تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من دون تعليق...



فـاروق
04-27-2006, 01:48 PM
رفض قيادة السعوديات للسيارة.. على المحمول!


تشهد المملكة العربية السعودية هذه الأيام انتشاراً كبيراً لمقطع فيديو على الهواتف الجوالة يظهر فيه عضو مجلس الشورى د.محمد آل زلفة محاصرا بمجموعة من الشباب الغاضبين من آرائه الداعية إلى السماح للمرأة بقيادة السيارة. ومن بين ما تضمنه المقطع، الذي يبلغ زمنه 49 ثانية، شخص يقول لآل زلفة: "ترى من القدح في العقيدة أن نروج للأفكار اليهودية النصرانية بين المسلمين". في إشارة إلى السماح للمرأة بقيادة السيارة. وهنا تغيرت ملامح آل زلفة وقاطعه: "أعوذ بالله.. أعوذ بالله". فرد عليه الشخص نفسه متسائلاً: "فلو خرجت امرأة.. أنت تعرف ماذا يترتب على هذا؟!". فرد عليه آل زلفة: "لا إن شاء الله". فأوضح شخص ثان من الحضور: "أنا لا أتكلم عنك أنت.. لكن لو رأيت أحداً يطالب بالأفكار اليهودية ويروج لها، فاتق الله وناصحه، حتى تلقى الله عز وجل وهي في صحيفتك، لا تلقى الله عز وجل وفيها قيادة المرأة لمحمد بن زلفة". وهنا يتدخل شخص ثالث قائلا: "دكتور محمد.. طرح هذا الشخص وجهة نظره".. ثم قطع الحديث الشخص الثاني، وقال: "هذه نصيحة كنت أتمنى أن أراك..."، عندها تدخل شخص رابع من الحضور، وقال: "وتبين أنها مصادمة للعقل والشرع والفطرة".. يقصد موضوع قيادة المرأة للسيارة. ثم رجع الشخص الثاني وقال: "أنا كنت أتمنى -والله- لقاءك حقيقة"، فرد عليه آل زلفة «بارك الله فيك، والله فرصة طيبة». ثم رجع الشخص الثاني وأكد «أنا والله كنت أتمنى لقاءك»، فأجابه آل زلفة: «وأنا كنت أتمنى لقاءكم من زمان.. والله يجزيكم خيرا»، وانتهى المقطع عند هذا.

رواية آل زلفة

وفي تصريحات لشبكة "إسلام أون لاين.نت" الأربعاء 26-4-2006، أكد الدكتور محمد آل زلفة صحة ما تضمنه مقطع الفيديو.

وأوضح أن المقطع تم التقاطه عقب الانتهاء من ندوة "التنوع الثقافي: الأنا والآخر"، التي أقيمت الجمعة 24 فبراير الماضي، ضمن افتتاح الفعاليات الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب، والذي تم خلالها مناقشة موضوع قيادة المرأة للسيارة. ونفى آل زلفة أن يكون أيا من هؤلاء الشباب قد حاول إيذاءه جسديا، معربا عن ثقته بأن الغاضبين لا يضمرون له أي عداوة، وأن حماسهم ومناقشتهم له ينطلقان من قناعتهم بخطأ أطروحاته من وجهة نظرهم. وحول التفاصيل الكاملة التي لم يتضمنها المقطع، قال آل زلفة: عقب انتهاء المحاضرة، وهو في طريقه للخروج من القاعة سمع مجموعة من الحضور يقولون: ها هو د.آل زلفة هيا بنا لننصحه. فقلت لهم: ماذا عندكم لكي نتناصح فيه. فقال أحدهم: لقد سبق ودعوتك لمناظرة علنية. ثم قال آخر: إن موضوع قيادة المرأة للسيارة قد حسم، وأفتى العلماء في ذلك، فهل لديك شك في علمائنا؟. فرد عليهم آل زلفة قائلا: ليس لدي شك في علمائنا وأجلهم وأحترمهم، ولكن رأي العلماء هو رأي اجتهادي، طالما لم يرد في الموضوع نص قطعي بالتحريم. وانتهى الحوار بدعوة وجهها آل زلفة للشباب للالتقاء معه في منزله بمدينة خميس مشيط بجنوب السعودية خلال الصيف، لمناقشته حول ما طرحه من آراء فيما يتعلق بقيادة المرأة للسيارة. وبين آل زلفة أنه يعكف حالياً على إعداد كتاب يوثق فيه كل ما طرح حول موضوع قيادة المرأة للسيارة، والذي أثار جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض، على المستويين الرسمي والشعبي. وقال: إنه جمع أكثر من 2000 صفحة حتى الآن تناولت الموضوع، بهدف توثيق الجدل حوله كي يتسنى للأجيال القادمة أن تتطلع عليه. مسألة وقت. وفيما يتعلق برفض مجلس الشورى التصويت على قيادة المرأة للسيارة، أوضح آل زلفة أن هذا لا يعني أن الموضوع قد انتهى. وقال: الأمر مازال مطروحا للنقاش في أوساط المجتمع، والمسألة هي مسألة وقت حتى يصل البعض لمرحلة النضوج الفكري التي تمكنهم من استيعاب الأمر. وكان آل زلفة قد اقترح على المجلس في مايو 2005 مناقشة موضوع قيادة المرأة للسيارة بالسعودية، ولكن الاقتراح أثار ضجة كبيرة. وأقر المجلس في 12-2-2006 مشروع نظام المرور الجديد، رافضا التصويت حول مناقشة قضية قيادة المرأة للسيارة، مشيرا إلى وجود فتوى شرعية رسمية بتحريمه. وكانت هيئة كبار العلماء، وهي أعلى سلطة دينية في السعودية، نشرت في عام 1990 فتوى تعتبر أن قيادة المرأة السيارة أمر مخالف للدين الإسلامي.

