تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كذبة الحوار وحقيقة التحالف الأمريكي ـ الإيراني ـ الصهيوني يكتبها عوني القلمجي



سعد بن معاذ
04-28-2006, 05:33 AM
كذبة الحوار وحقيقة التحالف الأمريكي ـ الإيراني ـ الصهيوني
عوني القلمجي


القدس العربي، 18/04/2006

من المضحك ان تنسب فكرة اجراء حوار بين امريكا وايران الي عبد العزيز الحكيم رئيس ما يسمي بالمجلس الاعلي للثورة الاسلامية. والمضحك اكثر هو تظاهر الطرفين بقبول دعوة الحكيم وكأن مثل هذا الحوار لم يكن له وجود من قبل، في حين ان امريكا وايران ارتبطتا بتحالف وثيق فيما يخص احتلال العراق مثلما تحالفتا عند احتلال افغانستان، واذا كان هناك من يشكك بهذه الحقيقة ويعتقد بوجود عداء بين امريكا وايران فعليه ان يعود الي جملة من الحقائق العنيدة. فعلي سبيل المثال لا الحصر، فان عددا من الكتاب الامريكيين اعتبروا انه لولا المساعدة الايرانية اللوجستية والتكتيكية للامريكيين لفشل غزوهم لافغانستان. وفي هذا الصدد قال علي اكبر هاشمي رفسنجاني يوم 8 شباط (فبراير) عام 2002 والذي نقلته جريدة الشرق الاوسط في اليوم التالي في جامعة طهران: القوات الايرانية قاتلت طالبان وساهمت في دحرها ولو لم نساعد قواتهم في قتال طالبان لغرق الامريكيون في المستنقع الافغاني ويجب علي امريكا ان تعلم انه لولا الجيش الايراني الشعبي ما استطاعت ان تسقط طالبان . وكما هو الحال في افغانستان فقد اعلن العديد من القادة الايرانيين بانه لولا ايران لما تمكنت امريكا ايضا من احتلال بغداد، والمقصود طبعا الاشارة الي تعاون احزابها مثل المجلس الاعلي وحزب الدعوة مع امريكا قبل الاحتلال، وتقديم ايران لاحقا الدعم اللوجستي والتكتيكي للقوات الامريكية خلال غزو العراق، واخيرا وليس اخرا الدور الذي لعبه السيستاني رجل ايران في دعم وتكريس الاحتلال. وجراء ذلك نالت ايران حصتها من الاحتلال في كلا البلدين، ففي افغانستان تخلصت من حركة طالبان التي تعتبرها ايران عدوة لكونها تنتمي الي المذهب السني وحصول شيعتها هناك علي حصة في السلطة، اما في العراق فقد تخلصت من الرئيس العراقي صدام حسين الذي جرع الخميني كاس السم وقبل بوقف الحرب لينتهي حلمه ببناء الجمهورية الاسلامية العالمية وعاصمتها النجف الاشرف، ثم حصول شيعتها علي حصة الاسد في السلطة العراقية، والسماح لايران بمد نفوذها في جنوب العراق، وعلي هذا الاساس ظل التعاون والتنسيق قائما بين الطرفين وبكل الاشكال سواء في السر او العلن. ولم يكن الكيان الصهيوني بعيدا عن هذا التحالف غير المقدس ولكن دون ان يظهر في الصورة لان للضرورة احكامها. اذ كانت ايران تنكر علي الدوام علاقتها بهذا الكيان بل وطالب نجادي الرئيس الجديد بالقضاء عليه قضاء مبرما.

ولكن ما الذي دعا امريكا وايران لان تجريا حوارا علنيا بشان العراق وفي هذا الوقت بالذات بعد ان كان الطرفان يقضيان حوائجهما بالكتمان طيلة الفترة الماضية؟

