تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الجهاد المسلّح .. هو طريق الإصلاح والتربية



رائد
05-01-2006, 08:38 AM
يزعم البعض أن الجهاد هو خط آخر يتصادم مع عملية الإصلاح والتربية .. مستندين في قولهم على فتاوى بعض علماء الإرجاء ومشايخ الفضائيات وفقهاء الصحف والمجلات وموظفي وزارات الأوقاف .. ولكن لا عجب أن يكون رأيهم هكذا لأنهم لم يفهموا المعنى الحقيقي للإصلاح ولم يستوعبوا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهم بزعمهم هذا يسمحون للحكام أن يضحكوا عليهم ويستخدمونهم متى يشاؤون .

إذا كان أساس البناء فاسداً ومتهالكاً .. فإن الواجب هدم هذا الأساس واقتلاعه من جذوره ، ثم البدء في تأسيس بناء ذو قاعدة صلبة قوية متينة صالحة لبناء يحتمل الضغط والأوزان الثقيلة . أما من يزعم أنه يستطيع أن يبني بناءً شاهقاً فوق أساس ضعيف متآكل، فإنه يكون واهماً وغارقاً في أحلامه .

إذا كان الهدف من الإصلاح السياسي الداخلي هو تحويل الدولة إلى إسلامية ، فهل يستطيع أكثر الدعاة عبقرية ودهاءً أن يصلح رؤوس الشرك والردة ؟ بل هل يجوز شرعاً أن نتعامل مع أهل الردة بغير طريقة السيف ؟ قد لا يستطيع أصحاب شعار ( التصفية والتربية ) أن يجيبوا على هذا السؤال لأنهم لا يريدون أحداً أن يعكر عليهم صفو أحلامهم السعيدة ... هذا إن كانوا جادين حقاً في العمل من أجل الإصلاح .. إذ أن كثيراً من أصحاب هذا الشعار يعلمون خطأ اعتقادهم وتصورهم ولكنهم خبثاء لا يريدون لدولة الإسلام أن تعود ، لأنهم استعذبوا متاع الحياة الدنيا واستعذبوا مهادنة الطواغيت فلم يعد وعيد الله يخيفهم ولم تعد الجنة غايتهم ..

يعلم المسلمون أن " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والسلطان الجائر الذي لم يبدل شرع الله ولم يحكم بشريعة غير شريعة الإسلام ، هو سلطان مسلم لا يجوز الخروج عليه ومنابذته بالسيف، ويكون أفضل الجهاد كلمة حق في وجه هذا السلطان الجائر . ولهذا السبب فإن الرسول صلى الله عليه وسلم اشترط عدم الخروج على السلطان الجائر إلا أن يرتكب الكفر البواح الذي لنا من الله فيه برهان ، أي أن يراه رعيّته يرتكب الكفر البواح أو يدعو إليه أو يروّج له .. فماذا نقول في حالة حكام جائرين ظالمين ثم هم في نفس الوقت يجاهرون بارتكاب الكفر ويعلنون العداء الصريح لشريعة الله وأتباع عقيدة التوحيد ؟! إنه مما لاشك فيه عند كل مسلم عاقل أن الجهاد من أجل إزالة هؤلاء المرتدين وهدم عروشهم إضافة إلى قول كلمة الحق التي تقض مضاجعهم، هو أفضل الجهاد .. بل أعلى مراتب الجهاد .

من المضحكات المبكيات أن أصحاب شعار " التصفية والتربية "، لا يؤمنون بكفر وردّة الحكام المعاصرين، أي لا يؤمنون بشرعية الخروج عليهم ، وإنما يعتقدون بأنهم أولياء أمور مسلمين يجب طاعتهم ونصحهم ومعاملتهم بالحسنى ، فإذا كان الأمر كذلك ، فلماذا لا ينصحون الحاكم بالبراءة من أمريكا وترك التعاون معها ؟!! أليسوا يأمرون المسلمين بنصح الحاكم ومعاملته بالحسنى ؟ إنهم يأمرون الناس بحق أريد به باطل .. لأنهم يعلمون أن نصح الحاكم ولو بأعذب الكلام وأرق أسلوب سيودي بقائله إلى غياهب السجون .. وهم أنفسهم لا يجرؤون على نصح الحاكم ولن يفعلوا .. لأنهم ركن من أركان الدولة وعمود من أعمدتها ، وسيسقط هذا الركن وسيزول إن شاء الله قريباً مع انهيار أنظمة الحكم الكافرة وهدمها على أيدي الجماعات السلفية الجهادية .

ومما يزيد من مصائب الأمة، وجود حركات سياسية سلمية معارضة .. ترفع شعار "الإصلاح والدعوة "، كجماعة الإخوان المسلمين التي تعتقد بشرعية العمل الديمقراطي وتتبنى المشاركة في البرلمان من أجل الوصول إلى الحكم . وهم أقرباء أصحاب شعار "التصفية والتربية" لأنهم لا يقرون بشرعية الخروج على الحكام المعاصرين بل يعتبرونهم أولياء أمور مسلمين. ومن العجب أنهم يقولون عن تنظيمهم بأنه ( معارضة سياسية سلمية ) .. فإذا كانوا لا يؤمنون بكفر الحكام المرتدين المعاصرين، فما الحاجة إلى وجودهم على الساحة السياسية ومعارضتهم للدولة ؟ أليس الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمرهم بطاعة الحاكم المسلم وإن جلد ظهورهم ؟!! فلماذا يؤسسون لأنفسهم جماعة معارضة للدولة ؟! إنهم يعلمون أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولكنهم لا يفعلون شيئاً لإزالة المنكر .. إنما يدعون إلى تخدير الشعوب ببعض أفكار الإرجاء والتصوف من أجل ألا يجاهد أحد ضد النظام الحاكم فيسبقهم لتولي السلطة ! فبينما هم يدعون الناس إلى العمل الدعوي والخيري ، ترى بعضهم يتسلل إلى قاعة البرلمان ويدعو الناس للتصويت له في الانتخابات ! فما علاقة البرلمان بالعمل التربوي الدعوي ؟؟!! بل كيف يريدون تنحية الحكام المعاصرين وهم يعتقدون بحرمانية الخروج عليهم بالسيف ؟ هل هناك معنى للخروج على الحاكم في الإسلام غير معنى القتال ؟! تناقض عجيب في أفكارهم يعود إلى خلل في فهم العقيدة وانحراف في التصور والفكر .

