تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : <الجماعة الإسلامية> مرتاحة للمتغيرات وتحتفظ ب<وحدتها>.. و<وسطيتها>?



fakher
04-22-2006, 08:36 AM
نعمة عمار :


تثير <الجماعة الاسلامية>، العماد الأساس والتيّار الأكبر على امتداد الساحة الاسلامية السنية في لبنان، الاعجاب والتعجب في آن معا!
لم تكن <الجماعة> يوماً بعيدة عن تلك التساؤلات التي رافقت نشأتها منذ أوائل الستينيات، وطبعت محطات في مسيرتها خلال السبعينيات والثمانينيات. لكن يبدو ان <الجماعة> تواجه اليوم أسئلة من نوع آخر، مرتبطة بطبيعة الدور الذي اختارته لنفسها خلال هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الوطن اثر التطورات الهامة خلال الفترة الأخيرة والتي أفضت الى تشكل مناخ جديد في البلاد مختلف بشكل شبه جذري عن السابق.
لعلّ <الجماعة> على دراية تامة بهذه التساؤلات التي بقيت من دون إجابات صريحة ووافية من قبلها خاصة في ظل فترة إعادة التموضع والاصطفاف السياسي الذي أدى ببعض حلفائها السابقين الى اتهامها بالوصولية، بينما لم يخف البعض الآخر من <حلفائها> الجدد حذره من ذلك <الضيف> الوافد والطارئ على ساحته، من دون مقدمات وبغير تفسيرات وافية!
لكن المقاربة المختلفة <للجماعة> لم تقتصر على هذا الجانب، وقد كان لافتا القرار الهام الذي اتخذته القيادة اخيرا، ب<ابتكار> حزب سياسي جديد، أعلنت انه سيبقى على مسافة من التنظيم الأم، على ان يتخذ اسم <حركة الاصلاح والتنمية>، وذلك على غرار التنظيمات الشقيقة في بلاد عربية، خاصة في الأردن على غرار <جبهة العمل الاسلامي>، خرجت ك<الجماعة>، من رحم <الاخوان المسلمين> التي نشأت في اواسط القرن الماضي في مصر.
ارتياح.. وحذر
إنها احدى نقطات التحول في تاريخ <الجماعة> في لبنان، لعلّها الأهم منذ تاريخ النشأة في العام ,1964 وذلك على رغم ان أمينها العام الشيخ فيصل مولوي يؤكد ان أي تغيير لم يطرأ على مواقف الحركة التي لا تعترف للانسحاب السوري بأي فضل على حرية حركتها في هذه المرحلة. ويبدو ان لمولوي مبرراته في ما يذهب اليه، اذ على سبيل المثال فإنها المرة الأولى التي لا تتمكن فيها <الجماعة> من الوصول الى الندوة البرلمانية، وقد حصل ذلك خلال الانتخابات البرلمانية الاخيرة صيف العام الماضي والتي جرت بعد انتهاء الانسحاب السوري من البلد.
<لا شك ان الانسحاب السوري من لبنان قد جعل البلد بشكل عام يشعر بالارتياح وذلك بعد ان تم كف يد المخابرات في السياسة والشؤون العامة ومنها بالطبع شؤون الجماعة> على حد تعبير مولوي الذي يشدد للمناسبة على ان جميع مواقف <الجماعة> السابقة والتي صنفت بأنها <مسايرة> للسوريين، قد اتخذت نتيجة قناعة القيادة بها وليس لأي سبب آخر، ويستشهد في هذا الاطار بموقفها المعارض للتمديد للرئيس اميل لحود.
إلا ان مولوي يلفت، في موضع مقابل، الى ان لبنان بات الآن في وضع صعب نتيجة الضغط الأميركي والأوروبي الكبير <الذي أدى الى نوع من الانجراف نحو المشروع الأميركي والصهيوني في المنطقة>. ويشير في هذا الاطار الى ان الوضع الجديد بات يحمّل <الجماعة> مسؤوليات جسام لحفظ النهج الذي سار عليه لبنان في الماضي.
اصطفاف <الجماعة>
ثمة سؤال يطرح بجدية على صعيد تموضع <الجماعة الاسلامية> في الفترة الحالية في ظل الاصطفاف الحالي بين القوى المختلفة على الساحة.
