تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ... لمن لا يعرفه



al_moneer
05-01-2006, 05:32 AM
بسم الله والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:

فلقد كثرت سهام الأعداء ضد الإسلام وأهله وزرعت الفتن لبث الفرقه بين المسلمين بل وهناك أناس من بني جلدتنا أعانوا أعداء الأمه في هدم الأمه وعقيدتها ومبادئها ولكن ذلك لا و لن يكون بوجود المخلصين لدينهم ...

في موضوعي هذا سأتحدث عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله رحمة واسعه خاصة وأن هناك تهجم شديد على منهجه ودعوته حتى ممن غرر بهم من أهل السنة فهم لا يعرفون عن دعوته إلا أنها متشددة وأنها إنحرفت عن منهج السنة..


كتب الفقير إلى الله تعالى
فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان مايلي عن الشيخ

نسبه :
هو شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن مشرف بن عمر من بني تميم.

مولده:
ولد هذا العالم في بلدة العيينة سنة 1115 هجرية في بيت علم و شرف و دين ، فأبوه عالم كبير ، وجده سليمان عالم نجد في زمانه .

نشأته:
حفظ القرآن قبل بلوغ عشر سنين ، و درس في الفقه حتى نال حظاً وافراً و كان موضع الإعجاب من والده لقوة حفظه ، و كان كثير المطالعة في كتب التفاسير و الحديث ، وجد في طلب العلم ليلاً و نهاراً ، فكان يحفظ المتون العلمية في شتى الفنون ، و رحل في طلب العلم في ضواحي نجد و في مكة و قرأ على علمائها ، ثم رحل إلى المدينة النبوية فقرأ على علمائها ، و منهم العلامة الشيخ عبد الله بن إبراهيم الشمري ، كما قرأ على ابنه الفرضي الشهير إبراهيم الشمري مؤلف العذب الفائض في شرح ألفية الفرائض وعرفاه بالمحدث الشهير محمد حياة السندي فقرأ عليه في علم الحديث و رجاله و أجازه بالأمهات . وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى - قد وهبه الله فهماً ثاقباً و ذكاءً مفرطاً وأكب على المطالعة و البحث ، والتأليف و كان يثبت ما يمر عليه من الفوائد أثناء القراءة و البحث وكان لا يسأم من الكتابة و قد خط كتباً كثيرة من مؤلفات ابن تيميه و ابن القيم - رحمهما الله - ولا تزال بعض المخطوطات الثمينة بقلمه السيال موجودة بالمتاحف.

ولما توفى والده - سنة 1153 هـ - أخذ يعلن جهراً بالدعوة السلفية إلى توحيد الله و إنكار المنكر ويهاجم المبتدعة أهل الأوثان و الأصنام ، وقد شد أزره الولاة من آل سعود و قويت شوكته و ذاع خبره.

مؤلفاته:
وله - رحمه الله تعالى - مؤلفات نافعة نذكر منها :

1- كتاب التوحيد.

2- كتاب "كشف الشبهات".

3- كتاب "الكبائر".

4- كتاب "ثلاثة الأصول".

5- كتاب "مختصر الإنصاف والشرح الكبير".

6- كتاب " مختصر زاد المعاد".

7- وله فتاوى ورسائل جمعت باسم مجموعة مؤلفات الإمام محمد بن عبد الوهاب تحت إشراف جامعة الإمام محمد بن سعود.

وفاته:

توفى رحمه الله تعالى عام 1206 هـ فرحمه الله رحمة واسعة و جزاه عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء إنه سميع مجيب و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

al_moneer
05-01-2006, 05:33 AM
وهنا بحث أعده أحد الأخوان عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله رحمة واسعة:

دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب ودعوى المعاصرين

الحمد لله رب العالمين أحمده - سبحانه - حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأستعينه - جل شأنه - وأستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
فقد بشر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته بحفظ الله - تعالى - لهذا الدين، وتأييده له فيبقى صافياً نقياً إلى أن تقوم الساعة، فقال - صلى الله عليه وسلم - : "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها" رواه أبو داوود من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ورواه الحاكم في (المستدرك)، والطبراني في (المعجم الأوسط)، وغيرهما وقد صححه جمع من العلماء، منهم: البيهقي، والعراقي، وأبن حجر، والسخاوي، والسيوطي، والألباني، بل نقل الحافظ السيوطي اتفاق الحفاظ على تصحيحه ذكره عنه صاحب (عون المعبود) (انظر عون المعبود كتاب الملاحم)، وهو أول حديث في كتاب الملاحم، وقد فسر العلماء التجديد المبشر به في الحديث بأنه إحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنة، والأمر بمقتضاهما، وإماتة ما ظهر من البدع والمحدثات، ومصداقاً لهذا الحديث الشريف بعث الله - تعالى - أئمة هداة يبينون للأمة دينها، ويدعونها إلى صراط الله المستقيم كلما حصل شيء من الميل والانحارف عن الهدى ودين الحق.

ومعرفة المجدد الموصوف في الحديث تنبني على ثلاثة أمور:
أولها : معرفة حقيقة ما بعث الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم - من الدين .
وثانيها: معرفة العصر الذي عاش فيه العالم، ومدى استقامة أهله وانحرافهم عما جاء به المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.
وثالثها: معرفة ما دعا إليه العالم وما نذر نفسه لأجله وبذل جهده فيه .

