تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إيران تحت الهجوم بقنابل نووية تكتيكية يكتبها لواء متقاعد: حسام سويلم الأهرام العربي،



سعد بن معاذ
04-28-2006, 05:30 AM
إيران تحت الهجوم بقنابل نووية تكتيكية
لواء متقاعد: حسام سويلم


الأهرام العربي، 22/04/2006م

لم يكن إعلان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بنجاح إيران في تخصيب اليورانيوم علي المستوي البحثي بنسبة‏%3.5‏ وامتلاكها لدورة الوقود النووي مفاجأة للمراقبين سواء علي المستوي السياسي أم المستوي الفني‏.‏ فقد استبق نجاد بهذا الإعلان انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن بـ‏15‏ يوما‏,‏ وقبل الدخول في مفاوضات مع الجانب الأمريكي حول العراق‏,‏ وعقب إجراء المناورات الموسعة لقوات الباسدران الحرس الثوري‏,‏ ومتطوعي الباسيج في منطقة الخليج‏,‏ حيث كشفت إيران عن بعض أنظمة التسليح التي قامت بتطويرها مثل الصاروخ فجر‏-3‏ ذي المدي‏2000‏ كم وطوربيد بحري يسير بسرعة‏100‏ متر‏/‏ثانية ومعدات أخري‏.‏

كما لم يكن هذا الإعلان مفاجأة لمن يتابعون خطوات تقدم البرنامج النووي الإيراني علي الصعيد الفني‏,‏ بعد أن أعلنت إيران في سبتمبر الماضي عن قيامها بتحويل اليورانيوم الخام إلي غاز هيكسوفلورايد اليورانيوم‏wf-6‏ حيث أنتجت منه‏110‏ أطنان‏,‏ ثم أعلنت في فبراير الماضي عن بدء تخصيب هذه الكمية علي المستوي البحثي بواسطة‏164‏ وحدة طرد مركزي في منشأة ناتانز‏,‏ وهي كمية تكفي لصنع عشرة أسلحة نووية طبقا لتقديرات المخابرات الغربية‏.‏

لكن كانت المفاجأة في كمية أجهزة الطرد المركزي التي كشفت عنها إيران‏,‏ حيث ذكر رافسنجاني أنها ستتضاعف قريبا إلي‏328‏ جهازا‏,‏ وبنهاية العام الحالي ستصل إلي‏3000‏ جهاز وفي مرحلة مقبلة ستصل إلي‏54‏ ألف جهاز‏,‏ وإذا كانت المعادلة النووية تقول إنه بواسطة‏500‏ جهاز طرد مركزي طراز‏p-1‏ يمكن خلال‏5‏ سنوات من العمل المتواصل تخصيب‏20‏ كجم يورانيوم‏235‏ بنسبة‏%90‏ والذي يلزم منه‏25‏ كجم لإنتاج سلاح نووي قوته‏20‏ كيلوطنا مثل قنبلة هيروشيما‏,‏ فإن معني ذلك أنه بقدرة‏3000‏ جهاز طرد مركزي يمكن إنتاج سلاح نووي واحد خلال سنة‏,‏ ثم بواسطة‏45.000‏ جهاز طرد مركزي يمكن إنتاج عدد أكبر من الأسلحة النووية خلال بضعة أشهر‏.‏ فما بالنا إذا كانت إيران قد طورت هذه الأجهزة إلي‏p-2‏ وتقوم بتصنيعها في أراضيها‏.‏

أشارت دراسة لمركز الأبحاث عن العولمة‏,‏ تحت عنوان الهجوم الأمريكي‏-‏ الإسرائيلي المخطط علي إيران‏,‏ إعداد ميشيل تشوسودوفسكي‏,‏ في مايو‏2005‏ إلي أن مجلس الشيوخ الأمريكي قد وافق علي استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في الحروب التي تشنها الولايات المتحدة‏,‏ باعتبار أنها آمنة بالنسبة للمدنيين‏,‏ لأنها تستخدم ضد الأهداف العسكرية المحصنة تحت الأرض فقط‏,‏ وبالتالي وطبقا لتصريحات مسئولي البنتاجون‏,‏ فإن تأثير انفجاراتها النووية ستكون محصورة في العمق الذي تصل إليه تحت الأرض‏,‏ وبالتالي فلا تأثير لها علي المدنيين الموجودين فوق سطح الأرض‏.‏