يؤكد مولوي ان جماعته قد انسحبت في الماضي من تجمع 8 آذار (الذي لم يتم الاعلان عنه على اية حال)، إلا انها لم تنضم الى ما سمّي بحركة 14 آذار، ويشير الى انها تتخذ موقفا وسطا للمساعدة في صياغة استقرار دائم في البلاد <اذ ان الانقسام الحالي ليس في مصلحة أحد على الاطلاق، فإذا تمكنا من التفاهم على الحد الأدنى، فإن ذلك سيشكل إنجازا يجب علينا ان نتمسك به> حسب مولوي الذي يوضح <اننا لم ننضم حتى الى حركة 14 شباط ولم نلتزم بها وذلك برغم مشاركتنا في بعض الفعاليات التي تقوم بها قواها، لكننا نعبر بصراحة عن موقفنا المميز عن الباقين>.
لكن كان من اللافت في الفترة الأخيرة ذلك التقارب بين <الجماعة> وزعيم <تيّار المستقبل> سعد الحريري، فما هي طبيعة هذا التقارب؟
يقول مولوي <نحن نتعاون مع الحريري نتيجة تحركنا وتقاطعنا واياه في ساحة واحدة، ولذلك فنحن نحتاج في الفترة الحالية الى التعاون وهذا يحدث بالفعل في مجالات متعددة نقابية وطلابية ومجالات اخرى...>. وينفي مقولة استيعاب الحريري للتيّار العريض الذي تستقطبه <الجماعة>، ويقر بأن زعيم <المستقبل> يحاول استقطاب القوى كافة في لبنان ومنهم السنة <إلا ان <الجماعة> لا تستوعب من قبل أي كان وهذه المحاولة فشلت في السابق عندما حاول السوريون ضمّنا تحت جناحهم، اذ اننا حركة عقائدية لها أهدافها المحددة التي لا تتنازل عنها. أما ماذا يخطط الآخرون، فنحن لا علاقة لنا بذلك، وهي محاولة فاشلة في اية حال>.
<شعبيتنا في ازدياد>
يبدو سؤال مبرر ذلك الذي يوجه حول انحسار تدريجي في شعبية <الجماعة>، خاصة في ظل الاستقطاب الطائفي الكبير في البلاد وحالة التعاطف الهائلة مع <المستقبل> منذ جريمة 14 شباط. لكن الحركة تحتفظ برأي آخر، اذ ان زعيمها يشير الى ان شعبية التنظيم في ازدياد مطرد، ويؤكد ان استقطاب الحريري للشارع السني واللبناني قد تم بسبب المظلومية التي تعرض لها الأخير اثر اغتيال والده وما أدى اليه هذا الاستشهاد في الانسحاب السوري من لبنان. ويضع مولوي شعبية الحريري في إطار <الثورة العاطفية التي لا تستمر إلا اذا توافر لها الأداء السياسي الجيد الذي يحفظ ما كان لوالده من تراث>. وللتدليل على صحة ما يذهب اليه، يشير مولوي باعتزاز الى الحشد الكبير الذي <أمنته> <الجماعة> خلال تظاهرة التباريس الأخيرة احتجاجاً على الرسوم المسيئة الى الرسول الكريم (ص) والتي قدرها ب200 الف مشارك، (وان كان عدد الذين شاركوا فيها اقل بكثير حسب الكثيرين)، وذلك برغم ما شابها من أحداث.
وتشير <الجماعة> بسلبية الى ما تقول انه خطأ ارتكبه <تيّار المستقبل> عندما سعى الى احتكار الساحة السنية في لبنان، الأمر الذي أثر على التعاون بين الطرفين والذي أدى بدوره الى قرار <الجماعة> بمقاطعة الانتخابات النيابية الصيف الماضي. لكن مولوي يشدد على ان الحريري أقر اخيرا بالعمق الشعبي الذي تمثله الحركة وبات حريصا على التعاون معها، الأمر الذي تجلى في أماكن عدة ليس من بينها الانتخابات الأخيرة <للمجلس الشرعي الاسلامي> التي تمكن خلالها أخصام الحريري من تحقيق فوز جزئي على لائحته في بيروت.
ولكن أين تقف الجماعة اليوم في ظل المراوحة السياسية الحالية؟
<لقد أسيء فهمنا في هذه الظروف> يقول مولوي. ويضيف ان هذا الأمر ليس بمستغرب <لأن الناس تفضل على الدوام اللونين الأبيض والأسود، أما نحن فإننا نفضل الموقف الوسط وحل الأمور بالتوافق من دون تصعيد، وهذا هو بالضبط السبب في ازدياد شعبيتنا في البلاد>.
لا انقسامات
