تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدولة الاسلامية وشروط قيامها



FreeMuslim
04-24-2006, 10:23 AM
إن أسمى أمانينا وأكبر أحلامنا التي نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يعيننا جميعاً على تحقيقها أن تقوم بالفعل الدولة الإسلامية الحقيقية والمنشودة التي يحكم بها بالقرآن والسنة والتي يسودها العدل والإحسان ولكن وبالرغم من شوقنا الكبير لهذا إلا أننا جميعاً نعلم أن هناك شروطاً وظروفاً موضوعية لا بد من توفرها لإقامة هكذا دولة ومنها الإخلاص وأوله العبودية الحق لله وحده لا شريك له رب الأرباب والعباد سبحانه وتعالى بمعنى أخر أن تكون عباداتنا وأعمالنا وأفعالنا كلها خالصة لوجه الله عز وجل وأن نبتعد كل البعد عن المراءاة والنفاق ولو عدنا إلى واقعنا الآن لوجدنا ما هو مغاير تماماً لهذه الصفات الحميدة .. لوجدنا أن هناك تقديس لا حدود له للحاكم والشيخ ورئيس الحزب .. الخ بمعنى أخر هناك تأليه شبه مطلق لهؤلاء الأشخاص حتى بتنا نشعر أنه لولا الحياء وليس الخوف من الله عز وجل لسجد والعياذ بالله الناس لذاك الحاكم وذاك الشيخ .. ترى بعض المجتمعات تقوم ولا تقعد لو تعرض حاكمها أو رئيس حزبها إلى انتقاد حتى ولو كان من باب النصح من طرف أخر بينما تراهم لا يحركون ساكناً وكأنهم خشب مسندة عندما يتعلق الأمر بحدود الله تعالى أو يكون هناك تعرض لله عز وجل أو رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام أو حتى عندما يهان القرآن الكريم .. أما على مستوى الحكام وللأسف هناك من يطلق عليهم ولاة الأمر فحدث ولا حرج فأمريكا هي والعياذ بالله ربهم الأعلى لذا تراهم يقولون سمعنا وأطعنا لكل ما تتفوه وتأمر به هذه القوة الوضعية فكلامها أوامر ينبغي الانصياع لها دون تردد أما نواهيها فهي من المحرمات التي لا يجوز الاقتراب منها .. بينما تراهم يكابرون ويتجبرون أمام رب الأرباب والقادر على أن إزالة هذه القوة وغيرها من الوجود بلمح البصر إنهم حقاً صماً بكماًُ عمياً فهم لا يفقهون ..

ومن هذه الشروط أيضاً أن نكون مسلمين حقاً بالفعل والعمل وليس بالقول .. ولكي نكون مسلمين حقيقيين بكل ما لهذه الكلمة من معنى لا بد لنا من التأسي بقدوتنا وقرة عيننا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة واتم التسليم والسير على خطاه هو والصحابة الكرام من بعده رضي الله عنهم وأرضاهم .. ولو عدنا إلى السيرة النبوية الشريفة لوجدنا تفصيلاً بيناً عن الخطوات التي اتبعها النبي عليه الصلاة والسلام لإقامة دولة الإسلام .. وأولى هذه الخطوات التي اتبعها النبي عليه الصلاة والسلام عندما هاجر إلى االمدينة المنورة كانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار لكي يضمن وحدة المجتمع الواحد وتآلفه وبالتالي ليبعد أية ضغائن أو أحقاد بين أبنائه ومقارنة هذه الخطوة الكبيرة والعظيمة مع واقعنا الراهن نرى العجب العجاب فلن نتحدث عن المسلمين كأمة واحدة وإنما دعنا نتحدث عن المسلمين من أبناء الوطن الواحد بل البلدة أو القرية الواحدة لنرى ما يدمي القلب من الفرقة والتآمر والتناحر والحسد والضغينة وكل ما من شأنه تهديم المجتمع الواحد وجعله في حالة حرب ضروس لا تبقي ولا تزر .. كيف لدولة الإسلام أن تقوم ونحن بهذه الحالة من التناحر والتقاتل وهذا بالتالي يتعارض ويتناقض تماماً مع قوله عز وجل " وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون " هذه الآية العظيمة تفند وتشرح الوضع الذي وصلنا إليه فهل نحن أمة واحدة موحدة أم متفرقون ومشرذمون إلى فرق وجماعات متناحرة

كما ونقول أيضاً لا يمكن أن تقوم هذه الدولة الإسلامية إلا بالجهاد وتحت ظلال السيوف ليس حباً معاذ الله تعالى بالقتل وإنما هذه سنة الله تعالى ولن تجد لسنة الله تبديلا .. ولكن هناك شروط لا بد من توفرها كيف نفوز بنصر الله تعالى أولاً يجب أن يكون قتالنا لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى .. عندما نؤمن يقيناً بهذه العقيدة ونجعلها منهاجاً لنا ولأبنائنا وأحفادنا من بعدنا عندها فقط يكون نصر الله تعالى .. إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .. ديننا دين عمل واجتهاد لا دين كسل وتخاذل ومن هنا لا بد من العمل الدؤوب والصبر على الشدائد وكلنا يعلم كيف انتشرت هذه الرسالة العظيمة حيث أنها - لا والله - لم تنتشر وتعم العالم بالتمني وانتظار الفرج من السماء بل انتشرت بالعمل والجهاد والمثابرة .. ولكن ومما يحز في النفس أننا إذا نظرنا إلى حال الأمة الآن نراها أصبحت أمة منهكة لا بسبب الحروب والمعارك وإنما بسبب الكسل والخمول .. أمة تستهلك كل شيء ولا تنتج أي شيء .. أمة تنتظر العون والمدد من الآخرين بعدما كانت تقدم العون والمدد للجميع .. أمة تتفرد الآن بمكانة لا يحسدها عليها العدو فما بالكم بالصديق .. أمة أذهب الله تعالى الهيبة منها بسبب بعدها عن دينها الحنيف الذي فيه عزتها ورفعتها .. لقد أعزنا الله تعالى بالإسلام ولا عز لنا بدونه .. لقد كانت هذه الأمة عبارة عن قبائل متفرقة تتقاتل فيما بينها من أجل شربة ماء ناهيكم عن العادات الجاهلية التي كانت تتحكم بحياتها وطرق معيشتها وإذا بها وبفضلٍ من الله تعالى تصبح هذه القبائل أمة واحدة موحدة تسود الأرض بدينها وأخلاقها وعدلها وإحسانها وعلمها .. فكيف لهذا الأمر الجلل أن يحدث إنه الإسلام العظيم فبه سدنا الأرض وبتخلينا عنه أصبحا أذلاء .. ومن هنا نقول أن الداء معروف وكذلك الدواء لذا فنحن لسنا بحاجة لعباقرة وجهابذة كي يشخصوا لنا المرض ويصفوا لنا العلاج لا بد من أن تكون ثقتنا مطلقة لا تتزعزع بأن النصر بيد الله تعالى وأن الحل بالعودة إليه ولا حل سوى ذلك فهو القادر على أن ينتشلنا من الهوان الذي نحن فيه أو أن يستخلف قوماً غيرنا فالحل بيده وحده فهو الذي يمرض وهو الشافي بنفس الوقت سبحانه وتعالى .. وهنا يستحضرني موقف رائع لسيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وأرضاه حينما ثقل عليه المرض وأشار عليه أصحابه بإحضار الطبيب فقال " الطبيب أمرضني " يا سبحان الله قوم هذه ثقتهم به لا يمكن إلا أن ينصرهم ويرفع من شأنهم ..