أوضحت الدراسة أن إسرائيل قامت ببناء مخزون ضخم من المعدات العسكرية استعدادا لشن هجوم محتمل ضد إيران‏,‏ وأنها في هذا الشأن تسلمت أخيرا من الولايات المتحدة حوالي‏5000‏ قطعة من الذخائر الذكية التي تطلق من الجو‏,‏ بما في ذلك‏500‏ قنبلة مضادة للاستحكامات الحصينة طراز‏blu-109,‏ وأن الذخيرة التي تعمل باليورانيوم المستنفد الموجودة في المستودعات الإسرائيلية تكفي وتزيد علي الحاجة لتدمير جميع الأهداف النووية والعسكرية الإيرانية المخطط ضربها بواسطة المخططين لتخصيب اليورانيوم بواسطة أجهزة الطرد المركزي‏,‏ وأيضا صناعة هذه الأجهزة‏,‏ حيث توجد معدات وأجهزة هذه المنشأة علي عمق كبير تحت الأرض يصل إلي‏30‏ مترا‏,‏ لذلك فإن تدميرها سيتطلب استخدام ذخيرة أقوي علي الاختراق‏,‏ ولذلك سيخصص لها الطراز‏blu-113‏ ومن المعروف أن القنبلة النووية التكتيكية‏b61-11‏ هي الطراز النووي للقنبلة التقليدية‏blu-113,‏ ويمكن إلقاء الطراز النووي منها من المقاتلات القاذفة بنفس الأسلوب الذي يلقي به الطراز التقليدي‏.‏

لذلك تم تجهيز المقاتلات الإسرائيلية‏f-15I‏ بالتجهيزات التي تمكن من قصف هذا النوع من الذخائر الذكية جو‏/‏أرض‏.‏

وكشفت هذه الدراسة عن قيام الولايات المتحدة بعقد صفقة بيع‏100‏ قنبلة أخري مضادة للتحصينات‏blu-113,gbu-28‏ من إنتاج شركة لوكيهد مارتن لإسرائيل‏,‏ وأن وكالة التعاون للأمن والدفاع الأمريكية التابعة للبنتاجون كانت قد أعلنت أواخر إبريل‏2005‏ إبان زيارة الرئيس الروسي بوتين لإسرائيل عن هذه الصفقة‏,‏ واعتبرت وسائل الإعلام الأمريكية أن الإعلان عن هذه الصفقة في هذا التوقيت بالذات كان بمثابة إنذار لإيران فيما يتعلق بطموحاتها النووية‏.‏

وتتضمن الصفقة أيضا وحدة توجيه وسيطرة‏wgu-36A/B‏ وتوصف القنبلة‏GBU-28‏ بأنها السلاح المخصص لاختراق أماكن مراكز القيادة والسيطرة المحصنة بعمق تحت الأرض والمنشآت النووية والصاروخية والمستودعات التي يتم فيها تخزين الأسلحة والذخائر والمعدات الحساسة ذات التقنية العالية‏,‏ ويعتبر هذا النوع من الذخائر الجوية من بين الأسلحة التقليدية المميتة والأكثر خطورة علي مستوي العالم‏,‏ وقد استخدمت عام‏2003‏ عند غزو العراق وتسببت في قتل آلاف المدنيين نتيجة انفجاراتها الضخمة‏,‏ وتستطيع هذه القنبلة اختراق الطبقات الأرضية‏,‏ ثم تنشر بعد ذلك موجة حرارية وضغطا كبيرين وكافيين لتدمير العناصر المعدنية والكيميائية والبيولوجية الموجودة في تحصينات تحت الأرض‏.‏