يقع معظم المراقبين على الدوام في فخ التعميم لدى مقاربتهم لموضوع التعددية في المشهد السياسي والديني للاسلام السني في البلاد. وبما ان <الجماعة> تمثل الثقل الأساس على امتداد هذه الساحة، فإن الكثير من الأقاويل قد راجت في الفترة الأخيرة حول خلافات داخل أروقتها، وهو الأمر الذي ينفيه التماسك الشديد والتنظيم <الحديدي> للحركة، برغم اعتراضات برزت لدى البعض يردها مولوي الى اعتبارات شخصية.
وفي هذه المسألة بالذات، يلفت مولوي الى ان جماعته لا تقاطع أي أحد، وهي تحفظ لكل رمز مكانته حتى ولو وقف موقف المعارض. ويقول في هذا الاطار ان <البعض يعارض قيادة <الجماعة> الحالية بسبب عدم تمتعه بأي منصب قيادي في صفوفها>، مكررا ان <لا تيارات عندنا، بل قيادة واحدة ومتماسكة تماما ونحن نحرص على ذلك تماما>.
حل الأزمة
يلخص زعيم <الجماعة> إطار الحل للأزمة القائمة في البلاد حاليا، ببضع كلمات لا أكثر <استقالة الرئيس اميل لحود>. ويضيف <لن يرتاح لبنان إلا بهذه الاستقالة>. لكن الحركة تدرك قبل غيرها الطبيعة الصعبة للأمور، ولذلك يوضح مولوي رؤيته على هذا الصعيد <اذا لم يقدم لحود استقالته، فإن الأمر يصبح في حكم المنتهي، خاصة ان ثمة إشكالات قانونية كبيرة تبرز وتقف حائلا امام تحقيق الرغبة بإقالته بالقوة>.
فما هو الحل اذاً؟
<أعتقد أن مصلحة لبنان تتمثل اليوم في نوع من التعايش السياسي بين فريق الأكثرية وفريق الأقلية، ما من شأنه التخفيف من سقف التحديات والخطاب الاتهامي ومن حدة الاشاعات للمحافظة على استقرار البلد وإنقاذ الوضع الاقتصادي وتعزيزه عبر جلب المساعدات والاستثمارات الى البلد..> على حد تعبير زعيم الحركة. ويحذر مولوي بشدة من انه <اذا استمر الخطاب الحالي المتفجر، فإن البلد كله متجه نحو الانفجار، ويجب على المتحاورين الاتفاق على حل في ما بينهم للتعايش لكي تنحصر الأمور في خلافها السياسي العادي بين الأفرقاء المختلفين>.
صيغة للمقاومة؟
لا تصنف <الجماعة الاسلامية> كل ما حصل في العهود السابقة في اطار السلبيات، وتبرز في اطار الايجابيات الحالة المقاومة التي تعززت في مرحلة السلم الأهلي، وهو الانجاز الذي تحقق عبر السنوات بمساعدة سورية هامة. لكن الحركة صاغت في الفترة الأخيرة موقفاً جديداً من سلاح <حزب الله> غيره في السابق ومؤداه: لقد انتهت فترة التعاون بين المقاومة والجيش اللبناني من ضمن صيغة سورية ضامنة، وقد باتت المقاومة في حاجة الى التوافق حول دورها والتمتع بتأييد معظم شرائح المجتمع اللبناني خاصة القوى الكبرى اذ لا إجماع ممكن على ذلك.
وبعد التوافق؟
<عندها يتم التوصل الى صيغة تضمن تنسيق العمل مع السلطة التي يجب ان تخضع لها ولكن بقدر من الاستقلالية تسمح بالدفاع عن لبنان>. تنادي <الجماعة> اذاً بتوافق مأمول في الساحة على طريق توسيع أطر هذه المقاومة في اطار استراتيجية جديدة لردع أي اعتداء من قبل العدو الاسرائيلي.
وماذا عن مزارع شبعا؟
<انها لبنانية بالتأكيد> يجيب مولوي على الفور <ولدى اخواننا أملاك كثيرة فيها ما يثبت لبنانيتها>. تتماهى الجماعة مع الحزب في هذه النقطة خاصة مع مناداتها بتحرير المزارع عبر الوسائل كافة وهي لا تفرق، في موقف خاص بها، في ما اذا كانت هذه المزارع لبنانية او سورية <اذ لا بد من تحريرها>. انه حقا طرح فريد!
<حركة> جديدة أم امتداد للتنظيم؟