ثم هنا أمر رابع لابد منه، هو: أن يكون صادقاً مع الله - تعالى - متصفا بالعلم والعدل والتجرد، باذلاً جهده في معرفة الحق، وحينما يتأمل الباحث حياة الإمام محمد بن عبد الوهاب، ودعوته، وعصره، والبيئة التي عاش فيها لابد ِأن يخرج بنتيجة يقينية أنه - رحمه الله - كان من أعظم المجددين في تاريخ الإسلام، ومن أحق العلماء الأعلام بهذا الوصف النبوي الكريم، وقد أحسن وأجاد الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - حين قال في كتابه (محمد بن عبد الوهاب) بعد أن ذكر البيئة النجدية زمن الشيخ، قال: في تلك البيئة نشأ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - فرأى شمس الإسلام إلى أفول، ورأى ظلمة الكفر إلى امتداد وشمول، وأراد الله له الخير فقدر له أن يكون أحد الذين أخبر الرسول أنهم يبعثون ليجددوا لهذه الأمة دينها، بل لقد كان أحق بهذا الوصف من كل من وصف به في تاريخنا فقد حقق الله على يديه عودة نجد إلى التوحيد الصحيح والدين الحق، والألفة بعد الاختلاف، والوحدة بعد الانقسام، ولا أقول: إن الرجل كامل فالكمال لله، ولا أقول: إنه معصوم فالعصمة للأنبياء، ولا أقول: إنه عارٍ عن العيوب، ولكن أقول: إن هذه اليقظة التي عمت نجداً ثم امتدت حتى جاوزته إلى أطراف الجزيرة، ثم إلى ما حولها، ثم امتدت إلى أن وصلت إلى آخر بلاد الإسلام ليست إلا حسنة من حسناته عند الله إن شاء الله" ا.هـ.

لقد أنصف الشيخ - رحمه الله - وأنصف دعوته كثيرون منهم المسلمون ومنهم الكفار عرفوا حقيقة حال أهل نجد، بل والمسلمين عموماً من انتشار البدع والشرك والمعاصي، وعرفوا حقيقة الشيخ وما كان يدعو إليه، وقبل ذلك عرفوا حقيقة دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولذلك تطوع كثير من العلماء من خارج البلاد النجدية للمنافحة عن الشيخ وتجلية أمره والرد على ما افتراه خصومه من أكاذيب، فنظم الصنعاني قصيدة ذائعة الصيت، وجلى أمره الشوكاني في (البدر الطالع) ونافح عنه رشيد رضا على صفحات المنار، ودافع عنه الألوسي في بغداد في كتاب (غاية الأماني) وغيره، ومحمد بن بشير السهسواني الهندي في كتابه (صيانة الإنسان عن وسوسة دحلان)، ومسعود الندوي الهندي في كتابه (محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم مفترى عليه)، وغير هؤلاء كثير، ومَن أرد الاطلاع على كلامهم فليرجع إلى الرسالة القيمة التي أعدها الدكتور صالح العبود ونال بها درجة الدكتوراه من قسم العقيدة في الجامعة الإسلامية، وعنوانها (عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية، وأثرها في العالم الإسلامي)، وقد طبعت في مجلدين كبيرين، وإلى كتاب الشيخ أحمد بن حجر آل أبو طامي عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقدم له وعلق عليه شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله -

وكما أدرك كثير من علماء المسلمين صفاء دعوة الشيخ ونقاءها وحسن اتباعها للسنة النبوية أدرك كذلك بعض الباحثين من الكفار حقيقة ما يدعو إليه الشيخ وما يهدف إليه من عودة المسلمين إلى ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - جملة وتفصيلاً، ومن هؤلاء: مؤلف (حاضر العالم الإسلامي) الكاتب الأمريكي ستودارد، وكارل بروكلمان في كتابه (تاريخ الشعوب الإسلامية)، والمستشرق الفرنسي سيديو في كتابه (تاريخ العرب العام)، والمستشرق الإنجليزي جب، واليهودي جولد تسير، وغيرهم، وقد نقل أقوالهم الشيخ أحمد بن حجر آل بو طامي في كتابه الآنف الذكر.

ولذا فقد كانت بريطانيا وفرنسا، وهما أكبر القوى الاستعمارية في زمان الشيخ كانتا وراء حملات محمد علي الألباني حاكم مصر للقضاء على دعوة الشيخ بسبب إدراكهما حقيقة الدعوة، نقل ذلك أحمد سعيد البغدادي في كتابه(نديم الأدب) قال: بعد بيانه ما يدعو إليه الشيخ وما ينهى عنه، قال: "وأما سبب حرب صاحب مصر لهذه الطائفة، فقد ذكره المؤرخ الشهير المسيو سيديو الفرنساوي، وكلامه هذا محذوف من ترجمة كتابه التي أمر بها المرحوم علي باشا مبارك، وخلاصة معناه: أن إنكلترا وفرنسا حين علمتا بقيام محمد بن عبد الوهاب وابن سعود، وبانضمام جميع العرب إليهما؛ لأن قيامهما كان لإحياء كلمة الدين خافتا أن ينتبه المسلمون فينضمون إليهما، وتذهب عنهم غفلتهم، ويعود الإسلام كما كان في أيام عمر - رضي الله عنه - فيترتب على ذلك حروب دينية وفتوحات إسلامية ترجع أوربا منها في خسران عظيم" ا.هـ، نقلا عن تعليق شيخنا ابن باز - رحمه الله - على كتاب الشيخ أحمد بن حجر المذكور قريباً، وننصح بقراءة كتاب (قراءة جديدة لسياسة محمد علي التوسعية) للدكتور: سليمان بن محمد الغنام، ومن أراد الاطلاع على مدى الانحراف الذي وصل إليه المسلمون في العقيدة خاصة في زمان الشيخ وبعده إلى زماننا فليرجع إلى ما كتبه أخونا الشيخ: على بن بخيت الزهراني في رسالة الماجستير، والتي كانت بعنوان (الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر، وآثارهما في حياة الأمم)، وقد طبعت في مجلدين، وما كتبه أخونا الشمس السلفي الأفغاني - رحمه الله - في كتابه (جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية)، وهو في ثلاثة مجلدات وكانت أطروحته لنيل الدكتوراة من الجامعة الإسلامية في المدينة، والكتاب الذي أصدره المنتدى الإسلامي بعنوان (دمعة على التوحيد)، ورسالتي (تطهير الاعتقاد) للصنعاني، (والدرر النضيد) للشوكاني، ومن نظر في هذه الكتب وأمثالها سيدرك الجهد العظيم والجهاد الكبير الذي قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ومن وافقه في دعوته في سبيل نشر التوحيد والسنة ومحو الشرك والبدع من هذه البلاد .
وأورد هنا وثيقة ذكرها الشيخ : عبد الله البسام - رحمه الله - في كتابه (علماء نجد خلال ثمانية قرون4/367) كتبها بعض أهل نجد المعاصرين للشيخ توضح الواقع النجدي زمان الشيخ - رحمه الله - لتكون تبصرة لأولي الألباب، قال الشيخ ابن بسام - رحمه الله -: "وقد اطلعت على رسالة موجهة إليه (أي إلى عبد الله المويس أحد أعداء الدعوة) من تلميذين من تلامذة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ينصحانه ويدعوانه إلى اتباع العقيدة السلفية التي ينادي بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهذا نص الرسالة :
"من محمد بن غيهب ومحمد بن عيدان إلى عبد الله المويسي:
الباعث للكتاب إخبارك عن ديننا قبل أن يجعل الله هذا الشيخ لهذا القرن يدعوهم إلى الله، وينصح لهم، ويأمرهم وينهاهم ، حتى أطلع الله به شموس الوحي ، وأظهر به الدين ، وفرق به أهل الباطل من السادة والكهان والمرتشين ، فهو غريب في علماء هذا الزمان ، هو في شأن وهم في شأن آخر.
رفع الله به علم الجهاد ، فشمر إليه ونهى ودعا إلى الله - تعالى -، ونصح ووفى بالعهد لما نقضوه، وشمر عن ساعد الجد لما تركوه، وتمسك بالكتاب المنزل لما نبذوه فبدعوه وكفروه فديننا قبل هذا الشيخ المجدد لم يبق منه إلا الدعوى والاسم فوقعنا في الشرك، فقد ذبحنا للشياطين، ودعونا الصالحين، ونأتي الكهان، ولا نفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ولا بين توحيد الربوبية الذي أقر به مشركو العرب، وتوحيد الألوهية الذي دعت إليه الرسل، ولا نفرق بين السنة والبدعة فنجتمع لليلة النصف من شعبان لصلاتها الباطلة التي لم ينزل بها من سلطان، ونضيع الفريضة ونقدم قبل الصلاة الوسطى (صلاة العصر) من الهذيان ما يفوتها عن وقت الاختيار إلى وقت الضرورة، هذا وأضعافه من البدع لم ينهنا عنها علماؤنا، بل أقرونا عليها وفعلوها معنا فلا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، ولا ينصحون جاهلاً ولا يهدون ضالاً، والكلام من جهتهم طويل عصمنا الله وإياك من الاقتداء بهم واتباع طريقتهم، فكن منهم على حذر إلا القليل منهم.
ويكفيك عن التطويل أن الشرك بالله يخطب به على منابرهم، ومن ذلك قول ابن الكهمرى: "اللهم صل على سيدنا وولينا ملجئنا منجانا معاذنا ملاذنا" وكذلك تعطيل الصفات في خطب الطيبي فيشهد أن الله لا جسم ولا عرض ولا جوهر.
فقبل هذا الشيخ لا تؤدى أركان الإسلام كالصلاة والزكاة فلم يكن في بلدنا من يزكي الخارج من الأرض حتى جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" ا.هـ.......