الامر بسيط جدا فقبل الاعلان عن الحوار بين امريكا وايران كان كل شي يسير علي ما يرام ووفق ضوابط محددة، ولكن في الشهور المنصرمة حدث ما لم يكن في الحسبان، فبالنسبة للامريكا بجلالة قدرها وهيبتها في العالم وتباهيها بالتها العسكرية العملاقة التي ظنت انها لا تقهر، قد استنفدت كل ما لديها من قوة لانهاء المقاومة الوطنية العراقية او حتي الحد من تصاعد عملياتها المسلحة، وفشلت بالمقابل جميع محاولاتها في بعث الروح في العملية السياسية وكان اخرها اقناع اطراف عراقية ممن يدعون بتمثيل السنة في الاشتراك في تلك العملية البائسة وتشكيل حكومة وحدة وطنية عساها ان تعوض عجز قوات الاحتلال عن انهاء المقاومة الوطنية عسكريا، الا ان هذه الحكومة المنتظرة لم تر النور لحد الان لاسباب معروفة، ناهيك عن فشلها في اشعال فتنة طائفية او حرب اهلية، الامر الذي وضعها امام خيارين احلاهما مر فاما الهزيمة التي تنهي احلام بوش وعصابته من المحافظين الجدد في بناء الامبراطورية الامريكية، واما البقاء في العراق وتحمل ما لا يطيقه الشعب الامريكي من خسائر مادية وبشرية كبيرة.

وبالنسبة لايران فقد تمردت علي امريكا مستغلة ورطتها في العراق وبدات العمل علي زيادة حصتها من الغنيمة، بل واخذت تخطط لتحقيق مشروعها القديم الجديد في العراق ومنه وضع العراق تحت هيمنتها او علي الاقل جعل منطقة الجنوب محمية ايرانية تكون الممر للوصول الي لبنان عبر سورية، ووضع دول الخليج العربي تحت التهديد المستمر جراء وجود حركات شيعية تابعة لايران وخاصة في البحرين والسعودية. وفرض سيطرتها ايضا علي شط العرب منفذ العراق الاساسي علي البحار المفتوحة، ليكون الخليج العربي في نهاية المطاف خليجا فارسيا، الامر الذي اعتبرته امريكا خروجا عن نصوص الاتفاق.

امام هذا كله لم يعد هناك من مخرج امام امريكا الا العودة لتصحيح الاوضاع بينها وبين ايران التي اصبحت لاعبا اساسيا في معادلة الاحتلال، وازالة المشاكل العالقة بينهما حول تقاسم الحصص وتحديد مناطق النفوذ وتوحيد موقفيهما في مواجهة المقاومة الوطنية العراقية، وايجاد السبل الكفيلة في القضاء عليها عسكريا وسياسيا ومنعها من تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستؤدي حتما الي تحرير العراق وطرد المحتلين سواء كانوا امريكان ام ايرانيين.

لا تكمن الخطورة في عقد لقاءات مباشرة وعلنية بين ايران وامريكا وعقد الصفقات بينهما او حل الخلافات او تبادل النصائح الخ، فهذه كانت قائمة اصلا، ولا تكمن ايضا كما يركز البعض في اضفاء صفة الشرعية علي التواجد الايراني في العراق، اذ ليس هناك من يحاسب ايران علي تدخلها في شؤون العراق ما دام ذلك يجري تحت سمع وبصر قوات الاحتلال وبرضاها، فالمجتمع الدولي والامم المتحدة والنظام العربي لا حول لهم ولا قوة في تغيير اي ساكن في العراق. لكن الخطورة تكمن في نية الطرفين علي وضع خطط جديدة ومنسقة بعناية هدفها القضاء علي العراق والبدء بتنفيذ مشروع تقسيمه الي دويلات طائفية وعرقية، وزج المجتمع العراقي في حروب طائفية واهلية تحرق الاخضر واليابس، بصرف النظر عن امكانية فشل هذا المشروع الغادر. ولا احسب ان من المفيد ان ندعم هذا الراي بوقائع وادلة لان الشروع في هذا المخطط قد بدأ العمل به فعلا وخاصة في الاسابيع الماضية.