ليست فكرة إنشاء حزب سياسي بجديدة على <الجماعة>، وقد تم بحثها جديّا ضمن اطر التنظيم منذ العام ,1996 لكن الأمر تطلب حتى العام 2000 لتقديم طلب الترخيص للحزب تحت اسم <حركة الاصلاح والتنمية>. إلا ان المسألة توقفت في وزارة الداخلية نظرا لقانون قديم يوجب على المتقدم الحصول على قرار من مجلس الوزراء الذي يعود اليه السماح بإعطاء ترخيص للحزب بما يراعي <مقتضيات الوفاق الوطني>.
ويقول رئيس المكتب السياسي، اسعد هرموش، ان <الجماعة> انتظرت حتى تعديل هذا القرار عبر إعطاء وزارة الداخلية الحق مباشرة بمنح ترخيص من دون العودة الى مجلس الوزراء مجتمعا. حينها، قامت <الجماعة> بتقديم طلب إنشاء الحزب رسميا فنالت العلم والخبر.
ما هي فكرة وتوجهات الحزب المشكل؟
يعيد هرموش فكرة التأسيس الى الرغبة في <توسيع حالة الاستيعاب السياسي عند تيّارنا لكي يضم عناصر جديدة لا تشترط فيها الشروط نفسها التي يتطلبها الانتساب الى <الجماعة<>، وهو الأمر الذي يؤشر على ما يبدو الى رغبة لدى <الجماعة> بالانفتاح على عناصر وكفاءات من مختلف الشباب اللبناني. ويلفت على هذا الصعيد الى ان <الجماعة> تود في المرحلة الحالية تكوين أو الانخراط في عمل جبهوي للمساهمة بقيام تكتل سياسي كبير في البلد على أمل التأسيس لما يسميه <بهامش أكبر من المرونة في العملية السياسية يتلاءم مع خصوصية الكيان اللبناني>.
وعند الطلب من هرموش التكلم بصراحة أكبر عن الحزب الجديد خاصة انه يأتي في ظل ظروف جديدة ومناخ مختلف في لبنان اثر المتغيرات الأخيرة، يقول: نحن نهدف لإظهار الوجه السياسي الاسلامي الحقيقي والضروري في هذه المرحلة بالذات. ويضيف <نود اعتماد الشورى والديموقراطية ونحن نعلن صراحة اننا مع التداول السلمي للسلطة وتأييدنا لقيم الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان، كما نعلن تأييدنا للدولة المدنية العلمية والعصرية والحديثة من وجهة نظر إسلامية تنقل الفكرة الاسلامية من حيز الطرح العقائدي والايماني، الى المشروع البرنامج لكل شؤون المجتمع اللبناني وهذا ما نصت عليه مواد القانون الأساسي والنظام الداخلي للحركة>.
ولكن أليس ثمة خشية من تداخل قد يحصل ما بين أطر <الجماعة< و<الحركة>؟
يقر هرموش بأن الحركة ولدت من رحم <الجماعة الاسلامية>، ويؤكد ان العمل جار الآن على وضع الآلية التي تنظم عمل الحزب المشكل لكي يساهم في ولادة حركة سياسية نشطة تعنى بشؤون المجتمع اللبناني، كما ان البحث جار ايضا للافادة من واجهة العمل السياسي الجديدة عبر قيادة منفصلة تضمن التحرك في حرية كاملة على ان يتم كل ذلك بعيدا عن أطر التنظيم الأم.
والحال ان قرار <الجماعة> جاء بعد دراسة متأنية لنماذج اخرى متعددة على هذا الصعيد في بلدان عربية مختلفة كالأردن واليمن والمغرب، بل ان هرموش يزيد ان الحركة الجديدة ستعمل على تلافي بعض السلبيات في التطبيق والممارسة كانت قد شابت عمل الأحزاب الشقيقة في العالم العربي.
اذاً متفائلة هي <الجماعة> في إمكانية نجاح هذه التجربة الجديدة، ويأمل القياديون ان تعم مناطق مختلفة بعد مرور 42 عاما على نشوء الحزب على يد مؤسسين طرابلسيين لكي تلبس الحركة منذ ذلك الحين <صبغتها> الشمالية، وان كانت قد حافظت على بعض الحضور في مناطق لبنانية مختلفة خاصة في العاصمة بيروت. ويبدي المسؤولون الثقة التامة بأن الساحة الاسلامية قادرة على استيعاب الحركة الجديدة في المستقبل، بل ان البعض يلفت الى ان نشوء هذه الحركة سيساهم في توحيد الطاقات الاسلامية، السنية على وجه الخصوص، في اطار التوجه الاسلامي العام، السياسي والاجتماعي والانساني.