أما القنبلة‏BLU-113‏ فهي مزودة بجهاز يدعي فيوز للهدف الصلد الذكي والذي يسمح للقنبلة بأن تعبر الطبقات الأرضية اللازم اختراقها قبل أن تنفجر عند الهدف وحتي عمق‏20‏ مترا‏,‏ ويتم التوجيه بالليزر من الطائرة أو قاعدة أرضية‏,‏ وبرأس القنبلة مجس ليزري وكمبيوتر توجيه‏,‏ كما أن غلاف القنبلة مصنوع من طبقة مدججة بالرصاص المستخدم في القنابل‏,‏ ويوجد في الجسم مجسات شديدة الحساسية تتسبب في انفجار قوي يدفع القنبلة للأمام قبل الاختراق‏,‏ ويصل طولها إلي‏19.2‏ قدم وعرضها‏14.6‏ بوصة ووزنها‏4.7‏ طن‏,‏ أما الشحنة التفجيرية فتبلغ‏575‏ كجم‏.‏

وتخصص القنبلة النووية التكتيكية‏B61-11‏ للتعامل مع الأهداف المحصنة تحت الأرض‏,‏ والقادرة علي تحمل الهجمات بالقنابل التقليدية نتيجة وجودها في عمق كبير تحت الأرض‏,‏ ومحصنة بعدة طبقات من الفولاذ والخرسانة‏,‏ مثل مراكز القيادة والسيطرة الإستراتيجية‏,‏ ومستودعات أسلحة الدمار الشامل‏,‏ وهي قنبلة مغلفة بغلاف مدعم يمكنها من اختراق سطح الأرض وطبقات من التحصينات تحتها قبل أن تنفجر علي عمق يصل إلي‏30‏ مترا‏,‏ وتبلغ قوتها التفجيرية‏340‏ طنا من المواد المتفجرة‏T.N.T‏ أي ما يعادل‏%3‏ من قوة قنبلة هيروشيما‏,‏ ويمكن إلغاؤها بواسطة المقاتلات‏F-15‏ ومن مميزات هذه القنبلة أن الطيار باستطاعته السيطرة علي القنبلة حتي اللحظة الأخيرة‏,‏ وهي طريقة أفضل من إطلاق الصاروخ الذي يمكن أن يحيد عن هدفه‏,‏ حيث يتم إسقاط القنبلة تحت سيطرته‏.‏

هل يمكن لإسرائيل أن توجه وحدها ضربة ناجحة ضد إيران؟

فجر نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني قنبلة من العيار الثقيل عندما أعلن في بداية فترة الولاية الثانية للرئيس بوش ما نصه‏:‏ إن أحد اهتمامات الشعب الأمريكي هو أن تقوم إسرائيل بشن هجوم علي إيران دون طلب ذلك منها‏,‏ واضعين في الاعتبار حقيقة أن إيران لها سياسة ثابتة هدفها تدمير إسرائيل‏,‏ ولذلك فمن المحتمل أن يقرر الإسرائيليون التصرف بأنفسهم أولا‏,‏ تاركين بقية العالم بعد ذلك قلقا من أجل تصفية الخلافات الدبلوماسية‏,‏ ثم أكد هذا المفهوم أخيرا في خطابه أمام منظمة إيباك‏,‏ أشهر منظمات اللوبي الصهيوني‏,‏ في مارس الماضي‏,‏ عندما أعلن صراحة أن الخيار العسكري غير مستبعد لحسم قضية الملف النووي الإيراني‏,‏ وقد علق زبيجنيو بريزنسكي مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي في عهد كارتر علي ذلك قائلا‏:‏ لقد استخدم نائب الرئيس تشيني‏,‏ لغة تبدو نوعا من تبرير هذا العمل أو حتي تشجيع الإسرائيليين علي القيام به‏.‏