العداء للشيخ ودعوته:
ظهر الشيخ - رحمه الله تعالى - في زمن اشتدت فيه غربة الإسلام المحض الذي لا يشوبه شرك ولابدعة وحين صدع بدعوته لتوحيد الله - تعالى - وتحقيق الإخلاص في عبادته - سبحانه -، ونبذ الشرك والبدع كان من الطبعي أن يوجد له خصوم يناوؤن دعوته ممن ألفوا البدعة حتى ظنوها سنه أو ممن يتكسبون بها وينالون مكانة ووجاهة، وتلك سنة الله في مثل هذه الأحوال.
وقد كانت خصومة كثيرين للشيخ تتصف بالعنف والشدة والتعصب، وفي مطلع الدعوة كان جلهم من البلاد النجدية نفسها وكلما توسعت الدعوة وذاع صيتها وعلا وجد لها مناوؤن جدد .
وقد اتسمت دعوى خصوم الدعوة بالكثير من الكذب والافتراء على الشيخ - رحمه الله -، وعلى من تبعه حتى اتهموا باتهامات سامجة يستحي العاقل من ذكرها ،كان ذلك في حياة الشيخ وبعد وفاته، ولا يزال مسلسل الكذب والافتراء مستمراً إلى اليوم، بل وصل الأمر إلى أن وضع أحدهم حديثاً عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد ذكره زيني دحلان في كتابه (الدرر السنية في الرد على الوهابية)، والذي ملأه بالكذب والبهت والجهل.

وما ذكره خصوم الشيخ من الافتراءات والبهتان يرجع إلى أحد أمرين إما الجهل وإما الهوى والظلم، والجهل نوعان، إما جهل بحقيقه ما يدعو إليه الشيخ فيتابع الآخر الأول في افتراءاته، وهذا أهون النوعين مع ما فيه من إثم عظيم والثاني جهل بحقيقة دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم - فيظن المرء ماهو عليه من شرك وبدعة هو الحق الذي جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما يدعو إليه الشيخ من التوحيد والسنة ضلال منابذ لدين الإسلام، وهذا شر النوعين وأخبثهما، وهؤلاء فيهم شبه بالنصارى الذين عبدوا الله على جهل، أما أهل الهوى والظلم فهم أشباه اليهود، حيث عرفوا الحق، واستكبروا عنه، واختاروا الضلال على بصيرة، وقد ألف هؤلاء الخصوم الكثير من الكتب والرسائل للرد على الشيخ والتحذير منه ونشروها في الآفاق بين العرب والعجم، مما اضطر إمام الدعوة وتلاميذه من بعده للرد على شبه المناوئين وافتراءاتهم، وتوضيح حقيقة ما كان الشيخ عليه وما يدعو إليه من الهدى ودين الحق ونقض الأكاذيب التي ألصقت بالدعوة، وذلك بالبرهان الواضح والدليل القاطع من الكتاب والسنة والإجماع .
وقد طلب الشيخ الإمام - رحمه الله - من الخصوم أن يأتوا بمسألة واحدة خالف فيها الحق، وأشهد الله - تعالى - وملائكته أنه يرجع إلى الحق إن جاؤوا به ولغة التحدي ظاهرة في بعض رسائله كما سأذكر نماذج منها بعد قليل - إن شاء الله تعالى-، وهذا المنطق المفحم المبني على الثقة التامة بصحة ما يدعو إليه قاله أيضاً بعض العلماء المنصفين من خارج جزيرة العرب، قال الشيخ رشيد رضا - رحمه الله - في (المنار): "ألا فليأتوا بمسألة واحدة مما عليه جمهور أهل نجد لا أصل لها في الكتاب والسنة ولا في كتب مذهب الإمام أحمد" ا.هـ، نقلاً عن المختار من (المنار 2/95)، ونقل أيضاً - رحمه الله - في تقديمه لكتاب صيانة الإنسان عن وسوسة دحلان عن علماء اليمن والهند أنهم قد بلغهم ما قيل في هذا الرجل ـ يعني الإمام محمد ـ فبحثوا وتثبتوا وتبينوا كما أمر الله - تعالى - فظهر لهم أن الطاعنين فيه مفترون لا أمانة لهم، وأثنى عليه فحولهم في عصره وبعد عصره وعدوه من أئمة المصلحين المجددين للإسلام ومن فقهاء الحديث كما نراه في كتبهم" ا.هـ كلامه.

