تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بلغنا.. أنه كان وراء البحر العظيم آلهة عظيمة يقال لها أمريكا المشهد الثاني



رافع الراية
04-21-2006, 08:17 AM
بلغنا.. أنه كان وراء البحر العظيم آلهة عظيمة يقال لها أمريكا
المشهد الثاني
جلس الشيخ بعد صلاة العصر في الجامع.. و تحلق الطلبة حوله..
قال الشيخ: أحضرت معي كتاب "تاريخ قندهار" لنقرأ شيئا من سيرة البطل أسامة.. كما وعدناكم في الدرس السابق..
فأعطى الكتاب لمحمد آصف.. فأخذه محمد آصف ونظر في الفهرس فاختار موضوعاً: "1417 هـ / قدوم أسامة ومبايعته أمير المؤمنين ملا عمر مجاهد"..
ثم حمد الله وقرأ: قال المصنف رحمه الله تعالى: ثم دخلت سنة سبع عشرة وأربعمائة وألف.. وفي شهر الله المحرم من هذه السنة قدم أسامة وأتباعه قندهار..
وذلك أن أسامة لما أنكر على قومه عبادة الوثن.. وأرادهم على حرب أمريكا.. لم يتبعه إلا قلة من قومه.. وآخرون قدموا من بلادٍ شتى.. غرباء مطاردين.. ضعفاء أذلّة.. نزاع من القبائل.. ليس لهم شوكة تمنعهم من الناس...
فكان أسامة يعرض نفسه على رؤساء القبائل.. يبحث عمن يأويه وينصره وأتباعه.. حتى يؤدي ما عاهد الله عليه.. من تحطيم الصنم الأكبر..
فسمع عن قيام حكم الإسلام في السودان.. فأرسل إليهم فقالوا ائتنا على الرحب والسعة.. ضيف كريم.. استثمر أموالك في البلاد.. وشاركنا إن أردت الجهاد.. فشق طريق التحدي.. وأنشأ المعسكرات وملأها بالمجاهدين.. و باتوا بخير حال.. حيناً من الدهر..
حتى قالت أمريكا: أخرجوهم من قريتكم..
فقالت السودان: نفعل.. وترضون عنا؟.. اخرج يا أسامة.. من بلادنا..
قال: أما أذنتم بالجهاد..
قالت: جهاد قرنق وليس أمريكا..
قال: فإياها أريد.. ولتدميرها أسعى..
قالوا: لا طاقة لنا بها.. فاخرج إنا لك من الناصحين..
قال الشيخ: خافت السودان أمريكا في أسامة.. ولم تخف الله فيه.. وخيرت بين رضا أمريكا.. وأموال أسامة.. فطردته.. فما نالت رضا أمريكا.. ولا أموال أسامة.. وسلبوها حتى خفي حنين..فلم ترجع بشيء..
قال الشيخ: نعم.. أكمل..
قال: قال المصنف رحمه الله تعالى: فعاد أسامة يبحث عمن يأويه وينصره.. فأرسل إلى طالبان في قندهار..
فقالوا: هلمّ إلى السلاح والمنعة..
قال: غايتي هدم هبل..
قالو: الله أكبر.. نسف الأصنام هوايتنا..
قال: الجهاد أريد..
قالوا: فنحن أهل الجهاد.. وأبناء الحرب.. من رحمها ولدنا ومن ثديها رضعنا..
قال: فهل لكم في جلاد بني الأصفر؟
قالوا: حارب من شئت وسالم من شئت.. وصِل حبل من شئت واقطع حبل من شئت.. و خذ من أموالنا ما شئت ودع ما شئت.. إننا لصبُر في الحرب.. صدق عند اللقاء.. ولو استعرضت بنا المحيط فخضته لقتال أمريكا.. لخضناه معك..
قال: ستعضكم السيوف.. وترميكم العرب والروم والترك عن قوس واحدة..
قالوا: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}..
قال: ستأتي أمريكا بقضها وقضيضها.. وتحزب عليكم الأحزاب وتجمع لكم الأحلاف..
قالوا: الله مولانا ولا مولى لهم..
قال: سيطأون أرضكم بجيوش لا قبل لكم بها..
قالوا: إذا والله لا نقول لك كما قال لك؛ قومك إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون! ولكن نقاتل بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك.. ولعل الله أن يريك منا ما تقر به عينك.. وما وطئ أرضنا جيش وخرج منتصراً.. أبدا.. خلا قتيبة..
قال: سيتخلى عنكم الجميع.. وسيخذلكم أهل الأرض..
قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل.. إن شاء أمدنا بأهل السماء..
قال: يحاصرونكم ويجوعونكم..
قالوا: إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين..
قال: إياي يريدون..
قالوا: لن يخلصوا إليك وفينا عين تطرف..
قال: فتمنعوني مما تمنعون منه أزركم ونساءكم..
قالوا: اللهم نعم.. الدم الدم والهدم الهدم.. لا نقيل ولا نستقيل.. فسمِّ الله.. واضرب بيمينك.. اضرب أسامة فداك آباءنا وأمهاتنا.. اضرب واتق بصدورنا.. نحورنا دون نحرك.. اضربهم.. وروح القدس يؤيدك..
هنا توقف محمد آصف عن القراءة على صوت نشيج الشيخ..
نظرنا.. فإذا الشيخ قد غطى وجهه بردائه يهتز وله أزيز.. ويكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..الله أكبر..
فسكتنا برهة...
ثم قال الشيخ وهو ينشج: لقد قرأت كتب التاريخ فلم أجد قوماً صدقوا في نصرة رجل -بعد أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم - مثل نصر طالبان لأسامة.. وهاهي ذي قبورهم في تورا بورا وشاهي كوت وقندهار وكابل.. تشهد بأنهم رجال لم يعرف التاريخ مثلهم..
وقد بلغني أن عبّاد الصليب أسروا أحدهم، وقالوا: أخبرنا أين أسامة ونطلقك؟!
فقال: لو كان تحت قدمي ما رفعتها..
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع
ثم بكى الشيخ.. وبكى.. حتى انصرف وهو يبكي ولم يكمل الدرس