فالهدف عظيم والأجر أعظم ومن أراد الظفر بهذا الأجر فعليه دفع الثمن وهذه لا بد من أن تكون ظاهرة عامة لدى كافة المسلمين وليس لدى فئة معينة فقط من المجاهدين والمخلصين والعاملين ..



" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "

كلسينا
04-24-2006, 11:46 AM
السلام عليكم :
أخي الكريم الحمد لله أنك ممن يحملون هذا الهم ، وأكثر ما يعجبني ويشدني للتفاعل معك هو : تلمسي لحسن نيتك وخلاصها لله عز وجل .
وهذا ما يجب أن يربط بين المسلمين ويجعلهم يتقبلون آراء بعضهم البعض لأن عملهم يخلوا من العصبية لفكر أو حزب أو زعيم ، إنما هو لله .
أخي الكريم إن ما كتبته أنت خطوط عريضة لا تشوبها شائبة ، وهذا الخطاب يقوله الغالبية ولكن المشكلة بتنفيذ الخطوات العملية واحدةً واحدة .

التأسي بقدوتنا
وأولى هذه الخطوات التي اتبعها النبي عليه الصلاة والسلام عندما هاجر إلى االمدينة المنورة كانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار لكي يضمن وحدة المجتمع الواحد وتآلفه هذه الخطوة الثانية . والأولى قولوا لا إله إلا الله تفلحوا في مكة وقبل الهجرة والجهاد في مكة بالصبر وتحمل الأذى وتنظيف رؤوس العصبة المؤمنة من كل أشكال الشرك وزرع الإيمان بكل معانيه مكانمها ،قبل حمل السيوف ، ( صياغة ) حتى ترك واحدهم أهله أو داره أو ماله وبعضهم ترك كل شيئ وهاجر في سبيل الله ،هذه العصبة ومن تآخت معهم على أن يمنعوا الرسول مما يمنعون منه نساءهم وأطفالهم بأن لهم الجنة ، ولا لأي مكسب أرضي ولا مغنم دنيوي . هم اللبنة الأولى في تلك الدولة العظيمة ، فهل ترى اليوم لهم مثيل ، وهؤلاء من يجب البحث عنهم أولاً وصياغتهم وأنفسنا معهم طبعاً ، هي الخطوة الأولى . ثم المآخاة بينهم . وبناء العصبة والمجموعة منهم فيكونون نواة لمجتمع يقيم دولة إن شاء الله وقدر لهم ذلك وإن ماتوا قبلها يموتون على لا إله إلا الله محمداً رسول الله .وقد أفردنا الأخوة في باب خاص بالسيرة النبوية نهجاً للمستقبل يمكن للقارئ الكريم العودة إليه عبر الرابط .

http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=12514&highlight=%C7%E1%C3%CE%E6%C9+%C7%E1 %D3%ED%D1%C9+%C7%E1%E4%C8%E6%ED%C9+ %E4%E5%CC+%E1%E1%E3%D3%CA%DE%C8%E1

ولكن ومما يحز في النفس أننا إذا نظرنا إلى حال الأمة الآن نراها أصبحت أمة منهكة لا بسبب الحروب والمعارك وإنما بسبب الكسل والخمول .. أمة تستهلك كل شيء ولا تنتج أي شيء .. علينا محاربة الإستهلاك بصورة عامة ونشر برامج بترشيد الإنفاق الفردي والأسري ومحاربة كثير من العادات التقاليد التي تزيد الإستهلاك ومحاربة فكرة التمياز والتمكيز بشر التعاليم الدينية بحقيقة التميز وهي التقوى وليس المادة . والحض على الإنتاج ودعم المنتجات الإسلامية وتشجيع منتجين مسلمين .

فالهدف عظيم والأجر أعظم ومن أراد الظفر بهذا الأجر فعليه دفع الثمن وهذه لا بد من أن تكون ظاهرة عامة لدى كافة المسلمين وليس لدى فئة معينة فقط من المجاهدين والمخلصين والعاملين ..


جعلنا الله وأياك منهم إن شاء الله .

مقاوم
04-24-2006, 03:03 PM
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين "


أخي المسلم الحر
أرجو تصحيح الآية الأولى إلى: "وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"
كما أرجو تصحيح كلمة "والمؤمنين" في الآية الأخيرة التي أوردت إلى "والمؤمنون".
نصيحتي في الاستشهاد بكلام الله عز وجل أن تتوثق من الآيات دائما.

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع وما جاء فيه من مشاعر ورؤى تنم عن حرقة خالصة وهذه هي الخطوة الأولى !!

FreeMuslim
04-25-2006, 07:07 AM
الأخ كلسينا
شكراً لمرورك وتفاعلك مع الموضوع فضلاً عن تزكيتك لي بأنك تتحسس حسن نواياي وإخلاصها لله تعالى وأقول والله الذي لا إله غيره إن في من التقصير ما الله تعالى به عليهم ولولا أن يرحمني برحمته الواسعة لأكونن من الخاسرين وأدعوه عز وجل وأقول اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ..


أخي الكريم إن ما كتبته أنت خطوط عريضة لا تشوبها شائبة ، وهذا الخطاب يقوله الغالبية ولكن المشكلة بتنفيذ الخطوات العملية واحدةً واحدة

اتفق معك بأن ما هذه إلا خطوط عريضة يتفق عليها معظم المسلمون وكما قلت فالمشكلة هنا تكمن في التنفيذ وهذا صحيح وأنا برأي أن أولى خطوات التنفيذ الحقيقية تكمن بإعادة بناء الذات نحن بالفعل بحاجة ماسة جداً لإعادة النظر بطريقة تربيتنا في المجتمعات الإسلامية المتعددة فبالرغم من تعدد هذه المجتمعات وتنوعها لا بد من أن تكون الأسس التربوية الأساسية واحدة مستقاة من الكتاب والسنة عندها فقط لا يشعر المسلم بالغربة عندما تضطره الظروف للعيش بمجتمع أخر غير الذي تربى وترعرع فيه وبالتالي نكون قد وضعنا اللبنة الأولى في طريق وحدة المجتمع الإسلامي .. كما وينبغي أيضاً تربية وتعليم الذات على الإخلاص في النية وأن يكون عملها دائماً لوجه الله تعالى دون انتظار الأجر أو الثناء إلا من الله سبحانه وتعالى تيمناً بقوله عز وجل " إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً " أي عدم انتظار الشكر أو الثناء أو الجزاء من الآخرين وهكذا نكون قد زرعنا ميزة الخوف الحقيقي من الله تعالى في قلوب المسلمين وأنه يرانا ويراقب أعمالنا وسوف يحاسبنا عليها وبالتالي ومن حيث لا ندري نكون قد غرسنا في العقول والقلوب ميزة العمل بجد وإتقان العمل الذي نقوم به والنتيجة إن شاء الله تعالى ستكون بلا شك عظيمة وعظيمة جداً .. وهنا نستذكر جميعاً كيف حين سئل النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم عن الإحسان قال عليه الصلاة والسلام " اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..