وكان من أبرز خصوم الدعوة في نجد سليمان بن سحيم والمويس، وفي الأحساء ابن عفالق وابن فيروز، وفي مكة زيني دحلان، وفي الشام محمد عطا الكسم، ويوسف النبهاني، وفي العراق جميل صدقي الزهاوي، وداود بن جرجيس البغدادي، كما كان عثمان بن منصور أحد خصوم الدعوة في نجد في أواخر القرن الثالث عشر، ومن المفيد التنبيه إلى ما ذكره الشيخ ابن بسام في كتابه (علماء نجد) عن توبة الشيخ عثمان بن منصور ووفاته على العقيدة السلفية، ثم كان بعده عبد الله بن عمرو في القصيم، وقد قتله الملك عبد العزيز في الرياض سنة 1324هـ، فأما ابن سحيم والمويس وابن عفالق وابن فيروز، فقد تولى الرد عليهم الشيخ نفسه - رحمه الله -، وبعده تولى الرد الأئمة ممن وفقة الله - تعالى - وقبل دعوة التوحيد من ذرية الشيخ نفسه وغيرهم في نجد، وغيرها، فرد العلامة محمد بشير السهسواني على زيني دحلان، ورد العلامة محمود الالوسي على النبهاني والعلامة سليمان بن سحمان على الكسم وعلى الزهاوي، ورد العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن على عثمان بن منصور، وعلى دواود بن جرجيس، كما رد على داود بن جرجيس العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وقد أوعب أخونا الشيخ الدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف في ذكر خصوم الدعوة وما ألفوه من كتب ورسائل وما رد به عليهم أئمة الدعوة - رحمهم الله-، وذلك في رسالة الماجستير والتي كانت بعنوان (دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عرض ونقض)، وقد طبعت ولله الحمد.

الهجوم المعاصر على الشيخ ودعوته:
أصبح من المعلوم عند من له أدنى إطلاع على الواقع أن دعوة الشيخ الإمام - رحمه الله - تتعرض اليوم لهجوم عنيف وسهام مسمومة من عدة جهات لا يحتاج المرء لكبير جهد كي يدرك أن بينهما تنسيقاً بوجه ما أو بين بعضها على الأقل، فأمريكا النصرانية الكافرة ممثلة بذوي النفوذ والمفكرين تحارب دعوة الشيخ بلا هوادة تحت مسمى حرب الإرهاب، وتضغط لتغيير المناهج وتجفيف منابع الدعوة، وقريباً قال الرئيس الأمريكي في الأمم المتحدة: "إنه عازم على تغيير الأيديولوجيات في المنطقة"، والمراد باختصار إنهاء الوهابية، والعلمانيون مع أمريكا أينما توجهت، وقد وجدوها فرصة لتحطيم كل ماهو إسلامي من عقائد وقيم وأخلاق وسلوك .
أما الرافضة أعداء السنة وأولياء الكفرة، فقد قاموا بدور أبي رغال وابن العلقمي كما هي عادتهم، ووجدوا الجو مناسباً لتصفية الحسابات مع أهل السنة في كل ما يخالفونهم فيه، كما ركب الموجة أصحاب الاتجاه العصراني الغلاة الذين لا يفصلهم عن العلمانية إلا خيط دقيق، حيث يرون في دعوة الشيخ سداً منيعاً دون أهوائهم وشهواتهم وضلالاتهم .

لكن المستغرب أن يشارك في توجيه السهام الكاذبة ضد دعوة التوحيد الإصلاحية أناس تأثروا بمفتريات خصوم الدعوة دون بحث وتمحيص، ودون اتباع للمنهج العلمي المعتبر في إطلاق الأحكام واتخاذ المواقف، وهؤلاء لو علموا لأدركوا أن للشيخ الإمام - رحمه الله - منة عظيمة عليهم حيث أنقذهم الله - تعالى - على يده من الشرك والبدع والضلالات، وعاشوا في أنقى مجتمع مسلم في هذا العصر قال الشاعر:


وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على المرء من وقع الحسام المهند


وإن توقيت هذا الهجوم ومواكبته لهجوم أعداء الإسلام أمر يثير الشك، فما ينبغي لعاقل يزعم الإصلاح أن يكون سهمه مع سهام اليهود والنصارى والروافض والمنافقين، حيث رمى الجميع الدعوة عن قوس واحدة، وقد جاء عن أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه - أنه قال: "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية"، فمن لم يعرف الشرك وظلمته، والكفر وسوءته، والبدعة وقبحها وضلالها، وكان مع ذلك جاهلا بحقائق دين الإسلام، ومعاني ما أنزل الله على الرسول كان على يده تقض عرى الإسلام عروة عروة، وهو يحسب أنه يحسن صنعاً فيخشى أن يكون ممن قال الله - تعالى - فيهم: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً" (الكهف:103، 104).
ومع أننا نجزم بصواب دعوة الشيخ وموافقتها للكتاب والسنة وتجديدها لدين الإسلام، ونجزم أيضاً بضلال مخالفي الدعوة، مع ذلك نقول: إنه كان من الواجب على المتكلم ألا يتكلم إلا بعلم كما قال - تعالى -: "وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ" (الإسراء: من الآية36)، وأن يتكلم بإنصاف وعدل بعيداً عن الإجمال والتعميم الذي يعيبه فيه العقلاء، ويجافي فيه المنهج العلمي فيحدد ما يراه باطلاً أو خطأً، ويذكر برهانه على ما يقول كما قال - تعالى -: "وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (البقرة:111) حين ذاك تقارع الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان، فيتضح الحق من الباطل والحالي من العاطل، والغالي النفيس من الزيف الرخيص قال الله - تعالى -: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ" (الرعد: من الآية17).