اختلاف

ويستند معارضو قيادة المرأة للسيارة إلى القاعدة الفقهية التي تقول إن الشريعة الإسلامية جاءت بسد الذرائع والوسائل المفضية إلى المحظورات والمفاسد، حتى إن كانت هذه الوسائل مباحة في الأصل. ويرون أن هناك عددا من المفاسد المترتبة على السماح للمرأة بقيادة السيارة أهمها: كثرة خروج المرأة من البيت وعدم القرار فيه، وخلع الحجاب بحجة رؤية الطريق، والسفر وحدها بدون محرم. كما يعتقد المعارضون أن المرأة قد تتعرض لإيذاء كبير أثناء قيادة السيارة، مثل: التحرش والمضايقات والاختطاف والاغتصاب من ضعاف النفوس في الطرقات وعند التوقف وتعطل السيارة. أما المؤيدون، فيستندون إلى أنه ليس هناك نص من القرآن الكريم أو السنة المؤكدة يمنع المرأة من قيادة السيارة، فضلا عن أنه قد تحدث "خلوة محرمة" بين السائق الأجنبي والمرأة السعودية.

ويقولون: إن العلماء يجدر بهم أن يأخذوا بقاعدة أخف الضررين: إما قيادة المرأة للسيارة أو خلوتها مع سائق أجنبي من بيئة وثقافة مختلفتين.


قيادة المرأة للسيارة بين المجيزين والمانعين


نص السؤال ثارت في هذه الأيام قضية قيادة المرأة للسيارة وارتفعت الأصوات بين من قال نعم لقيادة المرأة للسيارة وبين من قال لا لقيادة المرأة للسيارة فعلي أي أساس أباح هؤلاء أو منع هؤلاء، وجزاكم الله خيرا

بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..

السيارة من المخترعات الحديثة التي فتح الله بها على الإنسان المعاصر؛ وأصبحت في هذه الأيام من الوسائل التي تشتد حاجة الناس إليها، ولا غنى لهم عنها، ولا نجد لها حكما عند علمائنا السابقين، ولم يتطرق لها الفقهاء في كتبهم، وقد اجتهد علماؤنا في تنزيلها على القواعد الشرعية، فمن أباح أباح بناء على أن الأصل في الأشياء الإباحة، ومن حرَّم حرَّم بناء على أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وأن ما أفضى إلى حرام فهو حرام، وإليك فتاوى الفريقين المجيزين والمانعين .