وحقيقة الأمر أن هذه التصريحات مخادعة إلي حد كبير‏,‏ ذلك لأن ما تقوم به الإدارة الأمريكية ليس تشجيع إسرائيل علي القيام بعمل عسكري ضد إيران‏,‏ لكن يجري فعلا التخطيط للقيام بعمل عسكري أمريكي‏-‏ إسرائيلي مشترك ضد إيران‏,‏ وأن هذا العمل أصبح منذ يونيو الماضي جاهزا للتنفيذ بعد أن تم تخصيص المهام للوحدات الجوية المكلفة به بأن تكون مستعدة لذلك اعتبارا من يونيو الماضي‏,‏ علي حد قول سكوت ريتر‏,‏ المفتش السابق لأسلحة الدمار الشامل في العراق‏,‏ والذي صرح بأن الرئيس بوش صدق بالفعل علي أوامر بشن هجوم جوي علي إيران يتم الاستعداد له في يونيو الماضي‏.‏ وما يتم منذ هذا التاريخ وحتي اليوم هو تأكيد للمعلومات عن الأوضاع النهائية للأهداف النووية العسكرية الإستراتيجية لإيران‏,‏ والتي سخر لها مجموعات كوماندوز خاصة وعناصر مخابرات بشرية أمريكية وإسرائيلية انطلقت من قواعدها في كردستان العراق إلي داخل إيران لتأكيد هذه المعلومات بالتعاون مع العملاء في الداخل‏,‏ إضافة إلي الاستعداد لتنفيذ عمليات اغتيال لمسئولين إيرانيين عسكريين ومدنيين‏,‏ واستكمال تدمير ما لم تنجح الهجمات الجوية في تدميره من أهداف إلي جانب إثارة الاضطرابات الداخلية ضد نظام حكم الملالي في طهران في مناطق الأقليات العرقية الكبيرة في المحافظات الموجودة في أطراف إيران‏,‏ مثل خوزستان العربية في الجنوب وكردستان إيران في الشمال الغربي‏,‏ والبلوش في الشرق‏,‏ والأذربيني في الشمال‏.‏

حيث تراهن الولايات المتحدة وإسرائيل علي أن إثارة هذه الأقليات الكبيرة في مقاطعاتها ضد نظام حكم الملالي في إيران سيشجع القوي المعارضة للنظام في الداخل والخارج علي الثورة وبما يؤدي إلي إرباكه وفي النهاية إلي إسقاطه‏.‏

والعامل الرئيسي الذي يحكم الإجابة عن هذا السؤال المطروح هو مدي نجاح قدرات إسرائيل العسكرية الذاتية وحدها في تنفيذ هجوم جوي وصاروخي ضد إيران يحقق الهدف الإستراتيجي من هذا الهجوم‏,‏ وهو تدمير أو تعطيل البرنامج النووي الإيراني لعدة سنوات‏,‏ ويمنع إيران من القيام بردود أفعال انتقامية تهدد المصالح الأمريكية والإسرائيلية داخل وخارج المنطقة‏,‏ ويرتبط ذلك أساسا بعدد الأهداف الإيرانية المفروض أن تتعامل معها عناصر الضربة الإسرائيلية لتدميرها‏,‏ ومن المسلم به أن هناك اختلافا جوهريا بين الهجوم الإسرائيلي ضد المفاعل النووي العراقي أوزيراك عام‏1981,‏ وبين الهجوم المتوقع ضد المنشآت النووية الإيرانية‏,‏ ويتمثل هذا الاختلاف في عدة اعتبارات أبرزها أن الهجوم في الحالة العراقية كان ضد هدف واحد فقط هو المفاعل العراقي‏,‏ بينما في الحالة الإيرانية يزيد عدد الأهداف علي مائة هدف‏,‏ كما حققت إسرائيل في هجومها ضد المفاعل النووي العراقي مبدأ مهما من مبادئ الحرب هو المفاجأة‏,‏ بينما يصعب تحقيق هذا المبدأ في الحالة الإيرانية بعد الضجيج السياسي والعسكري والإعلامي المثار حاليا حول الملف النووي الإيراني‏,‏ أضف إلي هذا صغر المسافة التي قطعتها المقاتلات الإسرائيلية لتصل إلي العراق عبر الأردن‏,‏ في حين تزيد المسافة في الحالة الإيرانية علي‏1500‏ كم‏.‏