قال الشاعر:

والدعاوي إن لم يقيموا ... عليها بينات أصحابها أدعيا


دعاوى خصوم الدعوة وموقف الشيخ الإمام:
من يقرأ رسائل الإمام المجدد - رحمه الله - وما كتبه بعده علماء دعوة التوحيد الإصلاحية في نجد يرى أن دعاوى المناوئين للدعوة تنقسم قسمين، الأول: ما هو افتراء محض .
الثاني: ما له أصل، لكن زاد الخصوم فيه وبالغوا وهولوا أو كان حقاً، لكن ضلال الخصوم دفعهم للتشنيع به على الشيخ مع أن الصواب معه والدليل يعضده.
وليس من المقصود هنا حصر الدعاوى والمفتريات فيكفي ذكر ما يكون أنموذجاً لغيره مما يبين سوء صنع الخصوم وطريقه تعاملهم مع الحقائق والأدلة، وقد قال الله - تعالى - عمن تولى الشيطان: "كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ" (الحج:4)، فكان مما افتراه الخصوم:
ا ـ رميهم الشيخ - رحمه الله - بادعاء النبوة، وقد رماه بذلك الزهاوي وزيني ودحلان وغيرهما .
2 ـ رميهم الشيخ وأتباعه بأنهم خوارج، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر عنهم في قوله: "الفتنة من هنا" وأشار إلى المشرق.
3 ـ أن الشيخ مشبه مجسم .
4 ـ أنه ينكر الكرامات .
5 ـ أنه يتنقص الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
6 ـ أنه يكفر المسلمين ويستحل دماءهم .

ومن المفيد أن أدع الشيخ - رحمه الله - يعرض بعض ما افتراه خصومه:
يقول - رحمه الله تعالى - في رسالة إلى علماء مكة: "أشاعوا عنا أنا نسب الصالحين، وأنا على غير جادة العلماء، ورفعوا الأمر إلى المشرق والمغرب، وذكروا عنا أشياء يستحي العاقل من ذكرها" (الرسائل الشخصية ص/40).

وقال: في رسالة لعبد الله بن سحيم: "إذا تبين هذا فالمسائل التي شنع بها منها ما هو من البهتان الظاهر، وهي قوله: إني مبطل كتب المذاهب , وقوله: إني أقول: إن الناس من ست مائة سنة ليسوا على شيء، وقوله: إني أدعي الاجتهاد، وقوله: إني خارج عن التقليد، وقوله: إني أقول إن اختلاف العلماء نقمة، وقوله: إني أكفر من توسل بالصالحين، وقوله: إني أكفر البوصيري لقوله: يا أكرم الخلق، وقوله: إني أقول: لو أقدر على هدم حجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم – لهدمتها، ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزاباً من خشب، وقوله: إني أنكر زيارة قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهم، وإني أكفر من يحلف بغير الله، فهذه اثنتا عشرة مسألة جوابي فيها أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم" (الرسائل الشخصية ص 64).
وقال في رسالة للسويدي البغدادي: وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله، منها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً من أن يفتريه، ومنها: ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، ويا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل، هل يقول هذا مسلم أم كافر أم عارف أم مجنون" (الرسائل الشخصية ص 37).

هذه نماذج من الأكاذيب على الشيخ الإمام، ولا تظنن أنها مزاعم دفنت وطويت، بل لا تزال تذاع وتنشر من قبل كثير من الأفاكين عن سبق علم وعمد وإصرار، قال - تعالى -: "إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ" (النحل:105).


موقف الشيخ الإمام - رحمه الله -:
ـ تعامل الشيخ مع افتراءات خصومه بعلم وعدل وعقل متأسياً بالأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -، وتلك طريقة أئمة الهدى - رحمهم الله - يقول الشيخ بعد أن أورد في إحدى رسائله أكاذيب خصومه عليه، قال: فهذه اثنتا عشرة مسألة جوابي فيها "سبحانك هذا بهتان عظيم"، ولكن قبله من بهت النبي محمداً - صلى الله عليه وسلم - أنه يسب عيسى بن مريم، ويسب الصالحين"تشابهت قلوبهم"، وبهتوه أنه يزعم أن الملائكة وعيسى وعزير في النار، فأنزل الله في ذلك "إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ" (الأنبياء:101) (الرسائل ص 64).
2 ـ وقد كان الشيخ يتألم من مسارعة بعض من يظن به الخير إلى تصديق الكذب المفترى عليه، كما نراه في ديباجة رسالة عظيمة كتبها للشيخ عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف الأحسائي، حيث كان الشيخ يأمل أن يكون مع دعوة التوحيد لما له من العقل وما رزقه الله من العلم والفهم، وقد أودع الشيخ هذه الرسالة خلاصة دعوته وزبدة منهجه، وهي جديرة بالقراءة، وهي في (الرسائل الشخصية ص250).
3 ـ ثم كان الشيخ - رحمه الله - يكتب البيانات العامة الموجهة للمسلمين يرد فيها على افتراءات خصومه، ويبين حقيقة دعوته كما تراه في (الرسائل الشخصية الرسالة التاسعة ص 58 ، والرسالة الثانية والعشرون ص 150، والرسالة السادسة والعشرون ص 176).
4 ـ كما كان الشيخ - رحمه الله - يرسل رسائل إلى جهات معينه يوضح عقيدته، ويبين دعوته، ويدعوهم إلى قبول الدعوة وينبذ الشرك والبدع ويفند دعاوى خصومه كما في رسالته لأهل القصيم، وهي الرسالة الأولى في مجموع رسائل الشيخ الشخصية، وهي رسالة مهمة جداً فيها مجمل عقيدة الشيخ - رحمه الله - كما فيها إشارة إلى افتراءات وصلت إلى القصيم كتبها سليمان بن سحيم أحد ألدّ أعداء الدعوة الإصلاحية، وكذلك كتب الشيخ رسالة إلى أهل المغرب، وهي الرسالة السابعة عشرة ضمن الرسائل الشخصية، و رسالة وجهها إلى علماء مكة (ص40) من مجموع الرسائل الشخصية، ورسالة وجهها إلى أهل الرياض ومنفوحة (ص 186).
5 ـ كذلك كان الشيخ - رحمه الله - يكتب رسائل خاصة إلى أشخاص معينين؛ إما بطلب منهم وهو الغالب، أو ابتداءً منه نظراً لمكانتهم ومنزلتهم، وهذا القسم هو غالب رسائل الشيخ - رحمه الله - فمن ذلك رسائل إلى كل من :
· العلامة عبد الرحمن بن عبد الله السويدي البغدادي (ص 36).
· رئيس بادية الشام فاضل آل مزيد (ص32).
· عالم أهل المجمعة عبد الله بن سحيم (ص62).
· العلامة إسماعيل الجراعي (ص100).
· عالم أهل الدرعية عبد الله بن عيسى (ص 304).
· العلامة عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف الأحسائي (ص 250).
· والي مكة (ص 312).