أولا فتاوى المجيزين:

يقول فضيلة الأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي ـ من علماء سوريا:

من المقرر شرعًا أنه لا يحجر أي لا تمنع المرأة من ممارسة الأعمال المباحة شرعًا. ومثل هذا العمل جائز سواء كانت المرأة تقود السيارة منفردة، أو معها غيرها، وذلك لأن النساء في صدر الإسلام وفي العصور الإسلامية المختلفة كن يركبن الإبل والخيول وبقية الدواب، ولا يعد ذلك محظورًا شرعًأ. ولكن الشرط الأساسي في هذا، أن تلتزم المرأة في تحركاتها، وممارساتها العملية لقيادة السيارة أو غيرها، وأن تكون ملتزمة الحجاب الشرعي حتى لا تكون فتنة للناظرين. أهـ

ويقول فضيلة الشيخ يوسف أبرام ـ عضو المجلس الأوروبي للإفتاء: القيادة أمر مباح، ولكنه إذا أفضى أو سيفضي إلى محرم؛ فإنه سيحرم للسبب المفضي إليه، وعليه فإذا ما تيسر لك أن تتعلمي القيادة في مدرسة بدون اختلاط، وفي جو محترم، وحبذا برفقة أخت مسلمة، ثم بعد الحصول على الرخصة استعملت السيارة لما ينفعك وينفع الأسرة؛ فأرى أنه لا مانع من ذلك أهـ

ويقول فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الفتاح عاشور ـ من علماء الأزهر: ما دامت المرأة قد خرجت من بيتها ملتزمة بشرع الله، فلا حرج عليها من أن تقود سيارتها، وما دمنا قد اقتنعنا بأن المرأة شريكة للرجل ومساوية له تتعلم كما يتعلم، وتعمل في الوظائف المختلفة، وتخرج من بيتها لمثل هذه الأمور -فلا حرج عليها من قيادة السيارة، ولعل من منع ذلك إنما منعها من باب الحذر والاحتياط، وهذا الحذر والاحتياط لم يعد له مكان الآن في ظل خروج المرأة لكل نواحي الحياة، وفي ظل مشاركتها للرجال في كل موقع من مواقع الأعمال. وكل الذي يجب أن نؤكد عليه هو ضرورة الالتزام بآداب الإسلام، وألا تخرج بسيارتها إلى أماكن فيها شبهات أو أماكن تتعرض فيها للخطر، وما عدا ذلك فليس هناك مانع يمنعها من القيام بهذه المهمة، وهذا أفضل بل أولى من ركوبها مع رجل أجنبي لا تعرفه ولا يعرفها.

أهـ

ثانيا فتاوى المانعين:

قال فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

قد كثر حديث الناس .. عن قيادة المرأة للسيارة ، ومعلوم أنها تؤدي إلى مفاسد لا تخفى على الداعين إليها ، منها الخلوة المحرمة بالمرأة ، ومنها السفور ، ومنها الاختلاط بالرجال بدون حذر ، ومنها ارتكاب المحظور الذي من أجله حرمت هذه الأمور ، والشرع المطهر مَنَع الوسائل المؤدية إلى المحرم واعتبرها محرمة ، وقد أمر الله جل وعلا نساء النبي ونساء المؤمنين بالاستقرار في البيوت ، والحجاب ، وتجَنُّب إظهار الزينة لغير محارمهن لما يؤدي إليه ذلك كله من الإباحية التي تقضي على المجتمع قال تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) الأحزاب/33 الآية ، وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ) الأحزاب/59 ، وقال تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور/31 .



وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " ، فالشرع المطهر منع جميع الأسباب المؤدية إلى الرذيلة بما في ذلك رمي المحصنات الغافلات بالفاحشة وجعل عقوبته من أشد العقوبات ؛ صيانة للمجتمع من نشر أسباب الرذيلة .

وقيادة المرأة من الأسباب المؤدية إلى ذلك، وهذا لا يخفى، ولكن الجهل بالأحكام الشرعية، وبالعواقب السيئة التي يفضي إليها التساهل بالوسائل المفضية إلى المنكرات - مع ما يبتلى به الكثير من مرضى القلوب - ومحبة الإباحية والتمتع بالنظر إلى الأجنبيات كل هذا يسبب الخوض في هذا الأمر وأشباهه بغير علم وبغير مبالاة بما وراء ذلك من الأخطار ، وقد قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/33 ، وقال سبحانه : ( وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) البقرة/168 ، وقال صلى الله عليه وسلم : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " .

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : نعم ، قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم وفيه دخن ، قلت : وما دخنه ؟ قال : قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ، قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ، قلت : يا رسول الله صفهم لنا ؟ فقال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ، قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " متفق عليه. وإنني أدعو كل مسلم أن يتقي الله في قوله وفي عمله وأن يحذر الفتن والداعين إليها وأن يبتعد عن كل ما يسخط الله جل وعلا أو يفضي إلى ذلك وأن يحذر كل الحذر أن يكون من هؤلاء الدعاة الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف. وقانا الله شر الفتن وأهلها وحفظ لهذه الأمة دينها وكفاها شر دعاة السوء ووفق كُتَّاب صحفنا وسائر المسلمين لما فيه رضاه وصلاح أمر المسلمين ونجاتهم في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه .أهـ

وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عن قيادة المرأة للسيارة، وأنها أي ـ قيادة المرأة للسيارة ـ أخف ضررا من ركوبها مع السائق الأجنبي ؟ فقال رحمه الله:

الجواب على هذا السؤال ينبني على قاعدتين مشهورتين بين علماء المسلمين :

القاعدة الأولى : أن ما أفضى إلى محرم فهو محرم . والدليل قوله تعالى : ( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) الأنعام/108 ، فنهى الله عن سب آلهة المشركين – مع أنه مصلحة – لأنه يفضي إلى سب الله تعالى .

القاعدة الثانية: أن درء المفاسد – إذا كانت مكافئة للمصالح أو أعظم – مقدم على جلب المصالح . والدليل قوله تعالى: ( يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ) البقرة/219 ، وقد حرم الله الخمر والميسر مع ما فيهما من المنافع درءاً للمفسدة الحاصلة بتناولهما .

وبناء على هاتين القاعدتين يتبين حكم قيادة المرأة للسيارة . فإن قيادة المرأة للسيارة تتضمن مفاسد كثيرة، فمن مفاسدها :

1- نزع الحجاب : لأن قيادة السيارة سيكون بها كشف الوجه الذي هو محل الفتنة ومحط أنظار الرجال ، ولا تعتبر المرأة جميلة أو قبيحة على الإطلاق إلا بوجهها ، أي أنه إذا قيل جميلة أو قبيحة ، لم ينصرف الذهن إلا إلى الوجه ، وإذا قصد غيره فلا بد من التقييد ، فيقال جميلة اليدين ، أو جميلة الشعر ، أو جميلة القدمين . وبهذا عرف أن الوجه مدار القاصدين . وقد يقول قائل : إنه يمكن أن تقود المرأة السيارة بدون نزع الحجاب ، بأن تتلثم المرأة وتلبس في عينيها نظارتين سوداوين . والجواب على ذلك أن يقال : هذا خلاف الواقع من عاشقات قيادة السيارة ، واسأل من شاهدهن في البلاد الأخرى ، وعلى فرض أنه يمكن تطبيقه في ابتداء الأمر فإن الأمر لن يدوم طويلا ، بل سيتحول – في المدى القريب – إلى ما عليه النساء في البلاد الأخرى ، كما هي سنة التطور المتدهور في أمور بدأت هينة مقبولة بعض الشيء ثم تدهورت منحدرة إلى محاذير مرفوضة .

2- من مفاسد قيادة المرأة للسيارة : نزع الحياء منها ، والحياء من الإيمان – كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم – والحياء هو الخلق الكريم الذي تقتضيه طبيعة المرأة وتحتمي به من التعرض للفتنة ، ولهذا كانت مضرب المثل فيه فيقال ( أحيا من العذراء في خدرها ) ، وإذا نزع الحياء من المرأة فلا تسأل عنها .

3- ومن المفاسد : أنها سبب لكثرة خروج المرأة من البيت والبيت خير لها – كما أخبر بذلك النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم – لأن عاشقي القيادة يرون فيها متعة ، ولهذا تجدهم يتجولون في سياراتهم هنا وهناك بدون حاجة لما يحصل لهم من المتعة بالقيادة .