وترجع ضخامة عدد الأهداف التي يتعين التعامل معها‏-‏ لاسيما في الضربة الافتتاحية‏-‏ إلي حتمية إسكات وتدمير أهداف الدفاع الجوي الإيرانية الأرضية والجوية التي يمكن أن تتصدي للطائرات المهاجمة‏,‏ سواء كانت أمريكية أم إسرائيلية وتعيق تنفيذها لمهامها القتالية‏,‏ وأبرز هذه الأهداف مواقع الرادارات الإيرانية وبطاريات الصواريخ أرض‏/‏ جو‏,‏ وأحدثها‏29‏ نظاما صاروخيا طراز‏TOR-M1‏ تسلمتهم إيران من روسيا وتم نشرها بالفعل حول الأهداف الإستراتيجية‏,‏ وأيضا القواعد الجوية والمطارات الإيرانية التي ستنطلق منها المقاتلات الاعتراضية ميج‏-29‏ والميراج‏F-1‏ وعددها‏50‏ مقاتلة‏.‏ كما سيتطلب الأمر أيضا تدمير‏403‏ مراكز قيادة وسيطرة إستراتيجية‏,‏ إلي جانب حوالي‏24‏ منشأة نووية أبرزها مفاعل بوشهر‏,‏ ومنشأة أصفهان لتحويل اليورانيوم الخام إلي غاز‏UF-6‏ ومنشأة ناتانز لتخصيب اليورانيوم‏,‏ ومنشأة أراك لتصنيع الماء الثقيل‏,‏ ومنشأتي لويزان وشايان للأبحاث النووية‏,‏ ومنجم ساجاند لاستخراج‏60‏ طن يورانيوم خام سنويا‏,‏ ومعمل تدوير اليورانيوم في أردكان‏,‏ هذا إضافة إلي الموقع التابع لشركة كيمامادون التابعة للحرس الثوري وبه نفق بطول‏400‏ متر‏,‏ وعلي عمق كبير ومزود بأجهزة رصد للحرارة والضغط‏,‏ يعتقد أنه مخصص لإجراء تجارب نووية‏,‏ كما سيتعين في الضربة الافتتاحية أيضا قصف أهداف الضربة الانتقامية الإيرانية المتوقع أن تبدأ إيران في شنها بعد عشر دقائق من سوء الهجوم عليها وتشمل مواقع الصواريخ شهاب‏-3,‏ لاسيما في قاعدة شامران قرب جمشهر‏60‏ كم شرق طهران‏,‏ حيث تجري تجارب علي صواريخ شهاب‏5,4‏ ذات مدي أبعد من‏2000‏ كم ومزودة بأجهزة تتبع تتيح التغلب علي أجهزة الإعاقة الإلكترونية الأمريكية ومواقع صواريخ أخري في قاعدة بندر عباس المسيطرة علي خليج هرمز‏,‏ وجزيرة أبوموسي‏,‏ وعدة مواقع أخري ثابتة ومتحركة منتشرة علي الساحل الإيراني وعلي عبارات في شط العرب‏,‏ ويجري تغييرها بانتظام لتجنب ضربة جوية أمريكية مفاجئة‏.‏ هذا إلي جانب قصف مناطق تمركز وحدات الحرس الثوري الباسدران ومتطوعي الباسيج خاصة الوحدات البحرية التابعة لها والمخصص لها مهام انتحارية ضد السفن الحربية الأمريكية وناقلات النفط والقواعد الأمريكية الموجودة علي الساحل الغربي للخليج‏,‏ وهذه الوحدات منتشرة في قواعد لها في الفارسية وحلول وجزيرة سيري‏,‏ وأبوموسي‏,‏ ولاراك‏,‏ وبندر عباس‏,‏ هذا بالإضافة إلي قيام القيادة الإيرانية بتحصين‏12‏ مدينة تتمتع بحماية طبيعية في الجبال‏,‏ تعتبر معاقل للباسدران والباسيج ومزودة بحماية صاروخية وإمكانات لوجيستية تجعلها ذات اكتفاء ذاتي دفاعي وصمود لفترة طويلة‏.‏