6 ـ وقد كان الشيخ - رحمه الله - يطالب أهل العلم والرأي ومن يكاتبهم بالمنهج العلمي في قبول الأخبار، وتكوين الرأي والموقف يقول الشيخ - رحمه الله - في رسالة كتبها إلى فاضل آل مزيد (رئيس بادية الشام): "السبب في المكاتبة أن راشد بن عريان ذكر لنا عنكم كلاماً حسناً سر الخاطر، وذكر عنك أنك طالب مني مكاتبة بسبب ما يجيك عنا من كلام العدوان من الكذب والبهتان، وهذا هو الواجب من مثلك أنه لا يقبل كلاما إلا إذا تحققه" (ص 32).

ويقول في رسالة كتبها لأحد القضاة : وينبغي للقاضي - أعزه الله بطاعته - لما ابتلاه الله بهذا المنصب أن يتأدب بالآداب التي ذكرها الله في كتابه الذي أنزل ليبين للناس ما اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يوقنونن فمن ذلك لا يستخفنه الذين لا يوقنون، ويتثبت عند سعايات الفساق والمنافقين ولا يعجل" (ص 251).
7 ـ ثم بعد التثبت يطالب الشيخ برد الأمر إلى الله والرسول، كما قال - تعالى -: "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ" (النساء: من الآية59)، يقول - رحمه الله - في إحدى رسائله (ص 53): "الذي يجب على المسلم أن يتبع أمر الله ورسوله، ويسأل عنه، والله - سبحانه - أنزل القرآن، وذكر فيه ما يحبه ويبغضه، وبين لنا فيه ديننا، وكذلك محمد - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأنبياء فليس على وجه الأرض أحد أحب إلى أصحابه منه فهم يحبونه أحب من أنفسهم وأولادهم، ويعرفون قدره، ويعرفون أيضاً الشرك والإيمان، فإن كان أحد المسلمين في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد دعاه أو نذر له أو ندبه، أو أحد من أصحابه جاء عند قبره بعد موته يسأله أو يندبه أو يدخل عليه للالتجاء له عند القبر، فاعرف أن هذا الأمر صحيح حسن ولا تطعني ولا غيري، وإن كان إذا سألت إذا أنه تبرأ ممن اعتقد في الأنبياء والصالحين وقتلهم وسباهم وأولادهم وأخذ أموالهم وحكم بكفرهم فاعرف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقول إلا الحق، والواجب على كل مؤمن إتباعه فيما جاء به، وبالجملة فالذي أنكره الاعتقاد في غير الله مما لا يجوز لغيره فإن كنت قلته من عندي فارم به أو من كتاب لقيته ليس عليه عمل فارم به كذلك أو نقلته عن أهل مذهبي فارم به، وإن كنت قلته عن أمر الله ورسوله، وعما أجمع عليه العلماء في كل مذهب فلا ينبغي لرجل يؤمن بالله واليوم الأخر أن يعرض عنه لأجل أهل زمانه أو أهل بلده، وإن أكثر الناس في زمانه أعرضوا عنه".
ويقول - رحمه الله - (ص 106): "فتوزن الأقوال والأفعال بأقواله وأفعاله ـ يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم - فما وافق منها قبل وما خالف ردّ على فاعله كائناً من كان"، ويقول - رحمه الله - كما في (الدرر السنية جـ2/: "وقد تبين أن الواجب طلب علم ما أنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - من الكتاب والحكمة، ومعرفة ما أردا بذلك كما كان عليه الصحابة والتابعون ومن سلك سبيلهم، وكل ما يحتاج إليه الناس، فقد بينه الله ورسوله بياناً شافياً كافياً، فكيف أصول التوحيد والإيمان، ثم إذا عرف ما بينه الرسول - صلى الله عليه وسلم - نظر في أقوال الناس وما أرادوا بها، فعرضت على الكتاب والسنة والعقل الصريح الذي هو موافق للرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنه الميزان مع الكتاب فهذا سبيل الهدى، وأما سبيل الضلال والبدع والجهل فعكسه أن تبتدع بدعة بآراء الرجال وتأويلاتهم، ثم تجعل ما جاء به الرسول صلى الله عيه وسلم تبعا لها وتحرف ألفاظه، وتؤول على وفق ما أصلوه، وهؤلاء تجدهم في نفس الأمر لا يعتمدون على ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا يتلقون منه الهدى، ولكن ما وافقهم منه قبلوه وجعلوه حجة لاعمدة وما خالفهم منه تأولوه كالذين يحرفون الكلم عن مواضعه أو فوضوه كالذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني".
هذا المنهج الذي أكد عليه الشيخ الإمام - رحمه الله - في التبين والتثبت ثم رد الأمر إلى الله والرسول هو مسلك أهل العلم المنصفين ممن يبحث عن الحق بعيداً عن الأغراض والأهواء.