ومن الأمور الأساسية التي لا بد من تربية المسلم عليها هي عملية الإيثار وهذه ميزة خص الله تعالى بها المؤمنون وهي بالفعل ميزة رائعة لها مذاق لا يستسيغه إلا من منَ الله تعالى عليه بها .. إن هذه الميزة من شأنها وبإذنه سبحانه وتعالى أن تقضي نهائياً على آفة كبيرة نعاني منها جميعاً نحن المسلمون ألا وهي الأنانية وحب الذات عندها لن نرى من يقول لا علاقة لي طالما أن الأمر لن يعود بالخير علي أو طالما أن سلبيات هذا الأمر لن تؤثر علي إن القضاء على مثل هذه النظرة الأنانية الضيقة والفردية وأن قياس الأمور يكون بمقدار منفعتها لي أو ضررها علي شخصياً دون الأخذ بعين الاعتبار المصلحة العليا للمجتمع وأن ما يمكن أن يكون فيه خير شخصي لك قد يكون به شر كبير على المجتمع لذا ما المانع من التضحية بالمصلحة الذاتية لصالح المصلحة العليا .. لأنه عندما نقدم المصالح العليا على المصالح الشخصية نكون قد قضينا على الأنانية التي لا يمكن إلا أن تشكل سيفاً بتاراً لكل ما من شأنه توحيد الأمة ..


الخطوات كثيرة وعديدة ومتنوعة لذا ينبغي ترتيبها لتحديد طريقة العمل وبالتالي وضع آليات للتنفيذ وعلى فكرة فالكل دون استثناء له دور في عملية البناء هذه وقوم تعاونوا ما هزموا ..

FreeMuslim
04-25-2006, 07:11 AM
أخي المسلم الحر

أرجو تصحيح الآيةالأولى إلى: "وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"
كما أرجو تصحيح كلمة "والمؤمنين" في الآية الأخيرة التي أوردت إلى "والمؤمنون".
نصيحتي في الاستشهاد بكلام الله عز وجلأن تتوثق من الآيات دائما.



أخي مقاوم
السلام عليكم

جزاك الله تعالى خير الجزاء وأجزل لك الجر والثواب على تنبيهك لي فيما يخص تصحيح الآيات القرانية الكريمة التي وردت بمداخلتي وأطلب منك تكرماً الدعاء لي بأن يغفر الله تعالى لي هذه الأخطاء المطبعية وكل ذلك مرده إلى أمرين أساسيين الأول هو التقصير في حق الله تعالى علي والثاني العجلة والاستعجال وعدم المراجعة والتدقيق بعد الإنتهاء من تحرير المداخلة .. أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر لنا ويرحمنا وأن يتجاوز برحمته عن زلاتنا وتقصيرنا ويهدنا سبل السلام إنه ولي ذلك والقادر عليه ..



جزاك الله خيرا علىهذا الموضوع وما جاء فيه من مشاعر ورؤى تنم عن حرقة خالصة وهذه هي الخطوة الأولى !!


لا يمكنني هنا إلا أن أقول أن هذا ثناء لا أستحقه فما أنا إلا إنسان مسلم بسيط يتلمس الواقع المرير الذي تعيشه هذه الأمة والذي عندما يقرأ كتاب الله عز وجل وسيرة المصفى عليه الصلاة والسلام يعتصر قلبه ألماً لما آلت إليه أوضاعنا وأحوالنا ومن هنا أحاول بكل تواضع من أن أعمل شيئاً أواجه به الله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلبٍ سليم .. اللهم اجعلني وإياك من هؤلاء القوم الذين يقفون بين يد العزيز الجبار بقلب سليم ..

اللهم آمين .. آمين .. آمين

كلسينا
04-25-2006, 08:51 PM
أخي الكريم بارك الله فيك .
وأول خطوة والحمد لله أنت تقوم بها

فما أنا إلا إنسان مسلم بسيط يتلمس الواقع المرير الذي تعيشه هذه الأمة والذي عندما يقرأ كتاب الله عز وجل وسيرة المصفى عليه الصلاة والسلام يعتصر قلبه ألماً لما آلت إليه أوضاعنا وأحوالنا ومن هنا أحاول بكل تواضع من أن أعمل شيئاً أواجه به الله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون فهي إقرأ . صياغة النفس ودوام إعادة الصياغة .
أما الخطوة التالية أن تحمل ما تقرأ وتحاول تمثله بنفسك .ثم تتنتقل للخطوة التالية .
قم فأنذر : وهي أن تنزل إلى الناس بما تحمل في قلبك من حب لله وحب لهم من خلال حبك لله لا لتنظّر عليهم بهذا حلال وهذا حرام .
ولكن لتعرض ما عندك عليهم ولتدعوهم لقولوا لا إله إلا الله تفلحوا . ولتطرح عليهم الحلول الإسلامية لما يدور حول الأرض وفي حيك وبنايتك التي تسكن . وأن تصر وتثابر وتصبر على عدم التجاوب والأذى ، لأن مخالطة الناس فيها الكثير .وحاول أن تحمّل ما تحمل ولو لواحد ثاني معك . والله ولي التوفيق .

FreeMuslim
04-26-2006, 05:39 AM
أخي العزيز

بارك الله تعالى فيك وبارك لك فيما تفكر فيه وتكتبه وجعله حجة لك لا حجة عليك ..

أوافقك تماماً فيما ذهبت إليه .. الخطوة الأولى تبدأ من الذات ومن ثم أهل البيت وبعدها الأقربون وهكذا .. يجب أن يشكل من يريد التصدي لهذا العمل العظيم قدوة حسنة بكل ما لهذه الكلمة من معنى كي يستطيع التأثير على الآخرين ودفعهم في البداية لاتباع نهجه وطريقته في الحياة ومحاولة تقليده وبالتأكيد طالما هناك النية الخالصة فإن الله تعالى سوف يوفقنا وييسر أمورنا ويمدنا بالعون اللازم على الصبر وتحمل المتاعب والمشاق .. تعالى معي نتخيل أنه لو قام عدد من الشباب المسلم الواعي والغيور على دينه وأمته بالتصدي لهذا المشروع الإسلامي وباشر بالتنفيذ حسب الترتيب الذي ذكر فما هي النتيجة التي تتوقعها هنا .. إنها بلا أدنى شك سوف تكون إن شاء الله تعالى وبمنه وفضله عظيمة وبها خير كثير ..

يلا يا إخواني في الله .. ويا أتباع محمد عليه الصلاة والسلام .. يا من يحمل بين ثناياه هذا الدين العظيم ويعمل به .. يا من يأبى القعود مع القاعدين .. دعونا نشمر عن سواعدنا وننفض عنا غبار الكسل والخمول ونباشر عملية البناء هذه ولنبدأ بأنفسنا أولاً .. هيا فالوقت يضيق ولم يعد في العمر الكثير والله تعالى أعلم .. هيا عسى الله أن يمنَ علينا بالنجاح والفلاح وأن يجعلنا من الذين يساهمون بإيقاذ هذا المارد من سباته والمساعدة في إخراجه من قمقمه .. دعونا نكون من الذين يغيظ الله تعالى الكافرين بنا ..

من هناك
04-26-2006, 07:30 PM
هذا المارد المتعب من اجزائه

جزاكم الله خيراً اخواني على هذا الموضوع والتفاعل الشيق. سوف اتابع معكم لاحقاً إن شاء الله

كلسينا
04-27-2006, 06:44 PM
أخونا أبو الليل لا تتأخر كالعادة ، فأنا مازلت أنتظرك في عدة محطات وسأنتظرك هنا أيضاً :-)
أخونا المسلم الحر : بارك الله فيك وبحماستك وغيرتك . وأذكرك ونفسي وكل من سيمشي بهذا الموضوع .
توكل على الله ولا تدع شيئ يستوقفك بأذن الله وكن النحلة دائم العمل وفي كل مجال ولو لم تلقى التجاوب ممن حولك فلا تحبط ولا تفتر وتابع متوكلاً على الله . فدعوتك له ولدينه والخير يعود لمن يتجاوب ولو كان أقرب الناس إليك ، ولا تعتبر عدم تجاوبه معك حجة عليك وعقبة في طريقك فتقف عنده . فإذا كان عملك لله لا تبالي بسكاكين الطعن التي ستوجه نحوك لتحطم شخصك وتحارب ما تصبو له .( وهذا من ضمن الصبر على الأذى وتخطيه ) فعم الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام كان أبو لهب ، وزوجة لوط عليه السلام كانت من الغابرين .

