تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في: "خطاب الشيخ أسامة الأخير " بقلم : لويس عطية الله



رافع الراية
04-21-2006, 07:11 AM
شعرت بالحنق على قناة الجزيرة لاختصارها الكلمة من أكثر من أربعين دقيقة إلى أربعة عشر دقيقة فقط ، لأنه من الواضح جداً أن هذا الخطاب من أهم خطابات الشيخ ، وواضح أنه خطاب سياسي تفصيلي ، وواضح أن الشيخ يقرأ فيه من ورقة تم إعدادها مسبقاً ، بما يدل على أن الخطاب معد مسبقاً ليبني سياقاً منطقياً وفكرياً متسلسلاً تحشد فيه الأدلة والبراهين والأفكار والنقاط وفق مسارٍ مقصودٍ ومرتب ، فجاء بتر الجزيرة لنص الخطاب واختصاره واختزاله بما قاموا بقراءته علينا مفسد للخطاب نسبياً وإن كان يمكن بشكل عام الوقوف على أهم ملامح الخطاب وقراءة الاستشرافات المستقبلية والقراءات الفكرية لمحتواه ..
في رأيي الشخصي هذا الخطاب في خلاصته خطاب مستقبلي ، وفيه إشارات مهمة للغاية وفيه تلميحات ربما لن يفهمها معلقوا قناة الجزيرة أو محرروها الإخباريون، وسيفهمها فقط من يحمل نفس الفكر والعقلية التي يفكر بها الشيخ أسامة .

الخطاب في ظاهره تحريضي وتحذيري للأمة من وقوع بعض الأحداث لكن في نفس الوقت أشعر وكأن الشيخ يريد إفهامنا أن ما يحذر منه هو في الواقع ما يراه في مخيلته من أحداث ستحدث عن قريب ، ولذا طرح الشيخ قضيتين يطرحهما لأول مرة في كل خطاباته على الإطلاق ، وهما قضية مجلس الحل والعقد وقضية الإمامة ..

وأكاد أجزم أن الشيخ لم يطرح هاتين القضيتين إلا لأنه يتوقع انهياراً شاملاً للأوضاع وسقوط الأنظمة في المنطقة كنتيجة لبعض الأحداث القادمة والتي سيكون للشيخ والقاعدة دور فيها ..

لذا نلاحظ أن الشيخ ركز في محاجته على إدانة أنظمة دول الخليج واعتبرها متواطئة ومتآمرة وركز كثيراً وأسهب في بيان عجزها عن الدفاع عن نفسها ، وزاد من ذلك بنقد الدعاة الذين يظنون أن التحالف مع هذه الأنظمة قد يساعد في دفع العدوان الأمريكي فأكد أن هذه الأنظمة أضعف وأقل شأناً من أن تدافع عن نفسها ، وأنها متآمرة والتحالف معها ركون إلى الذين ظلموا وأنه يجب على الدعاة المصلحين أن ينحازوا لمعسكر الأمة وحصنها الأول حصن الإسلام بحيث يقومون هم بأنفسهم بعقد مجلس الحل والعقد للدفاع عن الأمة وحماية بيضة الإسلام وتنصيب الإمام الشرعي المؤتمن .

متابعات وبيانات ...

إنّ الشيخ أسامة في هذا الخطاب يبدو كمن يخاطب مباشرة العلماء والدعاة الذين وقعوا على بيان تغيير المناهج الأخير وهو من خير البيانات التي صدرت في هذه القضية جزى الله القائمين عليه كل خير، والشيخ مثل الذي يقول لهم ، إنني معكم أتفق على أن أمريكا تريد مسخ هويتنا وتجريدنا من ديننا ولكن أنتقد ظن بعضكم أن هؤلاء الحكام مازال فيهم بقية خير أو يريدون الخير أو يسعون له ، فيجب أن تنفضوا أيديكم منهم وتضعوا أنفسكم موضع المسئولية وتتقوا الله وتتوكلوا عليه وتباشروا بأنفسكم تولي أمورها وأول واجب عليكم هو إنشاء مجلس للحل والعقد في مكان ( آمن ) ولا أشك لحظة أن الشيخ عندما يقول هذه العبارة ( مكان آمن ) يقصد أن يعقد هذا المجلس في ظل الوضع المتوتر القادم الذي يراه الشيخ في مخيلته ولا يصرح به كما ذكرت سابقا ..

الشيخ يتوقع أن تهجم أمريكا مباشرة على منابع النفط وتعلن احتلالها في وضع سوف يؤدي إلى انهيار تام لبنى الحكم في المنطقة ( وربما يكون للصراع المتوقع بين آل سلول كنتيجة لموت فهد دور في هذا الانهيار ) ، وفي هذه الحالة يجب على من يهتم بإصلاح شأن الأمة أن يستعد لمثل هذا الوضع من خلال تشكيل مجلس للعلماء والدعاة لمواجهة وضع الانهيار الشامل المتوقع .