يقول الشيخ رشيد رضا - رحمه الله - في تقديمه لكتاب (صيانة الإنسان عن وسوسة دحلان): "كنا نسمع في صغرنا أخبار الوهابية المستمدة من رسالة دحلان هذا وأمثاله فنصدقها بالتبع لمشايخنا وآبائنا، ونصدق أن الدولة العثمانية هي حامية الدين ولأجله حاربتهم وخضدت شوكتهم، وأنا لم أعلم بحقيقة هذه الطائفة إلا بعد الهجرة إلى مصر والاطلاع على تاريخ الجبرتي، وتاريخ الاستقصاء في أخبار المغرب الأقصى فعلمت منهما أنهم هم الذين كانوا على هداية الإسلام دون مقاتليهم، وأكده الاجتماع بالمطلعين على التاريخ من أهلها، ولا سيما تواريخ الإفرنج الذين بحثوا عن حقيقة الأمر فعلموها وصرحوا أن هؤلاء الناس أرادوا تجديد الإسلام وإعادته إلى ما كان عليه في الصدر الأول، وإذا تجدد مجده وعادت إليه قوته وحضارته، وأن الدولة العثمانية ما حاربتهم إلا خوفاً من تجديد ملك العرب وإعادة الخلافة الإسلامية سيرتها الأولى..." إلى أن قال: "ثم اطلعت على أكثر كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ورسائله وفتاويه، وكتب أولاده وأحفاده، ورسائلهم ورسائل غيرهم من علماء نجد في عهد هذه النهضة التجديدية فرأيت أنه لم يصل إليهم اعتراض ولاطعن فيهم إلا وأجابوا عنه، فما كان كذبا عليهم قالوا: سبحانك هذا بهتان عظيم، وماكان صحيحاً أو له أصل بينوا حقيقته وردوا عليه.

وقد طبعت كتبهم، وعرف الألوف من الناس أصل تلك المفتريات عنهم، ومن المستبعد جداً أن يكون الشيخ أحمد دحلان لم يطلع على شيء من تلك الكتب والرسائل، وهو في مركزه بمكة المكرمة على مقربة منهم فإن كان قد اطلع عليها ثم أصر على ما عزاه إليهم من الكذب والبهتان ـ لاسيما ما نفوه صريحاً وتبرؤوا منه ـ فأي قيمة لنقله ولدينه ولأمانته، وهل هو إلا ممن باعوا دينهم بدنياهم... وإذا فرضنا أن الشيخ أحمد دحلان لم ير شيئاً من تلك الكتب والرسائل، ولم يسمع بخبر عن تلك المناظرات والدلائل، وأن كل ما كتبه في رسالته قد سمعه من الناس وصدقه أفلم يكن من الواجب عليه أن يتثبت فيه ويبحث ويسأل عن كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ورسائله ويجعل رده عليها... إن علماء السنة في الهند واليمن قد بلغهم كل ما قيل في هذا الرجل فبحثوا وتثبتوا وتبينوا كما أمر الله - تعالى - فظهر لهم أن الطاعنين فيه مفترون لا أمانة لهم، وأثنى عليه فحولهم في عصره وبعد عصره وعدّوه من أئمة المصلحين المجددين للإسلام، ومن فقهاء أهل الحديث كما نراه في كتبهم ولا تسع هذه المقدمة لنقل شيء من ذلك" ا.هـ.
8 ـ ثم إن من منهج الشيخ في مواجهة افتراءات خصوم دعوة التوحيد أن طالبهم بالمناظرة والردّ بالدليل العلمي، وكان يشهد الله - تعالى - وملائكته أن يقبل الحق ممن جاء به، وكان يتحدى بلغة الواثق أن يأتي خصومه بدليل واحد أو يثبتوا أن ما يقوله باطل وما هم عليه صواب، وسأورد هنا نماذج من كلامه في ذلك ينشرح لها صدر المؤمن، ويهتدي بها الباحث عن الحق، ويسفر الصبح لذي عينين، أما من أراد الله فتنته فلن نملك له من الله شيئاً:



1. قال - رحمه الله - في رسالة كتبها إلى عالم الأحساء عبد الله بن عبد اللطيف: "وأما ما ذكر لكم عني فإني لم آته بجهالة، بل أقول - ولله الحمد والمنة وبه القوة-: "إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين"، ولست - ولله الحمد - أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم، مثل: ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم، بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي أوصى بها أول أمته وآخرهم، وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي حاشا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا يقول إلا الحق" (الرسائل الشخصية ص 252).

2. ويقول في رسالة كتبها لعبد الوهاب بن عبد الله بن عيسى من علماء الدرعية : "فأنا - ولله الحمد - لم آت الذي أتيت بجهالة، وأشهد الله وملائكته أنه إن أتاني منه ـ أي والد عبد الوهاب وهو عبد الله بن عيسى عالم أهل الدرعية ـ أو ممن دونه في هذا الأمر كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين، وأترك قول كل إمام اقتديت به حاشا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا يفارق الحق فإن كانت مكاتيب أو لياء الشيطان وزخرفة كلامهم الذي أوحى إليهم ليجادل في دين الله لما رأى أن الله يريد أن يظهر دينه غرتكم وأصغت إليه أفئدتكم فاذكروا لي حجة مما فيها أو كلها أو في غيرها من الكتب مما تقدرون عيه أنتم ومن وافقكم فإن لم أجاوبه عنها بجواب فاصل بيّن يعلم كل من هداه الله أنه الحق، وأن تلك هي الباطل فأنكروا عليّ ، وكذلك عندي من الحجج الكثيرة الواضحة ما لا تقدرون أنتم ولا هم أن تجيبوا عن حجة واحدة منها وكيف لكم بملاقاة جند الله ورسوله؟ وإن كنتم تزعمون أن أهل العلم على خلاف ما أنا عليه فهذه كتبهم موجودة، ومن أشهرهم وأغلظهم كلام الإمام أحمد كلهم على هذا الأمر لم يشذ منهم رجل واحد - ولله الحمد-" (الرسائل الشخصية ص 276/277).