FreeMuslim
04-29-2006, 05:56 AM
اللهم اجعل عملنا كله صالحاً ولوجهك خالصاً ولا تجعل لأحدٍ من وفيه شيئا ..

أقول أن هناك أمر جد هام وخطير بهذا المجال وهو سعة العلم والاطلاع لا بد لمن أراد التصدي لعملية البناء هذه من أن يكون على درجة عالية من العلم والثقافة العامة وأن يتحلى أيضاً بصفة هامة وهي حسن التصرف فضلاً عن سعة الصدر .. وطالما أن الغاية في النهاية هي مرضاة الله عز وجل فلا بأس من تحمل كل شيئ في سبيل تحقيق هذه الغاية وكما يقول الأجر على قدر المشقة فكلما كانت المشاق كبيرة وكثيرة كلما كان الأجر إن شاء الله تعالى أكبر وأعظم .. كما يجب أن يتحلى بصفات الحميدة والخلق الحسن مع الجميع وبالسر قبل العلن لأنه قد يكون هناك من يحاول الاصطياد في الماء العكر والتقاط الأخطاء والعثرات لتسليط الضوء عليها وبثها بين الناس بهدف إفشال هذا المشروع فالمرجفون متواجدون بكثرة وهم على أهبة الاستعداد لعمل كل ما بوسعهم للوقوف بوجه نهضة هذه الأمة .. كما وقد يكون هناك من يريد أن يتثبت من صدق وصلاحية هذا الذي يتصدى لهذا الأمر من باب سد الذرائع وذلك من خلال امتحانه من حيث لا يدري وهنا اسمحوا لي أن أأروي لكم هذه القصة المعبرة :

كنت سأبيع الاسلام بعشر بنساً

" منذ سنوات ، انتقل إمام إحدى المساجد إلى مدينة لندن- بريطانيا ، وكان يركب الباص دائماً من منزله إلى البلد.
بعد انتقاله بأسابيع، وخلال تنقله بالباص، كان أحياناً كثيرة يستقل نفس الباص بنفس السائق.
وذات مرة دفع أجرة الباص وجلس، فاكتشف أن السائق أعاد له 20 بنساً زيادةعن المفترض من الأجرة. فكر الإمام وقال لنفسه أن عليه إرجاع المبلغ الزائد لأنه ليس من حقه.
ثم فكرمرة أخرى وقال في نفسه: "إنسَ الأمر، فالمبلغ زهيد وضئيل ، و لن يهتم به أحد ...كما أن شركة الباصات تحصل على الكثير من المال من أجرة الباصات ولن ينقص عليهم شيئاً بسبب هذا المبلغ، إذن سأحتفظ بالمال وأعتبره هدية من الله وأسكت. توقف الباص عند المحطة التي يريدها الإمام ، ولكنه قبل أن يخرج من الباب ، توقف لحظة ومد يده وأعطى السائق العشرين بنساً وقال له: تفضل، أعطيتني أكثر مما أستحق من المال!!!
فأخذها السائق وابتسم وسأله: "ألست الإمام الجديد في هذه المنطقة؟ إني أفكر منذ مدة في الذهاب إلى مسجدكم للتعرف على الإسلام، ولقد أ عطيتك المبلغ الزائد
عمداً لأرى كيف سيكون تصرفك"!!!!!
وعندما نزل الإمام من الباص، شعر بضعف في ساقيه وكاد أن يقع أرضاً من رهبة الموقف!!! فتمسك بأقرب عامود ليستند عليه،و نظر إلى السماء و دعا باكيا : يا الله ، كنت سأبيع الإسلام بعشرينبنساً!!!
وبعد
تذكروا إخوتي وأخواتي ، فنحن قد لا نرى أبداً ردود فعل البشر تجاه تصرفاتنا ..
فأحياناً ما نكون القرآن الوحيد الذي سيقرؤه الناس .. أو الإسلام الوحيد الذي سيراه غيرالمسلم ..
لذا يجب أن يكون كلٌ مِنَّا مثَلاً وقدوة للآخرين ... ولنكن دائماً صادقين ، أمناء لأننا قد لا نُدرك أبداً من يراقب تصرفاتنا ويحكم علينا كمسلمين"


اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .. اللهم إجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر وأخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين سيدما محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كلسينا
04-29-2006, 07:29 PM
بارك الله فيك أخي الكريم . وما كتبته ضروري وهو ما نسميه صياغة النفس وإعادة الصياغة دوماً . ولاكن لا تثنيك قلت العلم عن العمل
فالرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام يقول ( بلغوا عني ولو بآية ) أو كما قال . فالهمة هي الأساس للإنطلاق والصياغة ضرورية وهي من أهم الوسائل ، فلا تشغلك نفسك بكسب العلم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعن مجاهدة النفس وعن القتال في سبيل الله إن أمكن ذلك ، فالعمل لله والنتائج عليه وبيده وليست متوقفة على العمل .

FreeMuslim
04-30-2006, 06:10 AM
جزاك الله خيراً على هذا التفاعل الطيب الذي أسأل الله تعالى أن ينفعنا به ..

معك كل الحق فما ذهبت إليه وجزيت خيراً على هذه النصيحة الطيبة .. ومن هنا نقول لا بد من يكون المسلم منظماً في كل شيء .. يجب أن ننظم أوقاتنا ومحاولة الاستفادة من كل دقيقة بعملٍ صالح يقربنا إلى الله تعالى وطالما أن باب الخير واسع جداً فكل عملٍ يبغي صاحبه وجه الله تعالى هو خير ومبارك .. يجب أن يكون لدى المسلم وقت للعبادة والطاعات .. ووقت للعمل والاجتهاد .. وققت للدعوة والإرشاد وهكذا ولكن لا بد ومن الضروري جداً إحياء سنة طيبة وأثرها جميل جداً على المجتمع بشكلٍ عام ولمن يعمل بها بشكلٍ خاص .. سنة فيما لو تم إعادة العمل بها من جديد لتخلص المجتمع المسلم من الكثير من الآفات التي يعاني منها الآن .. إنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. يا إخوان إن لهذه السنة المباركة مزايا لا تعد ولا تحصى وإحياء العمل بها من جديد هو إحياء إن شاء الله تعالى لهذه الأمة .. أنا وبرأي المتواضع هذه من أهم الصفات التي على المسلم الحق والغيور أن يتحلى بها .. بل هي صفة المسلم الحق والنور الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى على اتباعه .. ألم يعاتب الله تعالى في كتابه الكريم علماء بني إسرائيل بسبب تركهم العمل بهذه السنة المباركة . ألم يمتدح ربنا سبحانه وتعالى هذه الأمة وأنها الأفضل لكونها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر . " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"إن العمل بهذه السنة المباركة كفيل بأن يجعل الله تعالى ييسر لنا أمورنا ويلهمنا سبل السلام والرشاد ..

كلسينا
05-01-2006, 12:27 PM
وفقنا الله وأياك أخونا الكريم لما يحب ويرضى .

ابو المهاجر
05-01-2006, 02:29 PM
لا فض فوك أخي الحبيب
لا أدري لما مواضيعك تجذبني لقراءتها

وبارك الله بالأخ كلسينا

جزاكم الله الجنان

كلسينا
05-02-2006, 07:04 PM
بارك الله فيك أخونا الكريم ، ورحم الله الشيخ عبدالله عزام وأدخله فسيح جناته .

