تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القرني: إغلاق قناة مفسدة أولى من فتح مصلحة



من هناك
05-04-2006, 07:18 PM
فضَّل الدعوة على الفقه، رغم حصوله على الدكتوراه في علوم الحديث؛ إذ رأى في نفسه القدرة على البذل في دعوة الناس إلى الميراث المحمدي "القرآن والسنة".
وجد في الدعوة ضالته، وسلاح أمته، وتأمل في إصلاح النفوس، وتنوير العتمة، ونشر الفكر الوسطي.
لم يعبأ بما نعتوه به من حب للشهرة، وخروج عن الفكر المحافظ لبعض علماء جلدته، أراد أن يفتي للناس بما يصلح حالهم، وفق ما استنبطه من فهمه للواقع، فوجد الطريق صعبا، وواجه العديد من الأزمات والمحن، ورغم ذلك ثبت على ما أراده؛ وإن توقف للحظة، وفكر أن يعتزل.

التقينا بالداعية السعودي، د.عائض القرني، أكثر الدعاة إثارة للجدل في الفترة الأخيرة.

* حصلت على الجائزة العالمية الشبابية لخدمة العالم الإسلامي في مجال التأليف، ومعروف مدى النجاح الذي حققه مؤلفك "لا تحزن"، فما سر هذا النجاح من وجهة نظرك؟ وهل ترى في الجائزة نوعا من الدعم المعنوي لك بعد ضجة الاعتزال؟
- هناك العديد من الأمور وراء شهرة كتاب "لا تحزن" وتسويقه عالميا؛ أولها: التوفيق من الله عز وجل. ثانيا: أن موضوع الكتاب يهم عددا كبير من الناس، فالحزن قضية كل إنسان. ثالثا: العفوية في التأليف، وتنوع المصادر؛ لأن الذي يؤلف بطريقة أكاديمية متخصصة متحذلقة ينفر الناس، والذي يؤلف بطريقة بسيطة ويلمس واقع الناس يقترب منهم ويؤثر فيهم.
وأما عن الجائزة، فلا علاقة لها بالاعتزال.

* في رأيك، ما أكثر ما يؤثر سلبا على الفكر الإسلامي في هذه المرحلة التي تعيشها الأمة؟
- لا بد أن نعترف أن هناك فئتين تؤثران سلبًا على فكر الأمة: فئة المغالين الذين يخرجون عن إجماع الأمة، وفئة المتحللين الذين يريدون هدم الثوابت والهجوم على روح الدين بالأفكار الغربية الإلحادية. وهنا يأتي دور الإعلاميين ورجال القرار السياسي لكي يحاولوا أن يدعموا الدعاة الوسطيين.

* أصدرت بعضا من الفتاوى التي تترفق بالنساء، وطالبت بمحاكم شرعية خاصة لهن؛ فما المنطلق الذي خرجت منه تلك الفتاوى والأفكار؟
- يجب أن يهتم الدعاة بالمرأة لأنها الأم والأخت والزوجة والابنة، فما يستطيع الإنسان مهما كابر أن يتنكر لمكانة المرأة، وكل ما نطالب به هو الحقوق الشرعية للمرأة، وتفعيل ما في الكتاب والسنة من نصوص تعطي للمرأة مكانتها الحقيقية. ولا شك أن تلك الممارسات الخاطئة ضد المرأة والتي ترتكب باسم الإسلام تسيء للإسلام وتشوه صورته.

* هل ترى أن الشهرة تخدم الداعية؟ وما رأيك في الانتقادات التي توجه لـ"دعاة الفضائيات"؟
- من المؤكد أن الشهرة تدعم الداعية، وتثقل من وزنه، فالناس يستمعون الآن للقناة المشهورة، ويقرءون الكتاب المشهور، لكن ينبغي أن يجعلها الداعية لوجه الله، ولا يقصد منها رياء ولا سمعة، ويستعيذ بالله من حب الظهور؛ لأن الناس في الأخير لا يملكون ضرا ولا نفعا، ولا حياة ولا نشورا.
وأما بخصوص الدعوة على الفضائيات؛ فكيف يوصل الداعية فكرته، خاصة أن الشاشة الفضية الساحرة أصبحت الوسيلة الأولي في توصيل الفكرة، والداعية هو أجدر الناس بأن يتولى زمام هذه الوسيلة، ويصعد على منبرها ليخاطب الناس.
وأختلف مع من يبقون على الوسائل القديمة بحجة التواضع، فهذا تواضع ساذج؛ لأن الداعية عندما يترك هذا المقعد فإنه يتركه لتافه يحتله.

* هل تؤيد اشتغال الداعية أو العالم بالعمل السياسي؟
- هذا السؤال لا يجاب عليه بنعم أو لا، ولكن اشتغال العالم والداعية بالسياسة يكون مصلحة إذا كان مؤثرا ومصلحا، ويُسمَع له. والداعية الذي ليس له تأثير ولا أتباع، والذي قد يسبب فتنة إن تدخل بالسياسة، فالأسلم له أن يبقى في محيطه، والمجال الذي يبدع فيه.
ولكن في العموم، ألاحظ على دعاة هذا العصر انغماسهم في السياسة، والحاكمية، والحُكم، وأن الإسلام دين ودولة، والمشكلة أن يكون حديث الليل والنهار كله عن الانتخابات والحكم والبرلمان والسياسة، حتى نسي الدعاة صحيح البخاري ومسلم، وقيام الليل، وتصحيح أوضاع الأمة، وتوجيه الشباب وتهذيب أخلاقياتهم، لذلك أسرف البعض في الحديث في السياسة، ونسوا قضايا أعمق أصابت الأمة في مقتل.

* ما قولك في الفصام الذي مثلته كل من قناتَي "اقرأ"، و"الرسالة" بالنسبة لباقتَي القنوات اللتين خرجتا منهما؟
- اعتقادي أن الخبيث يُذهِب الطيب، وغير مقبول أن يقوم أحد بإطلاق عشر قنوات فضائية تهدم الخُلق والدين، وينتج مقابلها في الوقت ذاته قناة "دينية" لتحسين الصورة.
علينا أن نُعمِل التخلية قبل التحلية، ونستأصل الفساد أولا بغلق القنوات المفسدة قبل فتح القنوات المصلحة. ورجائي للذين أخرجوا هذه القنوات المفسدة واستهدفوا الأمة في دينها ومعتقداتها أن يرفعوا الضر عن المسلمين، ويتقوا الله في أموالهم؛ لأن الله سوف يسألهم عنها.

* وهل ستقبل الحديث في هذه القنوات إذا دُعيت لها؟
- سأقبل؛ لأن هناك العديد من الفتاوى التي تقر المشاركة وأخذ حيز فضائي لتوصيل الرسالة؛ خاصة للشريحة التي لا تتابع القنوات الإسلامية. فلا يمكن أن يعتذر الداعية حتى يصفو الجو تماما، فهذا لن يحدث، والرسول صلى الله عليه وسلم دعا في سوق عكاظ، حيث الأصنام والشرك بالله، وذهب إلى بيوت ومجامع اليهود. فأرى أن يدخل الداعية هذه المساحة على سبيل مدافعة الشر.
والداعية غير المذيع، لأنه حر في اختيار المادة التي يقدمها، ولكن المذيع أو الإعلامي قد تُفرَض عليه سياسة معينة، فعلى الإعلامي ألا يرضخ لهذه الضغوط، ويتقى الله في الرسالة التي يوصلها للناس.

http://www.islamonline.net/arabic/daawa/2006/05/article01.shtml