تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بلغنا.. أنه كان وراء البحر العظيم آلهة عظيمة يقال لها أمريكا المشهد الاول



رافع الراية
04-21-2006, 08:16 AM
أنه كان وراء البحر العظيم آلهة عظيمة يقال لها أمريكا
المشهد الأول

المكان: قندهار عاصمة دولة أفغانستان الإسلامية، الجامع الكبير وسط البلدة..
الزمان: ربيع 1634هـ
طلاب العلم يتحلقون حول شيخهم بعد صلاة العصر..
شيخ وقور بعمامة سوداء.. تضفي عليه لحيته البيضاء هيبة وجلال..
قال الشيخ: الحمدلله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه وبعد.
إقرأ يا محمد آصف..
حمد الله وأثنى عليه.. ثم قرأ: قال صاحب (معجم الأوثان) رحمه الله تعالى: باب الألِف.. (أمريكا).. وقال بعضهم أميركا بتقديم الياء على الراء..
قال المصنف: بلغنا..أنه كان وراء البحر العظيم آلهة عظيمة يقال لها (أمريكا).. كان الروم قد جلبوها من بلادهم إلى الأرض الجديدة.. وحشدوا لها العبيد من إفريقية والصنّاع من الصين والعلماء من كل بلاد الدنيا.. حتى عظمت واشتهرت وذاع صيتها.. وعبدت من دون الله في الأرض.. وكان الناس يعبدونها.. خوفاً.. وطمعا..
وقد بلغنا أنها إذا غضبت على أحد.. ترسل عليه قذائف من نار من مكانها.. فتدك أرضه وتهلك الحرث والنسل.. وإذا رضيت على أحد أغدقت عليه من الأموال والنساء والخمور والملذات .. ما يعجز الوصف عن بيانه..
ومن الناس كذلك من يعبدها.. محبة وافتتاناً وتألهاً..
قال المصنف رحمه الله: وتلك فتنة الله يضل بها من يشاء..
وقد روى بعض المؤرخين عمن أدرك زمانها.. أنها كانت لها آلة عجيبة.. تزرع صنماً لها في قلب كل إنسان.. فيخافها ويرجوها دون أن يشعر.. وذلك أنها تسحر بهذه الآلة عيون الناس فيرونها على غير حقيقتها.. فتعظم في عيونهم.. وقلوبهم.. فيهابونها.. ويظنون أنها تعلم كل شيء.. وتسمع كل شيء.. وتحيط بكل شيء.. حتى اعتقد كثير من الناس أنها تراهم وهم في بيوتهم وبين أهليهم..
وقد عظم شرها.. وعم بلاؤها..و خضعت لها الدنيا.. وملكت ما بين المشرق والمغرب.. وغمّ المسلمين بها غماً عظيما..
حتى من الله على الأمة بالإمام المجدد.. الموفّق المؤيَّد.. أبوعبدالله أسامة بن محمد عوض بن لادن.. فدمرها الله على يديه.. وكان خروجه في بلاد الأفغان.. إلى الشرق من خراسان.. وكانت بلد هجرته وجهاده.. نصره أهلها.. وقاموا معه.. أما أصله فمن حضرموت وسكن المدينة المنورة..
قال محمد آصف: انتهى كلام صاحب (معجم الأوثان) يا شيخ..
قال الشيخ: نعم.. وقد افتتن بأمريكا خلق من المسلمين.. ومنهم من كفر بها.. ولكن لم يجرؤ منهم أحد على معاداتها.. ومنابذتها..
حتى قام فيهم أسامة.. فدعا الناس إلى حرب أمريكا.. فسفهوه.. ولاموه.. واستصغروه.. فلم يتلفت إلى قولهم.. ونصره جماعة.. وآواه الأفغان كما قال المصنف..
فأرسل إلى أمريكا طليعة اختارها من أهل النجدة والبأس.. ففقأوا عينيها.. وكسروا أنفها.. على أعين الناس.. وبين سدنتها وحرسها.. ثم كمن أسامة..
فأرعدت وأزبدت وأرسلت صواعقها فأحرقت اليابس والأخضر.. وصبت غضبها على العالم أجمع.. فخرجت في جيوش مجيشة.. تدمر كل ما يقف في طريقها واحتلت الدنيا كلها.. وملئت البر والبحر.. والسماء.. فلم تقدر عليه..
قال الشيخ: وكان غالب حال الناس آنذاك.. كحال الناس يوم هدم خالد بن الوليد العزّى.. قالوا نتربص به وننظر ما تصنع به الآلهة.. فلما لم تضره كفروا بها..
وهكذا نظر الناس في أمر أسامة وأمريكا وقالوا {لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين}.. فلما رأوا عجزها.. بطل في عيونهم سحرها.. فإذا بالأصنام التي كانت زرعتها في قلوبهم.. تتهاوى وتتلاشى..
وهذا أعظم ما فعل أسامة.. أن أزال رهبتها من قلوب الناس..
قال الشيخ: قرأ أسامة {لقد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم...}.. فتأسى به واقتدى بسنته في كسر الأصنام.. فعمد إلى أصنامهم فجعلها جذاذا.. ودمر حصنهم الأعظم وقلعتهم المنيعة.. وقد شاهد العالم بأسره الأصنام وهي تتهاوى وتندك دكاً.. فقال سدنتها وحرسها: من فعل هذا بآلهتنا؟!.. قال مستشاريهم ووزرائهم.. هناك فتى يذكرها.. يقال له أسامة.. قالوا؛ اقتلوه أو حرّقوه.. فصبوا على مكمنه النار من السماء صبّا كأفواه القرب.. فجعلها الله برداً وسلاماً عليه..
ثم جعل بعد ذلك يتخطفهم.. ويقتلهم في كل واد.. حتى أنهكهم.. وصاحوا النجاء النجاء.. لا عزّى لكم اليوم.. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..
قال أحد الطلبة: فبلاد الأفغان التي ذكرها.. المقصود بها بلادنا هذه يا شيخ؟
قال الشيخ: نعم وربي.. وقدم قندهار.. وجلس في مجلسي هذا.. وأخبرني جدي أنه أدرك من رآه وقاتل معه في تلك الجبال - وأشار جهة المشرق -
قال أحد الطلبة: فأخبرنا يا شيخ المزيد عن قصة أسامة والأصنام.. فإن صاحب معجم الأوثان..لم يشفِ غليلنا..
قال الشيخ: إنما يعنى صاحب المعجم بالأوثان وذكرها وأسماؤها.. أما القادة الأبطال فتجد سيرهم في كتب التاريخ والسير والمغازي.. وعندي بعض الكتب التي ترجمت له مثل (تاريخ قندهار).. اشتريته من المكتبة السلفية في كابل عبر الإنترنت وجاءني بالبريد السريع.. وسنقرأ منه في درس الغد إن شاء الله تعالى.. وكذلك ذكر الملا عبد العليم صاحب (المجالس) المتوفى سنة 1501هـ طرفاً من أخباره.. فلعلك يا محمد آصف أن تأتي بمجالس الملا عبدالعليم في درس بعد غد.. وهو مطبوع يباع في مكتبة قندهار.. وقد أفردت في سيرته كذلك كتب ومؤلفات.. سنذكرها في حينها..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
فانصرف الشيخ وانصرفنا