين، فقد اتكأ على بعض العظام وهي رميم ليقول بنظرية النشوء والارتقاء التي تقرر أن البشر قد انحدروا من القرود، وفاته أن يمر بهم على جنس الخنازير، والعجيب أن هذا الهراء لا زال محشواً في مناهجنا ، وهو من الإلحاد في آيات الله.
إننا لا نستهجن أن يصل الحال بالذين هادوا إلى هذا الحد، فهم الذين قالوا لموسى عليه السلام : "لن نصبر على طعام واحد" وهو استبدال للذي هو أدنى بالذي هو خير، ثم كان قولهم لعيسي عليه السلام، هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ، وبلغ الحضيض بالكثير منهم أنك إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك، الا ما دمت عليه قائما ،وان ياخذوا الربا وقد نهوا عنه ،وان ياكلوا اموال الناس بالباطل . ولا بد في هذا المقام من التذكير بما جرى لابوينا عندما اكلا من الشجرة ،فأهبطا من الجنة ،ليواجها الشقاء ،وعداوة شياطين الانس والجن الذين استمتع بعضهم ببعض ،واوحى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ،ولولا تلك الاكلة لكنتم تاكلون في الجنة رغدا حيث شئتم ،وان لكل واحد منكم الا يجوع فيها ،ولا يعرى ،وانه لا يظمأ فيها ،ولا يضحى
واذا كان لا بد من المزيد من الامثلة فان الصحابة الاولين قد عوتبوا يوم كانوا يودون إن غير ذات الشوكة تكون لهم ،ثم اوشكوا ان يعاقبوا على ايثار فداء الاسرى على الاثخان في الارض ،فلما كان يوم احد اصيبوا بالغم يوم برح الرماة منهم مقاعد القتال ،ليشاركوا في جمع الاسلاب والاموال وكاد المشركون يخلصون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،لولا ان احدق به تسعة ،استشهد منهم سبعة بين يديه ،كما قتل عشرة اضعاف ذلك العدد ،وكانت الجراحات اكثر ،وضاعت المغانم كلها
ما اخلص اليه اننا اذا هزمتنا بطوننا ،ولم نصبر لحكم ربنا ،ونوقن انه الابتلاء بشيء يسير من الخوف ،والجوع ،ونقص من الاموال ،والانفس ،والثمرات ،فان العاقبة وخيمة ،لان ثمن رغيف الخبز في ظل هذا الحصار الخماسي ،اعني الصهاينة والحكومات الامريكية والاوروبية والعربية في كثير منها ،ثم الحفنة المتصهينة في الشعب الفلسطيني ،إن ثمنه هو مخدر التنازل الى الدرك الاسفل من النار ولن تجد لاهله نصيرا، اما الصمود والثبات ،والتشبث بالعقيدة والحقوق فهو الذي يفرض احترامنا على العالم ،وهو المبشر بانفراط التحالف ،لتبدأ حبات المسبحة في الافلات والتناثر تلقاءنا ،ولسوف يفيض المال حتى لا يبقى فينا شقي ولا محروم باذن الله تعالى .
اننا حينما نضبط مواردنا ،ونرشد انفاقنا ،لن نكون في حاجة الى قرش واحد ،يمن به علينا عبد لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا .
من الذي ورطنا في اتفاقية باريس ،او تفاهمات ،بل تفاهات المعابر ؟! ومن ذا الذي يحتكر السلع والاقوات من بعد ان اهلك الحرث والنسل ؟،واين تذهب عوائد الغاز الذي استأثر الصهاينة بتسعة اعشاره ؟! ،بل اين صندوق الاستثمار الفلسطيني ،او احتياطي سلطة النقد ؟! ،ولمصلحة من نهدر مالا لبدا على النثريات والبدلات والكابونات ،والحوالات العلاجية التي يمكن ان تداوى بسهولة في مؤسساتنا الصحية ،او العيادات الخاصة ؟!،ثم اين دور السفارات النائمة في الخارج في تحويل مدخولاتها ،او جمع الهبات ؟! بل اين دور اخواننا في الشتات ،وفيهم من الميسورين من يحاكي اثرياء النفط او اللهب ؟! والاسئلة كثيرة غير انه ما عال من اقتصد ،ولن يجوع احد ما دمتم تؤثرون على انفسكم ولو كان بكم خصاصة ،مثل ذلك الموظف البسيط الذي قبض راتبه من مجمع الرازي الطبي بما لا يزيد عن خمسمائة شيكل ،ثم اصر ان يدعم بها الحكومة الشرعية دون ان يفتح مظروفها ،وامثاله من اولي العزم من النساء والرجال كثير
إن المقياس الحقيقي لنجاح الحكومة هو عدم التفريط لافي العقيدة والمنهج ،ولا في الثوابت والمواثيق ،وعندها سيكون اغناؤكم من فضل الله من حيث لا تحتسبون ،وقد تحقق منه حتى الان ما يغيظ المحتلين والمراهنين على فشلنا ،وهم يتوهمون ان يكونوا هم الوارثين فيما يعرف باحلام اليقظة ،وان غدا لناظره قريب .

من هناك
05-07-2006, 07:55 PM
سبحان الله. هذا صبر عجيب عند إخواننا في فلسطين يضحي بالقليل ويؤثر اخوانه على نفسه.

لقد انتقلت امراض اليهود إلينا وصرنا نحن المبذرين ونحن من تقتلنا بطوننا :(

لا حول ولا قوة إلا بالله