FreeMuslim
05-03-2006, 06:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..

جزاكم الله تعالى جميعاً كل خير وجعلني وإياكم من اللذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..

إخواني في الله نحن جميعاً والله تعالى أجل وأعلم نبغي وجهه ومرضتاه .. نبغي جنته ونخشى عذابه وبالتالي فلا بد من العمل وبذل الغالي والنفيس في سبيل نصرة هذا الدين العظيم الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده .. ليس من الاسلام أن نقعد مع القاعدين ونقول ميزان القوى الآن ليس في صالحنا ولذا ينبغي علينا المهادنة وإعطاء الدينة في ديننا .. كيف لنا أن نواجه الله تعالى حينما يسألنا وهو بكلٍ شيء عليم عن ماذا فعلنا وقدمنا لدينه يوم كان هذا الدين الحنيف يتعرض لأبشع أنواع الاستهداف والتشويه والانتهاك .. يا ترى بالله علينا ماذا سيكون جوابنا إلا الصمت والخزي والهلاك إلا أن يرحمنا الله تعالى برحمته الواسعة .. والله إنه لموقف عصيب ورهيب يتمنى الواحد منا لو لم تلده أمه .. ومن ثم ماذا أيضاً سيكون موقفنا أمام سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم حينما يسأل ماذا فعلتم للرسالة من بعدي ؟؟؟ هل سيكون جوابنا أنه لم يكن بمقدورنا عمل شيء لأن ميزان القوى حينها ليس في صالحنا ؟؟؟ حينها سيكون جواب رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وهل كان ميزان القوى في صالحي عندما نزلت الرسالة ؟؟؟ هنا قد ينبري من يقول ولكنه رسول الله وحبيبه عليه الصلاة والسلام ولن يضيعه الله تعالى أبداً ولا بد أن النصر حليفه لأنه يحمل رسالة اختاره الله تعالى لنشرها بين الناس كافة ولا بد فاعل بإذن الله عز وجل .. نقول هذا صحيح ولا غبار عليه من حيث المبدأ ولكنه عليه الصلاة والسلام عمل واجتهد وأخذ بالأسباب وقبل كل شيء كان إيمانه الصادق وصبره على الشدائد وثقته المطلقة بنصر الله تعالى وإن طالت الأيام ناهيكم عن كل ما يتمتع به حبيبنا عليه الصلاة والسلام من مكارم الأخلاق قبل وبعد نزول الوحي ..


إخواني وأحبتي في الله إن لم يكن رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوةً وقدوةً لنا بكل شيء فتلك هي المصيبة .. ما احوجنا لأن نتأسى حقيقةً به في كل شيء " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ".. بالطبع هو رسول الله وحبيبه عليه الصلاة والسلام وقد اعطي جوامع الكلام وكل شيء أراده الله سبحانه وتعالى ولكن الله عز وجل وعد عباده المؤمنين بالنصر والتمكين وهذا وعد لم يخص الله تعالى به رسوله عليه الصلاة والسلام فقط وإنما هو وعد مكتوب ونافذ إلى قيام الساعة ..

" وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "



"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ "

FreeMuslim
05-03-2006, 06:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..

جزاكم الله تعالى جميعاً كل خير وجعلني وإياكم من اللذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..

إخواني في الله نحن جميعاً والله تعالى أجل وأعلم نبغي وجهه ومرضتاه .. نبغي جنته ونخشى عذابه وبالتالي فلا بد من العمل وبذل الغالي والنفيس في سبيل نصرة هذا الدين العظيم الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده .. ليس من الاسلام أن نقعد مع القاعدين ونقول ميزان القوى الآن ليس في صالحنا ولذا ينبغي علينا المهادنة وإعطاء الدينة في ديننا .. كيف لنا أن نواجه الله تعالى حينما يسألنا وهو بكلٍ شيء عليم عن ماذا فعلنا وقدمنا لدينه يوم كان هذا الدين الحنيف يتعرض لأبشع أنواع الاستهداف والتشويه والانتهاك .. يا ترى بالله علينا ماذا سيكون جوابنا إلا الصمت والخزي والهلاك إلا أن يرحمنا الله تعالى برحمته الواسعة .. والله إنه لموقف عصيب ورهيب يتمنى الواحد منا لو لم تلده أمه .. ومن ثم ماذا أيضاً سيكون موقفنا أمام سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم حينما يسأل ماذا فعلتم للرسالة من بعدي ؟؟؟ هل سيكون جوابنا أنه لم يكن بمقدورنا عمل شيء لأن ميزان القوى حينها ليس في صالحنا ؟؟؟ حينها سيكون جواب رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وهل كان ميزان القوى في صالحي عندما نزلت الرسالة ؟؟؟ هنا قد ينبري من يقول ولكنه رسول الله وحبيبه عليه الصلاة والسلام ولن يضيعه الله تعالى أبداً ولا بد أن النصر حليفه لأنه يحمل رسالة اختاره الله تعالى لنشرها بين الناس كافة ولا بد فاعل بإذن الله عز وجل .. نقول هذا صحيح ولا غبار عليه من حيث المبدأ ولكنه عليه الصلاة والسلام عمل واجتهد وأخذ بالأسباب وقبل كل شيء كان إيمانه الصادق وصبره على الشدائد وثقته المطلقة بنصر الله تعالى وإن طالت الأيام ناهيكم عن كل ما يتمتع به حبيبنا عليه الصلاة والسلام من مكارم الأخلاق قبل وبعد نزول الوحي ..


إخواني وأحبتي في الله إن لم يكن رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوةً وقدوةً لنا بكل شيء فتلك هي المصيبة .. ما احوجنا لأن نتأسى حقيقةً به في كل شيء " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ".. بالطبع هو رسول الله وحبيبه عليه الصلاة والسلام وقد اعطي جوامع الكلام وكل شيء أراده الله سبحانه وتعالى ولكن الله عز وجل وعد عباده المؤمنين بالنصر والتمكين وهذا وعد لم يخص الله تعالى به رسوله عليه الصلاة والسلام فقط وإنما هو وعد مكتوب ونافذ إلى قيام الساعة ..

" وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "



"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ "

مخلص نزيه
05-04-2006, 06:25 AM
اقامة الحكم بالاسلام فرض كفاية يأثم تاركه، ويُسقط اثم عدم تحققه التلبس الحقيقي والفعلي بالعمل لإقامة الدولة الاسلامية، وبما أنه لا يتحقق ذلك إلا من خلال حزب سياسي يسير بالطريقة الشرعية وذلك متوفر في حزب التحرير ـ لذا أنصح الجميع العمل مع حزب التحرير لإعادة الخلافة فرض الفروض وتاجها.

مقاوم
05-04-2006, 07:04 AM
اقامة الحكم بالاسلام فرض كفاية يأثم تاركه، ويُسقط اثم عدم تحققه التلبس الحقيقي والفعلي بالعمل لإقامة الدولة .

تعريف فرض الكفاية كالتالي:

فَرْضُ الْكِفَايَةِ : هُوَ مَا يُقْصَدُ حُصُولُهُ مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ بِالذَّاتِ إلَى فَاعِلِهِ ، فَهُوَ وَاجِبٌ عَلَى الْكُلِّ ، وَيَسْقُطُ الْوُجُوبُ بِفِعْلِ الْبَعْضِ ، وَيَأْثَمُ الْكُلُّ بِتَرْكِهِ

أي إذا قام به البعض سقط عن الكل. ثم من أين أتيت بهذه الفتوى؟ أن إقامة الدولة الإسلامية أو الخلافة هي فرض كفاية؟ بل هي فرض عين كما أفتى بذلك غير واحد من العلماء العاملين المجاهدين ومنهم الشيخ عبد الله عزام رحمه الله.