فحول اثارة الفتنة الطائفية فان خير نموذج عنها ما قامت به قوات الاحتلال ومغاوير الداخلية من تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في منطقة سامراء، وما اعقبه من حرق وتدمير المساجد وقتل الابرياء ولا زالت هذه الجرائم مستمرة حتي الان. في حين شرع عملاء الاحتلال بعمليات تطهير في بعض المدن من الطائفة السنية وتجري منذ ايام عمليات هجرة متبادلة بهدف وضع جدار صيني بين المناطق الشيعية والسنية للوصول الي اقناع العراقيين بتقسيم العراق، وياتي ضمن هذا السياق تجديد مطالبة الحكيم وبقوة باقامة اقليم مستقل في جنوب العراق علي غرار ما حدث في شماله. ولكن الاهم من كل ذلك ان من بين ابرز هذه المخاطر هو عمل الطرفين علي تنسيق عسكري بين قوات الاحتلال من جهة والمليشيات المسلحة والحرس الثوري الايراني الذي كثف تواجده في الجنوب والوسط بما فيها العاصمة العراقية بغداد من جهة اخري، تمهيدا لشن عمليات عسكرية واسعة النطاق علي معاقل المقاومة الوطنية العراقية.

ستدخل هذه المؤامرة حيز التنفيذ في خلال الايام او الاسابيع القادمة، فقد وصل الوفد الايراني المفاوض الي بغداد قبل يومين، وستجري المفاوضات دون مشاركة اي جهة عراقية بما فيها احزاب الاحتلال في السلطة، وهذه تعد سابقة غريبة من نوعها كونها تتعاكس مع القانون الدولي ومواثيق الامم المتحدة والجامعة العربية، حيث يجري تحديد مستقبل بلد مستقل منذ اكثر من ثماني عقود دون علم منه، وهذا يعيد الي الاذهان ما حدث خلال الحرب العالمية الاولي اذ اجتمعت بريطانيا وفرنسا وقررتا تقسيم الوطن العربي وفق اتفاقية اطلق عليها اسماء وزيري خارجية البلدين هما سايكس وبيكو.

يحدث كل هذا دون اعتراض من احد لا من قبل الامم المتحدة ولا من قبل الدول التي تسمي نفسها حضارية وتحترم القانون الدولي، ولا من النظام العربي سوي بعض التمتمات غير المفهومة او التي لا طعم لها ولا لون ولا رائحة، في حين يقوم العالم ولا يقعد اذا قتلت شخصية سياسية مثل الحريري او اختطف صحافي اجنبي، وقد نذكر في هذا الصدد كيف هب عرب امريكا ومسلموها لمنع حركة طالبان من تدمير تماثيل لرموز دينية، واعتبر هذا العمل تدميرا للحضارة الانسانية. اما تقسيم العراق واشعال فتنة طائفية في مجتمعه اضافة الي احتلاله وتدمير تاريخه وحضارته، فهذا لا يعني بالنسبة لهؤلاء شيئا لا من قريب ولا من بعيد. والاغرب من هذا كله هو ذلك الصمت الرهيب من قبل الجماهير العربية امام هذه الاحداث فلم تخرج مظاهرة او يحدث اعتصام أو اضراب قام في جامعة او مصنع، ولكن ليس هذا كل شيء فالاحزاب والقوي العراقية التي اعتبرت نفسها معادية للاحتلال، اكتفت هي الاخري باصدار بيانات عائمة وغير مفهومة حول هذا الحوار، ناهيك عن ان القادمين الجدد للعملية السياسية والذين برروا دخولهم لها بانهم سيحدون من هيمنة ايران علي العراق ويعيدون له عروبته ووحدته، نراهم صامتين صمت القبور علي ما يجري، فها هي ايران وقد شرعنت وجودها في العراق وهي تتفاوض وكان العراق واحد من املاكها وها هي وحدة العراق وقد تجزأت، وعروبته اصبحت في خبر كان في ظل الاحتلال تري متي تنسحبون من مستنقع الخيانة؟

هل نجد املا في انقاذ العراق من هذه المحنة علي يد القوي الخيرة من ابناء شعبنا وفي طليعتها المقاومة الوطنية العراقية وعلي وجه الخصوص منها المقاومة المسلحة؟

بكل ثقة واعتزاز وفخر ومن دون اي تردد نقول نعم، هؤلاء هم من سيحبط كل هذه الخطط الجهنمية وسيسيرون بنا الي شاطيء التحرير، فالمقاومة ادركت جيدا انها السبب الذي دفع الاعداء لان يتحدوا ضدها، وادركت بان هدف هذا الاتحاد المطالبة براسها، ولذلك قالت المقاومة لهؤلاء: انتم تعدون العدة وتشحذون سلاحكم، ونحن نعد العدة ونشحذ سلاحنا اكثر، انتم تريدون تقسيم العراق ونحن سنحافظ علي وحدته بدمائنا، انتم تريدون احداث فتنة طائفية ونحن سنقطع الطريق عليكم، انتم تتحدون علي الباطل ونحن نتحد علي الحق والباطل دائما كان زهوقا.

