تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خاطرة - صرخة ألم وحسرة



FreeMuslim
04-23-2006, 01:58 PM
المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين .. لقد عشت هذا الحديث الشريف لسيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم واقعاً بالأمس وأنا في المنزل أتابع قناة LBC وهي تنقل وقائع حفل أقيم بمناسبة ذكرى اعتقال قائد القوات اللبنانية ..


في البداية اعذروني إن كنت أتدخل بشأنكم الداخلي ولكني ونظراً لأنني من الذين لا يؤمنون بهذه الحدود المصطنعة التي زرعها الاستعمار في نفوسنا قبل أن يزرعها ويرسمها على أرض الواقع فقد أحسست أنه من واجبي التعقيب على هذه النغمة السائدة في بلداننا كافة هذه الأيام وهي أن مجرمي الأمس أبطال اليوم والمستقبل.. عملاء الأمس وطنيو اليوم والمستقبل .. هذه المقولة التي تريد أن تلغي ذاكرة الناس وتريد أن تضحك على عقولهم وكأنهم أشباه بشر وليسوا بشراً حقيقيين أكرمهم الله تعالى بنعمة العقل والقدرة على التمييز .. فنحن لسنا بسذاجة من يعتقد أننا ساذجين ولسنا بغباء من يعتقد أنه بجرة قلم أو شعار زائف يستطيع أن يغير ماضيه ويقلبه رأساً على عقب .. كما أننا لسنا بسوق مفتوح لترويج بضاعتهم الفاسدة ..


بعد هذه المقدمة لا أدري كيف أبدأ الموضوع سوى أنني إلى الآن لم أتمكن من فهم الكيفية التي يفكر ويتحدث بها بعض الساسة اللبنانيون .. فاليوم وعندما كنت أتابع بعض ما تحدث به سمير جعجع في حفل أقيم بمناسبة دخوله السجن قبل اثنا عشرة عاماً لاحظت أنه يتحدث بعنجهية وفوقية وبأسلوب المصلحين الطوبايين الذي لم يقترفوا إثماً في يومٍ من الأيام ونسي أو تناسي أنه أحد أكبر أمراء الحرب الأهلية وبالتالي أحد اكبر مجرميها .. لقد كان يتحدث بلغة الأبطال الفاتحين الذين حرروا بلدانهم من الاحتلال والاستعمار ولم يدري ربما بخلده وهو وكل الحاضرين الذين كانوا يصفقون له عند كل تنهيدة أنه أحد الأسباب المزمنة لأزمنة اللبنانيين الراهنة وأحد صناع وأبطال المرحلة التي فتحت لبنان على مصراعيه لكل من هب ودب ليتدخل ويتآمر بدءاً من النظام السوري وانتهاء بالتدخل الأمريكي والفرنسي حالياً .. ألم يكن المؤسس والأب الروحي لحزبه الحالي (حزب الكتائب) هو من طالب بتدخل القوات السورية عندما شعر بأنه مهزوم لا محالة ثم أليس هو نفسه من انقلب على حليف الأمس – النظام السوري – عندما شعر أن الحليف الجديد سوف يحقق له طموحاته وتطلعاته الطائفية والتقسيمية والتي منها الهيمنة المسيحية المارونية التي كانت السبب الرئيس لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية .. كيف باللبنانيين أن يصدقوا أن من قتلهم بالأمس على الهوية هو نفسه الذي سوف يحميهم اليوم .. كيف لهم أن يصدقوا أن من تحالف مع عدوهم الأول بالأمس القريب وأدخله بلدهم هو نفسه القادر على صناعة السيادة والاستقلال .. لقد شعرت بالمرارة وأنا أرى جمهور الحاضرين وهو يبتسم ويصفق لهذا المجرم وهو يلقي عليهم تلك المحاضرة العصماء في الوطنية والإصلاح ولكني عدت واعتذرت من تلك المرارة عندما شاهدت بين الحاضرين من كان في يومٍ من الأيام القريبة مجرماً سفاحاً يقتل الناس على الهوية وإذا به اليوم نائباً بالبرلمان- الذي من المفترض أن يكون مكاناً لمن يمثل الناس ومصالحهم الحقيقية وتطلعاتهم المستقبلية وإذا به يتحول ليصبح مرتعاً لمن تآمر وذبح - إنه المجرم العريق أنطوان زهرة الذي كان مسئولاً عن أكثر الحواجز دموية وإجراماً بحق المسلمين خلال الحرب الأهلية اللبنانية إنه حاجز البربارة .. عندها قلت في نفسي لا يمكن لهذا البلد من أن يستعيد عافيته الكاملة حتى ولو خرجت الجيوش الأجنبية من على أراضيه طالما أن العلة في بعض أبناء البلد وليست فقط بالأجنبي وطالما أنه لم يتمكن إلى الآن من استئصال الورم الحقيقي .. سوف يبقى يعاني ويعاني طالما أن أمثال هذا المجرم هو المعيار والمقياس للوطنية والإصلاح ..