إن العمل لإقامة الدولة ليس حكرا ولا وقفا على حزب التحرير ولا على غيره بل النصيحة لحزب التحرير وللأمة جمعاء هي أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما صلح به أولها ولنا في رسول الله ومن ثم سلفنا الصالح أسوة حسنة وغياب حزب التحرير عن ساحات الشرف في أفغانستان والشيشان والبوسنة وكوسوفا والعراق لا يرقعه قتيل أو قتيلان في فلسطين لا ندري إن كان عملهم بمباركة الحزب أو لا. فالعمل السياسي وسيلة وليس غاية ولا يعفي أبدا من الجهاد وكثرة الخوض في السياسة يميت القلب بينما حرصك على الموت يهب لك الحياة.

لن أفصل أكثر من هذا ففيه الكفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

من هناك
05-04-2006, 06:17 PM
جزاكم االه خيراً يا شباب
قد يكون فرض كفاية في حال قوة الأمة ولكنه قد يتحول فرض عين لما يكون الامة في الحضيض كما هو الحال هذه الأيام والله اعلم

كلسينا
05-04-2006, 07:07 PM
ما أعرفه ومتأكد منه أنه فرض وهدف يجب أن يكون نصب أعين كل مسلم ، وكل يعمل على ثغرة في المجتمع ليؤسس قاعدة صغيرة أو عائلة إسلامية في بقعة ما وهذه الفسيفساء إن كانت خالصة لله فستلتقي كما يلتقي نور الشموع المتباعدة ويكون نور واحد . وأعذرني أخي الكريم فإن حزب التحرير منذ خمسون سنة لم نرى له أثر في المجتمع أو على الأرض بين الناس ، فإلى ماذا ننضم (خير الناس أنفعهم للناس ) .

FreeMuslim
05-31-2006, 08:25 AM
السلام عليكم

لقد مررت على هذه المقالة المهمة فرأيت إشراككم بها وأخذ أرائكم طالما أن هذا الموضوع "الدولة الاسلامية" هو الشغل الشاغل لنا جميعاً ..