4- ومن مفاسدها أن المرأة تكون طليقة تذهب إلى ما شاءت ومتى شاءت وحيث شاءت إلى ما شاءت من أي غرض تريده ، لأنها وحدها في سيارتها ، متى شاءت في أي ساعة من ليل أو نهار، وربما تبقى إلى ساعة متأخرة من الليل . وإذا كان الناس يعانون من هذا في بعض الشباب ، فما بالك بالشابات ؟؟! وحيث شاءت يمينا وشمالا في عرض البلد وطوله ، وربما خارجه أيضاً .

5- ومن المفاسد : أنها سبب لتمرد المرأة على أهلها وزوجها ، فلأدنى سبب يثيرها في البيت تخرج منه وتذهب في سيارتها إلى حيث ترى أنها تروح عن نفسها فيه ، كما يحصل ذلك من بعض الشباب وهم أقوى تحملا من المرأة .

6- ومن مفاسدها : أنها سبب للفتنة في مواقف عديدة : في الوقوف عند إشارات الطريق – في الوقوف عند محطات البنزين – في الوقوف عند نقطة التفتيش – في الوقوف عند رجال المرور عند التحقيق في مخالفة أو حادث – في الوقوف لملء إطار السيارة بالهواء– في الوقوف عند خلل يقع في السيارة في أثناء الطريق ، فتحتاج المرأة إلى إسعافها ، فماذا تكون حالتها حينئذ ؟ ربما تصادف رجلا سافلا يساومها على عرضها في تخليصها من محنتها ، لاسيما إذا عظمت حاجتها حتى بلغت حد الضرورة .

7- من مفاسد قيادة المرأة للسيارة : كثرة ازدحام الشوارع ، أو حرمان بعض الشباب من قيادة السيارات وهم أحق بذلك وأجدر .

8- من مفاسدها أنها سبب للإرهاق في النفقة ، فإن المرأة – بطبيعتها – تحب أن تكمل نفسها مما يتعلق بها من لباس وغيره ، ألا ترى إلى تعلقها بالأزياء ، كلما ظهر زِيٌّ رمت بما عندها وبادرت إلى الجديد ، وإن كان أسوأ مما عندها . ألا ترى ماذا تعلق على جدرانها من الزخرفة . وعلى قياس ذلك – بل لعله أولى منه – السيارة التي تقودها ، فكلما ظهر موديل جديد فسوف تترك الأول إلى هذا الجديد .

أما قول السائل : وما رأيكم بالقول : ( إن قيادة المرأة للسيارة أخف ضررا من ركوبها مع السائق الأجنبي ؟ )

فالذي أراه أن كل واحد منهما فيه ضرر ، وأحدهما أضر من الثاني من وجه ، ولكن ليس هناك ضرورة توجب ارتكاب أحدهما . واعلم أنني بسطت القول في هذا الجواب لما حصل من المعمعة والضجة حول قيادة المرأة للسيارة ، والضغط المكثف على المجتمع السعودي المحافظ على دينه وأخلاقه ليستمرئ قيادة المرأة للسيارة ويستسيغها . وهذا ليس بعجيب لو وقع من عدو متربص بهذا البلد الذي هو آخر معقل للإسلام يريد أعداء الإسلام أن يقضوا عليه ، ولكن هذا من أعجب العجب إذا وقع من قوم من مواطنينا ومن أبناء جلدتنا يتكلمون بألسنتنا، ويستظلون برايتنا . قوم انبهروا بما عليه دول الكفر من تقدم مادي دنيوي فأعجبوا بما هم عليه من أخلاق، تحرروا بها من قيود الفضيلة إلى قيود الرذيلة .

ا.هـ

مع الأخذ في الاعتبار أن فتوى العالمين الجليلين كانت لنساء المملكة فقط لا لعموم نساء الأرض.

قال فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد ـ من علماء السعودية: وهذا إنما ينطبق تمام الانطباق على بلاد الحرمين ، وأما ما عداها من البلاد فإنه يرجع

إلى علمائها الثقات الأثبات؛ فإنهم أعلم بأحوال بلادهم. والله أعلم.




==================


انا ترددت قبل نشر الموضوع...لانني لا اريد فتح باب الانتقاص من العلماء...ولكن في الوقت نفسه يجب الوقوف على بعض الحالات التي يجب تغييرها...بحيث يكون الدين هو السائد بدون تأثير من العادات والتقاليد او على الاقل ان لا تصبح هذه العادات دينا...