3. وقال أيضاً في إحدى رسائله : "وأقول كل إنسان أجادله بمذهبه إن كان شافعياً فبكلام الشافعية، وإن كان مالكياً فبكلام المالكية، أو حنبلياً أو حنفياً، فكذلك فإذا أرسلت إليهم ذلك عدلوا عن الجواب؛ لأنهم يعرفون أني على الحق وهم على الباطل، وإنما يمنعهم من الانقياد التكبر والعناد...إلى أن قال - رحمه الله - : وأنا أشهد الله وملائكته إن أتاني منهم حق لأقبلنه على الرأس والعين، ولكن هيهات أن يقدر أحد أن يدفع حجج الله وبيناته" (الرسائل الشخصية ص 144).
4. وقال أيضا: "وأنا إلى الآن أطلب الدليل من كل من خالفني، فإذا قيل له: استدل أو اكتب أو اذكر حاد عن ذلك وتبين عجزه" (الرسائل الشخصية ص 241).

5. ويقول - رحمه الله - : "وأنا أدعو من خالفني إلى أحد أربع: إما إلى كتاب الله، وإما إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإما إلى إجماع أهل العلم، فإن عاند دعوته إلى المباهلة كما دعا إليها ابن عباس في بعض مسائل الفرائض، وكما دعا إليها سفيان الثوري والأوزاعي في مسألة رفع اليدين وغيرهما من أهل العلم" (الرسائل الشخصية ص 266).


المراجع الرئيسة للقسم الأول :

1. (الرسائل الشخصية) للشيخ - رحمه الله - ط.جامعة الإمام.
2. (عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي) الدكتور: صالح العبود.
3. (الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه) بقلم: أحمد بن حجران آل بو طامي آل بن علي.

al_moneer
05-01-2006, 05:35 AM
ختاما ....

أطلب من المخلصين نقل رسالتي هذه للمنتديات الإسلاميه لإنصاف الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليحق الله الحق ويبطل الباطل إن الباطل كان زهوقا ...

وللمزيد من الفائدة أرجو أن تبحروا في المواقع التالية:

1. دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ودعاوى المعاصرين
http://www.almoslim.net/Moslim_Files/dawah/index.cfm (http://www.almoslim.net/Moslim_Files/dawah/index.cfm)

2. مؤلفات للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
http://www.almeshkat.com/books/list.php?cat=27 (http://www.almeshkat.com/books/list.php?cat=27)

3. دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
http://saaid.net/monawein/ (http://saaid.net/monawein/)

4. محمد بن عبدالوهاب - كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9% 86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D 9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8_-_%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9 %84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF_% D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A_%D9%87%D9%8 8_%D8%AD%D9%82_%D8%A7%D9%84%D9%84%D 9%87_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%8 4%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9% 86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D 9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8_-_%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9 %84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF_% D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A_%D9%87%D9%8 8_%D8%AD%D9%82_%D8%A7%D9%84%D9%84%D 9%87_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%8 4%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF)

ابو المهاجر
05-01-2006, 01:26 PM
إسلامية لا وهابية
http://www.wahabih.com


جزاك الله خيرا أخي الكريم

يكفي للوهابية فخرا أن أعداء الإسلام من الأميركان والعلمانيين والشيوعيين وأصحاب الفرق الضالة كالرافضة والأشعرية والإباضية والمعتزلة والجامية يحاربون الوهابية ويكنون لهم العداوة والحقد ويخططون لهدمه..

رحمك الله يا مجدد العصر يا الشيخ محمد بن عبد الوهاب

مقاوم
05-01-2006, 02:24 PM
" قليل هم الذين يحملون المبادىء، وقليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا من أجل تبليغ هذه المبادىء، وقليل من هذه الصفوة الذين يقدمون أرواحهم ودمائهم من أجل نصرة هذه المبادىء والقيم.. فهم قليل من قليل من قليل "

أخي سائر

السلام عليكم
المقولة أعلاه هي للشيخ عبد الله عزام رحمه الله وليست لسيد رحمه الله

بوركت

al_moneer
05-01-2006, 02:38 PM
سائر
مقاوم

أشكر لكما مروركما ... جزاكما الله خير الجزاء وأسأل الله العلي القدير أن يجمعنا في جنات الفردوس الأعلى

مقاوم
05-01-2006, 02:45 PM
وإياك يا أيها المنير للظَلٌمِ

شكر الله لك هذا النقل الطيب

ابو المهاجر
05-01-2006, 04:24 PM
سلمت أخي مقاوم


أعتقد المقولة لسيد قطب وقالها الشيخ عبد الله عزام نقلا من سيد رحمها الله


على كل حال سأتثبت بالموضوع وأرد لك الخير اليقين


جزاك الله خيرا

شيركوه
05-01-2006, 08:31 PM
الشيخ عبد الله عزام يقتبس من سيد قطب كثيرا رحمهما الله تعالى
ولكنه يعدل فيها قليلاً

ولكن لا ضير
فبحر ياخذ من بحر لا يضر ايا من البحرين

رحمهما الله تعالى


السلام عليكم

مقاوم
05-02-2006, 08:23 AM
على كل حال سأتثبت بالموضوع وأرد لك الخير اليقين


أكون لك من الشاكرين

ابو المهاجر
05-02-2006, 02:42 PM
والله يا أخي العزيز بعد البحث المتواصل في كتب سيد قطب رحمه الله

تبين لي أنه ليس هو قائل هذه الكلمات فلم أجدها في كتبه

والظاهر أن الشيخ عبد الله عزام رحمه الله هو صاحبها

وكما قال الأخ فرقاني فكلاهما بحر فلا يضر إن أخذ أحدهما من الآخر

وهذا موقع للشهيد سيد قطب وجدته أثناء البحث لمن يريد الاطلاع http://www.qotob.jeeran.com


تم تعديل التوقيع وجزاك الله خيرا أخي الحبيب مقاوم
وجزى الله مرة ثانية صاحب الموضوع خير الجزاء

مقاوم
05-03-2006, 07:42 AM
وإياك أخي سائر وزادك الله حرصا.

هذه المقولة ذكرها الشيخ رحمه الله في محاضرة قرأ فيها
وصية أحد أوائل شهداء العرب في افغانستان وهو الشهيد
سعد الغامدي رحمه الله. نحسبهم كذلك جميعا ولا نزكي على الله منهم أحدا!

كساب 2
07-26-2006, 10:39 PM
بارك الله فيك