وحتى لا يزعم زاعم أن المجاهدين يتصرفون بدون أي اعتبار لحال الأمة أو تحذيرها فإن الشيخ يوجه رسالة خفية يقول فيها لهؤلاء الدعاة والعلماء يجب أن تفهموا أن هؤلاء الحكام أحقر من أن يدافعوا عن الأرض والعرض والدين ، ونحن ماضون في طريقنا وجهادنا ضد أمريكا ، وماضون في ضرب أمريكا ونتوقع أن ضربتنا القادمة لهم سوف تتسبب في انهيار الوضع بسبب رد الفعل الانتقامي والذي سيكون أول نتائجه احتلال منابع النفط مباشرة ، ودخول أمريكا لتغيير الوضع من أساسه ، ولذا يجب عليكم الاستعداد وتوقع مثل هذا السيناريو وعليكم مسئولية وواجب عظيم يتمثل في تشكيل مجلس حل وعقد يقوم بتنصيب إمام من المسلمين ليتولى شئون المواجهة المباشرة مع الصليبيين ، وهذا يعني أنه في مثل هذا الوضع يجب أن يكون العمل بعيداً عن أعين الصليبيين ومن يتبعهم..


تحليلات ..

فخلاصة القول أننا من خلال معرفتنا بطريقة الشيخ المعروفة واستراتيجية المجاهدين وأسلوب تفكير وتخطيط القاعدة من خلال اعتبار العالم كله مسرحاً للعمليات مع التركيز على جزيرة العرب باعتبارها مأرز الإسلام والمسلمين وقلعة الإسلام الأولى يمكننا فهم السياق العام للخطاب برغم البتر الذي مارسته الجزيرة على الخطاب .

ومن البديهي أن الشيخ ليس بالسذاجة التي يدعو فيها الناس لأن يجتمعوا لتكوين مجلس الحل والعقد في ظروف مثل ظروفنا الحالية التي لا يكاد يجتمع فيها اثنان من المعروفين إلا وقد رصدتهم أجهزة المخابرات. والشيخ لا يمكن أن يتحدث عن خطورة المواجهة المباشرة مع أمريكا في داخل جزيرة العرب هكذا بشكل مفاجئ دون معطيات جديدة .

ثم إنّه من غير المقبول أن شخصاً مثل الشيخ معروف بلغته العملية وخطابه الواقعي يتحدث عن فراغ سياسي وانهيار للأنظمة بلغة شعاراتية بينما الأنظمة تبدو أمام الناس صامدة متماسكة بأجهزة أمن قوية ، دون أن يكون للشيخ مقاصد أبعد من الطرح الظاهري..
إذاً لا بد أنّ الشيخ يتحدث عن سيناريو تدخل فيه أمريكا إلى جزيرة العرب عنوة وبجيشها ذاته وليس من خلال عملائها الذين مهدوا لها الأوضاع وسخروا لها الدين والاقتصاد ، وما دام الشيخ في نفس الشريط يقول إن الأنظمة عبارة عن أجهزة عميلة لأمريكا فمن الطبيعي أن أمريكا لن تفضل الاحتلال المباشر إلا في حالتين :
1- إما أن تنهار هذه الأنظمة وخاصة نظام آل سلول فتدخل أمريكا لتؤمن ما تظن أنه مصالحها المباشرة.
2- متابعات وبيانات ...

أو أن تتعرض أمريكا لضربة هائلة فيجنّ جنونها وتقرر تأديب المتطرفين في عمق جزيرة العرب باحتلال مباشر مثلما لم يقتنع الصهاينة بكل خيانات وعمالة السلطة الفلسطينية .
فرغم كل ما عمل ياسر عرفات وسلطته من قمع فعال للمجاهدين الفسلطينين أيام تطبيق اتفاق أوسلو ألا أن العمليات المتعاقبة دفعت اليهود لأن يتجاوزوا العميل ويعاقبوا المجاهدين بأنفسهم.
هذا على الأرجح هو السيناريو الذي يتحدث عنه الشيخ وهو الأليق والأكثر انطباقاً على برامج القاعدة واستراتيجية المجاهدين ، لكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هل الشيخ يتحدث في هذا الشريط عن استشراف سنني تأريخي يتوقع به هذه الحوادث مجرد توقع أو إنه يتحدث عن علم بأحداث متوقعه له يد في التخطيط لها بصفته المسؤول الأول في القوة المواجهة لأمريكا؟
أو ربما يصاغ السؤال بشكل آخر فيقال هل في جعبة الشيخ أو في جعبة القاعدة خطوة أو عملية قادمة أو مجموعة عمليات أو مشروع يؤدي إلى الوضع المذكور سواء كان سيناريو إغضاب لأمريكا أو سيناريو إسقاط للأنظمة؟

