تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة ( زيادة المرء ) للشاعر أبو الفتح علي بن محمد البُسْتي



رافع الراية
04-27-2006, 07:38 AM
قصيدة ( زيادة المرء ) للشاعر أبو الفتح علي بن محمد البُسْتي ، نسبة إلى بُسْت من أقاليم كابل ، واشتهر البُستي بقصيدته هذه وهي أشهر قصيدة في شعر الحكمة .

زيادة المرء في دنياه نقصــــــان وربحه غَيرَ مَحْضِِ الخير خُسْران
يا عامراً لخرابِ الدهرِ مُجْتــهــِدًا بالله هل لِخِرابِ العُمْرِ عُمْران؟!
ويا حريصا على الأموال يَجْمعُهـــا أنسيتَ أنَّ سُرورَ المال أحـزان
دَعِ الفؤاد عن الدنيا وزُخْرُفـَهـــا فَصَفْوهَا كَدرٌ والوَصْلُ هُجـْران
وَأوْعِ سَمْعَكَ أمثالاً أفَصِّلُهــــا كما يُفَصَّلُ ياقـوتٌ ومَرْجَـانُ
أحْسِنْ إلى الناس تَسْتِـعْبِد قلوبهم فطالما اِسْـتَعْـبَدَ الإنسانَ إحسان
وان أســـاء مُسِي‏ءٌ فليكن لك في روض زَلَتِهِ صِفْـحٌ وغفــران
يا خَاِدمَ الجسْمِ كَمْ تسعى لخدمتــه أتِطْلـب الربح مما فيه خُسْـرانُ؟!
أقْبِلْ على النفس واسْتكْمِلْ فَضَائِلَهـا فأنت بالنفس لا بالجسـم إنسـانُ
وكُنْ على الدهر مِعْواناً لذي أمَــلٍ يَرْجُـو نَدَاكَ فإنَّ الحُـرَّ مِعْـوِانُ
واْشّدُدُ يديك بحبل الله معتصــمـاً فإنه الرُّكنُ إنْ خـانتك أركـانُ
مَنْ يتَـْقِ الله يُحْمد في عَواقِبِـــهِِ ويَكْفِهِ شرَّ من عَزّوا ومن هانُـوا
مَنْ استعان بغير الله في طَلـــبٍ فإنَّ ناصِـرَهُ عَجْـزٌ وخُـذْلان
مَنْ كان للخير مَنّاعاً فليس لـــه على الحقيقـة خِـلانٌ وأخْـدَانُ
مَنْ جَادِ بالمال جَادَ الناسُ قاطبــةً إليه والمــالُ للإنسـانِ فَـتّانُ
مَنْ سالم الناس يَسْلَم من غَوائِلِهـم وعاشَ وهو قَرِيـرَ العينِ جَـذْلاَنُ
مَنْ يزرع الشَّرَ يَحْصُدُ في عَواقِبـه نَدامـةً ، ولِحَصْـدِ الزَّرْعِ إبـَّانُ
مَنْ اسْـتَـنَامَ إلى الأشْرارِ نَامَ وفى رِدَائِـه مِنْهـُمُ صـِلّ وثُعبــانُ
كُنْ رَيِّقَ البِشّرِ إن الحرَّ هِمْـتُـهُ صَحيفَـةٌ وعليها البِشْـرُ عنـوانُ
ورِافِقَ الْرِفْقَ في كُلِّ الأمورِ فَلـَمْ يَنْدَمْ رَفِيقٌ ولَمْ يَذْمُمْـهُ إنسان
ولا يَغُرنَّكَ حَظٌ جَرهُ خَـــرَقٌ فالخَرْقُ هَدْمٌ ورِفْقُ المَرْءِ بنيان
أحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومقـدرةٌ فلن يدوم على الإحسان إمكان
فالروض يزدان بالأنوار فاغمــه والْحُرُّ بالعَدْلِ والإحْسَانِ يزدان
صُنْ حُـرَّ وجهك لا تَهْتِكَ غِلالَتهُ فَكُلّ حُرٍّ لِحَرَِّ الوجه صَوان
دَعِ التكاسل في الخيرات تَطْلبهـا فليس يَسْعِدُ بالخيرات كسلان
لا ظِلَ للمرء أحرى من تُقــَىً ونُـهِىً وإن أظلته أوراق وأفنان
والناسُ أعْوانُ من والَـتْـهُ دولته وهُمْ عليه إذا عَاِدتْـهُ أعوان
لا تحسبنَّ الناس طبعاً واحــداً فلهمْ غرائزَ لَسْتَ تُحْصيها وألوان
لا تُودِعنََّ السِّرَ وشَّاء به مُـدلاً فما رعى غنماً في الدوِّ سَرْحَان
لا تَسْتشر غير نَدِْبٍِ حازمٍٍ يَقِظٍٍٍ قد استوى فيه إسْرارٌ وإعلان
فللتدابير فُرسان إذا رَكضـوا فيها أبرّوا كما للحرب فرسان
وللأمور مَواقيتٌ مُقــَـدْرةٌ وكُلّ أمر له حَدٌّ ومِيزان
فَلا تَكُنْ عَجِلاً في الأمر تَطْلبـهُ فليس يُحْمَدُ قبل الـنُّضْجِ بَحران
كفى من العيش ما قد سَدَّ مِـنْ عَوَزٍ ففيه للحُرِّ قِنْياَنٌ وغِنْيان
وذو القناعةِ راضٍٍ من مَعيشَتـِه وصاحب الحِرْصِ إنْ أثرى فغضبان
حَسْبُ الفتى عَقْلهُ خِِِلاًّ يُعاشِرَهُ إذن تحاماه إخوان وخِلان
إذا نَباَ بكريمٍ مَوْطِنٌ فَلَـــهُ وراءه في بَسِيطِ الأرض أوطان
يا ظالماً فرحاً بالعزِّ سَاعِــدُهُ إنْ كُنْتَ في سِنَةٍ فالدهر يقظان
يا أيها العَالِمُ المرْضِيِّ سيرتُـهُ أبْشِرْ فأنت بغير الماء رَيَان
ويا أخا الجهلِ لو أصبحت في لَجَجٍ فأنت ما بينها لاشَكَّ ظمآن
لا تَحْسِبَنَّ سُروراً دائماً أبداً من سَـرَّه زَمنٌ ساءته أزمان
وكُلُّ كَسْرٍٍ فإنَّ الدْينَ يَجْـبُرَهُ وما لِكَسْرِ قَناَةُ الدْينِ جُبْران

الحلوة99
05-06-2006, 04:19 PM
مااااا شااااء الله