وبرصد أعداد هذه الأهداف تبين أنها لن تقل عن‏125‏ هدفا‏,‏ ينبغي لتدمير كل منها أن يخصص له‏5-4‏ مقاتلات قاذفة‏,‏ تطلق كل منها‏6-4‏ قنابل أو صاروخا مضادا للتحصينات أو‏5‏ صواريخ كروز توماهوك‏,‏ فإذا ما قدرنا أنه سيتعين تخصيص حوالي‏200‏ صاروخ كروز لقصف‏40‏ هدفا‏,‏ فإنه سيتبقي حوالي‏85‏ هدفا ينبغي التعامل معها بواسطة‏425‏ طائرة تطلق حوالي‏2000‏ صاروخ أو قنبلة موجهة جو‏/‏أرض تتطلب حمايتها ما لا يقل عن‏50‏ مقاتلة اعتراضية‏F-15‏ وهي قدرات جوية وصاروخية خارج إمكانات إسرائيل‏,‏ لاسيما إذا أضفنا إلي ذلك طائرات إعادة الإمداد بالوقود في الجو‏,‏ وطائرات القيادة والسيطرة والإنذار المبكر أواكس‏,‏ أو‏E2C‏ وأيضا طائرات الإعاقة والاستطلاع الإلكتروني الراداري اللاسلكي‏,‏ والمروحيات اللازمة لإنزال مجموعات القوات الخاصة وأطقم المخابرات وحمايتهم وإنقاذ الطيارين في حالة سقوطهم‏,‏ ولأن هذه المطالب خارج قدرات وإمكانات إسرائيل‏,‏ حيث لا يتعدي إجمالي مقاتلاتها حوالي‏600‏ مقاتلة سيبقي تخصيص‏50‏ مقاتلة اعتراضية منها لحماية الأجواء الإسرائيلية‏,‏ فإن ما سيتبقي لديها من مقاتلات صالحة لتنفيذ العملية ضد إيران لن يحقق الهدف منها‏,‏ الأمر الذي يتطلب إشراك المقاتلات والصواريخ كروز الأمريكية في العملية‏.‏

خريطة الطريق العسكرية الأمريكية

صنفت إدارة بوش رسميا كلا من إيران وسوريا باعتبارهما المرحلة التالية من خريطة الطريق نحو الحرب‏,‏ باعتبار أن استهداف إيران يعتبر مشروعا متعدد الفائدة‏,‏ فبجانب ما سيحققه من فائدة لإسرائيل بتأكيد استمرار احتكارها النووي وانعكاس ذلك علي إرضاء اللوبي الصهيوني الذي يمكن أن يؤمن الفوز في انتخابات النصف الثاني للكونجرس في نوفمبر القادم‏,‏ فإن العملية العسكرية ضد إيران تخدم مجموعة المصالح الأنجلو‏-‏ أمريكية البترولية‏,‏ والمؤسسة المالية في وول ستريت‏,‏ وأيضا المجمع الصناعي العسكري الأمريكي‏,‏ ذلك أن منطقة الشرق الأوسط الكبير بالمفهوم الأمريكي والتي تضم آسيا الوسطي تحتوي علي أكثر من‏%70‏ من احتياطيات النفط والغاز الطبيعي في العالم‏,‏ وتحتوي إيران علي‏%10‏ من هذا الاحتياطي وتصنف ثالث دولة بعد السعودية‏%25‏ والعراق‏%11.5‏ وبالمقارنة فإن الولايات المتحدة تمتلك أقل من‏%2.8‏ من احتياطيات النفط العالمي‏,‏ لذلك فإن الإعلان عن استهداف إيران بضربة عسكرية لا يشكل مفاجأة‏,‏ لأنه جزء من المعركة من أجل النفط‏,‏ ففي أثناء إدارة كلينتون وضعت القيادة الوسطي الأمريكية بالفعل خطط مسرح الحرب‏,‏ لغزو العراق وإيران‏.‏