لكن هل يجوز لنا ان نكتفي بهذا الامل ونقف متفرجين علي المقاومة البطلة وهي تذود عنا وعن شرفنا وكرامتنا وعرضنا؟

الوطن ملكنا جميعا ومن اجتهد بان طريق التحرير يمكن ان يمر عبرالحوار، او وفق جداول زمنية او مشاركة في العملية السياسية، او من خلال النضال السلمي وحده، عليه ان يعيد النظر ويتقي الله ويعود الي جادة الصواب، ولنتذكر ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة او كما قلنا في مقالة سابقة احتل العراق بالقوة ولا يتحرر الا بالمقاومة. المؤامرة كبيرة وخطيرة ويجب علينا جميعا التصدي لها ودحرها بكل ما اوتينا من قوة والتاريخ لن يرحم المتخاذلين والمستسلمين، وليس من خيار مشرف امام الجميع سوي الالتحاق في صفوف المقاومة الوطنية العراقية الباسلة لنقترب اكثر من ساعة التحرير.

nafary
04-30-2006, 07:14 AM
بارك الله فيك أخي سعد , ولك جزيل الشكر على مجهودك الرائع في هذا القسم من المنتدى الكريم , خصوصا في كشف أباطيل الشيعة ودجلهم ... وإن كنت أرى أن الحوار السني الشيعي غير موجود أساسا , ولا داعي له .. لأن ما نراه واقعا الآن في أرض العراق العظيم خير شاهد على حقيقة هؤلاء الموتورين , وكما كانوا أجدادهم الطوسي وأبن العلقمي , كانوا هم , سهام مسمومة في صدر الأمة الإسلامية , ثقافة آياتهم الفارسية الوثنية وحقدهم الدفين على الدين , دفع بهم للتغرير بمثل هؤلاء السذج والمخدوعين من عامة الشيعة , بإسم آل البيت ومظلمة أهل البيت , ووالله لأننا أشد حبا لله ولرسوله ولآل البيت , ولكن الله لم يأمرنا بأن نتخذ بعضنا بعضا أربابا من دونه , ولم يأمرنا نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام أن نتخذ ذريته من بعده أرباباً وآلهةً , بل قال والله لأن سرقت فاطمةً بنت محمد ( وحاشاها ) لقطعت يدها , فلم هذا الجهل المبين الذي يغطوا فيه وكيف غيِّبت عقولهم , و كيف أصبحت اللطميات ثقافة , وخمش الجلود حزناً .... يتباكون ويسفكون دمائهم ويضربون رؤسهم بنعالهم من أجل الحسين عليه السلام , وشيعته هم من فرطوا فيه وتركوه لزياد إبن أبيه لعنه الله ليقتله .. فهيَ أخي سعد قلوبٌُ عليها أقفالها .. وإن كان القصد من هذا الحوار هدايتهم , فما أكثر الناس ولو حرصنا بمؤمنين ومن يهتدي منهم إلى الدين الحنيف كما أنزله الله على رسوله كان جزائه القتل كما حدث مع آية الله البرقعي رحمه الله .. أو التهديد وتحت وطئة التهديد يتراجع كما هو الحال مع محمد حسين فضل الله .. فهؤلاء المخابيل أخي العزيز لا يقومهم إلا حد السيف جزاءاً وفاقا لأفعالهم لشنيعه بأخواننا من السنة , وكما صح عن الرسول (ص ) أن الفتنة تأتي من الشرق ,,, وهاهي رأس الفتنة إيران وأتباعهم من المجوس والرافضة يسومون أهلنا من السنة سوء العذاب .. وفقك الله وأيانا وهدا الله منهم من أراد الحق وبحث عنه ..وإلا فليس للمعتدي منهم إلا حد السيف .