الجواب الصحيح من اختصاص المجاهدين وإن كان هناك إشارات قوية لكلا المشروعين أعني ضرب أمريكا أو إسقاط الأنظمة .
أما ضربة أمريكا فقد تحدث عنها الكثير بمن فيهم أمريكا نفسها وأخذتها مأخذ الجد وحددت في آخر تحذيراتها أنها ضربة مثل أو أكبر من ضربة سبتمبر ، ولا تزال أمريكا كلها واقفة على أطراف أصابعها خوفاً من هذه الضربة , والواقع أنني منذ زمن طويل توجهت بسؤال بسيط لكنه محدد وواضح لعدد ممن لهم علاقة بالقاعدة وسألتهم هل هناك ضربة كبرى أخرى ؟؟
فاجتمع لدي من الإجابات بعض الملامح حول الضربة التالية ، وأبرز هذه الملامح :
- أنها ضربة مبدعة بمعنى أنها غير متوقعة إطلاقاً ، وأنها لا يمكن أن تخطر على بالهم ولا يمكنهم تصور طريقة تنفيذها لأنها غير متصورة بشكل طبيعي.
- أنها كبرى ، بمعنى أن الخسائر التي ستصيب أمريكا والعالم الغربي بسببها كبيرة جداً لا يمكن حصرها.
- أنه من كبرها ستتغير موازين القوى الدولية بسببها.
تحليلات ...

هذه كانت توقعات أولئك القادة للضربة التالية ، وإن كان البعض قد خالف في تقييم أثر الضربة من حيث قدرة أمريكا على الرد ، فالبعض أشار إلى أن أمريكا ربما تبادر إلى رد فعل انتقامي فيما يشبه ما يسمى بـ ( انتفاضة الميت ) وأعني بها تلك الحالة التي تعرض لمن يتعرض للموت بعد مرض شديد ومعاناة فتجده في اللحظات الأخيرة يبدو كأنه شفي وعادت إليه العافية ليموت بعدها .. فالبعض قرر أن أمريكا ربما تنتفض انتفاضة الميت بسبب تلك الضربة وتتصرف وفق مبدأ الانتقام وتقرر احتلال الجزيرة مباشرة..

وأياً يكن رد الفعل الأمريكي سواء بالانهيار والخروج من المنطقة أو بالتغول فيها واحتلال الجزيرة العربية ومنابع النفط خصوصاً ، فإنّ النتيجة واحدة وهي الانهيار الشامل لبنى الحكم في المنطقة .
وأما مشروع إسقاط الأنظمة فهذا خدمته الحرب العراقية الأخيرة التي كشفت عمالة الأنظمة من جهة وجعلت رهانها متعلقاً بأمريكا مطلقاً وخدمته كذلك من خلال صناعة محضن مثالي للجهاد ، يمكن أن ينتشر منه الجهاد إلى بقية المنطقة ..
في جميع الأحوال ترجيحي الشخصي أنّ الشيخ يتحدث غالباً عن ضربةٍ قادمةٍ ورد فعل أمريكي يتمثل في احتلال مباشر لمناطق النفط في الخليج ، ويتوقع انهيار نظام الحكم في بلاد الحرمين تحديداً ، ويحمل العلماء والدعاة مسئولية التحرك في حالة انهيار النظام السلولي القائم..
إنّ قراءة المستقبل شرطٌ ضروري لمواجهة الأحداث القادمة ولعل في رسالة الشيخ الأخيرة تنبيه إلى بعض ما سيحصل في المنطقة ، ويقع على عاتق أهل العلم والدعوة مسئولية حماية الأمة وصيانتها والدفاع عن بيضة الإسلام والحفاظ على مستقبل الأمة من أوجب الواجبات في هذا العصر ، وهذا واجب العلماء في كل عصر أن يأخذوا بيد الأمة إلى بر الأمان في ظل هذه الظروف العاصفة التي تعصف بها ..

حفصة
07-29-2006, 04:02 PM
إنّ قراءة المستقبل شرطٌ ضروري لمواجهة الأحداث القادمة ولعل في رسالة الشيخ الأخيرة تنبيه إلى بعض ما سيحصل في المنطقة ، ويقع على عاتق أهل العلم والدعوة مسئولية حماية الأمة وصيانتها والدفاع عن بيضة الإسلام والحفاظ على مستقبل الأمة من أوجب الواجبات في هذا العصر ، وهذا واجب العلماء في كل عصر أن يأخذوا بيد الأمة إلى بر الأمان في ظل هذه الظروف العاصفة التي تعصف بها ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حفظ الله الشيخ اسامة بن لادن وجميع أمراء الجهاد والمجاهدين

وبارك الله فيك اخي الكريم وجعلك دائما رافعا لراية الحق اللهم آمين

دمت في حفظ الله ورعايته