قال تعالى : (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) .. فالتغيير الذي ينشده المسلمون مرهون بتغيير ما في النفوس من ذنوب وأهواء وحب للحياة الدنيا .. لا بد أن نغير أنفسنا الضعيفة التي تهوى الراحة واللهو واللعب، إلى نفس جبارة ذات عزيمة قوية وإرادة صلبة وإيمان صادق .. فإن غيّرنا ما بأنفسنا من أهواء وجاهلية وولاء لغير الله ، حتى يكون وليّنا هو الله وحده ، ونستمسك بكتابه وسنة نبيّه .. حينها يغير الله واقعنا ويبدل حالنا من الضعف إلى القوة، ومن الحال الذي نحن عليه اليوم ، إلى حال أسلافنا الأولين .

أما من يفهم تغيير النفوس بأنه ترك للجهاد واعتكاف في المساجد والبيوت من أجل التربية وتصحيح النفس، فهذا انعزال عن واقع الحياة، وهذا هو مراد الطواغيت من شعوبهم، أن يهتموا بالعبادات الروحانية والإيمانية على حساب القيام بواجب إزالة المنكر وتحكيم الإسلام . ولهذا السبب نعلم أن الإسلام الذي تدعو له الأنظمة العربية هو الإسلام الذي لا علاقة له بالسياسة وشؤون الدولة . فالحكام لا يمانعون ببناء المساجد وطباعة المصاحف ، لأن ذلك لا يؤثر في السياسة الداخلية والخارجية للدولة، هذا مع اعترافنا بأن بناء المساجد وطباعة المصاحف هو من أعمال الخير، لكن ذلك ليس إلا لذر الرماد في العيون ولإسكات الشعوب وتضليلها عن معرفة حقيقة حكامها الطواغيت. قال تعالى : (( الذين كفروا أعمالهم كسراب يحسبه الظمآن ماءا )) .. ومن يدعو الناس إلى اعتزال الواقع وعدم الاكتراث بما تقوم به الدولة من محاربة الإسلام، فهو يدعو إلى إخلاء الساحة للطواغيت كي يعيثوا في الأرض الفساد ويهلكوا الحرث والنسل .

إذا كان هدف أدعياء الإصلاح والتربية هو تغيير حال المسلمين من ضعف إلى قوة ومن ذل إلى عز ، فإن ذلك لن يكون من خلال الصراخ والبكاء والتسلق على جدران البرلمان ، وإنما من خلال حرب جهادية فاصلة يضحي فيها أبناء التوحيد بدمائهم وأرواحهم من أجل تغيير واقع أمة الإسلام .. ومخطئ من ظن يوماً أن دولة الإسلام ستعود بعد نجاح القوم في الانتخابات البرلمانية ، إذ لو نجحوا فلن يكون عندهم سلاح يدافعون به عن نجاحهم ، ولهذا فهم لا يزالون واهمون .. لأن التدافع والصراع منذ العصور الأولى وحتى اليوم، لم يكن إلا تدافعاً مسلحاً ، وقد أثبت التاريخ أن النصر حليف الأقوياء، وأن لغة التخاطب بين الإسلام والكفر هي لغة القوة والسلاح .. وهي اللغة التي يفهمها أعداء الله ورسوله ولا يجيدون سواها ..

رائد .

FreeMuslim
05-01-2006, 10:33 AM
جزاك الله تعالى كل خير

أنا معك بأن طريق الجهاد لا يتعارض إطلاقاً مع التربية والاصلاح بل على العكس تماماً يكمل احدهما الأخر فكيف لمن كان بنفسه زيغ وحب للدنيا أن يقوم للجهاد هذا لا يستقيم أبداً .. لذا فمن أولى مقومات الجهاد أن يكون هناك تربية صالحة على منهاج النبوة وإلا فلن يكون هناك لا جهاد ولا غيره وإنما الخنوع والركون خوفاً من فقدان تلك المصالح الدنوية التي يتشبث بها الكثيرون ..

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا أخي الفاضل هو لما لا نتكاتف ونتعاضد جميعاً للقيام بعملية البناء والتربية هاتين ودون الانتقاص أو اتهام من يختلف معنا في هذا التوجه .. ينبغي علينا وكأولى لبنات التربية المؤدية للجهاد نشر ثقافة الحب والتسامح واللين والعفو عند امقدرة ونبذ كل ما من شأنه توسيع الهوة بين فئات المجتمع المسلم .. هذه معركة الرسالة المحمدية عليه الصلاة والسلام أي معركة وجود بالنسبة للاسلام والمسلمين ولذا فهي بحاجة للجميع دون استثناء .. أناس تحمل السلاح وترابط في الثغور وأناس تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة واناس تربي وترعى شؤون الأمة وهكذا ..

أخي رائد أعلم أنك ربما ستعارض ما ذهبت إليه ولكن لن ينصرنا الله تعالى وقلوبنا شتى .. إما أن نكون على قلب رجل واحد وهو النبي عليه الصلاة والسلام وإما لن يكون هناك والله تعالى أجل وأعلم إلا الاستخلاف ..