وتتمثل القوي العسكرية الفاعلة في الحرب القادمة ضد إيران في الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا نسبيا بعد الاجتماع الوزاري الذي عقد في لندن وضم القادة العسكريين يوم الإثنين‏3‏ مارس الماضي عقب الإعلان عن تجارب صاروخية في المناورات الإيرانية الأخيرة‏,‏ وستعتمد الولايات المتحدة في شن ضرباتها الجوية والصاروخية علي أسطولها الخامس في مياه الخليج الذي سيدعم مجموعة حاملة طائرات أخري‏,‏ إضافة للحاملة الموجودة‏,‏ وبذلك يمكن أن تنطلق حوالي‏150‏ مقاتلة من الحاملتين‏,‏ إضافة إلي‏200‏ صاروخ كروز‏,‏ وأسراب مقاتلات‏B-1,B-2,B-5‏ تأتي رأسا من قاعدة ديجو جارسيا في المحيط الهندي‏,‏ ومن الولايات المتحدة‏,‏ وأيضا من قاعدتها الجوية في‏FOIRFORD‏ ببريطانيا‏,‏ ومن المتوقع أن تشن الهجمات الجوية أيضا من قواعد جوية أمريكية في العراق‏,‏ وتركيا إنجرليك‏,‏ ومن أفغانستان باجرام‏,‏ وكاندهار‏,‏ وشنواد‏,‏ وفي أوزباكستان خان أباد‏,‏ وقرغيزيا ماناس‏,‏ وفي أذربيجان باكو‏,‏ وفي طاجيكستان كولياب‏,‏ وفي قطر العديد التي يتمركز فيها أصلا سرب مقاتلات الشبح‏F-.117‏

أما إسرائيل فإنه بدلا من أن تقطع مقاتلاتها حوالي‏1500‏ كم في الأجواء الأردنية والعراقية والتركية‏,‏ وهو ما قد لا تسمح به الأردن وتركيا‏,‏ ناهيك عن الحاجة لإعادة إمداد المقاتلات بالوقود في الجو‏,‏ فإنه من المتوقع أن يعاد تمركز المقاتلات الإسرائيلية في مطاري السليمانية وأربيل بكردستان العراق‏,‏ حيث تتمتع إسرائيل بنفوذ سياسي واستخباراتي قوي إضافة إلي مراكز تنصت علي إيران‏,‏ كما تحتفظ الموساد بحوالي‏2000‏ عميل لها تسللت نسبة منهم إلي داخل إيران لتجميع المعلومات والاستعداد لتنفيذ عمليات تخريبية ستكون مواكبة للعملية العسكرية‏.‏

لكن يتمثل لب المشكلة في العملية العسكرية المتوقعة ضد إيران في الاحتمالات القوية لعدم إمكان الأطراف المشتبكين فيها من السيطرة عليها عندما تتصاعد العمليات العسكرية وردود الأفعال من الجانبين ويتسع مجالها‏,‏ لاسيما مع زيادة حجم الخسائر البشرية الأمريكية‏,‏ الأمر الذي قد تجد الولايات المتحدة نفسها فيه مجبرة علي اللجوء إلي أسلحة نووية لوضع نهاية لحرب الاستنزاف التي ستشنها إيران ضدها‏,‏ فقد تتسع ساحة الحرب لتشمل العالم كله بتأثيراتها السياسية والاقتصادية‏,‏ خاصة مع التوقع المؤكد لارتفاع أسعار النفط إلي ما فوق‏100‏ دولار‏/‏برميل‏,‏ وبالتالي ارتفاع أسعار السلع المصنعة ووسائل النقل في الدول المستهلكة للنفط‏,‏ وهو ما ينذر بأزمة اقتصادية واجتماعية عالمية‏.