مقاوم
04-27-2006, 02:40 PM
وأين تذهب بـ "وأمر بالعرف" يا حبيب

من هناك
04-27-2006, 05:19 PM
جزاك الله خيراً اخي مقاوم

انا فقط اقول ان الفتوى لزمان ومكان معين ولا تنقل إلا ان تتأمن ظروف مشابهة للظروف التي خرجت الفتوى منها.

بالنسبة لأهل لبنان الأمر عادي تقريباً لأنهم يرون النساء تقود يومياً. لكنني احب ان الفت لبعض النقاط التي نراها وننساها لما نحكم على مثل هذه الفتاوى.

صلوا يوم الجمعة مثلاً في مسجد السلام وقت المغرب واخرجوا من الباب الرئيسي وانتظروا حوالي الربع ساعة هناك وراقبوا كيف يتلقط الشباب ببعض البنات من السيارات.

ترى الشباب يرفع صوت الأغنية على اعلى وتيرة ممكنة والبنات يرفعن اصواتهم بالكلام كي يلفتن الإنتباه وبعد ذلك يستدعي الشاب الفتاة او العكس ويتبع احدهم الأخر بالسيارة ويتجهون غرباً :)

هذه احدى المساوئ. لن اقول ان هذا سيحدث في السعودية لا سمح الله ولكن ربما افتى الشيخ دفعاً لهذه المفسدة وكما تعلمون درء المفاسد مقدم على جلب المصالح (هذه قاعدة عامة قبل 11 ايلول وقبل فقه الواقع).

اليوم الامور تختلف وكل فتوى بحاجة لجلسة على التلفزيون :)

فـاروق
04-27-2006, 05:22 PM
نقطة اخ مقاوم في محلها...

ولكن مثال بلال لا يعتد به...

لي عودة باذن الله :)

مقاوم
04-28-2006, 05:43 AM
قد لا نعتد بالمثال لكن الفتوى دائما مقيدة بالزمان والمكان.

حفيدة الصحابة
04-28-2006, 07:15 PM
قضية المرأة.. حرية المرأة..حقوق المرأة......آآآآآآآه اشعر بصداع عندما أقرأ هكذا مواضيع...
وكأنه لايوجد في الدنيا مظلوم مسلوب سوى المرأة .... أينهم من حقوق الأسرى في جزيرة القهر (جوانتانامو) بل اينهم من حقوق الشعوب التي تمـــوت ..من الجوووع....نعم الجوع... الذي نسمع به ولم نجربه.......
دعوا المرأة وشأنها...فهي في ظلال الإسلام ...ملكة ..حرة.. أبية ..شامخة.....
0000
وكما قال الإخوه... كل بلد له ضروفه الخاصة...
فالإمام الشافعي – رحمه الله – قد غير مذهبه حين سافر من الحجاز إلى مصر

فوضع المرأة في بلاد الحرمين يختلف عن غيرها....في شكل لباسها، وأسلوب سفرها، ونوع ارتباطها الأسري، ومجالات عملها...... وغيره...
0000
والمسأله ليست قيادة فحسب.... بل كشف المرأة لوجهها...كثرة خروجها من منزلها...السفر بغير محرم....الإنشغال وإهمال الأطفال...الاختلاط بالأجانب...تفقد انوثتها وفطرتها..... فهذه من المفاسد العظيمة التي تترتب على هذه المصلحة التي يزعمون...
وكما قال اهل العلم ..(ما أفضى إلى حرام فهو حرام)
0000
ومن الملاحظ أن النساء السابقات من الصحابيات رضي الله عنهن...يركبن البغال وهنَّ مستورات بستور أو في بواطن الهوادج التي يتولى قيادتها عادة ساقة الإبل من الرجال ..... تقول السيدة عائشة رضي الله عنها..."وكنت إذا رُحِّل لي بعيري جلست في هودجي، ثم يأتيني القوم ويحملونني، فيأخذون بأسفل الهودج فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير فيشدونه بحباله، ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون به"

فالمرأة في الإسلام ملــــكة يتسابق الجميع لخدمتها....فهل إذا أصبحت سائقة لسيارة او شاحنة.. تحررت وأخذت حقوقها.....؟؟؟؟؟؟؟
والله انها رياح التغريب النتنة...التي تهب علينا قذارتها بين الفينة والأخرى....