الحسني
04-22-2006, 09:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

أول ما أبداً به كلامي، عذراً من الشيخ فيصل حفظه الله تعالى...
فقد أخطأ -برأيي- في توصيف حالة الجماعة التنظيمية والتعبوية والاستراتيجية...

كل شيء يمكن أن يفسر ويبرر من الناحية السياسية والمصلحة إلا ما يمس العقيدة وخطوط الأمة الحمراء، فهم في النهاية فصيل إسلامي له محبوه وأنصاره في الشارع اللبناني، ولا يختلف معي أحد عندما أقول أن المصالح كلها يضرب بها عرض الحائط عندما تصطدم بجدار الشرع وعقيدة الأمة وثوابتها.

فعل (قام به المسمى أسعد هرموش) -حسبوه صغيراً- وهو عند الله وعند نبيه عظيم... يمكن لأحدنا أن يقول: "يا أخي هل سنظل ندندن بهذا؟"، أقول نعم إلا أن يعلن توبته النصوحة أمام أنصاره، ففعل المسؤول لا يقاس بفعل العوام... ورحم الله الامام أحمد عندما قال له أتباعه -وهو يعذب في السجن من أجل كلمة-: "قلها يا إمام، والله قد عذر المكره؟" فقال: "انظروا وراء الجدار"، فإذا بآلاف الطلاب يحملون الورق والقلم ليقيدوا قول الامام... لقد علم انه في مقام المسؤولية الشرعية، فصبر على الأذى، وآثر مصلحة الأمة وثوابتها الشرعية على مصلحته الشخصية.

يقول الشيخ فيصل في ثنايا كلامه أنه لا مع فلان ولا مع علان، وهذا أمر طيب ولكن يا شيخ فيصل، أسمع كلامك يعجبني أشوف أفعالك أتعجب، وكل من يراقب الساحة اللبنانية اليوم، يمكنه أن يرى حسابات الجماعة كقيادة (وأركز على هذه الكلمة) أين تصب وفي مصلحة من، وهذا لا مشكلة فيه، فمن الممكن ان تتقاطع المسائل، ولكن إذا كنت تصب في مصلحة أحدهم على حساب دينه وأمته، فهنا المصيبة والطامة الكبرى...

يحدثنا المقال عن الحالة التنظيمية وأن الشعبية في إزدياد، وكأنه يخاطب أناساً بعيدين عن الساحة أو يعيشون خارج هذا البلد، وكلنا على احتكاك بكوادر الجماعة والمخلصين منهم، وكلنا يشاركهم همومهم ومشاكلهم التنظيمية والتعبوية والهرمية الضيقة.