كي لا نبخس الآخرين حقهم فلا بد هنا من الحديث عن أحد أمراء الحرب الآخرين الذين ما برحوا أيضاً يتشدقون بالحرية والسيادة والاستقلال وهم الأبعد عنها إنه الفحل وليد جنبلاط .. لقد تابعت أيضاً ممثله في هذا الحفل وشعرت بالقرف عندما بدأ بالكلام عن وطنية وعروبة زعيمه الخالد وحزنت لهذا الكم الهائل من الكذب والدجل الذي وصلنا إليه في عالمنا العربي فالذي كان إلى الأمس القريب يسبح بحمد ولي نعمته النظام السوري ويخُون كل من يعترض على ممارسات هذا النظام وإذ به فجأة ينقلب على ثوابته الراسخة حسب أدبياته ويخُون كل من يحاول أن يعترض على مواقفه المتقلبة .. هنا لا بد من الإشارة إلى أنه وبالرغم من اعتراضنا الكبير والشديد على ممارسات النظام السوري خلال تلك الحقبة السوداء من تواجده على الأراضي اللبنانية ولكن هذا لا يمكن أن يجعلنا نصدق مواقف جنبلاط وزمرته ونؤيدها .. فالذي تحالف حتى النخاع مع النظام الذي قهر شعبه واستباح مقدرات وطنه لا يمكن ولا بحالٍ من الأحوال أن يكون وطنياً مخلصاً لأن الذي يبيع نفسه للغير مرة يمكنه أن يفعل ذلك مرات ومرات أخرى .. من يكون شعاره الغير معلن التعامل مع الأقوى هو السبيل الوحيد للكسب والانتصار لا يمكن أن يؤمن جانبه ..


لقد سبق وقلت في قرارة نفسي يوماً وصرحت بذلك لبعض الأصدقاء اللبنانيين أن أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبها سعد الحريري وتياره هو قبولهم بخروج هذا المجرم من السجن حتى وإن كانت من ضرورات المرحلة حسب تبريرات البعض والآن بت على يقين أنه ما كان يجب أن يخرج أبداً من ذاك القفص وذلك اتقاءً لشره .. ولكن وللأسف هذه هي السياسة التي لا تعترف بأية ثوابت أو محرمات .. فعدو الأمس يمكن وبقدرة قادر أن يصبح حليف اليوم حتى وإن بقي على مواقفه التي جعلت منه يوماً عدوا وخطراً ينبغي حربه واستئصاله ..


آه يا أمتي كم انت معذبة ومغيبة .. آه يا أبناء أمتي كيف يتحدث باسمكم ويلبس ثوبكم أشباه الرجال .. آه لأمة لم تتعلم من تجاربها وماضيها .. وسحقاً لمن يدعي الشرف والوطنية وما هو إلا مسمار يدق في نعشيهما ..

من هناك
04-23-2006, 05:16 PM
اخي المسلم الحر: بارك الله بك على تنبيهك.

المشكلة ليست فيمن ادعى انه قديس طوباوي لان كل إنسان يحاول ان يخفي عيوبه الحالية والماضية. المشكلة في العمائم التي باركته وطوبته قديساً بدءً بسلفية صفقت لزوجته عند الإنتخاب مروراً بالإخوان الذين يتعاملون معه على انه شريكهم الإستراتيجي في البلد وصولاً إلى الصوفية حيث قال إمامهم في عكار لزوجة القديس التي تخاف من اللحية انه شب شخصية بدون اللحية :)