تُشكِّل الدولة أبرز ظاهرة في الحياة الاجتماعية المعاصرة .. وتتميّز بأ نّها مؤسّسة سياسية ذات سلطة مُلزمة .. والدراسة الاستقرائية للنصوص الاسلامية والسيرة العملية توصلنا إلى أنّ الفكر الاسلامي اعتنى عناية خاصّة بمسألة الدولة والسّلطة ، واعتبرها ركناً أساسياً من أركان البناء الاسلامي ..
والفكر الاسلامي سبق الفكر الأوربي المعاصر بقرون عديدة بتمييزه بين شخصية الدولة وشخصية الحاكم،فقد كانت شخصية الدولة قبل مجيء الاسلام مندكّة بشخصية الحاكم.. ويُعتبر هذا التمييز انجازاً حضارياً عظيماً في عالَم السياسة والعدالة والدولة واحترام حقوق الانسان..
لقد فصل الاسلام بين شخصية الامام أو الخليفة وبين الدولة ، واعتبر الإمامة منصباً يملؤه الإمام . كما اعتبر السّلطة أمانة ورعاية عامّة لشؤون الاُمّة يتحمّلها الحاكم ..
قال تعالى : (إنّ اللهَ يأمركُم أن تُؤدّوا الأماناتَ إلى أهْلِها وإذا حَكَمْتُم بينَ النّاسِ أن تَحْكُمُوا بالعَدْل ). ( النساء / 58 )
وورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «كُلّكُم راع وكُلّكُم مَسؤولٌ عَن رعيّته»(29).
وتتقوّم الدولة في المفهوم الاسلامي من العناصر الآتية :
1 ـ الاُمّة . 2 ـ القانون .
3 ـ السّلطة . 4 ـ السِّيادة .
ولم يعتبر الفكر الاسلامي الأرض ركناً من أركان الدولة ، بل الدولة تُقام على الأرض التي تُقيم عليها الاُمّة كلّها أو بعضها ، وتُمارس عليها السلطة ولايتها وفق القانون . ولا دخل للأرض في تكوين شخصية الدولة ، بل الأرض شرط في قيام الدولة ، فلا تُقام دولة إلّا على أرض تملكها الاُمّة ، وتُقيم عليها . لذا يُقال قامت دولة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة ، وقامت الدولة الأمويّة في الشام ، وقامت دولة الفراعنة في مصر ... إلخ .
والمسألة الثانية في تكوين الدولة هي أنّ القرآن اعتبر القانون ركناً أساساً من أركان تكوين الدولة ، جاء هذا البيان في قوله تعالى :
(كانَ النّاسُ أُمّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النّبيِّين مُبشِّرينَ ومُنذِرينَ وأنْزَلَ مَعَهُم الكِتابَ بالحقِّ لِيَحْكُمَ بينَ الناسِ فيما اخْتَلَفُوا فيه ... ).( البقرة / 213 )
فالقرآن يُوضِّح في هذه الآية نشأة الدولة على يد الأنبياء ، كما يُوضِّح عناصر تكوين الدولة الأربعة ، وهي :
1ـ الاُمّة، 2ـ القانون (الكتاب)، 3 ـ الحكومة (الأنبياء)، 4 ـ الولاية (السِّيادة) التي يُمارسها الأنبياء بالحكم بالكتاب .
وهكذا يرتبط مفهوم السـلطة بالقانون والأخلاق الّذين حملهما الكتاب .
فالدولة الاسلامية هي دولة قانونية وعقائدية تقوم على أساس القانون الاسلامي وتخضع له ، وتبتني على أساس العقيدة الاسلامية ، وبذا تتميّز هويّتها وشخصيّتها الفكرية ، وهي نتيجة طبيعية للمجتمع الاسلامي والاداة السياسية لتطبيق الاسلام . ولوجود الدولة في المجتمع تفاسير فكرية مختلفة .
ونستطيع أن نفهم التفسير الاسلامي لنشأة الدولة من خلال النصوص والمفاهيم والأهداف الاسلامية والمسؤوليّات المُناطة بالدولة ، ومن ذلك نستطيع القول أنّ الفكر الاسلامي يُفسِّر الدولة تفسـيراً أخلاقيّاً وعقائديّاً . فالدولة في مفهوم الاسلام تتقوّم ضرورة وجودها بالأخلاقيّة والعقائديّة ..
وإيضاح ذلك أنّ الدولة في نظر الاسلام قامت على أساس حماية الحق والعدل والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر والاصلاح في الأرض وإعمارها،وتطوير الحياة وتنميتها; لتوفير خير البشرية وسعادتها،والدعوة إلى توحيد الله وعبادته،وهداية الانسان في طريق الهُدى.
وكل هذه الموجبات هي موجبات أخلاقيّة وعقيديّة .. والعشرات من الآيات والروايات وسيرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) العمليّة وحديث الرعاية والمسؤولية الآنف ذكره ، كلّها تؤكِّد هذا التفسير الفكري لقيام الدولة ..
نذكر من الآيات قوله تعالى :
(إنّ اللهَ يأمُرُكُم أن تُؤدّوا الأماناتَ إلى أهْلِها وإذا حَكَمْتُم بينَ النّاسِ أن تَحْكُمُوا بالعَدْل ). ( النساء / 58 )
(وبالحقِّ أنزَلْناهُ وبالحقِّ نَزَل ... ). ( الإسراء / 105 )
(الّذينَ إن مَكّنّاهُم في الأرْضِ أقامُوا الصّلاةَ وآتوا الزّكاةَ وأمَرُوا بالمعروفِ ونَهُوا عن المُنْكَر ). ( الحج / 41 )
(وَعَدَ اللهُ الّذينَ آمَنُوا مِنْكُم وعَمِلُوا الصّالحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنّهُم في الأرْضِ كما اسْتَخْلَفَ الّذينَ مِن قَبْلِهِم ... ). ( النور / 55 )
(تِلْكَ الدّارَ الآخِرَةَ نَجْعَلها للّذِينَ لا يُريدونَ عُلُوّاً في الأرْضِ وَلا فَسادا ... ). ( القصص / 83 )
(وَما لَكُم لاتُقاتِلونَ في سَبيلِ الله والمُسْتَضْعَفينَ مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ والُولْدانِ يَقولُونَ رَبّنا أخْرِجْنا مِن هذهِ القَرْيَةِ الظّالِمِ أهْلِها ).( النساء / 75 )
(وَما خَلَقْتُ الجِنَّ والإنْسَ إلّا لِيَعْبُدون ). ( الذاريات / 56 )
( ... يا قَوْمِ اعبِدوا اللهَ ما لَكُمْ مِن إله غَيرِهِ هُوَ الّذي أنْشَأَكُم مِنَ الأرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُم فيها ... ). ( هود / 61 )
وهكذا يتحدّد أمامنا حقيقة الدولة وموجب قيامها في المفهوم الاسلامي ..
وفي تعريفنا الموجَز بالدولة الاسلامية هذا ، يجدر أن نُعرِّف بأبرز المبادئ التي تُحدِّد سياسة الدولة وطبيعتها وعلاقتها بالاُمّة وبالعالم غير الاسلامي ، وهذه المبادئ هي :
1 ـ تتميّز شـخصيّة الدولة في الاسلام عن شـخصيّة الحاكم : فالدولة لها شخصية قانونية مُستقلّة ، والحاكم أمين ومُكلّف بأداء مسؤوليّته تجاه الاُمّة والمبادئ .
2 ـ الشورى واحترام رأي الاُمّة : والعنصر الأساس الذي يعتمد عليه الحكم في الاسلام هو عنصر البيعة والشورى .. فالبيعة والشورى تعبير عن أنّ الاُمّة هي صاحبة الحقّ في السّلطة أو في الخلافة العامّة . كما يُعبِّر عنها الفقيه الشهيد محمّد باقر الصّدر بقوله :
«وأمّا خطّ الخلافة الّذي كان الشهيد(30) المعصوم يُمارسه ، فما دامت الاُمّة محكومة للطاغوت ، ومقصيّة عن حقِّها في الخلافة العامّة ، فهذا الخطّ يُمارسه المرجِع(31) ، ويندمج الخطّان حينئذ ـ الخلافة والشهادة في شخص المرجِع ـ ، وليس هذا الاندماج متوقِّفاً على العصمة ; لأنّ خطّ الخلافة في هذه الحالة لا يتمثّل عمليّاً إلّا في نطاق ضيِّق ، وضمن حدود تصرّفات الأشخاص ، وما دام صاحب الحق في الخلافة العامّة قاصراً عن ممارسة حقِّه ، نتيجة لنظام جبّار ، فيتولّى المرجِع رعاية هذا الحقّ في الحدود المُمكِنة ، ويكون مسؤولاً عن تربية هذا القاصر ، وقيادة الاُمّة لاجتياز هذا القصور ، وتسلّم حقّها في الخلافة العامّة ، وأمّا إذا حرّرت الاُمّة نفسها فخطّ الخلافة ينتقل إليها ، فهي التي تُمارِس القيادة السياسية والاجتماعية في الاُمّة بتطبيق أحكام الله ، وعلى أساس الركائز المتقدِّمة للاستخلاف الربّاني ، وتُمارِس الاُمّة دورها في الخلافة في الاطار التشريعي للقاعدتين القرآنيّتين التاليتين :
(والّذينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِم وَأقامُوا الصّلاةَ وَأمْرُهُم شُورَى بَيْنَهُم ومِمّا رَزَقْناهُم يُنْفِقُون ). ( الشورى / 38 )
(وَالمُؤْمِنونَ وَالمُؤْمِناتُ بَعْضُهُم أوْلِياءُ بَعْض يأمُرونَ بالمَعْروفِ ويَنْهُونَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُقيمونَ الصّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إنّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيم ). ( التّوبة / 71 )
ويتحدّث الإمام عليّ (عليه السلام) عن الحق الذي تصنعه البيعة بين الاُمّة والحاكم ، حين بويِعَ بالخلافة ، فيقول : «إنّ لي عليكم حقّاً ، ولكم عليَّ حقّ ، فأمّا حقّكم عليَّ ... وأمّا حقِّي عليكم فالوفاء بالبيعة»() .
ويُثبِّت القرآن مبدأ الشورى في خطابه للرسول الكريم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم): (وَشاوِرْهُم في الأمْر ، فإذا عَزمتَ فتوكّل على الله ). ومن هذا النصّ القرآنيّ الكريم يُستفاد مبدأ مشاورة الحاكم للاُمّة واحترام رأيها .. كما ويُثبِّت القرآن مبدأ الشورى بين المسلمين في الحكم وفي الحياة العامّة بقوله:
(والّذينَ اسْـتَجابُوا لربِّهم وأقامُوا الصّلاة وأَمْرُهُم شورى بينهم ... ).(الشّورى/38 )
وبذا يُسقِط الفكر السياسى الاسلامي الاستبداد السياسي ، ويعطي الاُمّة دوراً فعّالاً في الحياة السياسية وتصحيح حياتها الاجتماعية وفق مبادئها ومصالحها العامّة .
3 ـ إنّ السلطة أمانة ومسؤولية : ويُثبِّت القرآن مبدأً سياسيّاً هامّاً ، وهو أنّ السلطة أمانة بيد الحاكم ورعاية لشؤون الاُمّة ، فهو أمين وراع ومسؤول ، وليست السلطة تملّكاً للاُمّة ولا تسليطاً عليها .. يتصرّف فيها تصرّف المالك ، ويعاملها تعامُل المُتسلِّط .. يوضِّح ذلك قوله تعالى :
(إنّ اللهَ يأمركُم أن تُؤدّوا الأماناتَ إلى أهْلِها وإذا حَكَمْتُم بينَ النّاسِ أنْ تَحْكُمُوا بالعَدْل ). ( النساء / 58 )
وقول الرسول الكريم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) : «كُلّكُم راع وكُلّكُم مسؤولٌ عن رعيّته»(32) .
ومبدأ المسؤولية المُثبّت في هذا النصّ وفي العشرات من النصوص التي تتحدّث عن الأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكر وعن النصيحة والمحاسبة، يعطي الاُمّة حقّ مُساءلة الحاكم عن تقصيره، وسوء إدارته ، أو استغلاله للسلطة ، أو انحرافه عن المبادئ كما هو مسؤول أمام الله سبحانه يوم يقوم الأشهاد .
4 ـ الدولة الاسلامية دولة قانونيّة : قبل الحديث عن قانونيّة الدولة الاسلامية، ينبغي أن نُوضِّح معنى الدولة القانونيّة .. فمعنى الدولة القانونية بايجاز هو أنّ الدولة بما هي شخصيّة قانونيّة ، فانّها تخضع بكل ما فيها من سياسة وإدارة وسلطة للقانون ، يحكم سلوكها ، ويُنظِّم بنيتها ، ويُقاضيها حين التقصير ، كما يحكم سـلوك الأفراد ويُقاضيهم حين التقصير ..
فالرسالة الاسلامية ثبّتت مبدأ ولاية الأمر (السلطة) ، وأعطت وليّ الأمر صلاحيات الولاية ، وبيّنت ما له وما عليه من الحقوق والواجبات تجاه الاُمّة ..
والتحليل العلمي لمعنى الولاية في الاسلام يُوضِّح لنا أنّ الولاية في الاسلام هي ولاية تنفيذيّة ، أي أنّ الشخص المُكلّف بتنفيذ أحكام الشريعة وقيمها ودعوتها وحفظ مصالحها ، يحتاج في كثير من الأحيان إلى صلاحيّات الإلزام (الولاية) . لذا أُعطِيَ مَن يلي اُمور المسلمين هذه الولاية (صلاحية الإلزام) ; ليتمكّن من أداء مهامه . لذا فهي ولاية تسلّط أو امتلاك ، ولا ولاية من نوع ولاية الأب على أبنائه الصِّغار . وحتى ولاية الأب في الشريعة الاسلامية فانّها منوطة بحُسن تصرّف الأب وحرصه على مصلحة الأبناء ، ولذا يفقد ولايته الفعليّة بفقده الرُّشد وتصرّفه تصرّفاً ضرريّاً بأبنائه .
ويُوضِّح القرآن قانونيّة الدولة وسيادة القانون في خطابه للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) المُمثِّل للولاية والسلطة الشرعية ، يوضِّح ذلك بقوله :
(إن أتّبِعُ إلّا ما يُوحى إليَّ ). ( يونس / 15 )
(ثُمّ جَعَلْناكَ على شريعة مِنَ الأمْرِ فاتّبِعْها ولا تَتَّبِع أهواءَ الّذينَ لا يَعْلَمُون ). ( الجاثية / 18 )
( ... قُل ما يكون لي أن أُبدِّلهُ مِن تِلقاءِ نَفْسي ... ) ( يونس / 15 )
( ... وَأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُم ... ). ( الشورى / 15 )
وهكذا يُوضِّح القرآن أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)مُنفِّذ ومُتّبع للشريعة والقانون والأوامر الإلهية،وليس فوقهما..ومن ذلك نفهم أنّ الدولة الاسلامية هي دولة خاضعة للقانون وليست فوق القانون ، بل هي مُنفِّذة للقانون وقائمة على حماية المصالح ودرء المفاسد .
5 ـ استقلال القضاء :
(إنّ اللهَ يأمُرُكُم أن تُؤدّوا الأماناتَ إلى أهْلِها وإذا حَكَمْتُم بَينَ الناسِ أن تَحْكُموا بالعَدْل ... ). ( النساء / 58 )
ومن المزايا الأساسية في الدولة الاسلامية والمجتمع الاسلامي هو حُرمة القضاء وقُدسيّته واستقلاله وحمايته من تأثير أي سلطة .. ووجود القضاء المستقلّ الذي تُعاطي الأفراد والسلطة على حدٍّ سواء ، وفق معايير الحقّ والعدل ، لهو من أبرز مظاهر الدولة الحضارية والمجتمع المتحضِّر ..
فالقضاء المُستقلّ وشمول سلطته التي لا يُستثنى منها أحد مهما كان موقعه في الدولة والمجتمع ، لهو الحصانة الكُبرى لحفظ الأمن وحماية الحقوق ، وردع التعسّف السلطوي ضدّ الأفراد والجماعات والهيئات .
وكم هو عظيم قول الرسول الكريم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا تُقدّس اُمّة لا يُؤخَذُ فيها للضّعيف من القوي حقّه غير متعتع» .
ويؤكِّد القرآن حُرمة التحاكم إلى الطاغوت ، وهو الحاكم الظالم الذي لا يقضي بالحق ولا يعمل بأحكام الشريعة العادلة .. جاء ذلك في قوله تعالى :
(ألَم تَرَ إلى الّذينَ يَزْعمونَ أ نّهُم آمَنوا بما أُنزِلَ إلَيْكَ يُريدونَ أن يَتَحاكَمونَ إلى الطّاغوتِ وقد أُمِروا أن يَكْفُروا بِه ). ( النساء / 60 )
إنّ هذا التعريف الموجَز بالدولة الاسلامية وبالمجتمع المدنيّ القائم على هدي القيم الاسلامية يُوضِّح لنا سموّ الفكر الاسلامي وقوّته الفائقة على قيادة البشريّة في مراحلها المتتالية .
وفي الختام يجدر بنا نحن المسلمين أن نوجِّه الدعوة إلى العالَم لكي يتّخذ من الاسلام ديناً ودولةً وحضارة . فليس أمام البشريّة من مُنقِذ غير الاسلام ، وستكتشف أجيال البشريّة القادمة عظمة هذا الدِّين الإلهيّ عندما يسود العلم والعقل . وعندها ينطبق قول الله الحق :
(وَلَقَد كَتَبْنا في الزّبورِ مِن بعد الذِّكرِ أنّ الأرْضَ يَرِثُها عِبادي الصّالِحون ).(الأنبياء/105)
البلاغ