وأكثر شيء أضحكني، هو هذه الجملة: "يلخص زعيم <الجماعة> إطار الحل للأزمة القائمة في البلاد حاليا، ببضع كلمات لا أكثر <استقالة الرئيس اميل لحود>. ويضيف <لن يرتاح لبنان إلا بهذه الاستقالة>"... عذراً يا شيخ فيصل فمقامك أكبر من أن تقول ذلك ولن أزيد...

وأخيراً أدعو الأخوة في الجماعة أن يقتدوا بإخواننا في حماس الذين اختاروا الجوع على الركوع... وتحية للمجاهد البطل خالد مشعل الذي أحيا فينا معاني العزة والكرامة في خطابه التاريخي بالأمس.

والحمد لله رب العالمين
أخوكم الحسني

الحسني
04-22-2006, 09:54 AM
وفي المقال أمور أخرى أتركها بعد فتح المجال لمناقشات الأخوة
وجزاكم الله خيراً

من هناك
04-22-2006, 04:43 PM
مقال مهم وخصوصاً في هذه الفترة
لي عودة لأن الواجب يناديني الآن :)

الحسني
04-23-2006, 06:58 AM
أخي Bilalak
ننتظر إفاداتك حول الموضوع

من هناك
04-23-2006, 05:54 PM
السلام عليكم،
بارك الله بك اخي الحسني. لن اناقش في مسألة الأشخاص كي لا يتحسس بعض الناس مما قد اقوله عن قادتهم.

اود فقط وضع بعض النقاط على بعض الحروف اولاً ثم اكتب رأيي ولكن رأيي بشري يحتمل الخطأ والله اعلم واحكم.

لقد اعلنت الجماعة الإسلامية مراراً تنصلها من موضوع المظاهرة امام السفارة الدانماركية على لسان اسعد هرموش والشيخ فيصل وغيرهم والآن هو يقول بلسانه انهم كانوا خلف المظاهرة.

يشير مولوي باعتزاز الى الحشد الكبير الذي <أمنته> <الجماعة> خلال تظاهرة التباريس الأخيرة احتجاجاً على الرسوم المسيئة الى الرسول الكريم (ص) والتي قدرها ب200 الف مشارك، (وان كان عدد الذين شاركوا فيها اقل بكثير حسب الكثيرين)، وذلك برغم ما شابها من أحداث.

اين تزيد هذه الشعبية ما دام الناس في لبنان يفضلون إما الأبيض وإما الأسود والجماعة تئن في المنطقة الرمادية. هل هناك اناس آخرون في لبنان لا نراهم؟

<لأن الناس تفضل على الدوام اللونين الأبيض والأسود، أما نحن فإننا نفضل الموقف الوسط وحل الأمور بالتوافق من دون تصعيد، وهذا هو بالضبط السبب في ازدياد شعبيتنا في البلاد>
مرة يقول اسعد هرموش في خيمة الحرية انهم يعتزون بوجودهم في معسكر 14 آذار الذي لم يقبلهم والآن الشيخ يقول انهم عملوا ضد الحريري في انتخابات المجلس الشرعي في بيروت وانهم لم ينضموا إلى خيمة ح ج ج (حريري - جنبلاط - جعجع).

انا احب ان تزيد شعبية اي حركة إسلامية وعلى الأقل تعلم الناس امور دينهم رغم كل المآخذ ولكني احب ان اعرف كيف تقاس هذه الشعبية وفي اي منطقة؟


<ولدى اخواننا أملاك كثيرة فيها ما يثبت لبنانيتها>
احب هذا المنطق في الدلالة على صحة فرضية ما. اخانا من طرابلس اكد صحة موقف الجفري لأن إذاعة الفجر تذيع صوته في طرابلس والآن الشيخ مولوي يقول ان الإخوان يملكون بعض الأراضي في شبعا فهي إذاً لبنانية. لكن الشيخ نسي ان يذكر اعضاء المكتب السياسي ان يقولوا هذا الأمر في لقاء لهم سابق مع مروان حمادة اعلن فيه ان شبعا غير لبنانية ووافقه يومها ضيوفه (لا ادري لماذا)

الحسني
04-24-2006, 06:08 AM
جزاكم الله خيراً أخي Bilalk