تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من غيّب طرابلس عن برنامج وزارة الثقافة للمطالعة؟



من هناك
05-06-2006, 03:57 PM
من غيّب طرابلس
عن برنامج وزارة الثقافة للمطالعة؟

من يطالع البرنامج الحافل الذي وزعته "وزارة الثقافة" في الاسبوع الوطني للمطالعة تحت عنوان "بلد يقرأ·· بلد يعيش" لا بد أن يبدي أعجابه بهذا الحشد الهائل من المواعيد المخصصة للمطالعة وقراءة كتب الاطفال في سائر الأراضي اللبنانية والتي فاقت المائتي نشاط منوع· إلا ان المتمعن في مراكز هذه النشاطات وبرامجها لا بد أن يتساءل عن سبب تغييب وزارة الثقافة لانشطة هذا الاسبوع في طرابلس، حيث لم يتضمن البرنامج الموزع سوى بضع محاضرات لا يمكن بالطبع ان تعبر عن نشاطات طرابلس الزاخمة في هذا الاسبوع، مع التساؤل حول سبب اغفال العشرات من الانشطة التي تزاحمت في العديد من المراكز الثقافية في طرابلس والتي أدرجت في مطوية خاصة وزعت منذ فترة وتتحدث عن برنامج حافل في معرض الكتاب السنوي الثاني والثلاثين في أجنحة معرض رشيد كرامي الدولي بمشاركة روتاري المعرض والرابطة الثقافية وبلدية طرابلس والملتقى الالماني العربي والجمعية اللبنانية لتشجيع المطالعة ونشر ثقافة الحوار·
وهذا البرنامج الحافل تضمن نشاطات تسعة أيام احتشدت فيها مواعيد قراءات النصوص، وسينما الكتب المصورة، والامسيات الشعرية، ومباريات الطلاب لافضل إلقاء نصوص أدبية باللغات الثلاث، ومسرح الدمى، ومناقشات حول كتب متخصصة بثقافة الاطفال وندوات حول المطالعة، فضلاً عن احتفالات بتوزيع الجوائز على الطلاب المشاركين في هذه النشاطات التي تزيد على ثلاثين نشاطاً مميزاً أسهمت في تعزيز حضور معرض الكتاب السنوي واستنفار ادارات المدارس وأساتذتها وطلابها للمشاركة فيها·ونحن إذ نثمّن جهود وزارة الثقافة في رعاية الأسبوع الوطني للمطالعة بين 25 نيسان - 3 أيار وحرصها على استيفاء سائر النشاطات الثقافية المهتمة بالاطفال والاولاد، الا انه يحق لنا أن نسأل وزير الثقافة طارق متري - ابن طرابلس والميناء - عن سبب الاسراع في طباعة هذه البرامج قبل الاستئناس بمقترحات العديد من المؤسسات الثقافية الطرابلسية التي أعدت برامج قيمة وكثيفة حازت إعجاب الحاضرين والمشاركين وسائر المؤسسات التربوية في عاصمة الشمال·

ومن الطبيعي ان نؤكد "براءة" تساؤلنا هذا، لأننا نعلم مقدار اهتمام الوزير متري برعاية النشاطات الثقافية والسياحية في طرابلس، وقد شهدت الفيحاء العديد من مبادراته، وحضوره في أكثر من مشروع تراثي وسياحي، كما عبّر هو نفسه عن حرصه على تعزيز دور هذه المدينة بكل جهدٍ ومودة·

من هنا كان عتابنا الودود الذي نأمل أن يلقى استجابة في نفس الوزير المثقف، مع علمنا الأكيد بالطبع انه لم يكن يرضى عن صدور برنامج بالوزارة دون أن يتضمن فيض النشاطات الثقافية في طرابلس والميناء·

ترى هل كان هناك قصور من جمعياتنا في طرابلس في التأخر عن اعلان انشطتها، وإعلام وزارة الثقافة بمضامينها حتى تدرجها في البرنامج المذكور؟ ربما، ولكننا لا نعتقد في الوقت نفسه ان القنوات مقطوعة بين وزارة الثقافة وبين الجمعيات المعنية في طرابلس، وإلا فاننا نعتبر هذا القصور، أو الانقطاع قضية حيوية تستدعي المعالجة والبحث حتى لا يظن الطرابلسيون ان وزارة الثقافة كما سائر الوزارات تعج بالمستشارين من كل انحاء لبنان، ما عدا طرابلس، وهي - على ما يبدو - حقيقة مؤلمة·· وستكون أكثر إيلاماً اذا ما بادرنا أحد بالقول بأنه هناك بعض المستشارين من ابناء طرابلس في هذه الوزارة أو تلك ولكنهم متثاقلون أو مضيَّعّون أو غير فاعلين، وهنا تبدو المصيبة أعظم·وعلى كل حال فاننا نأمل من خلال هذه الكلمة أن تعنى وزارة الثقافة والوزارات الأخرى بحضور طرابلس "دار العلم" سواء أدرجت على لوائح هذه الوزارة أو تلك·· فمدينتنا تقرأ· وبنهم، حتى وإن غيبت عن برنامج وزارة الثقافة·

" عبد القادر الاسمر