طالب عوض الله
08-14-2006, 04:35 AM
الأخ المسلم الحر
بارك الله فيك
ونحن في شهر يذكرنا بجريمة القضاء على دولة الخلافة في اسلامبول أرى في موضوعك القيم تذكير بالمناسبة المشئومة ودعوة للمخلصين الأتقياء لضرورة العمل الجاد من خلال تكتل سياسي جاد من أجل عودة الخلافة فرض الفروض وتاجها، فبدولة الخلافة فقط يتحقق تطبيق الاسلام بكل أحكامه عملياً، ودولة الخلافة هي التي ستحمل الاسلام كرسالة للعالم أجمع حيث سيدخلون في دين الله أفواجاً
فبالتأكيد أنّه لا بُدّ من العمل لإقامة الدولة الاسلامية لنعيد للاسلام مجده وللمسلمين عزهم وللعالم أجمع استقراره.
في عام 1953 بزغ نور من المسجد الأقصى ، حيث أعلن من هناك سماحة الشيخ الفاضل تقي الدين النبهاني انطلاق مسيرة الخير مسيرة حزب التحرير ، ونهو حزب سياسي ، مبدأه الاسلام، وغايته استئناف الحياة الاسلامية باقامة الدولة الاسلامية، ومنذ ذاك التاريخ وخلال خمس عقود زمنية بذل حزب التحرير كل الجهود لتثقيف الناس بالاسلام ، وتكتيلهم للعمل لغاياته، مما أنتج رأياً عاماً على فكرة الخلافة نتجت عن الوعي العام الذي أحدثته عملية التثقيف المركزة والجماعية التي قام بها الحزب في عملية مخاطبته للأمة لتذكيرها بأهم واجباتها.
لقد أصبحت فكرة ضرورة قيام الدولة الاسلامية أملاً لكل الأتقياء الممتثلون لأمر الله، وعملاً دائباً لهم حملها شباب أخلصوا النية لله تعالى في مشارق الأرض ومغاربها، ورغم محاولات اجهاض الدعوة التي يقودها دول الصليب الغربي وعملائهم من حكامنا، ويساندهم أصحاب الفتاوى الضالة من مشايخ السلطان - مشايخ الفضائيات - ورغم فتح السجون والمعتقلات وقطع الأرزاق والاعناق فالعمل الجاد قائم ، وانتشار الدعوة في ازدياد، والتصميم على تحقيق الفرض يزداد. اللهم عجل بها وشرفنا بأن نكون من جنودها.

نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)

نعم انهم فتية آمنوا بربهم وعملوا لقيام دولته فمنهم من قضى نحبه صادقاً وعد الله ومنهم من ينتظر وعد الله صابراً محتسباً عاملاً

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)
وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (24 ) وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27)